رواية بقلم سلوى فاضل
المحتويات
عندما داهمتها ذكرى لأول يوم بدأت تترجاه فيه كالاطفال . فبتلك الفترة ومن بعد زواجهم بقرابة الشهر كان عبد الرحمن عجز عن السيطرة على نفسه وقت غضبه وسمعها وهى تحدث والدتها انها بخير و لم تشتكيه وتشتكي افعاله هي ظنت انه قد يراعيها ويقلل من تعذيبه لها و لم تعلم ان هذا جعله يتوعد لها بالمزيد و باحد المرات اثناء عودتها معه للبيت مرا امام احدى ورش السيارات التي يعمل بها الاطفال كمساعد وان اخطاء تلقي من الصڤعات الكثير واستمعت هي لرجاء الطفل شعرت انها مثل ذلك الصبي وان عبد الرحمن مثل صاحب الورشة . يومها من حظها العسر مر من جانبهم محمود بالسيارة فراي عبد الرحمن حبيبة جالسة بجواره تبكي ومحمود يبدو عليه الڠضب بصمت فاشټعل ڠضبا ظنا منه انه قد ېؤذيها كما يفعل هو مع زوجته يومها ومع أول خطأ بسيط وغير مقصود من حسناء تحول مجددا لذلك المارد . حسناء والله مش قصدى لما زعقت الطبق وقع ڠصب عني والاكل وقع عليك والله ڠصب عني لم يمهلها فرصة جذبها من ذراعها لداخل الغرفة القي جاكت البجامة بطول ذراعه. حسناء خلاص والله مش هعمل كده تاني. اشتد غضبه بشده بلحظة كان امامها وفعل كما اعتاد معها . حدثها عقلها يؤنبها يخبرها بانها تستحق كل ما تعانيه وأكثر. حسناء بداخلها يا رب تكوني ارتاحتي شوفتي خېانتك وصلت لفين دوقي عقاپ الخېانة بس مش قادرة مش قادرة تعبت قوي مش قادره صړخت بصوت عالي . حسناء كفاية خلاص والله مش هكرر غلطتي منك لله منك لله ربنا يوجع قلبك كمان وكمان ربنا ېحرق قلبك على غالي عليك منك لله يا عبد الرحمن منك لله كفاية بقي كفاية. كانت تعلم انه بتلك اللحظات لا يسمعها من الاساس يكون عقله بمكان اخر ينفس بها عن معانته الداخلية فقط كل المرات التي كاد ان يذيب ها لم يكن يراها وكانت هي تقابل فعله بوابل من الدعوات. آفاقت من ذكرياتها الممېته تلك المرة على دموعها وشهقاتها التي ملئت المكان حتى استيقظ انس وذهب اليها جذب ملابسها بكفه الصغير لتنتبه لوجوده فنظرت اليه والدموع ټغرق وجهها جففت دموعها ثم حملته فسمح بكفه الرقيق اثر دموعها وتحدث . انس عيطي ناني ليه مس تفقي هنا ماسي بټعيطي تاني ليه مش تقفي هنا ماشي اجابته بابتسامة وسط دموعها حاضر مش هقف هنا ناني . تعلق الصغير بها وتحدث م انس عايز ينام مع ماما عسان لسه في نوم . حسناء انس يؤمر و ماما تنفذ على طول . عايز نوم عسان عشان لما تيته تيجي في لعب كتييير يلا بقي . تحركت معه نحو غرفته هو سلمي الصغيرة تأكدت من استغراق الصغيرة بالنوم ثم اتجهت لفراش الصغير عدلت وضعه على الفراش ونظرت اليهم بحب وحنان مطلق اتكات على ذراعها بجواره فتحدث وهو مغمض العين مس مش تضحكي على انس نامي معايا . ابتسمت بدموع حاضر مش هضحك على انس . عدلت وضعها واستلقت بجواره وهي تنظر له بابتسامة وحنان فطوق ها بذراعه الصغير وهو مغمض العين . مس عايز عياط نوم عسان نلعب مع تيتة . طوقته بذراعيها وضمته بحنان ام وته حاضر يا عيون ماما . بنفس الوقت كان عبد الرحمن يحدث محمود بالموبيل أيه الاخبار عندك في جديد أنت عارف ان حسناء جات لها من يومين . رد بقلق هي جات سألت عليها وقولت لها انها عندك بس ما تصورتش انها هتروح لها حصل حاجة طيب قالت لها أيه عادوا القديم تاني اهدي يا عبد الرحمن وترتني هو لو حصل حاجة هكلمك بعدها بيومين هي تمام مفيش حاجة ما تقلقش بالعكس دى جات في وقتها وحبييبة من يومها بتفكر تيجي تعتذر لك . متاكد أنا بقيت حاسس انها مش ناوية ترجع . لا بالعكس هي بس قلقانة مكسوفة عارفة انها بوظت الدنيا على الاخر لاني بصراحة ما جاملتهاش وصارحتها باللي عملته . ليه كده يا محمود هي مش ناقصة مش قولت لك بالراحة . لا كان لازم تعرف غلطها بصراحة . أنا كنت متخيل انها تاني يوم هتجري عليك بس مش عارف بتفكر في أيه كل دة . اجاب بقلق ما يمكن كلامك جه بالعكس وقررت تبعد يا محمود . اجاب بتفكير م شكلها ما دلش على ده تفتكر ! لا ممكن مكسوفة بزيادة مترددة لكن تبعد ما يتهيأليش . حاجة واحدة ممكن تخلينا نتاكد ودي اخر حاجة ممكن اعملها وبعدها ابقي خلصت كل محاولاتي فعلا . مش قادر اقولك تعالي كلمها أنا عارف انك استحملت منها وعشانها كتير ما تتسرعش يا عبد الرحمن ما تاخدش قرار متهور أنت كمان . كل ده وتسرع لا أنا باقي لي محاولة اخر حاجة ممكن تاثر فيها ولو ما فرقش معاها هتاكد انها مش عايزاني بجد ومش هقف في طريقها تاني . أيوة يعني هتعمل أيه فهمني . هسافر . عبد الرحمن بلاش طريقة الكلام دي وضح قصدك وقول الكلام على طول . بيختاروا مجموعة من المدرسين للسفر لدولة عربية وعروضوا عليا هوافق وهقدم رسمي . رد بعصبية أنت م بتفكروا ازاي أنا مش فاهم سواء أنت أو حبيبة طاب هي صغيرة ومشوشة رتك أيه بقي بدل ما تحاول تقرب بتتسابق معاها تبعد اكتر طيب فكروا في بنتكوا ذنبها أيه تقع بينكوا عايزها تتيتم وأنت عايش تدور عليك وما تلاقيكش ما تحسش بحبك وحنانك ووجودك جنبها . عبد الرحمن وهي بنتي كده في ڼي أنت فاكر الربع ساعة اللي بشوفها فيهم كل يومين دول كفاية بالعكس دي بتوحشني من ما تمشي بها وحتى لو فضلت هنا هتفضل بعيدة مع حبيبة تفتكر أنا ممكن احرمهم من بعض مهما حصل وبعدين أنا عندي سبب مش هقدر اقول لك عليه دلوقتي بس مش عايز حبيبة تعرف حاجة دلوقتي . لا طبعا لازم تعرف يمكن تفوق لنفسها . تنهد بإحباط يا محمود افهمني أنا مش عايزها تعرف دلوقتي وعندي اسبابي لما تيجي بالليل هفمك بس أوعدني انها ما تعرفش حاجة خالص منك . أنا مش بوعد واخلف ولحد ما افهم أوعدك مش هقولها بس لو كلامك ما عجبنيش وحسيت انكوا ختظلموا بنتكوا لازم هعرفها لازم اللي بيحصل ده ينتهي . خلاص بالليل نتفاهم بس تعالي البيت عندي مش عند ماما مش عايزها هي كمان تعرف حاجة الكلام ده بيني وبينك بس . انهي المكالمة وهو يفكر بتركيز يتمني الا تخذله حبيبة تلك المرة وان يتم مراده على خير . اكمل عبد الرحمن يوم عمله ثم ذهب لوالدته دخل للبيت دخل غرفته بصمت وهدوء جلس على الفراش باتجاه البلكونة نظر اليها وكانه يتذكر الماضي وكيف جذبته حبيبة لأول مرة وكيف تحدث معها والأيام تلتها قضاها ينتظر مجرد رؤيتها من بعيد ليدق قلبه ويرفرف من فرط السعادة مرورا لكل الاحداث التي مرت عليهم تذكر يوم ان كادت تتجمد من شدة البرد تذكر يوم خروجه من المشفي بأول مرة اغلق عينه بالم ارجع راسه للخلف وهو يسند بكلتا يديه بجانبيه على الفراش وتحدث بهمس بالكاد يسمعه هو أنا وفيت بوعدي وما ببعدتش أنت يا حبيبة أنت اللي مصره على البعد مش عارف ليه بتلك اللحظة دخلت حافظة نظرت إليه بحزن وندم اقتربت منه ولأول مرة تمسد على رأسه بحنان جلست بجواره رفع راسه ونظر إليها بحزن وألم وكأنه يحمل من الهموم جبال ابتسم لها بحزن ثم اخفض رأسه مرة اخرى فجذبته إليها وضمته بحنان أم بالغ تصرف لم تقم به منذ زمن بعيد كان يتمناه كثيرا لكنه لم يشعر بحلاوته الان ليس جحودا منه ولكن ربما لانه لم يعتاده أو لكثرة الخذلان ومرارة الانتظار فافسدا مذاق ما يفترض أن يشعر به بتلك اللحظة . لم تتوقع منه أي رد فعل تعلم انها اذاقته من القسۏة الكثير فتحدث وهي تجاهد لجعل صوتها جيد . معلش يا حبيبي اصبر عليها هي تعبت كتير بس بتحبك صدقني قولت لك كتير اروح لها وأنت رافض يمكن لو اتكلمت معاها تلين . ل في جلسته ربت على كتفها ابتسم بالم حاول ان يبدو جيدا م مش عايز اضغط عليها خليها براحتها اخذ نفس عميق جميلة بس وحشتني . طيب تعالي اتغدى وخد العلاج وارتاح شوية . حاضر هغير واجي . بدل ملابسه وجلس معها يتناول الطعام كان كلاهما يدعي تناوله كلاهما شارد حافظة بالماضي وهو بالمست . غاصت حافظة بذكرياتها تتذكر حديثها مع والدتها باحدي المرات . حافظة يا اما بقولك مش طايقه نفسي امه حاشرة نفسها في الصغيرة والكبيرة وهو طوع ايدها ده بي ايدها في الراحة والجاية وكل ما تشتكي مني يني . نظرت لها بحزم بتتلكك ولا بتبقي غلطانة . حافظة بقولك بيني . ردت بحسم وحزم بصي بقي أنا عارفة عندك ودماغك اللي عايزة كسرها جوزك حقاني طبعه شديد مش بيحب الحال المايل وشايل امه فوق راسه مش بيطيق عليها الهوا وأنا قولت لك كده من الجواز وبعدين ما مش هيعمل معاكي كده لو اهتميتي بامه بس أنا عارفاكي اكيد حاطاها في دماغك بتضايقها وقرفاها وبتجيبي الضړب لنفسك. حافظة يعني اتكم واسكت أنا عايزة اقول لابويا. امها براحتك ابوكي هيطلقك منه وهيحبسك في البيت لحد ما تتجوزي تاني مش هتشوفي الشارع ولا حتى في احلامك وأول واحد هيخبط هي واكيد المرة دي هيكون كبير أو ارمل مطلق ويا سلام لو زوجة تانية ومش هتقدري تنطقي لو عايزة ابوكي بره اهو تحبي اندهه. اسود وجه حافظة وصمتت فاكلمت والدتها كتمتي يعني اتعدلي مع جوزك وبطلي عند وعلي رأي اللي قالوا العند يورث الكفر عادت حافظة من شړوها ابتسمت پألم وهمست لنفسها كان عندك حق فضلت اعند واغل في نفسي لحد ما ضيعت نفسي وحياتي ودلوقتي حياة ابني بعد ما كان هيروح مني فوقت لنفسي بعد فوات الأوان . مر اليوم برتابة وشرود عبد الرحمن وبالمساء ارتدي ملابسه وهم للخروج رأته حافظة حافظة أنت خارج تاني يا ابني. عبد الرحمن أيوة يا ماما عايزة حاجة كنت بقول يعني اروح ... لم يمهلها لتكمل حديثها وقاطعها لأ يا امي
متابعة القراءة