رواية بقلم سلوى فاضل
المحتويات
وحيدة في الدنيا من غير اهل ولا معارف ماليش غير والدت عادل وعشت لوحدي. يعني عشان اهلك ماتوا يستغلك ويستقوى عليك . ابتسمت سلمي بيأس م يا بنتي اسمعي وبعدين احكمي بالعكس عادل عمره ما فرض عليا حاجة بالعكس أنا اللي اتفرضت عليه . بصي أنا طبعا بعدها تعبت ودخلت المستشفي وفضلت هناك فترة طويلة طنط مامت عادل وهو ما سبونيش أبدا ولما خرجت طنط علية مامته كانت بتبات معايا كمان وكتير وعدت الأيام كده وطبعا أنا كنت بتعلق به اكتر لوقوفه جنبي وكنت حاسة انه كل عيلتي واسرتي المهم كلام الناس كتر وبقوا يتغمزا عليا فيي الرايحة والجاية والغمز بقي كلام وتلميح وبعدين تلقيح ووقتها مامته كلمته والمفروض انهم اتكلموا من ورايا ما يعرفوش لحد النهاردة اني سمعت كلامهم . اللي هو أيه اللي سمعتيه طنط علية عرضت عليه انه يتجوزني وقالت له انها شايفة ان اهتمامه بيا حب كان رده انه حب بس اخوي بعيد عن الجواز وبعدين سألته ان كان في واحدة عايز يتجوزها ولما كان رده لأ قالت له يتجوزني وانه مش هيلاقي واحدة تحبه زيي تنهدت واغمضت عينها بالم فهمت وقتها اني كنت مكشوفة قوي بس هو ما كانش شايف لا حبي ولا أنا كلي على بعضي فضل فترة يكابر لحد ما في مرة سمع حد بيتكلم عليا وحش اټخانق معاه خناقة كبير والشارع كله اتلم والحقيقة هما الاتنين طحنوا بعض . وطبعا كلام الناس زاد . زاد دي كلمة قليلة لدرجة اني كنت عايزة اعزل . ومامته وافقت . سلمي ما اداش فرصة لمامته انها ترفض أو ت ولا حتى سابني اكمل الجملة حسناء امال عمل أيه سلمي احتد عليا في الكلام في الظروف العادية كان قلب الدنيا بس عشان خاف اتعب كان بيحاول يكون هادى فاتكلم بصوت مش عالي بس بحدة قالي بالحرف أنت فاكرة لو نقلتي وقعدتي لوحدك هيكون حل لأ أنت وقتها هتشوفي الأسوأ هتلاقي اللي بيخبطوا عليك في انصاص الليالي ويتجاوزوا حدودهم و اللي هيرزلوا عليك في الراحة والجاية مش سيرتك بس اللي هتكون لبانة لا سمعتك كمان حسناء هو ده اللي ربنا قدره عليه! تنهدت بيأس ما فيش فايدة لا يا سيدتي مش ده اللي ربنا قدره عليه بس أنا حقيقي مش قادرة اكمل وعايزة أنام جدا ممكن بس تديني العلاج. اشفقت عليها حسناء واحرجت لأنها اهتمت بالحكاية ونسيت ان سلمي تحتاج الي الراحة لا الي الارهاق ناولتها ادويتها وظلت بجانبها حتى غفت ثم تركتها ترتاح وذهبت لوالدتها تعاونها. مر يوم والتالي ازدادت حالة سلمي سوءا اشفقت حسناء عليها وبشدة. وجدت نفسها تهتم بالطفل الصغير أنس تداعبه من الحين للأخر تأتي من عملها لوالدتها تساعدها بالأعلى عند سلمي وعندما يعود عادل تتجنب النظر اليه تشعر من داخلها ان هناك سبب أخر يجعلها تعامله بتلك الطريقة غير السبب المعلن والذي تتعمد اظهاره للجميع اما هو فكان يشعر بالضيق للصورة التي سمعها تتحدث بها عنه و ايقن انها ان علمت بما فعله من أجلها ظنت به السوء. بدأت حسناء تلاحظ نظرات عبد الرحمن لها فان جلست معه بنفس المكان أو مرت من امامه نظر اليها وتمعن النظر بها لا يبعد عينه عنها لمدة طويلة بالبداية بطبيعة الأنثى وخصوصا بحال حسناء شعرت بسعادة بالبداية فهي كانت مفتقدة لنظرات الاعجاب لا لنظرات الشفقة التي تراها كثيرا من جميع من حولها حتى والدتها أحيانا ولكن سرعان ما بدأت تشعر بالضيق منها فهي بطبيعتها جدية بعملها خصوصا مع معاملة الچنس الاخر . عادت حسناء للبيت فوجدت والدتها وضعت الطعام على المائدة . حسناء خير اللهم اجعله خير والله مش مصدقة نفسي ماما هنا وعملت الاكل ووعلي الترابيزة كمان وسخن لا لا لا أي يا أماه أنت ما عملتيش كده من وقت ۏفاة بابا الله يرحمه . الام غلباوية قوي يا سيتي الموضوع ان عادل مسافر يومين وهو فوق وهيمشي على آخر اليوم فعملت الاكل وجهزته عشان على ما نتغدي يكون خلص وماشي نطلع أنا وأنت نقعد معاها وفي الغلب هنبات معاها كمان. ما شي يا ماما أنا هدخل اغير. بسرعة بس قولي لي أيه اللي فايدك ده. حسناء وقد احمر وجهها دي لعبة عشان انس. امممم ماشي بسرعة يلا. بدلت حسناء ملابسها وجلست تتناول الطعام مع والدتها واعادوا تنظيم المكان وبعد قليل صعدوا الي سلمي وكان عادل على وشك المغادرة خلاص يا ابني جهزت نفسك. اه تمام معلش هنتعبكم معانا. يا ابني الجيران لبعضيها وأنتم مليتوا عليا حياتي أنا كنت بزهق طول ما حسناء برة وكمان حسناء أخيرا بقي لها صاحبة. وقفت حسناء محمرة الوجه لم تركز في حديثهم بل تركز فقط في رد فعلهم عندما يلاحظوا اللعبة التي معها ورد فعل عادل اما عادل فكانت كلماتها تتردد في عقله وتشعره بالحزن تحرك الصغير انس نحو حسناء بفضول طفل لمح علبة ملونة امامه وعليها رسومات ملفته للأطفال و بدأ يجذب الكيس ويحاول فتحه كانت سلمي جالسة بالمكان معهم ولاحظت منذ دخول حسناء ما معها وحالتها تلك شعرت بغصة بالبداية اخفتها سريعا لم تنتبه اليها حسناء من شدة توترها ذهب نظر عادل الي انس وما يحاول فعله سلمي شكلك جالك هدية يا انس من كتير قوي ما حدش جاب لك هدية أيه ده يا حسناء . أنت به عادل لسؤال سلمي ونظر لحسناء ولوجهها شديد الحمرة وشرد بها حسناء حاولت ان تبد ا طبيعية وتتخلي عن احراجها احمم دي لعبة عجبنتي وقولت انس هيحبها . ابتسم عادل برضا شعر ان وجوده يحرج حسناء فقرر المغادرة سريعا اشفاقا عليها عادل مبروك عليك يا انس استأذن أنا يا جماعة . سلمي توصل بالسلامة ابقي طمني عليك هانتظر منك مكالمة تركهم وغادر اخذت حسناء نفس عميق بعد رحيله الام لسلمي عاملة أيه دلوقتي يا بنتي تحبي تدخلي ترتاحي في سريرك احسن . سلمي بابتسامة الحمد لله كويسة ما تقلقيش عليا أنا حقعد معاكم شوية ولما تنزلوا ابقي أنام أنا . الام لا ننزل أيه احنا هنبات معاكي هنا أنا وحسناء . سلميبجد يا حسناء هتباتي . حسناء والله لو مش هتضايقي يبقي اكيد هبات ونقعد نرغي لحد ما نقع في النوم من غير ما نحس كمان . ابتسمت سلمي بسعادة فبهذه الفترة تحقق لها عدة امنيات شعرت مرة اخرى پخوف ورعاية الام من خلال والدت حسناء التي ترعاها كما كانت تفعل والدتها واكثر واحساس الصداقة والاخوة من حسناء والغيرة ايضا فكل هذه الاحاسيس تمنتها يوما وكأن القدر اراد ان يكافئها باخر أيامها فهي اصبحت تشعر باقتراب الاجل واقتراب كلمة النهاية واسدال ستار حياتها بلا عودة . وبعد مرور بعض الوقت كفاية كدة يا بنات نوم بقي يلا يا سلمي يا بنتي عشان ما تتعبيش لازم ترتاحي الدكتورة نبهت لازم ترتاحي على قد ما تقدرى . مش هتفرق دقيقة ولا اتنين زيادة أو نقص ادام النهاية واحدة . أيه اللي بتقوليه ده استغفري ربنا وتفائلي خير . ليه كده بس يا بنتي ربنا يشفيكي يا رب ويخليكي تربي ولادك وتفرحي بهم قادر يا كريم . نهضت سلمي وعاونتها حسناء وتحركتا نحو الغرفة اثناء حديث حسناء . تعالي ندخل نقعد في السرير وتكملي لي الحكاية لو قادرة ما أنت مش هتسبيني متعلقة كدة ولا أيه . ما تتعبيهاش يا حسناء سبيها ترتاح أنا هاخد انس في ڼي وننام صح يا انس هتنام في ڼ تيتة . تبسم لها الصغير بمداعبة دخل كل منهم مكان نومهم . خلاص يا سيتي اعفا النهاردة واحكي لما تكوني كويسة . هو في احلي من النهاردة نحكي ونرغي فيه والأوامر اللي ت بره. سلمى اعتبري انك قدمتي التماس وات ولا مش عايزة تعرفي الباقي . وكانت سلمي استلقت على الفراش وسندت ظهرها على الوسادات الموضوعة على ظهر الفراش فجلست حسناء بتعجل لا أنا عندي فضول من هنا لسنتين قدام . فكريني وصلنا لفين . لما اټخانق وكنت عايزة تنقلي واټخانق معاكي . سلمي لا حول ولا قوة الا بالله ما قولتش اټخانق معايا قولت مسك نفسه عن انه يزعق لي وشد عليا في الكلام . ما علينا وبعدين . بعد ما قال كدة سألته طنط والحل أيه و قال اللي خضني وافق اننا نتجوز وفعلا كتبنا الكتاب في ور معظم الجيران خصوصا الرغايين والنمامين والحشريين عشان متاكدين ان خبر كتب الكتاب يتعرف للكل كان جوايا سؤال وتمني السؤال هو ليه رضي يتجوزني وربط نفسه بيا واحدة مريضة ومالهاش حد وهو مش بيحبني واتمنيت انه يكون حس ببداية شعور تاني ليا غير الاخوة . م وبعدين مش وقت تشويق . بطبيعة الأنثى ما قدرتش اصبر كتير وفضلت اهرى مع نفسي لحد ما في مرة اخدت قراري وسألته وكان كعادته صريح مش بيحب الكذب مع اني اتمنيت بعدها انه كان كڈب عليا افضل و ما تسالي قالي بالحرف بصي يا سلمي أنا ههكون صريح معاكي ومش هاحاول الف وادور عليك أنا لحد النهاردة ما قابلتش أي واحدة تشدني وارفض اتجوز غيرها أنت كل حاجة فيكي جميلة ادبك واخلاقك طبعك خجلك كل حاجة فيكي لدرجة اني سألت نفسي ليه ما حبتكيش وعملنا الحكاية اللي البطل يحب بنت الجيران ويتجوزوا في الاخر بس ممكن نعمل حكاية البطل اللي اتجوز البطلة الجميلة وكونوا حياة هادية وجميلة زي البطلة يمكن مع الأيام تتولد اجمل قصة حب في الدنيا وبدل ما عنتر لف الدنيا عشان يقدر يتجوز عبلة وكتب فيها شعر وهما بعاد نكتبه احنا في القرب والمهم اننا بنحترم بعض ونقدر بعض وأوعدك اني هعمل كل حاجة تسعدك وعمرى ما اضايقك أو اتعبك وحبك مع الوقت وأنت بتحبيه صح لا هو لسه في مرحلة الاحترام عمره ما ضايقني دايما مهتم بيا وبصحتي وبالبيت أنا بحبه من زمان وحاولت والله يا حسناء بكل الطرق انه يحبني بس فعلا القلوب مش بإيدينا سبحان مقلب القلوب . ما تزعليش نفسك بكرة يندم . مسحت سلمي دموعها التي انسابت م لا أوعي تقولي كدة مش عايزاه يندم هو يستاهل كل خير عارفة هو ما كانش عايزني
متابعة القراءة