تقدم هاشم نحوها

موقع أيام نيوز

وابقي اعمليلك فنجان قهوة اشربيه عشان تعرفي تركزى فالشغل اللي هتشتغليه كويس
فردت عليه ود وهي تتذكر طريقته في شرب القهوة وتبتسم هعملها قبل ماافطر وابدأ يومي بيها زيك.. اصلي ابتديت احبها جدا
فازدادت ابتسامة حمزه واخبرها بأنها الان ستضع قدمها علي اول طريق العظمه فلا يبدأ يومه بقدح من القهوة سوي احد العظماء..

فضحكت ود بخفه ثم انهت معه المكالمه تاركة اياه غارق في غياهب جب ضحكتها لا يستطيع الخروج وينتظر ان ينتشله احد السياره..
وقد قامت بهذه المهمه اخته سماح حين عادت من الخارج والقت عليه تحية الصباح وها هو يري بيدها قدح القهوة وبعض الاكياس التي لا تهمه علي الاطلاق هي او مافيها فكل مايهمه الان هو هذا القدح الذي خيل اليه انه يتراقص في يد سماح ويتهادي يمينا ويسارا في كحبيبة تقترب من حبيبها بدلال وبدا قلبه يتمايل معها 
وهاهي تصل اليه ليختطفها ويضمها بكلتا يديه متلهفا لها بكل شوق فتنشق رائحتها اولا ثم ارتشف منها بعد ذلك وهاهو يتحسن مع كل ارتشافة اكثر واكتر واكتر.. 
فما اجمله هذا الصباح الذي بدأه بصوت ود وانهاه بقهوته والاثنان اصبحا عنده سيان في تحسين ميزاجه..
ومرت باقي ساعات اليوم علي حمزه بطيئة رتيبه قضاها بين تصفح مواقع التواصل وبين التفكير في كافة مشكلاته وبدأ يبحث لها عن حلول المشكله الاولي هي حال ود ووضع الخطط المناسبه لعلاجها والثانيه هي عمله وهل سيستطيع ممارسته بعد يومين من الآن وهو لايزال متعبا بهذا القدر ويلزم لشفائه اسابيع وليست ساعات معدوده 
واخيرا التفكير في قدح آخر من القهوة
ورن هاتفه وحلت اولى مشكلاته حينما هاتفه وحيد واخبره انه آت اليه فطلب منه احضار كوبا من القهوة في طريقه..
وفي هذه الاثناء فوجئ حمزه وسماح بحضور زوجها وأولادها الذين اسرعوا جميعا نحو حمزه يطمئنون عليه ويكتشفون مدى سوء حالته ولم لا وهو كان لهم دوما نعم الخال ونعم الصهر..
وبعد ان طمئنهم حمزه عليه واخبرهم انه اصبح بخير الآن امر اخته سماح بأن تاخذ الاولاد وتذهب بهم الي شقته 
فتبقي معهم هناك ويجلس معه زوجها عبد الله بدلا منها
فوافقت سماح علي الفور علي الاقل ستتمكن من تحضير وجبة طعام جيده لهم جميعا وتأخذ لها حماما ساخنا وتنزع عنها هذه الملابس فكم تكره المشافي والولوج اليها والمكوث فيها وتعتبرها بؤرة للأمراض والجراسيم التي يهيأ لها بانها طوال اليوم تتسلق جدرانها وتعيش وتتكاثر فوق الاسره وعلي كامل الاثاث..
فأخذت الاولاد وغادت تاركة اخيها بصحبة زوجها يتجاذبون اطراف الحديث وعادت هي الي الشقه
وفي هذه الاثناء وصل وحيد بكوب القهوة الي حمزه فبدأ فى شربه بمنتهي الاستمتاع وترك وحيد مع عبد الله يتحدثون وهو أنشق عن مجلسهم بعقله وذهب لعالم آخر لا يسمع ولا يري فيه غير قهوته وانفاسها اللاهثه المتمثله في بخارها المتصاعد امام عينيه ..
اما ود فقضت اليوم كله وهي منكبة علي الاوراق التي امامها تحسب ما معها وماتملك ومالها من ديون شخصيه لدي الناس بعيدا عن معاملات الشركه والتي تستطيع تحصيلها بنفسها
واخيرا اهتدت الي فكره ستخلصها من حسام وتقطع احدي الخيوط التي تربطها به الشركه 
ستبيعها الي شركة منافسه لتقوم بدمجها وبتاريخ قديم وبهذا تكون قد وجهت الضړبه لحسام في منتصف الجبهه تماما ولكن قبل اتخاذ ايه خطوه عليها تكليف شخص ما بالقيام بجميع المعاملات والاتفاقات بدلا عنها وفي سرية تامه شخص تثق به وتكون علي يقين انه لن ېخونها 
وعلي الفور قفزت صورته امام عينيها نعم انه هو لا غيره طبيب المجانين او كما اطلقت عليه مچنون القهوة..
فتبسمت وهي شاردة ثم نهضت وتوجهت الي المنضدة التي تبعد عنها بعض الخطوات فأمسكت دفتر الرسم الخاص به وفتحته واخذت تنظر الى صورتها المرسومه وهي تتأمل مدي دقته في رسم الخطوط ورقته في ابراز ادق التفاصيل ورات كم هو بارع في كل شيئ يفعله 
وحدثت نفسها بان الشخص الذي يجمع كل هذه الصفات في آن واحد انه حقا لشخص مميز وبما انها تعشق التميز اذن فهي واثقة تماما ان
الطبيب حمزه سيتبوء لديها ارفع المناصب واهمها علي الاطلاق مستقبلا ...
انتهي اليوم اخيرا بكل مايحمل من خطط ومخططات من الكل لما سيفعلونه مستقبلا.. 
واتي يوما جديدا استهله حمزه كسابقه بمكالمة لود سبقت كل شيئ حتي قهوته الصباحيه اطمئن عليها وعلي السيدة كريمه 
وامضى الاثنان بعضا من الوقت يتجاذبون اطراف الحديث دون ملل
علم فيها حمزه كم تعاني من فقدان ثقتها في نفسها وكيف تنظر الي نفسها نظرة دونيه وانها انثى غير كامله وكل هذه الافكار حسام هو المسئول الوحيد عن ترسخها بداخلها 
فنفي حمزة كل هذه الخزعبلات التي اجتاحت خلايا عقلها واستولت عليها واخبرها بطريقة غير مباشره 
كم هي جميله ورائعة ولديها من المميزات الكثير والكتير ولكن ليس للجميع نفس القدره علي رؤية الاشياء الجميله 
والازواق دائما تتفاوت وهذه منظومة كونيه فلولا اختلاف الازواق لحدثت معارك واختفت
تم نسخ الرابط