عينيكى وطنى وعنوانى

موقع أيام نيوز


على صړخة في أذنه
روحت فين ياسعد انا بكلمك
اخرج من فمه سبة قبيحة لها قبل ان يرد عليها من بين اسنانه
وطي صوتك ياهبابة انتي ولا انتي عايزة قال ماشافهومش وهما بيسرقوا شافوهم وهما بيتخانقوا 
ما انا بصراحة خۏفت لما انت مرديتش عليا 
لا ياختي ماتخافيش واطمني المهم بقى كنتي بتقولي إيه
كنت بسألك معرفتش بقى الزفته امينة راحت فين

اخرج سبة اخرى 
بت ال دي كأن الأرض انشقت وبلعتها وانا هاتجنن عشان اعرف مكانها 
الف سلامة عليكي ياحبيبتي والنبي دا انا مقدرتش اتحكم في أعصابي من ساعة ما سمعت من البت الممرضة باللي جرالك 
اومأت لها بابتسامة باهتة على وجهها الشاحب وهي مستلقية على التخت الطبي والجالسة على طرفه الأخرى
تشكري ياحبيبتي ربنا ما يحرمني منك ومعلش يعني ان كنت تقلت عليكي في حساب المستشفى ما انا بصراحة مالقتش حد غيرك ابلغه بمصېبتي وباللي جرالي ما انتي عارفة اللي بيني وبين والدتي بقى 
قالت الاخيرة بخزي اثار اشفاق الأخرى والتي ردت
عارفة ياامينة من غير ما توضحي انا وانتي غلابة زي بعض والدنيا لطمتنا ياما الا قوليلي صح هي حادثتك دي كانت في ايه بالظبط عربية صدمتك ولا حاجة تانية
انكرت على الفور 
لا طبعا عربية إيه بس دا انا كنت دايخة وانا بنزل
سلالام المترو وفجأة ياختي وقعت متخرشمة ماحستش بنفسي الا هنا بعد ما ولاد الحلال جابوني ودفعوا جزء من حساب العملية 
اه يا حبيبتي الف سلامة عليكي يارب ينعل ابو الفقر اللي بيبهدل فينا كدة بس كمان الحوادث دي بتبقى قضاء وقدر من عند ربنا مالهاش دعوة بغني ولا فقير زي مثلا ابن الحاج ادهم المصري حسين اللي كتب كتابه امبارح النهاردة ياختي نسمع انه عمل حاډثة والعربية اتقلبت بيه مع واض غلبان من حارتنا اسمه حودة مسكين ياعيني بيسعى على رزق امه واخواته البنات الصغيرين بعد ما اتوفى ابوه وساب واحدة فيهم كانت يدوب حتة حمرا اهو ماټ هو كمان وسابهم ادي حال الدنيا بقى 
دون ان تشعر تساقطت دماعتها بأسى على الفتى الصغير الذي رأته بنفسها في أصعب اوقات شدتها

وكان مع الشاب الاخر مصدر ټهديد لها وذهب في غمضة عين انتبهت عليها الأخرى 
امينة هو انتي بټعيطي ياختي يقطعني ياحبيبتي عشان نكدت عليكي وانتي فيكي اللي فيكي 
مسحت بابهامها على وجنتيها وسألت
طب و الشاب التاني يالبنى اخباره ايه بقى
لا ما التاني كمان حالته حالة خرج من اؤضة العمليات يدوبك من تلت اربع ساعات كدة وبيقولك حالته خطېرة وهو دلوقتي بين ايدين ربنا بس اللي قادر ينجيه 
واصدرت اصوات استهجان وهي تتابع
لا وايه ياختي مضړوبة الډم نيرمين اللي هي مرات ابوه ولا باين عليها خالص طبعا وهي هايهمها في إيه كانت امه يعني دي تلاقيها فرحانة ان هاتنزاح نمرة من اللي هايشركوها الورث في يغمة الراجل الكبير جوزها 
قطبت حاحبيها وهي تتمتم مع نفسها الأسم نيرمين وعقلها تصدر بداخله اشارات الإرتياب والتحذير 
اجفلتها لبنى 
انت سرحتي في إيه ياامينة
ردت منتبهة
لا ياحييبتي مش في حاجة مهمة يعني بس انتي ماقولتيش جيبتي فلوس المستشفى منين اوعي تكوني بلغتي سعد او حتى والدتك لا تقول له هي كمان
لا ياحبيبتي ماتخافيش انا عملت زي ما نبهتي عليا بالظبط ماردتيش ابلغ
مخلوق وان كان على حساب المستشفى فانا اتصرفت من فلوس جمعية كنت قبضاها قريب والحمد لله انها حكومي يعني الدفع فيها حاجة رمزي 
تسلميلي ياغالية ربنا ما يحرمني منك انا بس اقوم على رجلي وهاتصرفلك فيهم بس وغلاوة النبي عندك ماتبغلي حد بحادثتي حتى امي نفسها مش مضمونه 
تمتمت الاخيرة من غير صوت وهي تعنيها تماما 
نظر نحوه وهو يتقدم بخطواته اليه قائلا 
رجعت تاني ليه يابني بس 
رد عليه بابتسامة وهي يقترب ليجلس بجواره
امال يعني عايزني اسيبك لوحدك هنا دا انا حتى ما يجنيش نوم !
رد علاء بتأثر 
ياحبيبي ما انت واقف معايا اليوم كله كان واجب برضوا تريح
جتتك شوية وتيجي الصبح 
تغيرت ملامح سعد بحمائية مصطنعة 
ليه بقى هو انا غريب دا حسين دا يبقى اخويا الصغير يعني مصابك مصاپي ولا ايه رأيك ياعم علاء
اومأ برأسه اليه بامتنان قائلا
طبعا ياحبيبي اخوك امال ايه ربنا يقومه بالسلامة يارب عشان يشكرك بنفسه
بابتسامة جانيية متهكمة غفل عنها علاء 
لا ياسيدي انا مش عايز شكر انا بس عايزوه يقف على رجليه من تاني 
ربت علاء على فخذه والټفت للأمام وهو يتمتم بالدعاء
يااارب يااارب 
تمتم هو الاخر بصوته قبل ان يسأل علاء
في اخبار جديدة عن صحته او حد طمنك بأي جديد 
حرك رأسه بالنفي وكلماته تخرج بصعوبة
عصام بيقول انه في ظرف اربعة وعشرين ساعة لو مافقش يبقى لاقدر الله حصل الأسوء ودخل في غيبوبة وساعتها يبقى الله اعلم هايقوم منها أمتى 
رد متحاملا على عصام 
ماتكررش الكلام دا ياعلاء اخوك ان شاء اكيد هايقوم منها لهو افتكر نفسه دكتور صح دا كمان دلوعة امه اللي ورث مستشفى عالجاهز 
الټفت اليه علاء محدقا باندهاش مما اثار ارتباك الاخر
بس عصام دكتور بحق ياسعد ولا انت نسيت كلام الدكاترة زمايله عن اللي عمله مع حسين
قال بتوتر متهربا بوجهه عن اعين علاء الثاقبة نحوه
لا طبعا مانستش بس انت قولت بنفسك زمايله او بمعنى اصح اللي شغالين عنده ومين يشهد للعروسة
حينما ظل علاء صمته تابع 
انا قولتلك سابق قبل كدة لا يمكن هاسامح البني ادم ده على اللي عمله زمان ولو انت صدقت براءته فانا
ياحبيبي ماصدقتش دا لساتوا بتاع نسوان بدليل نظراته النهاردة ناحية البنات 
بس ياسعد 
قالها بمقاطعة حادة انهت الحديث بينهم ليشيح علاء بوجهه عنه ويستمر على وجومه هذا لفترة استمرت لقرابة الساعتين والاخر جالس بجواره صامتا يترقب لحظة غفوته والتي لم تأتي ولكنه نهض فجأة قائلا
انا تعبت من كتر القعدة وعايز اصلي ركتين تهجد لربنا 
رد عليه بحماس مستغلا الفرصة
طب انزل ياحبيبي على مسجد المستشفى وانا هافضل مكاني مستنيك ولو في أي جديد هابلغك 
اومأ اليه برأسه وقبل ان يتحرك شدد عليه
ارجوك ياسعد والنبي تبلغني على طول حتى لو الخبر تافه 
طبعا ياحبيبي من عنيا 
كاد قلبه ان يرقص فرحا وهو يتابع ابتعاد علاء حتى اختفى تحرك بخطواته يمينا ويسارا يتتبع حركة البشر في هذه الساعة المتأخرة من الليل حتى اطمئن لهدوء المنطقة التي يريدها سار بحرص حتى دلف لغرفة العناية المشددة ينظر بتشفي نحو المستلقي بداخلها على التخت الطبي وهو بين الحياة والمۏت تبسم بزاوية فمه

وهو يخرج حقنة من داخل جيب بنطاله جهزها حتى امتلئت بالهواء واقترب يبحث عن وريد متاح حتي يتمكن من ايقاف الډماء عن المخ والقلب وينهي مهمته اخيرا بمۏته وجد اخيرا ساعده الأيمن خالي ويصلح للبحث بمجرد ان دنى برأسه تفاجأة بضړبة قويه بشئ ثقيل وقوي وقبل ان يتمكن من رفع رأسه بوغت بأخرى اسقطته ارصا وقد اظلمت الدنيا بعيناه ولم يشعر بعدها بشئ !
لقد أقسم ان يكمل المشوار اقسم الا يكرر خطئه مرة اخرى بعد ان سهى قليلا عن مراقبته وفوجئ بعدها بفاجعة الحاډث الأليم والذي راح ضحيته صديق عمره وبقي حسين وحده بين يدي الله في صراع البقاء هو لايعلم الحقيقة كاملة ولكنه يعلم جيدا بحقيقة هذا الثعبان ذو الواجهة الناعمة من كلمات صديقه الراحل وبما لمسه هو نفسه اثناء مراقبته طوال الأيام السابقة قبل ان يغفل عنه لدقائق فقط عند محطة الوقود حينما ابتاع بعض الأشياء من محل البقالة الكبير والملحق بالمحطة متكلا على دلوف السائق المرافق له في غرفة المراحيض العامة ليخرج بعد ذلك ويفاجأ باختفاء السيارة الكبيرة واختفاءه معها وظل فقط السائق الذي كان يسب ويلعن بأفظع الشتائم حتى تحدث في الهاتف وهدئ بعدها وكأن شيئا لم يكن وقتها فقط شعر بالخطړ هذا الخطړ الذي رأه بعد ذلك بعيناه وهذا الثعبان يتسحب بقدميه ناحية غرفة العناية في هذا الوقت المتأخر من الليل ورأسه تدور يمينا ويسارا بدليل واضح على سوء نيته مما جعله يترك موقعه بوسط الدرج الرخامي والذي جلس يستريح عليه اخيرا بعد رحلة تهروبه من عمال المشفى بين الطوابق سار بخفة خلفه ليتبع خطواته ثم توسعت عيناه بجزع
وهو يراه من خلف الحاجز الزجاجي وبيده الحقنة التي كان يملؤها بالهواء توقف عقله عن التفكير بأي شئ سوى إيقاف هذا المچرم ليجد نفسه يتناول سلة القمامة الوحيدة التي وقعت عليها عيناه وقتها وعلى اطراف أصابعه سار بداخل الغرفة التي دلفها وبعزم شديد رفعها في الهواء بقاعدتها القاسېة على خلف رأسه وتبعه بضړبة أخرى اقوى من سابقتها اسقطته مغشيا عليه قبل ان يتمكن حتى من رؤيته بصق مخرجا سبة وقحة قبل ان يقترب من حسين فخاطبه بلهجة حازمة ولوم
ماتقوم بقى ياعم حسين وفوق عشان ترجع الفيران دي لحجورها من تاني قوم بقى وكفاياك ياعم 
ثم دون أي كلمة اخرى أخرج سلة المهملات سريعا ليضعها قرب الباب ثم سحبه من اقدامه ليخرجه منها نهائيا وتركه بالردهة الصغيرة خلف الغرفة بعد ان تناول الحقنة ووضعها بجيب سترته خطا سريعا عائدا لمكانه وسط الدرج في انتظار من يأتي 
لم يشعر بدخول الهواء داخل سوى بعد ساعة تقريبا من الزمن بعد أن رأى الفتاة الممرضة وهي تتقدم نحو الغرفة والتي خرجت بعدها بقليل مهرولة بجزع لتأتي ببعض العمال واصداقائها الممرضات 
حينما عاد علاء من صلاته التي وصلها بصلاة الفجر تعجب من مجموعة البشر الملتفة حول شئ معين شعر بالخۏف يجتاح قلبه وهو يسرع بخطواته حتى وصل اليهم ابعد بيده اثنان من الأشخاص وهو يسأل بتوجس
في إيه إيه اللي حصل
تفاجأ
بسعد والذي ارتفعت اليه عيناه غريزيا إليه وإحدى الممرضات تطبب له رأسه وتربطها بالشاش الطبي 
سأل علاء بجزع وهو يحدق لهذا الچرح الواضح خلف رأس سعد 
إيه عورك كدة حصلك إيه بالظبط ياسعد 
اعوج فمه وهو يطرق برأسه بإحباط بعد فشل مخططه وتكلفت إحدى الممرضات بالإجابة
الاستاذ صاحبك لقيته مرمي جمب غرفة العناية المركزية بتاعة المړيض اللي يخصكم 
توسعت عيناه پصدمة وهو يتسائل بعدم استيعاب
ازاي يعني انا مش فاهم حاجة وقعت على دماغك يعني ما ترد ياسعد 
سبقه احد العمال برد متحذلق
وقع دا إيه دا شكله خد ضړبة شديدة على نفوخه من ورا ولا انت مش واخد بالك يااستاذ من مكان الإصابة فين
حدق علاء بتفحص نحو ما أشار الرجل على رأس سعد في الخلف مكان الإصابة وبأطراف اصابعه حركها قليلا فصړخ عليه سعد 
اااه ما بالراحة ياعلاء أخي انت مش واخد بالك من التعويرة 
معلش ياعم اسف بس انا كنت بشوف حجم الإصابة 
هم ليرد عليه مرة أخرى ببعض الكلمات التي تظهر حجم ضيقه ولكن احتدت نظراته فجأة نحو هذا الذي

أتى اليهم
لاهثا يسأل 
الف سلامة عليك ياسعد
 

تم نسخ الرابط