عينيكى وطنى وعنوانى

موقع أيام نيوز


كم المصاېب اللي
عليا دي وارجع فيها لبيتي وحالي ومالي مافيش
حاجة في الدنيا مضمونة طول مالعقل شغال 
قال الاخير وهو يشير بسبابته بجانب رأسه لوت هي شفتيها بغير اقتناع ولكنها سألته
طب يعني على كدة انت ممكن تبرئني انا كمان بعقلك النور ده 
صدح ضاحكا بصوته العالي يقهقه ساخرا منها فقال بين ضحكاته
تتبرئي فين ياهبلة ههه وانتي هربانة بفلوس الراجل والدهب كمان ههههه

صكت فمها تشيح بوجهها عنه لكي تتجنب الرد على سخريته برد لاذع فأكمل هو ببعض الجدية بعد أن هدأت نوبة ضحكاته
على العموم انتي لازم تخلي بالك من نفسك وماتخرجيش كتير لحد الدنيا ماتهدى ونشوف لنا صرفة الا قوليلي صح انتي غيرتي من اللوكاندة اللي قولتلك عليها
لا مغيرتش ياسعد عشان ماينفعش اروح لبيت ستي ولا أي حد يعرفه أدهم بس انا شايفة كدة السطح هنا شرح وبرج ماتشوفلي صرفة اسكن هنا انا كمان في الأوضة اللي جمب اوضتك 
شرح وبرح !
قالها ساخرا قبل ان يتابع
لا ياختي ماينفعش نبقى مع بعض عشان ماحدش فينا يوقع التاني وبرضوا ماينفعش اللوكاندة ليكي وانتي ست ولوحدك شوفيلك سكنة عند أي حد مايعرفهوش جوزك فاهماني بقى 
اومأت برأسها متفهمة وهي تتسائل بداخلها اين يمكنها الذهاب 
في المقعد الخلفي بسيارة الأجرة وهي جالسة بجوارها ولا تعلم عنوان وجهتها تنهدت بقلق وهي تنظر من نافذة السيارة للخارج لقد مر عدة أيام منذ حديثهم العاصف حينما طالبتها باثبات ولائها ومحبتها لابنتها الراحلة فاتن! تلجلجت معها وهي لا تدري مقصدها حتى سألتها بغموض 
يعني لو طلبت منك تسيبي علاء هاتسيبه 
ظلت فجر لبعض اللحظات تحدق بها بعدم استيعاب تنتظر منها التراجع عن مطلبها وادعاء المزاح ولكن ملامحها المغلفة زادات من حيرتها 
فخرجت اجابة فجر بتشتت
انت بتتكلمي ازاي ياعمتي هي علاقة حب ولا خطوبة عادية دا جواز وانا مكتوبة على إسمه يعني ما ينفعش 
بابتسامة بمبهة نهضت من جوارها وهي تقول 
يعني انتي مش عايزة تسيبي حبيب القلب وبتقولي انك بتحبي فاتن! ماشي

يافجر 
نهضت خلفها توقفها ممسكة بذراعها حتى سقطت دمعة على وجنتها دون ارداتها 
ياعمتي بلاش كلامك ده انا لو اعرف ان دا هايرجع فاتن هاعمله ومش هاتأخر بس دا ممانوش فايدة وهي دلوقتي عند ربنا يعني الحي ابقى من المېت زي مابيقولوا
انشق ثغرها بابتسامة جليدية لها قبل ان تخرج بصمت وتتركها في حالة من الشتات والتخبط استمر لعدة ايام وهي تعاملها بشكل طبيعي أمام الجميع والأغرب انها كانت تمازحها ايضا معهم ولكن تظل هذه النظرة المريبة منها تخبرها باستمرار الحړب الباردة بينهم حتى جاءت اليوم تخبرها بشكل مباشر امام والدتها انها تريدها معها في الذهاب زيارة لأحدى الاقارب من اهل زوجها بصفتها تعلم بأماكن المدينة أكثر منها الغريب في الأمر انها لم تأخذ ابنتها سميحة وهي الأولى وحتى انها لم تذكر لها العنوان ولكن ذكرته بالتحديد أمام السائق فما فائدة مجيئها معها اذن
بس هنا على إيدك يااسطى 
استفاقت من شرودها لتجدها تنظر نحوها قائلة بهدوء 
ايه يافجر مش عايزة تنزلي ياعين عمتك احنا خلاص وصلنا 
وصلنا!! 
قالتها قاطبة حاجبيها باندهاش ازداد أكثر حينما ترجلت من السيارة وهي ترى رقي المبنى السكني التي تتقدم بخطواتها نحوه وهي خلفها تسير كالمغيبة دلفت لداخل المبنى الرخامى تلقي التحية على الحراس وهم يرددون التحية خلفها بمودة وكأنها من أصحاب المبنى وليست غريبة عنهم 
وفي مكان اخر بحديقة المشفى وعلى اريكة خشبية تحت ظلال الأشجار الكثيفة كان جالسا متكتف الذراعين راسه مطرقة للأرض نحو اقدامه الممدودة للأمام تاركا نفسه للحزن وقد تمكن اخيرا بالانفراد مع نفسه بعيدا عن والدته او شقيقه المړيض الذي انتبه رغم تصنع السعادة والمزاح امامه بحزنه وسأله عما به ولكنه كان دائما ما ينكر متهربا منه ومن فراسته يخفي بقلبه هذه الغصة المريرة لشعور الغباء الذي تملكه طوال هذه السنوات شقيقه الصغير رغم طيبته ودماثة اخلاقه يكتشف العيب وهو المشهور دائما بقرب الشبه بينه وبين والده في قوة الشخصية والتحكم يظل اعمى وينساق خلف حمائية كاذبة لشخص مريض استغل هذه العاطفة بكل خبث ودهاء كيف كان سيسامح نفسه لوحدث السوء لشقيقه مۏته اهون من هذا الاحساس !
الجو جميل هنا
صح 
رفع عيناه نحو محدثه وقد علمه من صوته من قبل ان يراه اومأ له برأسه بروتينية غير قادر على الرد تنهد عصام
بصوت عالي قبل ان يجلس بحواره مربتا على ركبته برفق 
هون على نفسك هون احنا عايشين في الدنيا عشان نتعلم 
ابتسم بجانبية قائلا 
اتعلم إيه بالظبط انا راجل داخل ٣٣ سنة واكتشفت اني طول سنين عمري اللي عدت دي كنت حمار يبقى هاتعلم امتى بقى
جاء رد عصام حازما
ماتقولش كدة ياعلاء انت مش اول واحد تنخدع في صديق في غيرك بينخدك في حبيبته وفي غيرك بينخدع في أهله نفسهم دي طبيعة النفس البشرية ماحدش له سيطرة عليها طب مثلا عندك انا كنت فاكر خالي دا في مقام والدي لكن بعد ما اتجوزت بنته تعالى شوفه بقى مطلع عين امي على شوفة البنت رغم انه عارف اني احق من بنته المدلعة في حضانتها واني بيعدي عليا وقت بخاف امسك المشرط لاحسن اسرح من خۏفي طول الوقت على بنتي لاتهمل فيها والدتها زي ماعملت قبل كدة كتير واحنا متجوزين بس اهو بقى هاعمل ايه يعني
حدق به للحظات قبل أن يسأله باهتمام 
هي بنتك عندها كام سنة ياعصام 
اشرق وجهه مبتسما وهو يجيبه بحب
بنتي عندها ٣ سنين بس إيه بقى قمر زي البطة كدة وډمها زي السكر عكس امها خالص تنكة وشايفة نفسها مش عارف انا على إيه والله 
ضحك علاء وقد اندمج معه في الحديث قائلا بمزاح 
إيه ياعم دا انت شكلك مش طايقها خالص 
اشار بإصبعيه على عضمة رقبته قائلا بإسلوب فكاهي
صدحت ضحكة علاء مقهقها حتى دمعت عيناه والاخر يشاركه
دا انت باينك مغلول منها ياجدع 
اه والنبي ياخويا ماتفكرنيش دا انا قلبي شايل ومعبي 
تبادلا المزاح لعدة لحظات اخرى وكأنهم استعادوا صداقتهم القديمة حتى اجفلتهم إحدى الممرضات التي أتت اليهم بخطوات مترددة
يادكتور عصام لو سمحت 
في إيه يانهلة عايزة إيه 
فركت بيديها بتوتر وهي تتنقل بعيناها بينه وبين علاء الذي شعر بالقلق
بصراحة يادكتور انا مكنتش اعرف انكم مخبين عليه 
سألها علاء 
هو مين اللي

مخبين عليه في إيه ياانسة
رددت پخوف وهي تخاطب علاء
بصراحة بقى الأستاذ حسين اخو حضرتك سألني عن الولد اللى كان معاه في الحاډثة وانا
قولتله تعيش انت 
انتفض واقفا يقاطعها 
بتقولي إيه 
نهض عصام هو الاخر ولكن ليسألها بهدوء
وبعد ما قولتيلوا حصل ايه 
اجابت متهربة منهم بعيناها
بصراحة حزن قوي وهو دلوقتي عمال يعيط عليه بحړقة وحتى والده مش عارف يهديه 
ېخرب بيتك 
قالها علاء وهو يجري مهرولا نحو المبنى الموجودة به غرفة اخيه اما عصام فجز على اسنانه ملوحا لها بقبضته يقول
كان لازم يعني تنسحبي من لسانك ماينفعش تعملي شغلك وانتي ساكتة روحي ياشيخة ربنا ياخدك 
ثم تحرك مسرعا ليلحق بصديقه 
بدموع الۏجع التي لا تتوقف كان يبكى صديقه الصغير وهو لايزال عقله لا يستوعب او يصدق الخبر ولكن ۏجع قلبه يخبره الحقيقة 
اه ياحودة 
ادهم وهو يربت على ذراعه بقلب وجل 
ياحبيبي مش كدة هدي نفسك دا احنا مصدقنا انك بدأت تتحسن 
انا السبب انا السبب عشان لو مكنتش اخدتوا معايا في مشوار الزفت ده مكانش حصل اللي حصل وراح فيها 
صاح عليه أدهم بصرامة
بس يابني حرام عليك واستغفر ربنا دا قضاء الله وقدره واحنا مالناش الإعتراض على حكمته 
حاول التماسك وهو يجاهد للتوقف ولسانه يتمتم بالأستتغفار 
استتغفر الله العظيم استغفر الله العظيم يارب
تنهد أدهم بعمق وهو يهدهده 
ايوة يابني استغفر واستعيذ من الشيطان الرجيم دي كلها أقدار من ربنا 
مسح بأبهامه دمعة اخرى وهو يخاطب والده بحدة
بس دا مكانش قدر ربنا شكل العربية اللي دخلت علينا فجأة مايظهرش ابدا انها حاډثة لا دي واضح قوي انها كانت قصدانا هو انا تليفوني فين والبت امينة صح راحت فين ماټت هي كمان ولا إيه بالظبط
حرك ادهم رأسه بعدم فهم 
بت امينة مين احنا منعرفش ان كان معاكم ست ولا نعرف هي راحت فين وان كان على تلفونك فهو موجود ياحبيبي بس دا ادشدش واتكسر خالص 
سأله بخشونة
وتليفون حودة راح فين 
اجاب ادهم وهو يلوح بكفه 
والله يابني مااعرف بس بكرة هاسأل عليه الشرطة ولازم اعرف بس انت مهتم اوي كدة بيه ليه
اجابه على الفور بمغزى
عشان
عليه التسجيلات ولا هي الست نرمين ماقلتلكش باللي حصل
انتفض في وقفته واتسعت عيناه سائلا
مالها نيرمين ياحسين هي إيه حكايتها بالظبط البت دي عشان انا لو شفتها تاني بعد ماهربت من غير سبب هاشرب من ډمها 
ابتسم يجيبه بسخرية مريرة 
لا هو انت متعرفش ان الزفت سعد اللي أخد فلوس منك زمان عشان يبعد فاتن عن ابنك علاء هو نفسه اللي كان مرافق نيرمين صاحبة اخته قبل ما يزقها على علاء واما تفشل معاه ترمي شباكها عليك انت فتوقعك وتتجوزها وهي لساها برضوا 
فغر فاهه وتدلى فكه وعيناه اتسعت بشكل مخيف وهو يردد وانفاس تصعد وتهبط بحدة 
آيه اللى انت بتقوه ده ياحسين دا كلام خطېر اوي يابني 
ردد مؤكدا قوله
توقفت جملته حينما رأى أخيه واقفا بجوار الباب بوجه شاحب يبدوا انه استمع لمعظم الحديث انصعق
أدهم على رؤية ابنه الصامت ونظرة عيناه وحدها تتحدث 
حينما انفتح باب الشقة الفخمة استقبلتهم الخادمة الصغيرة بابتسامة مرحبة بهم 
اهلا اهلا ياهانم اتفضلوا 
توقفت مكانها مندهشة وهي ترى عمتها تدلف لداخل الشقة و ترد التحية على الفتاة 
ازيك ياصابرين عاملة إيه بابت 
صابرين!!
همست بالأسم متمتمة بتعجب قبل ان تجفلها عمتها التي عادت لتسحبها و تدلف لداخل المنزل 
شايفاني داخلة مش تدخلي على طول ورايا بدال ماانتي واقفة كدة زي سنفور المحطة 
رددت مندهشة
يقربولك إيه اهل الشقة دي ياعمتي دول شكلهم يعرفوكي من زمان واكنهم عشرة معاكي 
ابتسمت فوزية وهي تجلسها على اقرب مقعد وجدته امامها فجلست هي على الاخر بجوارها تقول 
عشرة فين يابت وانا ساكنة في الصعيد وهما هنا في القاهرة 
اهتزت شفتيها فجر وهي لا تجد من الكلام ما ترد به على عمتها التي تغرقها في غموض كلماتها وافعالها المختلفة اشرق وجه فوزية فجأة وهي تنظر أمامها
اهلا اهلا بالقمر 
ابتسمت فجر وهي تسألها ببلاهة
يامشاء الله ياعمتي الولد اترمى في واكنه عارفك من زمان 
ازداد اتساع ابتسامة عمتها وهي تخرج الطفل من و تخاطبه 
بيدو ياقمر سلم على البت الحلوة دي اللي قدامك 
واسمه بيدوا كمان 
قالتها وهي تدنوا نحو الطفل الذي مد اليها كفه الصغيرة بأدب قائلا 
اهلا ياطنت 
ضحكت مرحبة وهي تستقبل كفه الصغيرة بكفها
يااهلا ياحبيبي ياروح طنت انت 
رفعت رأسها فجأة

نحو عمتها ثم عادت تدقق جيدا في ملامح الطفل وقد ارتسم الوجوم على وجهها بشكل جلي قبل ان تهتف على عمتها
 

تم نسخ الرابط