عينيكى وطنى وعنوانى
المحتويات
يابت ولا فستان عشان لما ارجع اخدهم من تاني دا جوزك يامنيلة على عينك يعني مش خطيبك وبس كمان
قطبت بحيرة تسألها
يعني إيه
قبلتها بشغف وهي ترد بابتسامة دافئة
يابت انا اتجوزت من زمان وعيشت حياتي مع راجل نساني الدنيا بحالها مش بس حب المراهقة والظروف الۏحشة معاه يعني عمتك كانت بتلاعبك ياعبيطة
والنبي بجد
وحشتيني اوي يابنت اللذينة ووحشتني طيبتك وحنيتك دي
خرجت من وهي تمسح بأبهامها الدموع الساقطة منها على الوجنتين تهتف ساخطة
دي عيشتني ايام سودة وطب والنبي من ما انا مسمحاكي ياعمتي
ازدادت ضحكات الاثنتان وفوزية تشاكسها
انا عارفة ياعمتي اهو لقيت نفسي متلخبطة ومكسوفة لما اتفاجئت بيكي في ليلة كتب كتابي واكنك ظبظتيني في تهمة متلبسة
ياحبيبة قلبي
قالت مبتسمة
مين قال كدة بقى انا كنت كل مااشتقالك اطل عليكي واراقبك من بعيد
ازاي
همت لترد ولكن اوقفها صوت الهاتف الذي كان يصدح بورود مكالمة
دا تليفونك يافجر
اومأت برأسها وهي تخرج الهاتف من حقيبتها فقطبت مندهشة وهي تجيب على الرقم الغريب
معايا لا طبعا ماشوفتوش ولا قابلتوا من الصبح ايه اللي حصل ياعصام ازاي يعني ماتعرقش مكانه هايكون راح فين بس طبعا ححاول اتصل بيه واشوفه راح فين ماشي ياعصام
انهت المكالمة سريعا لتنهض عن كرسيها قائلة بقلق
طب عن اذنكم ياجماعة انا لازم اروح على بيتنا حالا علاء خرج من الصبح ڠضبان وماحدش عارف طريقه فين
ياحسحس ياابو ډم تقيل انت مش ناوي بقى تفك كرمشة وشك دي مش لايق عليك ياعم
رد بصوته الأجش
هو ايه اللي مش لايق عليا
قالت بدلال
التكشيرة بصراحة انا اول مرة اشوفك مدايق كدة في كل خناقتنا مع بعض مافيش مرة وشك اتقلب فيها بالشكل ده
اعتلت زاوية فمه ابتسامة مستخفة وهو يرد
حاسس بإيه ياحسين قول ياحبيبي على اللي مزعلك وخرج اللي جواك
تجاهل سؤالها ليجيب بسؤال غيره
بقولك إيه انتي مش ملاحظة ان علاء اتاخر اوي هو راح فين دي اول مرة يغيب فيها عني كل ده
اخفت ارتباركها وهي تحاول الإجابة ببعض الثبات
ما انا قولتلك ياحبيبي عمي ادهم اتصل بيا وبلغني ان علاء روح البيت عشان يرتاح شوية من تعب الايام اللي فاتت واكيد خدته نومه
قال بتشكك
عمك ادهم برضوا اللي بلغك امال هو راح فين بقى مختفي هو كمان دا حتى عصام مرجعش يطل عليه من الصبح
ردت ممازحة بتصنع
الله الله هو انت لحقت تزهق مني ياسي حسين ولا إيه بقى لما اتواضع انا النهاردة بجلالتي وقدري واتبرع بالأنفراد بيك تفتكرلي انت فلان وعلان واكني مش مالية عينك ولا سادة الفراغ اللي جواك
فراغ إيه إللي انتي سداه
نعم !
كرر باستفهام
بسألك عن الجملة الاخيرة دي ايه معناها
اهتزت كتفاها بعدم اكتراث
انا عارفة انا بسمعها كدة وخلاص
فلت كفه من يدها ليضغط بابهامه وسبابته على وجنتها بغيظ
ولما انتي مش فاهمة معنى الجملة بتكرري ليه زي البغبغان هي لماضة وبس
صاحت ضاحكة وهي تدفع يده
بس ياعم الله هو انت شايفني عيلة صغيرة
بابتسامة مستترة هتف متصنعا الجدية
العن وامر العيلة هاتكبر لكن انتي بعقلك الهايف ده هاتجنني امي العمر كله
ضحكت بمرح حتي جعلته يتخلى عن عبوسه ويشاركها الضحك وهي تردف بغرور
ربنا ما يحرمك مني يارب
وفي الجهة الأخرى كان الوضع في شقة علاء على اشده أدهم الذي اتعبه البحث مع رجاله حتى استسلم مضطرا للأنتظار المر مع شاكر وزجته التي لم تستطع التخلي ولو
لحظة عن زهيرة خوفا عليها لتنتكس وتعود للمرض مرة من الخۏف والقلق على ابنها الذي اختفى عن رؤيتها ولم يرد ولو على اتصال واحد منها في ظاهرة لم تحدث طوال حياته مهما مر عليه من أحداث عصام الذي ترك عمله في المشفى بعد معرفته بعدم عودة علاء من وقت ان غادر المشفى ولم يستطع اللحاق به كان واقفا بسيارته امام البناية مع فجر التي شرح لها مشهد الصباح وما فهمه من كلمات علاء معه
انا قولت بس اشرحلك واقولك على اللي حصل بما انك شهدتي على الموضوع من اوله
متكتفة الذراعين تهز برأسها وكأن كثرة الصدمات افقدتها حس الإجفال أو الإندهاش
اردف عصام
يافجر انا قولت اشرحلك عشان تفهمي وتطمنيني عليه لما يوصل انا لولا بس ان بنتي الصغيرة النهاردة بايتة عندي ماكنت اتحركت من مكاني في انتظاره
تنهدت قائلة بتعب
روح ياعصام وانا هاتصل بيك واطمنك لما يوصل هو اكيد هايرجع مهما كانت الصدمة كبيرة عليه لكن اكيد هايرجع مش كدة برضوا
ان شاء الله يافجر يرجع حس المسؤلية عند علاء اكبر من أي چرح واي هموم
بعد ذهاب عصام
وتركها في انتظار حبيبها الذي لم تمل تكرار الاتصال عليه رغم عدم اجابته حتى اقتربت الساعة للحادية عشر مساءا وكاد الانتظار ان يعصف بقلوب الجميع دلف فجأة لداخل شقته مكفهر الوجه القى التحية من تحت اسنانه ذاهبا نحو غرفته ليغلق بابها عليه ولم يبالي بنداء والده وتوسلات والدته او حتى شاكر وزوجته حتى وصلهم صراخه من داخل الغرفة
انا تعبان ومش عايز اشوف ولا اكلم حد ممكن بقى تسيبوني في حالي
خرج صوتها بارتجاف
حتى انا ياعلاء مش عايز تسمع صوتي
ساد الصمت فقالت بارتجاف أكثر
علاء انا مش هاتحرك من هنا غير لما تفتحلي ان شالله حتى ابات جمب باب الاوضة
شهقت باكية
افتحلي ياعلاء عشان اطمن عليك
ياحبيبي انا قلبي هايوقف من الخۏف والقلق
ضړبت على باب الغرفة صاړخة
ياعلاء افتح بقى وماتتعبش اعصابي اكتر من كدة افتح يا علاء
شقت مخضۏضة حينما تفاجأت بفتح الباب وهو يجذبها بسرعة للداخل ويعاود اغلاقه مرة اخرى بقوة
لم تصدق عيناها وهي تنظر الى وجهه العابس امامها وقد ارتسم الألم عليه بقوة تقدمت نحوه صامتة بتردد
حتى اقتربت تتناول كفه الكبيرة ترفعها اليها بين كفيها تداعبها بحنان وهي ترجوه بعيناها ليهدء بركان الڠضب بداخله وهي تخاطبه
حاسة بيك وواجعني اللي واجعك بس عايزاك تهدى
انا جمبك ياحبيبي ومش هاسيبك اهدى بس انت اهدى
خرج من منزله يضم سترته الثقيلة حول علها تخفف بدفئها برودة الجو الشديدة في هذا الوقت المبكر من اليوم وصل لدراجته الڼارية ليقف ثم فرك بكفيه يدفئهم قليلا قبل أن يتناول هاتفه من جيب بنطاله يتصل بأحد الأرقام فتجيبه صاحبة الإتصال
الوو صباح الفل ياخالتي في نعمة والحمد لله المهم البنات صحيوا تمام ياخالتي فطريهم بقى وجهزيهم عقبال انا مااشق ريقي بلقمة من عربية الفول اللي في اخر الشارع وبعدين بقا ياخالتي متزعلنيش منك هما كدة كدة في طريقي يبقى ايه لزوموا بقى المواصلات والزحمة حمد لله المكنة شديدة وتتحمل المسافات تمام بس حاولي تجهزيهم بسرعة عشان مايتأخروش على ميعاد المدرسة ربنا يرحمه ويبشبش الطوبة اللي تحت راسه يارب ماشي سلام ياخالتي
انهى المكالمة واستدار بخطواته لكي يقطع الشارع ليصل للعربة في اخره التي سيتناول طعام افطاره عليها ولكنه توقف محله حينما لمح شبح الصغير ملثم الوجه وهو يتلفت حوله پخوف كي يصل لوجهته بخطوات مسرعة ابتسم بزاوية فمه وهو يتناول الهاتف مرة ليتصل برقم اخر
الوو ايوة ياعم علاء انا مازن معلش بقى ان كنت صحيتك بدري اوي بس المعلومة دي ماينفعش تستنى سعد دخل الحارة قدامي دلوقت متلتم زي الحرامية وزمانه وصل بيتهم بسرعة بس والنبي تعالي عشان اللحق انا مشواري واوصل البنات اخوات حودة الله يرحمه لمدارسهم تمام وانا هتابعك بالتليفون تسلم يارب
اغلق الهاتف ليفرك مرة أخرى كفيه مبستما بحماس في انتظار المعركة!
خرجت من غرفتها لتجد والدها ووالدتها وعمتها فوزية على منضدة الطعام يتناولون وجبة الإفطار في انتظارها القت التحية بوجه عابس وهي تجلس بجوارهم على أحد المقاعد
صباح الخير ياجماعة
رددوا خلفها التحية وهي انكبت تتناول طعامها بغير شهية شاكسها أبيها
ماتفردي
يابت بوزك اللي قالباه كده عالصبح من غير سبب ولا يكون في سبب
ردت محرجة
يوه يابابا هايكون في إيه يعني عادي
أردف بابتسامة ساخرة
عادي برضوا ولا يكونش زعلانة مع سي علوة يابت وانا مش داري
ازداد عبوس وجهها والذي اكتمل بحمرة الخجل التي زحفت لوجنتيها تدخلت فوزية
يالهوي عليك ياشاكر ماتهمد بقى ياخويا وماتكسفش البنية اللي يينها ويين خطيبها دي خصوصيات ملناش احنا فيها
سميرة
خصوصيات ايه بلا نيلة دا العيال من ساعة ماخطبوا بعض والمصاېب شغالة ترف على ادمغتنا بالكوم مرة بحاډثة حسين وكملت بالزعلة الكبيرة لعلاء ووالده اموت واعرف ايه اللي بينهم مش ناوية برضوا تتكلمي يافجر
تاففت ناهضة
تاني ياماما السؤال ده ماقولتلك ماعرفش انا رايحة اجهز عشان احصل شغلى بقى
رددت سميرة من خلفها
برضوا انتي ماتعرفيش ياست الابلة! اقطع دراعي ان ماكنتي عارفة وبتستهبلي
لكزتها فوزية
ماتسيبها ياولية هو انتي هاتموتي لو معرفتيش
فتحت فاهها لترد ولكن سبقت فجر وهي تهتف على والدها فجأة قبل الدلوف لغرفتها
ماتمشيش يابابا قبل ماتاخدني توصلني معاك
عشان علاء اتصل وقالي انه خرج بدري على مشوار مهم
دوت ضحكة ساخرة من شاكر وهو يتلاعب بحاجبيه
ايوة بقى قولي يبقى عشان كدة قالبة وشك يا أبلة فجر
دبت أقدامها على ألارض بغيظ قبل ان تذهب لداخل غرفتها متاففة تساءلت سميرة بفضول
يااخويا انه مشوار دا اللي يخرجه بدري كدة والساعة مجابتش سبعة الصبح
توقف على مدخل الحارة بسيارته التي قادها بسرعة شديدة حتى يصل وجد مازن في انتظاره بجوار دراجته البخاربة وبجواره اخوات حودة اسرع اليه وهو يترجل من باب السيارة قائلا
حمد لله انك وصلت عشان اللحق اوصل انا البنات لمدراسهم
تابع وهو يقترب من أذنه يهمس
وكويس عشان تحصله قبل مايمشي
سأله بهمس هو الاخر وبأطراف اصابعه يمسح على شاربه بتحفز
هو فين دلوقتي
خرج من بيتهم جري على ورشته من يجي عشر دقايق بس يعني يدوبك تلحقه
اربت بكفه على اكتاف مازن قبل أن يتحرك قائلا
تمام يابطل اتحرك انت بالبنات وانا هشوف شغلي
ربنا يقويك
تمتم بها قبل ان يذهب مهرولا نحو الفتيات كم ود الأنتظار ليرى بنفسه عقاپ الخائڼ ولكنه لن يتقاعص عن تأدية واجبه في توصيل الفتيات وبعدها يعود على الفور ليرى وليضحي بيوم من العمل
بداخل ورشته الخالية من العمال تناول سريعا بعض النقود الورقية من خزانة امواله الخشبية ليضعها في جيوب سترته الثقيلة وأيضا في جيبي
متابعة القراءة