رواية بقلم سلوى فاضل
المحتويات
ان تتحدث مع عبد الرحمن خجلت من نفسها فهي جعلته يبدو في صوة سيئة امام الجميع لم تتخيل يوما ان توجه له أي اهانة أو تؤلمه فكيف ستتحدث معه الان سألت نفسها مرارا هل تصارحه بما دار مع والدته ام تصمت هل يمكن ان تتغير والدته حقا فما حدثتها به يومها كان راسغ بتفكيرها بدت يومها مؤمنه به طالبتها بالابتعاد عن ابنها دون راجعة حدثت نفسها ماذا ان كان ما تفعله الان ما هو الا اكمالا لما ارادت لتبدوا امام الجميع الام التي تخاف على ابنها والا تسوء علاقتها به ان تطلقا فكرت كثيرا ولم تصل الي نتيجة كادت ان تعود وتتحدث مع محمود ولكنها تراجعت ماذا ان اذت بكلماتها عبد الرحمن مجددا تشعر انها لا يجب ان تتحدث الا معه فهو سيفهما اكثر سيت منها فلن تسبب له احراج اكثر . شغل تفكيرها كيف ستذهب اليه كيف ستقف امامه بعد كل تلك الاهأنات التي تسببت بها وبعد كل هذا الشقاء ترددت كثيرا ان تخبره بحديثها مع واالدته وانها امرتها بالابتعاد لا تريد المزيد الالم له يكفي ما تشعر هي به وبالرغم من ان قلبها حدثها بعكس ما أنت وت الا انها اصرت على عدم البوح ستخبره بأي شي وتعود أو تظل على صمتها وان وجدت من والدته اصرار على موقفها سوف تنسحب بهدوء . بصباح اليوم التالي استيقظت حسناء مبكرا تناولت الافطار مع زوجها عادل كانت طوال الوقت تنظر له مبتسمة تحيطها ذكريات الماضي و نزوله الي عمله ضمھا اليه بحنان و رأسها كما اعتاد ان يفعل دائما واعاد على مسامعها الكلمة التي طالما احبتها منه بحبك بعد مغادرته وجدت نفسها واقفة امام صورة زفافهم وتذكرت ما حدث بعد ان غادر عبد الرحمن في اليوم الذي جاء اليها واعتذر فيه واعترف لها عادل بحبه فيومها بالرغم من اضطرابها الشديد ومرور شريط حياتها مع عبد الرحمن خلال الاربع اشهر التي عاشتهم معه ومروا عليها كدهر كامل وبالرغم من أنت فاضها مع كل ذكرى لها الا انها بالنهاية احاطتها كلمات عادل ومصارحته بحبه وحمتها من ذكرياتها السيئة بقت جملته فقط تتردد على مسامعها بحبك يا حسناء وهتجوزك وهتكوني احلي ام واحلي زوجة وطظ في كلام الناس ومليون طظ وبموعد زيارة الطبيب النفسي التالية وجدته يدق الباب في موعد ذهابهم ذكريات عادل ازيك يا ابني خير احنا كنا رايحين للدكتور . اجابها وهو مبتسم وينظر الي حسناء بحب اه يا طنط ما أنا فاكرمش كنت كل يوم بتصل اطمن ما تروحوا وبعد ما ترجعوا . نظر اليها ما أنا ما كنتش عايزك تعرفي عشان ما تفتكريش ان بضغط عليك . تورد وجهها واشټعل خجلا احم احم طيب احنا كدة هنتاخر . ما أنا بستاذنك يا ماما اروح أنا معاها واسيب الأولاد معاكي ما أنا لازم اكون مع خطيبتي في كل خطوة ولا أيه فاجائها فنظرت له متسعت العين فاكمل . ما احنا قولنا طظ في كلام الناس وبعدين أنا طالب القرب مش حاجة عيب . يا ابني هنتأخر . اخرج عادل من جيبة علبة صغيرة قطيفة وفتحها امامهم وكان بها دبلة ومحبس وخاتم رقيق . هو احنا فعلا اتاخرنا كتير بس ملحوقة ادام عرفنا اننا اتاخرنا . ابتسمت الام برضي وسعادة لابنتها التي اشټعل وجهها خجلا وارتسمت السعادة على تعابيرها فتقدم عادل بعض خطوات باتجاه حسناء ثم اخد الدبلة و وضعها باصبعها ونظر اليها بحب شديد ما تقلعيهاش من ايدك مهما حصل ممكن . هربت منها الكلمات ولأول مرة يلجمها فرط السعادة لا الخۏف فأومأت له موافقة من سعادة والدتها نست امر الطبيب والقت زغروطة رنانة فرحة تجمع على اثرها الكثير يلقون على مسامعهم التهانى فاخذ عادل بيد حسناء وجذبها من بينهم وترك طفليه مع والدتها وتحركا لموعدهم وهناك جلس مع الطبيب واستمع لتعليماته بأنت باه شديد التزم بكل ما قاله طبيبها بدقة شديدة . افاقت من ذكرياتها وعلي وجهها ابتسامة سعادة منذ هذا اليوم شعرت بعودتها للحياة من جديد أنتشلها من أوجاعها والامها واخذ بيدها لطرق السعادة والاهم طريق الراحة والامان والحماية الامان والحماية الذي طالما افتقدتهما منذ ۏفاة والدها . منذ ذلك اليوم تقدمت حالتها بصورة اذهلت الطبيب بل اذهلتها هي . لم تتوقع ان قربها من عادل من احبت سرا له تاثير قوي عليها بتلك الدرجة . ضحكت بخفوت لتذكرها يوم تحديدهم لموعد الزواج واصرارها على عدم عمل حفل زفاف وان يتم كتب الكتاب في ور بعض المدعوين للاشعار فقط فيومها ڠضب عادل منها و حتى في غضبه كان مراعيا لها تحدث بصوت جاهد ليكون عادى ولكنه مغتاظ منها ومن تقليلها من نفسها ثم القي على مسامعها ما سوف يحدث ولم ي به مناقشة وجعله امر واقع لا رجوع فيه . ذكريات الماضي عادل يعني أيه مش فاهم أيه اللي مش واضح بس بقول لك مش عايزة فرح نكتب الكتاب هنا في البيت مع كام حد من اصحابنا واقرايبنا وخلاص . وجه حديثه لوالدتها بضيق م ماما رتك موافقة على كلامها ده ! والله يا ابني اللي تتفقوا عليه أنا موافقة عليه المهم عندي تكونوا مرتاحين . طيب بصي يا حسناء أنا هاحترم رغبتك ومش هنعمل فرح بس رتك زي الشاطرة هتختارى فستان فرح و كتب الكتاب هيكون في مشيخة الازهر وهنعزم كل اللي نعرفهم واللي ما نعرفهمش كمان وما تنشيس تعزمي طنط حشرية دي اهم واحدة وكلامي ده ما فيهوش نقاش تمام . تسلم من كل ردى يا ابني ربنا يرفع شأنك زي من أنت رافع من قيمتها ومحافظ عليها . افاقت من تلك الذكرى وعلي وجهها بسمة سعادة ثم اختفت واغلقت عينها بالم وهي تتذكر يوم زفافها الأول على عبد الرحمن . بهذا اليوم استعدت كأي عروس ولكنها لم تكن سعيدة على الاطلاق كانت تشعر بان زواجها هذا عقاپ لها لانها شعرت بزوج صديقتها الوحيده التي اءتمنها على حياتها بل واحبته كانت تشعر بان عبد الرحمن هو الاخر لديه ما يخفيه وان لديه سبب غير معلن لزواجه منها واكد لها هذا نظراته الحائرة أحيانا والغاضبة أحيانا بالاضافة الي شروده معظم الوقت وكانه يتحدث مع نفسه ويلومها ظل على حاله هذا طوال حفل الزفاف لم تنوي سؤاله فهي ايضا كان لديها ما تخفيه وخشت ان يسألها هو الاخر فتركت ما سيحدث للوقت . عندما دخلوا البيت الذي لم تهتم بتجهيزه وتركته لوالدته التي سعدت بذلك وبالقاء الأوامر لها طوال الفترة السابقة للزفاف لم تشعر بفرحة العروس بل قبض قلبها بشدة اكمل عبد الرحمن شعورها هذا بتصرفاته غير المفهومة حيرة وفتور تكاد تجزم ان وصل الي حد النفور ظل خارج الغرفة فترة طويلة بدلت فيها ثوبها وارتدت ما جهزت لها والدتها ظلت تفكر هل ما فعلته الصواب ام لا شردت وهي تتذكر ملامح عادل الحزينة عندما تقدم لها عبد الرحمن ووافقت اسود وجهه من شدة حزنه اغمضت عينها پألم عندما تذكرت نظرته لها و انكساره عندما رأها بثوب الزفاف تزف لغيره تسلمها والدتها الي عريسها و زوجها لم تتوقع ان ترى مثل تلك النظرة منه المها انكساره وشعرت بغصة شديدة بقلبها. سألت نفسها بتلك اللحظة هل لديه شعورا تجاهها هل اشعرته بحبها هل خانت صديقتها الي لتلك الدرجة ألم تستطع حتى اخفاء خيانتها لها لم تشعر يومها مع عبد الرحمن بالقبول أو الراحة أو حتى الخجل المعتاد بهذا اليوم بل شعرت بالخجل من ذاتها شعرت بالخېانة بالسقوط في الهاوية. لم تعرف من خانت تملكها فقط احساس بانها تبيع نفسها تسلمها لمن لا يملكها لشخص ليست من حقه لم يكن لدى كلاهما الرغبة انكمشت على نفسها بعد ان أنت هوا بكت بصمت ولم يشعر عبد الرحمن بألمها أو ببكائها سواء يومها أو باي يوم اخر ففهي كل مرة يقترب منها تشعر بنفس الاحاسيس . وباليوم التالي عندما ذهبوا الي حافظة و واجهت مكرها وأنتهي بها المطاف ملقاه على وجهها كانت تحدث نفسها بان ما تلقاه هو جزاء الخېانة هي تستحق ذلك هو العقاپ المناسب لها الجلد . كانت تحاول الصمود ليس من اجل كرامتها التي انتهكت فقط ولكن لتكفر عما فعلته بسلمي عادل ونفسها حتى عبد الرحمن جلادها اذته هي تشعر برجل غيره وتتالم من اجله أهانته وان كان لا يعلم . مع كل مرة يها عبد الرحمن تحدث نفسها أنت خائڼة هذا اقل عقاپ لك تحملي عقابك هذا مدي الحياة لم تسعفها قوة تحملها يومها فوجدت النجاة في اعتذارها ففعلت ليتوقف ما يحدث لا تنكر انها كسرت وبشدة تألمت كما لم تتألم من ليس من قوة الات فقط فهي شعرت انها دخلت بغمامة سوداء دوامة لن تخرج منها يوما كانت تعتذر لسلمي يوميا . بأول مرة ناداها عبد الرحمن م حبيبة علمت انها ليست الخائڼة الوحيدة هو ايضا يفعل المثل هما يستحقان بعضهما البعض اعتقدت ان هذا من الممكن ان يسكن ضميرها الذي ېها كل ثانية مع كل نفس يدخل أو يخرج منها ولكنه لم يكن كذلك بل زاد من نيرانها والمها فبكل مرة يضمها اليه بحنان لا يراها من الاساس يري حبيبته الغائبة لم تهتم لما يراها كذلك أو لما ابتعد عنها فهي ذات النهاية بكل الاحوال وذات الواقع . تألمت وهي تتذكر ما وصلت اليه بالأخير فبكل مره تحادثها والدتها تشعر كأنها ترى عادل كانت تشتاق لرؤيته لوجوده بجوارها الطامة الكبرى انه كلما ضمھا عبد الرحمن تمنت ان يكون عادل بدلا منه كلما قسي عليها تذكرت كلمات سلمي عن عادل وكيف كان يعاملها بالرغم انه لم يحبها يوما و حياتهم تقليدية فوصل بها جلد الذات انها كلما تذكرته لسبب ما افتعلت هي ما يجعل عبد الرحمن ېعنفها وتنتهي ملقاه على وجهها دون رحمة فكانت تراه بذلك الوقت مارد عملاق لا يشعر تتحول ملامحه البشوشة الي اخرى قاسېة وعڼي فة يتبدل كانه شخص اخر . كان ها ېصرخ بها ان تكف عما تفعل وعن استفزازه ولكن عقلها يدلها ان تلك الطريقة الوحيدة للتخلص من ذلك الذنب . اغمضت عينها پألم شديد وهى تتذكر تلك المشاعر المتضاربة بكت پعنف
متابعة القراءة