تقدم هاشم نحوها
المحتويات
ياحمزه ومن اهمالك بس لو مكنتش اكفأ اطبائي مكنتش خليتك عندي فالمستشفي ساعه وحده لكن اعمل ايه محتاجلك وهتحمل سوئاتك وچنونك لان من غيرك المستشفي دي متمشيش ولا حد يخف منها ويتعالج غير بعد سنين
قالها وتنهد ثم انكب علي الاوراق امامه ينهي مابها قراءة وتدقيق ثم امضاء ..
اما حمزه فتوقف امام باب الغرفة المنشودة بعد ان تأكد من رقمها الصحيح وأبى ان يدخل الا ان ينهي قدح قهوته اولا فهو قادر على تحمل اي شيئ فالعالم الا ان تسكب قطرات من قهوته الصباحية بعيدا عن فمه ويضيع استمتاعه بالكوب كله..
فقد كانت فتاة تجلس على السرير في هدوء تام اشبه ماتكون بحورية من حوريات البحر علي حد ما سمع عنهم وعن حسنهم وعلي حد افتراضه انهم يتحلون باضعاف جمال فتايات الارض..
تقدم حمزه نحو ذلك الجمال المكنون بخطوات بطيئة وعيون فاحصه واول ماوقعت عليه عيناه شاش ملتف حول معصمها وشريط لاصق فوقه وهذا دليل قاطع علي محاولتها الاڼتحار
توقف امام سريرها ومد يده ليأخذ التقرير المعلق علي حافته والذي به كل
تفاصيل الحاله وتوسعت عيناه وهو يقراء الحاله الاجتماعيه... متزوجه.. السن ٢٨
رفع رأسه من التقرير وطالعها بعيون متفحصه وعقل يشعر بغاية الغرابه فمن يراها للوهلة الاولى يظن انها فتاة يافعه لا تتعدى سنوات عمرها العشرون وعقل يتسائل تري من هو ذلك المچنون الذي يملك مثل هذا الجمال ويتركه يتألم الي ان يكره الحياة لدرجة الاڼتحار!!
ود قاسم الشناوي... ديق حاجبيه لتعود اذنيه علي وقع الاسم كأنما سمعه قبل ذلك مرات عديده واخذ يكرره بينه وبين نفسه وتوسعت عيناه اكثر حين قرأ المهنه.. عارضة ازياء !!
اخرج هاتفه ليتأكد مما هاتفه به عقله وكتب الاسم وقام بالبحث علي محرك جوجل وابتسم حين تأكدت ظنونه وظهرت صورتها علي شاشه المحمول وقام بقرائة النبذة المختصره عنها وادرك الان ان هذا الاسم كثيرا ما تردد علي مسامعه ومر امام عينيه علي صفحات الصحف وشاشة الهاتف وفي اعلانات التلفاز..
امعن النظر في صورها التي سرعان ماامتلئت بها شاشة هاتفه بمجرد ان ضغط على كلمة المزيد من الصور
وتعجب اين ذهب هذا الوهج وهذة الهاله التي كانت تحيط وجهها من السعادة!
واين اختفت تلك اللمعة التي فى عينيها وابتسامتها الساحره التي تأسر الالباب وكيف تبدلت من سيدة كانت تشع حيوية الي هذه الكتلة المنطفئه !
نعم لازال الجمال موجودا ولكنه جمال ذابل كزهرة اقتطفت من غصنها بمجرد ان تفتحت فذبلت قبل اوانها..
اعاد التقرير لمكانه وتقدم ساحبا مقعد كان في طرف الغرفه ليجلس امامها مباشرة ولكن علي مسافة منها تبلغ حوالي المترين وهذا ايضا من احدى دواعي السلامه وأمسك اطار نظارته فعدله رغم اعتداله ولكنها حركة اعتاد عليها ودائما مايلجأ لها في اشد اللحظات توترا..
تنحنح محدثا صوتا لكي تلتفت اليه ويجذب اليه عيناها المتعلقتان بالنافذه منذ دخوله ولكن كان ذلك دون جدوي فقد استمرت علي نفس الوضع..
فقرر التحدث مباشرة وجذبها بالكلمات واستهل حديثه بسؤال تمني ان تجيبه عليه لكي يرضي فضوله فالمقام الاول ثم يساعده في علاجها فالمقام الثاني ولكن في قرارة نفسه يعلم انه لن يتلقي أية اجابات
ممكن تقوليلي عملتي فنفسك كده ليه
انتظر لحظات ثم تحولت لدقيقه ثم دقائق ولم يجد اي اجابة منها كما توقع او حتى التفاتة تدل على انها سمعته فطرح عليها سؤال آخر ولكن بطبقة صوت اعلى متمنيا ان تأتي بنتيجة هذه المره
طيب ممكن تقوليلي اسمك... انت عارفه اسمك مش كده
ولكن هاهي ثاني محاوله تبوء بالفشل ايضا حينما ظلت على نفس صمتها غير آبهة به او بأسألته او لوجودة من الاساس وكل مايشغلها الان هي اورق شجرة الزيزفون التي تتأرجح مع الريح ذهابا وايابا امام عينيها
تحدث حمزة مرة اخرى واخرى
متابعة القراءة