رواية بقلم سلوى فاضل
المحتويات
بمراقبة عبد الرحمن دخلت إليهم إحدى الممرضات بابتسامة سعادة. الممرضة حمد الله على السلامة يا مدام حبيبة المستشفى كلها فرحانه انك قومتي بالسلامة جوزك كان خاېف عليك قوي والله بقالنا كتير ما شفناش حب كده أنا حسيت ان الحب لسه موجود بعد ما كنت فقدت الامل. ابتسمت حبيبة وادمعت عينها تنظر اليه بحب وخجل . بصي احنا محتاجين منك تتحركي على قد ما تقدري ولما تتعبي ترتاحي وترجعي تتحركي تاني عشان نتأكد ان الچرح سليم وان الفترة اللي فاتت ما اثرتش عليك الدكتور الصبح حيكشف عليك. ثم خرجت. نظرت حبيبة لعبد الرحمن بابتسامة تحمل العديد من الاسئلة وقالت حبيبة أنا مش فاهمة حاجة حاسة زي ما اكون كنت مسافرة ورجعت حاجات حصلت مش عارفة أمتي والكلام الي بسمعه من أول اليوم منكم ومن التمريض مش فاهماه هو أيه اللي حصلي وليه الممرضة قالت كده وليه محمود مش هو اللي معايا أو بسمة عبد الرحمن أنت متضايقة اني معاكي . ردت مسرعة وحاولت الالتفاف اليه فتالمت مش آااه قصدي والله أنا عايزة افهم. اسرع اليها ووضع كفه على كتفها وسألها بلهفة براحة يا حبيبة اهدي أنا مش زعلان والله استحالة ازعل منك بصي حجاوب من اخر سؤال . أومأت موافقة اجابها مش محمود ولا بسمة عشان قولت لهم أنا حفضل مع مراتي ومش حسيبها أبدا نظرت اليه حبيبة وعينها تساله ماذا يعني بكلامه أيوه يا حبيبة أنا رديتك ومش عشان تعبك أنا رديتك من بعد الطلاق بيومين . أنا اسف يا حبيبة ما كنش لازم اسمع كلامك يومها ما كنش لازم اسيبك أبدا. صمتت حبيبة واغلقت عينها وتساقطت منها بعض الدموع فامسك عبد الرحمن يدها بقوة عبد الرحمن لا يا حبيبة ما تبكيش افتحي عينك أوعي تضعفي أو تفكري تسيبينا تاني. ظلت حبيبة مغلقة عينها تتساقط منها الدموع فاقترب منها بشدة و رأسها ماتزعليش يا حبيبة أنا عمري ما حسيبك أبدا الا لو أنت كرهتيني أو اجلي جه. فقاطعته وجففت دموعها ما تقولش كده بعد الشړ عنك طمني على صحتك عامل أيه بتاخد الأدوية ولا لأ ابتسم عبد الرحمن وجلس بجانبها على طرف الفراش حمد الله على السلامة أنا كده اطمأنت عليك يدها أنا كويس يا حبيبتي عشان أنت معايا وما تقلقيش باخد الادوية في معادها عشانك. حبيبة مش هتقولي أيه اللي حصل . اجابها بابتسامة اللي حصل انك حبيتي تدينا كلنا درس العمر يا حبيبة من كتر خۏفك عليا وتوترك من كل اللي بيحصل ډخلتي في غيبوبة من جواكي فضلتي انك تبعدي عن الكل وطولتي قوي يا حبيبة طولتي قوي ابتسم باشتياق بس الحمد لله رجعتي تاني جميلة هي اللي رجعتك لينا تعالي نتمشي حبة صغيرين كده وبعدين تنامي ماشي. فامسك يدها وسندها لتنهض تحركت بوهن تكاد تسقط مش قادرة يا عبد الرحمن مش قادرة. عبد الرحمن معلش أنت بقالك كتير نايمة عشان كده مش قادرة ولو ما اتحركتيش حتفضلي تعبانة عشان نمشي من هنا يلا أنا سندك اهو فنظر اليها وابتسم فاكرة أول جوازنا لما غميتي عيني وقولتي لي ثق فيا دورك اهو ثقي فيا استحالة أوقعك والله. نظرت اليه حبيبة وابتسمت بوهن شديد لا تستطبع فتح عينها تحركت معه لبعض الخطوات ثم فقدت قدرتها نهائيا على الحركة حبيبة مش قادرة خلاص مش قادرة طيب نقعد شوية الچرح وجعني وي تقيل قوي. عبد الرحمن احنا يادوب يا حبيبة وصلنا لباب الأوضة معلش ناخد بس خطوتين بره اسندي عليا يلا يا حبيبتي. حاولت حبيبة ان تتحرك ضغطت على نفسها لاقصي درجة تستطيعها تساقطت دموعها من شدة الالم مش قادرة يا عبد الرحمن حقع. اشفق عليها والمته دموعها بشدة حملها حتى الفراش ووضعها عليه بلطف اغمضت عينها وتعالت أنفاسها من شدة الالم الذي تشعر به عندما رأها بتلك الحالة أنت فض پذعر كل ما جال بذهنه انه قد يفقدها مرة اخرى لا لن يتحمل تعالت دقات قلبه من شدة قلقه قبض على اعلي ذراعها يحركها بلطف وهو ينادي مها عبد الرحمن حبيبة حبيبة لا يا حبيبة فوقي فتحي عينك أوعي تروحي تاني حبيبة. فتحت عينها لم تسعفها الكلمات و اشفقت عليه من حالته تلك فضمھا اليه وشدد عليها وكانه يتاكد من كونها حقيقة معه اسمتعت ادقات قلبه المتلاحقة ا زداد إشفاقها عليه فحاولت طمأنت ه حبيبة أنا كويسة ما تقلقش. مسك عبد الرحمن يدها بقوة أوعي تسبينا تاني يا حبيبة كل ما بتغمضي بفضل مستنيكي تفتحي عينك بحس الثانية سنين طويلة خليكي قوية يا حبيبة وخليكي معنا خليكي معايا ومع جميلة. ابتسمت حبيبة وهي تتألم وتشعر بالإعياء وتحاول طمأنته ما تخافش عليا أنا كويسة. يدها لو ما خفتش عليك اخاڤ على مين أنت ما تعرفيش كنت عامل ازاي الفترة اللي فاتت وأنت قدامي وغايبة عن دنيتنا نظر اليها بإشتياق والم وحاول ان يبدو جيدا ف يدها مرة اخرى أنت عارفة كان غلط انك تمشي دلوقتي كان المفروض تاكلي وتشربي حاجة دافية زي الدكتور ما قال أنت من الصبح بتاخدي معلقتين شربة وتقولي شبعت و الدكتور قال كل شوية تشربي سوايل دافية عشان معدتك تاخد على الاكل بالتدريج وعشان الهبوط ده تعالي كلي حاجة بسيطة واشربي حاجة وارتاحي شوية وبعدين نمشي فاكرة لما كنا كل يوم نقعد نشرب شاي مع بعض في بلكونتنا. نظرت اليه نظرة تحمل العديد من المشاعر المتضاربة والمتناقضة نظرة تحمل الم واشتياق عتاب ورجاء حب وعذاب مش عايزة اكل مش قادرة . عبد الرحمن عشان خاطري يا حبيبة خلينا نمشي من هنا عارفة أنا كمان کرهت المستشفى جدا. اجابت مبتسمة حاضر. بادلها الابتسام حجيب الاكل وهاكلك بإيدي كمان اطعمها عبد الرحمن بيده وساعدها لتتحرك كان سعيدا لقربه منها يضمها كثيرا ويها وكانه يعوض الفترة التي غابت عنه بها اما هى فتضاربت مشاعرها بقوة وطغي عليها الالم والخۏف مما هو قادم تشعر براحة وخوف معا لا تعلم كيف وباليوم التالي مر عليها الطبيب وبموعد الزيارة اتي محمود وبسمة جلسوا معا تحدثوا جميعا بمرح اشتاقوا اليه سعادة وبعد فترة اخذ عبد الرحمن محمود خارج الغرفة ليتحدث معه محمود خير يا عبد الرحمن قلقتني مش قلت الدكتور طمنك . عبد الرحمن اه الحمد لله طمني وقال انها كويسة وقال شوية توصيات ننتظم عليها. محمود طيب كويس مالك شايفك متوتر شوية من وقت ما جيت وبتحاول تبان عادى. عبد الرحمن مش متوتر بس بفكر الدكتور قال انها ممكن تخرج بكرة الحمد لله. محمود أخيرا الحمد لله. أيه اللي متوترك عبد الرحمن بفكر حتخرج على فين محمود بيت باباها طبعا وبسمة جهزت لكم أوضة خلاص. عبد الرحمن مش هنضايكوا كدة . محمود أنا مش هزعل عشان أنا عارف انك مضغوط ومجهد وما تنساش اني بيتي بيتها وبيت بابا الله يرحمه يعني بيتها فعلا مش مجاملة . عبد الرحمن أنا اسف يا محمود مش قصدي حقيقي أنا فعلا متوتر وقلقان على ماما طيب أنا حسيبكم ساعاتين اروح اجيب ماما تشوف جميلة وارجعها تاني عشان ما شافتهاش من يوم الولادة ومش عايزة تيجي عشان حبيبة ما تتوترش وحقولها كمان تجهز لي هدوم. محمود خليك أنت مع حبيبة كلم طنط تجهز نفسها على ما اروح اجيبها وحرجعها تاني ما تقلقش عليها خليك مع حبيبة هي شكلها النهاردة مرتاح اكتر الحمد لله. باليوم التالي خرجت حبيبة من المستشفى وذهبوا جميعا الي بيت والدها شعرت براحة شديدة هناك واكتملت سعادتها عندما اخبرها محمود ان عبد الرحمن سيكون معهم ولن يتركها لم يعكر صفوهم سوي ان جميلة ستظل بالمستشفى. دخلت حبيبة البيت يسندها عبد الرحمن وكان حليما عليها ورفيقا بها وخلفهما محمود يحمل حقائبها نظرت حبيبة للبيت فتذكرت اخر ما مر بها فأغمضت عينها فضمھا عبد الرحمن اليه بقوة وربت على كتفها يطمئنها. بسمة حمد الله على السلامة يا حبيبة وحشتينا قوي البيت نور والله. محمود حمد الله على سلامتك يا حبيبة نورت البيت بسمة جهزت لكم أوضة بابا وماما اكبر وأوسع عشان تاخدوا راحتكم. ادخلوا ريحوا شوية اكيد عبد الرحمن محتاج يرتاح بقاله شهرين عايش في المستشفى. عبد الرحمن عندك حق فعلا محتاج ارتاح بس ها محتاج الحمام واحشني جدا. تعالت ضحكاتهم جميعا ودخلت حبيبة غرفة والديها وكان باب الغرفة كبير ومعلق بالحائط المقابل له صورة لوالديها معا يضع والدها يده على كتف والدتها وهي امامه ومبتسمين وتحت الصورة سريرهما يوجد بالغرفة جهة اليمن شباك كبير تحته كرسيان ومنضدة عالية بعض الشيء ويقالبهم بالجانب الاخر دولاب كبير وبجانب الباب شفونيرة عليها زهرية ورد واعلاها معلق صورة تضم والديها و أمامهم محمود بسن العاشرة وهو يحمل حبيبة وقفت حبيبة امام الصورة الاخيرة وانسابت دموعها بصمت ضمھا عبد الرحمن بإحتواء وتحرك بها للفراش و اجلسها على الفراش ثم اغلق الباب وجلس بجانبها ومسح دمعها عبد الرحمن اه لو تعرفي دموعك دي بتعمل فيا أيه! اطلبي لهم الرحمة ضمھا اليه بحب وحنان وشدد في ضمھا اغمض عينه مبتسما أخيرا يا حبيبة رجعتي ڼي تاني أنت وحشاني كل حاجة فيكي وحشتني صوتك نفسك كل حاجة عارفة ناقص فرحتي رجوع جميلة وحاجة كمان فنظرت اليه وتحاول رسم ابتسامة على وجهها انك تكوني مطمئنة يا حبيبة ومرتاحة. فأخفضت بصرها وارتعشت ابتسامتها سيبي نفسك يا حبيبة خلي قلبك يدلك يوم ما قسيتي على قلبك هو اليوم اللي حياتنا كانت هتنهار فيه. اعملي بوصية والدتك فاكرها يا حبيبة فارتبكت بشدة مش هضغط عليك هنتظر اليوم اللي ترجعي تناديني فيه حبيبي وترتاحي في ڼي بجد وتبتسمي من قلبك تعالي دلوقتي نامي و ارتاحي أنت حتنامي مع والدك ووالدتك في نهم ولو ممكن ومش هتضايقي ڼي أنا كمان فأومأت اليه موافقة وهي تبتسم . بصباح اليوم التالي ذهب عبد الرحمن ليطمئن على جميلة ثم ذهب لوالدته وبتلك الاثناء اتت سما لحبيبة سما حمد الله على السلامة يا حبيبة كل دي غيبة وقعتي قلوبنا كلنا ما تتخيليش حالتنا كلنا كانت ازاي محمود وجوزك كانوا هيتجننوا . بسمة فعلا محمود كان صعبان عليا قوي كانت حالته اصعب من وقت ۏفاة مامته الله يرحمها احساسه بالعجز كان بېه . ابتسمة حبيبة
متابعة القراءة