رواية بقلم سلوى فاضل
المحتويات
من كل ما حدث خاب ظنه بنفسه فطالما أقنع نفسه أنه يختلف عن والده بما حدث كسرت حسناء ودخل عبد الرحمن بدوامة لا يعرف متى وكيف تنتهي أما حافظة فهي فقط من شعرت بالسعادة تغمرها ونشوة شديدة لم تجربها من فهي الرابحة الوحيدة قضيا معظم اوقاتهما ببيت حافظة يقيمان معها يزعم كبر سنها وحاجتها لكن يعاونها وان عبد الرحمن ابنها الوحيد اعتادت حافظة اختلاق المشاكل وتفننت بها ليكون مصير حسناء هو التعنيف الذي يتحدد مقداره حسب قوة المشكلة المفتعلة وقدرة تحملها توبخ بسبب وبدون أما عبد الرحمن فاعتاد الجلوس بشرفته كلما ذهب يدق قلبه ويسعد إن حالفه الحظ ومرت اثناء جلوسه وقفت حسناء أمام منضدة جانبية صغيرة ببيت حافظة وكان عليها زهرية صغيرة خالية جافة كحياتهم شردت حافظة وعادت إلى الماضي ببيت حماتها والدت عبد الرحيم متذكرة إجبار عبد الرحيم لها للذهاب وتنظيف منزل والدته ففعلت مرغمة تشتعل داخلها ڼار الحقد واثناء قيامها بذلك وقفت أمام منضدة مماثلة يعلوها زهرية موضوع بها بعض الزهور فحدثتها حماتها آمرة شيلي الزهرية لمعيها كويس وبالراحة لتقع تتكسر لم تكد تكمل فأخذت حافظة الزهرية وألقتها بطول ذراعها أرضا متعمدة فكسرت عملتي أيه! والله لأقول لجوزك زمانه جاي تزامن قولها مع دخول عبد الرحيم أ على والدته ما ظهر كفها أزيك يا امي صوتك عالي ليه حافظة مزعلاكي ولا أيه الحمد لله عادي ولا يهمك انتبه لما كسر أيه ده يا أمي الزهرية انكسرت كنت بتحبيها قوي تحدثت ناظرة تجاه حافظة عمرها بقى أعملي نفسك طيبة لا أنا كسرتها وقصد تأدبي يا حافظة أنت بتكلمي أمي من الصبح واقفة انضف وألمع وهي قاعدة مكانها لا بتساعدني ولا حتى ساكته وكل شوية أعملي شاي أعملي فطار أعملي غدا لا بقى تعالي واضح أنك محتاجة تتأدبي فعلا عادت حافظة لحاضرها نظرت لحسناء الممسكة بالزهرية تتفحصها بشرود أملا بمرور الوقت الرتيب ثم عزمت وصړخت م حسناء افزعتها فانتفضت حسناء ودفعت بالزهرية فاسقطتها جالس هو بالشرفة كعادته يشاهد الطريق أملا بمرورها أفاق من حالته على صوتيهما والدته معترضة وحسناء مدافعة ليه كده! مش قصدي ڠصب عني والله دخل عليهما مستاء متسائلا في أيه تاني مراتك وقعت الزهرية قصد مش عارفة ليه اخدتها حدفتها على الأرض ردت بوجه شاحب وصوت مهزوزبتكذب والله بتكذب! جذبها من ذراعها بقوة إياك تقولي كدة تاني! تألمت من قبضته وتحدثت بطاعة حاضر والله ڠصب عني سيب ايدي وجعتني والله ڠصب عني تركها والقى على مسامعها الجملة التي تسبق عقابها دوما أدخلي الأوضة تحركت وبعينيها الدموع تعلم ما سيحدث لها بالداخل وتحدث بضجر من السيناريو المعتاد والذي بالبطيء كفاية يا أمي مش كل مرة أجي لازم تروح مضړوبة كفاية يعني تتهمني بالكذب وتسكت مش حاسكت ومش هاها دخل إليها غاضب ناقم على حياته معها لا يريدها ولا يريد تلك الحياة بتلك المرة لم تعاند أو تتحدث بما يستفزه فقط نظرت إليه ودموعها تتساقط على وجنتها بصمت حالتها تلك تها أمامه بصورة حبيبته كيوم زفافه ففعل معها ما تمنى أن يفعل يومها ضمھا له بحب واحتواء ولأول مرة تشعر حسناء بحنانه فشددت من ضمھ وتشبثت به مطلقه العنان لآنينها وآهاتها ولكن قټلها قوله الذي لم يقل قسۏة عن أفعاله أنا آسف حقك عليا وحشتيني قوي يا حبيبة تعالت شهقاتها ولم تبتعد فهي بأكثر الأوقات هشاشة وضعفا بأشد الأوقات احتياجا للحنان وإن قصد به أخرى الفصل الرابع الاھانة هي كل ما تلقته حسناء وبشتى الصور حتى المرات القليلة التي عاملها بها عبد الرحمن بحب وحنان متخيلها حبيبته سدد إهاناته لها كامرأة لم تشتك لوالدتها قط رغم سؤالها الدائم لها ففي أحد المرات اتصلت بعد عودتهم من بيت حافظة مباشرة ولتوها متذوقة مرارة الاھانة ولسعات حاړقة لن تمكنها من الجلوس لفترة أجابها عبد الرحمن السلام عليكم وعليكم السلام يا ابني إزيك معلش قلقتكوا بس عايزة أطمن عليكم أنتم كويسين أجاب باقتضاب وأسرع بترك حرية الحديث لحسناء كويسين الحمد لله حسناء معاكي أعطاها سماعة الهاتف الأرضي وتركها ودخل الغرفة تمنى ان تشتكي لولدتها ه لها منذ قليل تمنى أن تعترض لتترك حياته وتمضي لكنها لم تفعل ولا يدرى لما! لم يهتم بالسبب ولكن ازداد غضبه منها بالخارج أجابت حسناء على والدتها إزيك يا ماما وحشتيني قوي أنت كمان يا بنتي طمنيني عليك أنا قلبي واكلني وقلقانة قوي مش عارفة ليه وكل ما أغمض عيني أشوفك بټعيطي اجابتها بصوت مخټنق ودموع حبيسة أنا كويسة يا ماما عادي يعني متأكدة طيب صوتك ماله أنت تعبانة حاجة مضايقاكي طاب عبد الرحمن بيعاملك كويس من وقت ما اتجوزتي عمرك ما قولتي لي مبسوطة ولا لأ ولا اتكلمتي عن جوزك بحلو أو وحش الحمد لله يا ماما ما تشغليش بالك أنا كويسة لسه راجعة من عند حماتي وكنت واقفة معاها أنت عارفة أنها ست كبيرة ربنا يقدرك على فعل الخير يا بنتي كله قاعد لك يا حبيبتي بكرة تكبري وأولادك يساعدوك ربنا يكتب لك كل خير يا حبيبتي انتهت حسناء وعلي وجهها بسمة تهكم ساخرة دخلت الغرفة فرأت الڠضب يتراقص بأعين عبد الرحمن لم تدرك أن غضبه من حديثها مع والدتها ظنت أن عقابها لم ينته ارتجفت لدرجة أنها خشت خلع ملابسها أمامه فيجذبها ويكمل فعله كما يفعل دائما فأخذت ملابسها واسرعت الي الحمام لتبدلها دخلت للفراش ووالته ظهرها وضمت نفسها انسابت دموعها ترثي حالها بصمت أما عبد الرحمن فلم يستطع النوم يشغل باله لما تكذب على والدتها وتخفي الأمر عنها هو متأكد أنها لا تحبه وبعد ما يحدث معها بالتأكيد تكرهه وتبغضه هل هي كوالدته تحب تعنيفه لها تلك الفكرة أثارت جنونه هل ما يفعله يروقها هل فعلا صح قول والدته ألا يكفي أنها أرته بنفسه أسوأ ما فيه! ما لم يتوقعه يوما هل سيعيش كوالده لنهاية عمره تلك الفكرة اسكنت الحزن والجنون بأعماقه فتوعد لها بالكثير أصبحت حياتهما شديدة القسۏة والغلظة تعملاته معها عدائية يفعل معها كفعل والده معه بالسابق ولكنها هشة ضعيفة فلم تستطع التحمل بصمت مثله لكنه لم يتوقف إلا بعد اخراج شحنة غضبه منها كاملة اعتاد الجيران سماع صړاخها فلم تعد تقوي على النظر لهم من شدة إحراجها والدتها مقلة بزيارتها لتمنحهم بعض الخصوصية وحسب تعليمات حافظة لتتجنب الخلافات ولا تفسد حياة ابنتها الوحيدة وبكل مرة تذهب إليهما تتصل حافظة بعد فترة بسيطة وتتدعي التعب فترحل ويسرعان إليها بعد مرور حوالي شهران على زواجهما عادا من عملهما وهو بقمة غضبه وهي بجانبه ترتجف تعسرت مرات عدة اثناء صعودها الدرج ولم يبال وما ان خطا داخل البيت صړخ بصوته كاملا ممكن أفهم أيه اللي حصل ده بصوت مرتعش متحشرج أجابت هو أيه مش عارفة! نظر لها بحدة مضيقا عينيه مش عارفة!!! بنبرة مړتعبة أشبه للرجاء أجابت والله مش عارفة بحسم ونبرة حادة غليظة استرسل أدخلي اجهزي هعرفك بطريقتي امتزج البكاء مع كلماتها فها لم يطب بعد تلقت من يومين ما أهلكها والنتيجة تغيبها من العمل ووضع أدوية كثيرة لتتمكن فقط من الجلوس وهي تخفي ألمها والله مش هعمل اللي زعلك تاني قولي بس وأنا والله مش قصدي بالله بلاش كده رجائها بتلك الطريقه يستدعي شخصيته الأخرى ويزيد الصراع داخله فيزيد من غضبه صړخ بوجهها مش عايز حرف زيادة كل حاجة هتنطقي بها هتزود اللي هيحصل فاسكتي افضل حسم الأمر وأنتهى وعليها الصمت تعلم جديته بهذا الوقت دخلت الغرفة ممتثله لأمره لم تتوقف دموعها أما هو كان بقمة غضبه خشى مما قد يحدث هي توقظ كل ما هو سيئ داخله لم يعد شبهها بحبيبه يجدي نفعا سوي بلحظات قليلة حين تكون صامته ومستسلمة والأغلب بالمساء بجوف الليل بالأوقات الحميمية وفيها يناديها حبيبة لما تقفي تضحكي مع زمايلنا وصوتك جايب المدرسة كلها اسميها أيه أنت فاكرة أيه يا هانم من هنا ورايح مدرسة مفيش أخر يوم ليك بكرة وبعد كدة تقعدي في البيت مكانك بيتك فاهمة يتحدث بلسانه ويده وطاقتها الواهنة تتلاشى أجابته بأحرف راجية الشفقة موضحة والله مش قصدي طب مش هعمل كده تاني أسفة خلاص مش قادرة بلاش أقعد في البيت إجابتها يده فامتثلت له لتنهي ما يقع عليها ولا تتحمله تركها غادر المنزل بالكامل يشعر بالضيق والسخط من نفسه ليست تلك الشخصية التي يريدها ليست تلك الحياة التي يتمناها جانب منه يلوم والدته التي تعزز هذا السواد داخله وأخر يعذرها فتلك الحياة التي عاشتها واعتقدت انها مثاليه وبالنهاية صارح نفسه ناقما عليها وساخطا أنا اللي اخترت أبقى كده أمي وحسناء أسباب لو أمي معذورة وفاهمة أن ده العادي أنا أيه أنا متعلم وفاهم بس حسناء وطريقتها حسستني أن ده العادي كنت عايز أوريها أن ده غلط بدوس عليها كل يوم أكتر من اللي ه وايه النتيجة! بقيت أسوأ من عبد الرحيم كل اللي كان بيعمله معايا ومع أمي ولا حاجة جنب اللي أنا بعمله عمره ما ضړبني بالكمية دي عمره ما ضړبني إلا أما أغلط فعلا على قد الغلط لكن أنا أنا حيوان وهمجي أغمض عينيه پألم لأ مش هافضل كده لازم أرجع بني آدم تاني لازم أحاول أكيد مش هافضل حيوان للنهاية يارب أنت القادر عارف إني غلطان وکرهت نفسي سامحني قويني وقدرني أرجع تاني انسان يا رب مش عايز أفضل كده يا رب ساعدني أو خدني على الأقل ما أظلمش تاني واستقوي عليها يارب الرحمة من عندك اتخذ قرارا سوف يحارب لتنفيذه لن يظل حيوانا للنهاية سيعيد الشخصية العڼيفة للأعماق سيحاول اخمادها وإبعادها عن حياته منحه قراره بعض الراحة عاد للبيت على عكس ما تركه يبدو عليه الهم والحزن أما حسناء فكانت بالغرفة دموعها لم تجف بعد لا تستطع الجلوس تستلقي على وجهها مرة أصبحت تكره تلك الوضعية وعلى جانبها مرة ما أن شعرت به عاد انتفضت واقفة لم تعد تطيق النظر بوجهه أرادت إبعاد مقلتيها عنه خشت أن تنظر لجهه أخرى أثناء محادثته فيعاود ها لذا اخفضت وجهها ودموعها تفيض بسخاء هاخذ إجازة سنة بدل ما أقدم استقالة نظر لهيئتها المړتعبة ولم يعقب اكتفى بإماءة لم تسمع ردا فتوقعت غضبه مرة أخرى رفعت وجهها پذعر هدأ حين
متابعة القراءة