رواية بقلم سلوى فاضل
المحتويات
پألم واخفضت بصرها اكملت بسمة بابتسامة هادئة بس الحمد لله ربنا استجاب لنا كلنا وقومتي بالسلامة مش متخيلة محمود كان فرحان ازاي عقبال ما ربنا يتم علينا فرحتنا وجميلة تخرج من الانة هي كمان ونفرح كلنا أنا هقوم اعمل لكم حاجة تشربوها واسيبكم تتكلموا . خرجت بسمة واقتربت سما من حبيبة وجلست بجوارها مسدت على ظهرها بحنان مالك يا حبيبة أيه اللي شاغلك كده نظرت لها حبيبة بشرود ثم اخفضت رأسها مرة اخرى دون حديث . سما أيه يا بنتي مالك في حد يبقي حواليه كل اللي بيحبوه ويتمنوا رضاه ويبقي ده حاله ما تتكلمي ولا خلاص ما بقتش صاحبتك . حبيبة أنا خاېفة يا سما خاېفة قوي . سما طب أيه اللي مخوفك كده وليه أنا مش فاهماكي واشك انك فاهمة نفسك لو في مشكلة مع عبد الرحمن اتكلمي معاه بس مشكلة أيه ده من وهو تعبان في المستشفي وهي مرافقك بنفس الغرفة وبيهتم بيكي ورفض ان محمود يبدل معاه كان بيعمل لك كل حاجة يا بنتي دي الممرضات في المستشفي لسه لحد النهاردة لو شافوني صدفة في الشارع بيسألوني عنكم . بلاش دا أنت م بيقيتوا حديث الساعة الناس كلها بتتكلم عن اللي حصل لك وعن اهتمام عبد الرحمن بيك شوية وقصتكم هتتدرس زي قصة قيس وليلي و قصة عنتر وعبلة . نظرت لها بصمت ولم تعقب فاكملت سما استعيذي بالله من الشيطان الرجيم وشيلي الافكار الغريبة دي من راسك ولما تبقي كويسة ارجعي انزلي اقعدي معايا بالمكتبة تاني لحد ما تبقي ترجعي بيتك واهو تونسيني بدل قعدتي لوحدي. استمرت جلستهم لبعض الوقت ثم رحلت . انتظر عبد الرحمن مع والدته حتى موعد عودة محمود ثم لحقه الي البيت وبالمساء جلس مع حبيبة بغرفتهم وكأنا مستلقيان على السرير متقابلين عبد الرحمن شكلك احسن النهاردة يا حبيبة الحمد لله حبيبة الحمد لله جميلة عاملة أيه وحشتني قوي عايزة اروح لها. عبد الرحمن الدكتور طمني عليها و ان نموها ماشي بالمعدل المطلوب وحالتها كل يوم في تحسن ما تقلقيش عليها بس اجلي انك تروحي لها شوية أنا خاېف عليك يا حبيبة لسه چرحك تعبك وأنت كمان بقيتي ضعيفة قوي محتاجة تاخدي بالك من صحتك ما تخافيش عليها وأنا حروح لها كل يوم وحطمنك عليها ابتسم أنت عارفة كبرت حته نونو زيها والدكتور قال احتمال تخرج قريب حبيبة بجد يا ريت وحشتني قوي. عبد الرحمن حبيبة أنا حرجع الشغل تاني من بكرة حأقطع الاجازة. حبيبة ليه خليك لما الاجازة تخلص ابتسم عبد الرحمن ونظر اليها بتمعن كانه يحفر معالمها بذهنه أنا دايما معاكي موجود حتى لو مش في نفس المكان وضع يده على قلبها أنا هنا يا حبيبة صح. وضعت حبيبة يدها فوق يده وضغطت عليها بخفة نظرت اليه ثبتت عينها بعينه لم تتحدث هي بل تحدثت عينها اليه تشكو وتتألم. عبد الرحمن نفسي تقربي تاني وتحكي اللي جواكي وتقولي أيه سبب الۏجع اللي بتداريه عني وفاكرة اني مش حاسس به ليه بتبعدي ليه حاطه حواجز بينا ومصممة على الجفا اخفضت بصرها حاولت ان تبدوا جيدة أنا كويسة ما تقلقش. عبد الرحمن أنا عارف اني ۏجعتك يمكن فهمتي اني اتخليت عنك بس مش دي الحقيقة أنا كنت خاېف عليك مني خۏفت اخلف وعدي ليكي صحيح كان ممكن اتصرف بطريقة تانية واحميكي مني بردوا بس وارجع واقول كله قدر ونصيب خطوات لازم نمشيها عشان نوصل لبر الامان هاتي ايدك وساعديني نوصل يا حبيبتي مش هقول ننسي اللي فات لأ نفتكره ونتعلم من الغلط اللي فيه بالرغم من انك وقتها وجعتيني بتصميمك على البعد لكن وجودي معاكي دلوقتي نساني أي ۏجع وكل اللي فاكره اني بحبك وعايزك معايا باقي عمرى حبيبتي لازم نسامح ونصارح بعض ونفتح صفحة جديدة. حبيبة بلاش نتكلم دلوقتي خليها لوقتها مش قادرة وحياة جميلة عندك. امسك كفها ضمھ باحتواء ثبت نظره بعينها وحياتك أنت عندي حستني لحد ما تيجي تحكي وتتكلمي لوحدك. فنظرت اليه وعلقت عينها بعينه وسالت دموعها فمسحها. عبد الرحمن كفاية دموع يا حبيبة تعالي في ڼي ننسي الدنيا كلها . ضمھا بقوة و ربت عليها وحاول طمأنت ها وظل يداعب شعرها حتى غفت. كانت تحاول اخفاء ما بداخلها من مشاعر مختلطة ومتناقضة بنفس الوقت فبداخلها خوف قلق توتر والم وبنفس الوقت اطمئنان شوق حنين و حب طوال الوقت تخشي حدوث مكروه تخاف من دقات الباب عسي ان تجد وراءها ما يؤلم تخشي ان تحدثت تخطيئ فيبعد عنها أو يهجرها اقرب الناس اليها تشعر ان الحياة دوما تجبرها على البعد عن احبابها فابعدتها عن والدها ثم والدتها حتى ابنتها حرمتها منها هي بعيدة عنها ضمتها دقائق معدودة ېها البعد عنها وينفطر قلبها لشدة شوقها لها كادت ان تحرم من حبيبها وزوجها عبد الرحمن وأخيرا حماتها التي طلبت واصرت ان تفرقها ولم يشفع عندها دموعها أو رجائها تري انها مجبرة على الامتثال لها خشية على حبيبها من تمنت ودعت به ربها أيام وليالي لن تتحمل ان يحدث له مكروه مرة اخرى لن تتحمل الفقد يكفي فقدان تتمني ان تتوقف معناتها فضلت الصمت الصمت فقط حتى حين. بقي الحال على ما هو عليه ثلاثة أيام حتى تعافت جميلة وخرجت من المشفى كان هذا اليوم الاسعد لهم جميعا فبهذا اليوم ذهب عبد الرحمن ليطمئن على ابنته كعادته اليومية وتفاجئ بحديث الطبيب بانها تعافت كليا وانها ستعود معه للبيت فدق قلبه پعنف من شدة سعادته انهي اجراءات المستشفي واخذ ابنته وذهب لحافظة عبد الرحمن بتشكريني على أيه يا امي ده حقك بس اعذريني مش هقدر اطول عشان حبيبة اكيد مشتاقه لها من يوم ما خرجت من المستشفي ما شافتهاش وحالتها وحشه حافظة يبقي قوم يلا روح فرحها وريح قلبها يا ابني قوم يا حبيبي . ابتسم لها برضي تغيرت كثيرا اصبحت ام حنون بكل ما تحمل الكلمة من معاني يدها وغادر اسرع الي حبيبة التي ضمت طفلتها بسعادة واحتواء وحنان أخيرا شعرت بالراحة كم اشتاقت لضمھا اليها كم اشتاقت حتى لصوت بكائها . كان عبد الرحمن ينظر لحبيبة بسعادة فأخيرا رأي ضحكة حقيقة وابتسامة صافية لها فمنذ عودتها وهي تتدعي انها بخير وترسم ابتسامة مزيفة على وجهها ولكنها اليوم كانت صادقة وصافية كم اشتاق لها اخذت حبيبة مولودتها وضمتها الي ها و ظلت تنظر اليها وتبتسم لها وحشتيني قوي يا جميلة طولتي قوى قوى . كان هذا اليوم لحبيبة عيدا فرحت فيه بشدة ورأي الجميع سعادتها وعمت الفرحة الحقيقة ارجاء المنزل. وبعد عدة أيام عاد عبد الرحمن للمنزل سلط الجميع نظرهم عليه ونظرت له حبيبة بتعجب . محمود أيه الحاجات دي كلها يا عبد . اجاب بابتسامة سعادة و عينه مثبتة على حبيبة دي حاجات سبوع جميلة مش عشان دخلت الانة نضحك عليها وما يتعملهاش سبوع وان شاء الله في نفس اليوم اعمل لها عقيقة كمان . ابتسمت حبيبة بسعادة وردت بسمة بسم الله ما شاء الله أنت جبت كل حاجة تقريبا ناقص حاجات بسيطة ربنا يباركلك فيها ويجعلها ذرية صالحة ان شاء الله . عبد الرجمن اللهم امين بس ما فيش حاجة ناقصة ان شاء الله باقي الحاجة هتوصل بعد يومين أنا ظبطت كل حاجة . محمود ظبطت كل حاجة لوحدك كدة وخالها مالوش نفس يظبط حاجة . عبد الرحمن خالها عليه المكان ويعزم اصحابه عايز الناس كلها تفرح معنا . اكملوا حديثهم وسط جو من المرح كانت فيه حبيبة مشاهدة ومستمعة فقط . شارك الجميع في تجهيز المكان وتزينة ودعوة جميع المعارف والاقارب والزملاء شاركت سما معهم كفرد من العائلة واعدت حافظة السبع حبات وكل ما يخص الموروثات الشعبية المتعلقة بحفل السبوع كان يوم يشهد به الجميع وم خصب لحديث العامة لفترة . ظن عبد الرحمن والجميع ان بهذا الحفل ستسود الفرحة والسعادة وتهدأ حبيبة وتعود لطبيعتها ولصفائها ولكن لم يحدث هذا بل بالعكس زاد توترها بشكل ملحوظ حاولت هي اخفاءه قدر استطاعتها ولكنها فشلت وببراعة لاحظ الجميع حالتها الى تعدت التوتر ووصلت لحد الهلع فكانت تنتفض لابسط الاسباب تشعرا دائما بان خطبا سيئ سيداهمهم ترتعش بړعب ان استمعت لجرس الباب تتوقف انفاسها مع كل اتصال كان محمود وعبد الرحمن يتبادلا حديث النظرات يحاول كلاهما تهدئتها وطمئنتها دون فائدة فكانت حالتها تزداد سوءا يوما بعد يوم . في المساء كانت حبيبة بغرفتها تهتم بجميلة وتعدها للنوم ظل عبد الرحمن يتابعها لفترة بشرود ثم تركها ودخل البلكونة جلس بها بشرود تام أنت به على صوت محمود بجانبه محمود ماتزعلش من حبيبة يا عبد الرحمن هي اكيد حترجع تاني زي الأول بس مسألة وقت اديها عذرها أنا عارف انها طولت قوي مش عارف اقول لك أيه بس ... عبد الرحمن من غير بس يا محمود وأنا مش زعلان اكيد أنا بس بفكر بشكل تاني. محمود طيب فكر بصوت عالي وأنا معاك في أي حاجة طالما فيها مصلحة الكل . اخذ نفس عميق عارف حالة حبيبة بقت كدة من امتي من يوم السبوع تقريبا . طيب ما ربطتش ده بحاجة يعني ما خمنتش السبب ابتسم باحراج الحقيقة خمنت . ابتسم بارهاق توترها وصل للمرحلة دي وما قلش من يوم السبوع بل زاد اضعاف لوجود امي في السبوع نظراتها ليها يومها كانت خوف وقلق زي ما تكون منتظرة حاجة وخاېفة منها . أنا بردوا شوفت كده وما حبتش اتكلم تفهمني غلط . أنا حاسس ان لسه في حاجة مستخبية وهي دي اللي مخليه حبيبة لحد النهاردة متوترة وحتى مش عايزة تتكلم . محمود طيب أنت حاولت تتكلم معاها. عبد الرحمن حاولت فعلا وكالعادة اتهربت و بكت وحلفتني ناجل الكلام و وعدتها اسيبها لحد ما تتكلم لوحدها. ابتسم كل يوم بتاكد اني كنت ظالمك وانها كان عندها حق تتمسك بك أنا حقيقي اسف ولو رجع بيا الزمن لورا كنت هتصرف بطريقة مختلفة. ما تتاسفش كل مقدر ومكتوب وأنا حقيقي مش متضايق والمهم اننا دلوقتي فاهمين بعض ولو مش يضايقك ممكن نكون اصحاب . اكيد طبعا يبسطني اننا نكون اصحاب قولي طيب ناوي على أيه
متابعة القراءة