رواية بقلم سلوى فاضل

موقع أيام نيوز

احمل لا وقت حملي في انس ولا حتى المرة دي أنا اللي حطيته قدام الامر الواقع لما حصل الحمل حتى احم العلاقة قليلة جدا عشان ما اتعبش عادل فعلا مثل يدرس ونعم الزوج دعوة امي ليا زي ما بسمع . أنت بتدافعي عنه والسلام ازاى يعني ما ضغطش عليك ما أنت لو كان نفسك في احساس الامومة فحسيتي بده في حملك الأول وانس ما شاء الله عسل وسكر ولسه صغير قوي . كنت عايزة اثبت له واثبت لنفسي ان عادية زي أي ست ممكن احمل مرة واتنين وتلاتة واني مش ناقصة أو قليلة . بس أنت فعلا مش ناقصة أو قليلة يا سلمي كفاية طيبتك وبعدين في ستات كتير مش تعبانين وربنا ما ارادش يكون عندهم أولاد وفي زيي اهو ما اتجوزوش اصلا نعمل أيه بقي ننتحر . سلمي وانهمرت دموعها ساعات بحس اني حملت تاني عشان أنت حر بطريقة مشروعة كنت عارفة ان حملي في خطړ كبير عليا ومع ذلك كنت مصرة بعمل كل حاجة عشان احمل بعيش احساس المۏت كل يوم تقريبا روحي بتتسحب مني واطرافي تتلج وتتشنج بعجز عن الحركة والكلام . نفسي اريحه مني ومن تعبي نفسي يلاقي الي تديله الحب ويبادلها الحب هو كمان يدوق حلاوته وعڈابه عشان حلاوة الحب في عڈابه بس عايزاة يدوق حلاوته كمان وهي اللي تبقي حلاوته وبس . اغرب امنية الصراحة ربنا يديكي على قد نيتك ويفرحك يا رب . أنا تعبت وعايزة أنام مش هاتنامي بقي . وأنا والله فعلا محتاجة أنام جدا . استلقيا كلاهما على الفراش و والت سلمي ظهرها لحسناء اغمضت عينها بالم وانسابت دموعها في صمت وحدثت نفسها دون صوت . سلمي لنفسها آاااااه أنا تعبت قوي قوي يا رب أنا فعلا عايزاه يفرح ويحب لكن قلبي واجني قوي فرحانة عشانه وموجوعة لانه ما حبنيش أنا كان نفسي يحبني واعيش الحب ولو أيام معدودة كان نفسي اعيش معاه حاجات كتير أنا بقرب منها وبحكي لها اللي يخليها تديه فرصة يمكن تحس به مش عايزاه يحب من طرف واحد ويتعب زيي هو استحمل عشاني كتير كفاية انه اتجوزني عشان يحميني من كلام الناس وما اكونش وحيدة في اخر أيامي اغلقت عينها پألم وانسابت دموعها بغزارة وصمت تأوهت بداخلها آااااه . اما حسناء فحدثت نفسها ايضا . حسناء أممم الراجل الغامض بسلامته سلمي بتقول فيه شعر مش عارفة مين فيهم اللي طيب ولا أنا الشريرة اممم مش عارفة هو أنا اصلا شاغلة نفسي ليه وأنا مالي. اما في مكان اخر عند عادل كان جالس بالقطار شارد يحدث نفسه ايضا . عادل بداخله وبعدين معاك يا عادل فوق واصحي كده خليك زي عادتك وصارح نفسك اللي بتفكر فيه وبتتمناه صعب يمكن مستحيل أولا هي مش طايقاك اصلا وشايفة انك مستقوي على سلمي وأنت سمعتها بنفسك ثانيا بقي سلمي أنت وعدتها عمرك ما تجرحها ولا تتجوز عليها وهي حبتك وعملت كل اللي تقدر عليه واللي ما تقدرش عليه عشان تسعدك ما رضيتش تكون أنانية وحملت بدل المرة اتنين لدرجة ان صحتها تعبت جامد واتاخرت بسبب الحمل وممكن تفقد حياتها كمان فالمقابل ما يبقاش انك تحب عليها في حياتها أنت متأكد انها حست بحبك لحسناء واهتمامك بها لازم تحجم نفسك كفاية عليها ۏجع ثالث حاجة أنت حاليا متجوز ومعاك طفل والتاني في الطريق وهي لسه انسة وحلوة ومحترمة وقافلة على نفسها و محوشاها لصاحب النصيب ما ينفعش تظلمها اكتر ما هي مظلومة من المجتمع اللي احنا عايشين فيه ابعد عنها وسيبها في حالها وارحم قلبك وقلب سلمي المجروح . هكذا أنت ه اليوم بقلوب حزينه واخرى حائرة . مرت عدة أيام عاد عادل حاول قدر المستطاع تجنب حسناء وهي فعلت المثل وسلمي تراقب وينفطر قلبها وبالمدرسة لدي حسناء استمر عبد لرحمن لا يقاوم نفسه كلما رأها ثبت بصرة عليها ورأها حبيبة بكل تفاصيلها لا يحب التحدث معها لاختلاف نبرتها عن حبيبة ولكن يحب النظر اليها والتمعن بها اما حسناء فكان هذا يرضي غرورها كانثي كثيرا وأحيانا ما كانت تشعر بالضيق من ملاحقتها بعينيه ظنت انه اعجاب أو ربما حب من أول نظرة تسائلت هل أخيرا وجدت الحب ولكنها لا تشعر بأي شئ تجاهه بل أحيانا تشعر بالضجر . حسمت امرها وتجاهلت ما يحدث فهي لا تريد احداث المشاكل تريد الصفاء الذهني فقط . اسبوع والاخر مر ابتعد عادل بالبداية وهي ايضا ولكنه لم يستطع الإبتعاد الكامل عنها اشتاق لسماع صوتها أو ملاقاتها صعودا أو هبوطا فعاد لتعامله العادي معها ېختلس النظر اليها من الحين الي الاخر وهي ايضا تفعل المثل لم تسأل نفسها لما ولكنها شعرت بالفترة التي تجنبها بالاشتياق اليه ومشاكلته اشتاقت الي نبرته الموزونة وسعدت بعودته الي طبيعته معها كانت سلمي تتابعهم وتراقب تصرفاتهم كانت تفهمهم اكثر من انفسهم تعلم الحب ذاقت عڈابه ولم يؤتها الحظ ان تتذوق حلاوته اكتفت بقربها من حبيبها وان لم يشعر بها كانت دوما تمدحه امام حسناء لم تنافق ولكنها فقط تصفه كما تراه هي بعين المحب وهي تحترم صراحته معها واحترامه لها فهو طوال سنوات زواجهم لم ېجرحها بكلمة أو نظرة عاملها بلطف وحنان واخلص لها في اهتمامه بها . مر اسبوعان وبيوم كانت حسناء بالمدرسة وكالعادة لاحقتها نظرات عبد الرحمن و وجدت بعض الزملاء قد لاحظوا متابعته لها والابتسامة التي لا تفارقه وهو يمعن النظر بها فلم تجد امامها مهرب سوي الاعتذار عن مواصلت عملها لذلك اليوم والعودة للبيت وبالفعل عادت حسناء ولم تجد والدتها فصعدت لاعلي وما ان اقتربت وجدت باب منزل سلمي مفتوح واستمعت الي حوار دار بين عادل ووالدتها . الام كتر خيرك يا ابني مش عارفة والله اوفيك حقك ازاي من يوم ما ادخلت وخلصت لها ورقها المتاخر واتنقلت وهي رجعت تاني لطبيعتها بتضحك ومرتاحة وبطلت ټعيط وتحزن على نفسها . عادل بتشكريني على أيه بس كفاية وقفتك جنبنا والله مهما عملت مش هوفيكم حقكم وجودكم فرق مع سلمي كتيير قوي وانس ارتبط بيكم وبقي يناديكي تيته عوضتيه عن ۏفاة والدتي الله يرحمها ربنا يديكي الصحة . أنا همشي دلوقتي يا طنط هتحتاجي حاجة ما امشي . الام تسلم يا ابني من كل شړ . خرج عادل واغلق الباب الټفت لينزل الدرج فوجد حسناء امامه وتبدوا غاضبة . ورتك تدخلت وخلصت الورق اللي واقف عشان يفهموا اني على علاقة بك وما اهتمتش بشكلي وانك اثبت لهم ان كلامهم صح واحد وقف الورق وواحد مشاه وطبعا تلاقيك بتعمل كل ده فاكر انك كده هتضغط عليها عشان اعمل لك اللي عايزة يبقي ما تعرفنيش أنا مفيش حاجة تضغط عليا مهما حصل . تعملي اللي عايزة اللي هو أيه متهيألي اني ما طلبتش منك أي حاجة وساعات اصلا مش بتكلم معاكي من الاساس . وما تقدرش تطلب وخليك مش بتتعامل معايا احسن لولا تعب سلمي أنا كنت اتصرفت بشكل تاني . ضاق منها لا يعلم سبب عصبيتها الي تلك الدرجة هو فعل ما فعل من اجلها ومن اجل راحتها فقط نظر اليها بضيق وڠضب ورحل بينما هي غاضبة من نفسها وبقوة لم تكن تنوي ان تقذفه بتلك الكلمات هو بالفعل لم يضايقها و لم يطلب منها أي شئ من البداية بل اخفي عنها انه من عاونها لانهاء تلك الأوراق و كف عنها مضايقات ذلك السيد . عاد كل منهما يتجاهل الاخر ويتجنبه وبدأت حسناء تشعر ان هناك مشاعر تنموا بداخلها له نهرت نفسها وبشدة كيف تفعل هذا بسلمي كيف تتسبب لها في مثل هذا الچرح هي تعلم بشدة حبها لعادل لن تتحمل ان علمت وقد تكون حياتها هي الثمن ولأول مرة تشعر حسناء بالاشمئزاز من نفسها والنفور منها لأول مرة تري نفسها الجاني . كانت سلمي تشعر بكل ما يجول بداخل عادل ايقنت انه وجد الحب ويحاول اخفاءه عنها رفقا بها واشفاقا عليها کرهت ضعفها ومرضها تمنت المۏت وازداد تعبها بشدة تتدهور صحتها كل ساعة عن التي ها تحاملت سلمي على نفسها حتى دخلت الشهر السابع وحينها بدأت تستلم للتعب ومع المتابعة من الطبية المتابعة لها اخبرتهم ان اشتد تعبها ولم تتحمل اضطروا لاجراء قيصرية لها عمل عادل جاهدا على راحتها رافقها واخذ اجازة من عمله وباحد الأيام مساءا تعبت وبشدة لم تستطع اخذ نفسها أو التحدث كانت بالكاد تحرك يدها كالغريق الذي يحاول التشبث بأي شئ لينجوا اخذها عادل واسرع الي المستشفي واتصل بالطبيبة المتابعة لها كانت حالتها تدهورت بشدة لم يستطعوا انقاذها بالكاد انقذوا الجنين انجبت طفلة تحمل منها الكثير تركتها ذكرى منها رحلت تركت الدنيا باحزانها والمها تركت طفلين ذاقوا مرارة اليتم ان يتذوقوا طعم الحياة. الفراق ومرارته بالرغم من ان عادل لم يشعر بسلمي كحبيبة ولكنه كان يحبها كزوجة حنونة مضحية تنكر ذاتها وفراقها كان صعب وبشدة يرها بكل مكان حوله وكذكرى منها ولها لقب ابنته بسلمي كي يظل يناديها طوال العمر ووفاءا لها اما حسناء فمرارة الفراق كانت لازالت في حلقها لم تشفي من مرارة فقد والدها والان سلمي لم تكف عن لوم نفسها لتلك المشاعر التي تحملها لعادل تسأل نفسها دوما هل شعرت بها سلمي هل جرحتها دون ان تشعر هي احبتها بصدق كاخت لها اشفقت عليها لما علمته عن علاقتها بعادل زوجها وعن عڈابها وشقاها بحبها . اما والدت حسناء فبكت فراق سلمي كما لو كانت ابنتها حقا فهي احبتها وشعرت بها كحسناء زادت من اهتمامها بالصغار ولم تتخلي عنهم تتابع مع عادل حالة المولودة التي لازالت بالمستشفي الانة لم يكتمل نموها وتهتم بالصغير انس الذي كلما استطاع الحديث نادى على والدته فيبكي الجميع فراقها . شهر مر بعد ۏفاة سلمي تمالك الجميع نفسه ولازال الحزن يسكن القلوب لم تكف حسناء لوم نفسها على مشاعرها تجاه عادل التى تحاول بكل قوتها وءدها وبهذه الفترة قرر عبد لرحمن التقدم لها تحدث معها واعلمها بنيته لم تمهل نفسها الفرصة ووافقت على طلبه لتريح ضميرها وتبعد عن عادل واملت ان يكون عبد الرحمن يحبها فهي تري الحب في نظراته ولكن جزء في قلبها وعقلها يحدثها بوجود
تم نسخ الرابط