تقدم هاشم نحوها
المحتويات
لملامح طفلة صغيره قد عادت اليها امها بعد ان تركتها فى رعاية احد الجيران مدة طويله وافترقت عنها لأول مرة في حياتها..
فترقرقت الدموع في عينى ود لتهبط منهما دمعة لم تستطع الصمود اكثر
حين دفعتها دمعة اخري لتستولي على مكانها لتدفعها اخري مما نتج عنه سيلا من قطرات الدموع المتدافعه والتي جعلت كريمه تجلس بجوارها سريعا فتلمها في احضانها
ولاحظ حركة يديها وهي تتمسك بها بقوة كغريق قد مر بجواره جزع شجره..
رفع الطبيب حمزه الكرسي الحديدي وتحرك به خوفا من ان يصدر صريرا يزعجهم اذا قام بسحبه وابتعد به بعيدا وقام بوضعه في زاوية الغرفه وجلس عليه تاركا للاثنين المجال للتنفيس عما بداخلهم من اشتياق ترجم في هيئة دموع تتسابق من الاثنين وشهقات تتعالي حتي بدأت تظهر علي السيدة كريمه علامات اختناق
فأخرج بخاخ الرزاز وقام بوضعه في يدها لتسارع هي في وضعه بفمها والضغط عليه وكل ذلك تحت انظار ود المرتعبه والتي لازالت يداها متشبثة بثوب السيدة كريمه..
اقترب الطبيب حمزه من اذن السيده كريمه واردف لها هامسا بعد ان بدأت انفاسها تهدأ
ردت عليه السيدة كريمه بإيمائة خفيفه من رأسها فابتعد عنها مبتسما وهو يراها بدأت بترتيب خصلات شعر ود المتناثرة
بعد ان مسحت بأطراف اصابعها قطرات الدموع التي استكانت علي وجنتيها وهمست لها بحنوا بالغ
خفي واوعدك هاخدك ونبعد عن كل الناس الوحشه
هنسافر بعيد انا وانتي وبس وهنروح فمكان جميل بيطل على بحر
مش انتي طول عمرك بتحبي البحر ياود احنا هنعيش جمب البحر وتفضلي تبصيله ليل نهار...
تيما قطتك حبيبتك بتدور عليكي فكل مكان اكيد عايزاكي تكوني جمبها وهي بتولد وتختاريلها اسامي ولادها وتربيهم وتهتمي بيهم زي مابتهتمي بمامتهم
ورودك اللي فالجنينه اللي زرعاهم بأيدك خلاص براعمهم قربت تفتح وعايزين لما يفتحوا يفتحوا عنيهم علي صاحبتهم اللي ادتلهم الحياة باهتمامها
كل حاجه مشتاقالك ياود ونفسها ترجعيلها
استمرت السيدة. كريمه فى الحديث مع ود وتكرار محاولات استدراجها للحديث ولكن للاسف قد بائت جميع المحاولات بالفشل وكان الصمت حليف ود..
التي كانت تشعر بأن أغلال تكبل فمها تمنعها من الحديث وكأن لسانها قطع عهدا علي نفسه بعدم النطق اوتاهت منه الحروف فلم يعد يستطع اليهم سبيلا.
تنهدت كريمه وهي تنظر لود بقلة حيله قبل ان تلفلفها في احضانها مرة اخري ونظرت للطبيب حمزه بيأس ولكنه اومأ لها برأسه يخبرها بأنه لا بأس
واخذ ينظر اليهم وهو غارق في التفكير في الطريقه التي يجب ان يتبعها للدخول الي عقل تلك الصامتة العنيده ونزع شرنقة الصمت من حولها لتخرج من صمتها ويقودها الي فضاء الامل الواسع فتنطلق مرفرفة الى سماء الحياة من جديد..
تنهد بقوة قبل ان يقف داعيا السيدة كريمه للخروج والاكتفاء بهذا القدر رغم رؤيته للاثنتين وقد استكانت كل واحدة فيهم في احضان الاخري كأسير عاد لوطنه بعد غياب
وخصوصا وهو يري ود قد اغمضت عيناها كطفلة صغيره نامت علي صوت تهويدات امها ولم يشأ ان يقاطع صفوا لحظاتهم ولكنه مضطر
فاردف بنبرة هادئه
كفايه كده ياأم
ود النهارده عشان وقت الزيارات انتهي وميعاد مرواحي انا كمان جه وبالمره عشان اوصلك فطريقي وتكمليلي اللي وقفنا عنده..
اومأت السيده كريمه برأسها للطبيب حمزه ايجابا
وبدأت في تحريك رأس ود الغافية علي صدرها رويدا رويدا بعد ان قبلتها علي جبينها عدة قبلات متتالية
مودعة اياها بعيون تنطق ألمامما آل اليه حال صغيرتها
ومن ثم قامت بوضع رأسها علي الوسادة برفق وحنو بالغ
وما كان من ود الا ان فتحت عيناها لثانيتين تتأكد من وجود السيدة كريمه بجانبها
واغلقتهم مرة اخرى حين اطمأنت انها لا تزال بجوارها
فمسدت كريمه علي كتف ود وذراعها عدة مرات صعودا ونزولا
حتي تبعث الطمأنينه في نفس ود اكثر وتجعلها تنام ملئ عيونها نوما حين تطمئن للمساتها الحنونه..
وما ان شعرت بانتظام انفاسها مجددا حتي قامت بتدثيرها بالغطاء الخفيف الذي كان بجوارها
ورفعت يدها التي كانت لاذالت متعلقة بثوبها فقبلتها على معصمها فوق الشاش الملتف حولة قبلة حنونه وقامت بدسها تحت الغطاء
ثم انسحبت من جانبها بخفة وغادرت الغرفه في هدوء مع الطبيب حمزه بعد ان
متابعة القراءة