رواية بقلم سلوى فاضل

موقع أيام نيوز

والله اعلم مصيرها حيكون أيه! حافظة سامح يا عبد الرحمن سامح يا ابني أنا عارفة اني عملت كتير ما حاستش بيك واذيتك واذيتها لما قالت لي لو كنت شوفتيه وهو بيقع مش حاسس بحد كنت شوفتي أي حاجة صغيرة ما فمهتش ولا حسيت غير لما شوفتك بتقع قدامي ونظرت اليه اتوجعت فهمت ليه كانت پتبكي. عارف اصعب حاجة انك تحس انك ضيعت عمرك فاهم غلط بتحمل اللي حواليك اخطائك وأنت كلك غلط كنت دايما بحمل جدتك الذنب والحقيقة اني كنت أنا السبب بغلط فيها طول الوقت يمكن لو كنت فكرت اقرب من ابوك وافهمه أو على الاقل حفظت لساني كانت حياتي اتغيرت وما صلناش لهنا. حقك عليا يا ابني. عبد الرحمن عارفة أنا ډمرت حياة اتنين حبيبة ومن ها حسناء هما الاتنين كانت حياتهم كويسة ي أول ما دخلت حياتهم تشقلبت واحدة بتتعالج وواحدة بين ايدين ربنا. حافظة لا يا عبد الرحمن حياتهم بقت كده عشان أنا دخلتها كان مغلوب على امرهم حبيبة خاڤت عليك مني وحسناء ما قالتش لأ غير متأخر قوي. عبد الرحمن يمكن حسناء استسلمت في الأول وعلي ما خدت القرار كانت خلاص پتنهار لكن حبيبة حبتني بصدق شوفت معاها دنيا عمري ما تخيلتها بس شافتني أضعف من اني احميها. حافظة بسببي. تفتكر ممكن تسامحني في يوم عبد الرحمن سامحتك يا امي عارفة لما حبستيها كل اللي همها اهتمامي بيها وقالت لي المفروض اشكر طنط مش ازعل منها كانت دايما توصيني عليك وكل مرة تلاقيني متضايق تقولي ده الاخ نلتمس ليه سبعين عذر شوف الام نلتمس ليها كام عذر واخر مرة قالت لي الزوجة تتعوض لكن الام لأ ما تعرفش الدنيا من غير ام تبقي ازاي. بكت حافظة اخفضت رأسها بخزي من نفسها عبد الرحمن لا يا امي ما تبكيش أنا عمري ما شوفت دموعك أنا اسف لو جيت عليك ثم رأسها حقك عليا. حافظة سامحني يا ابني والله مش حتدخل في حياتكوا تاني والله يا ابني أنت كبير في عيني قوي ومش حعمل أي حاجة تحرجك تاني هي ان شاء الله حتقوم بالسلامة خليك قوي زي عادتك عشان لما تفوق تقوي بيك. ضمھا عبد الرحمن بقوة وربت على ظهرها فت راسه. مر الوقت بطيئا ظلت حافظة بجوار ابنها تهون عليه وتحاول أن تطمئنه غابت حبيبة بغرفة العمليات وكاد عبد الرحمن ان يجن يدق الجدران بيديه من شدة توتره. وأخيرا وبعد أنت ظار طويل خرج الطبيب من غرفة العمليات وطمأنهم على حالة المولودة وانها جيدة بالنسبة لوضعها و يجب ان تدخل الانة لبعض الوقت وان حبيبة بحال جيد وستكون تحت الملاحظة لثلاثة أيام حتى تستقر حالتها. عادت حبيبة الي غرفتها وبدت عادية للجميع لكن عبد الرحمن شعر ببعض الع على وجهها وشعر انها تتألم فجلس بجانبها يربت عليها ويسمح وجهها ذهب محمود وبسمة ليطمئنوا على المولودة ثم عادوا اليه ووصفوها له فكانت قريبة الشبه من حبيبة صغيرة الحجم بشدة بيضاء. محمود روح شوفها يا عبد الرحمن أنا هنا مع حبيبة ما تقلقش مهما وصفناها لما تشوفها حاجة تانية. دخل عبد الرحمن الانة واقترب من ابنته وشعر بإحساس جميل يدغدغ مشاعره وبفرحة بداخله كطاقة نور وسط الهموم التي يغرق بها وشعر وكانها تخبره بان القادم خيرا. عاد عبد الرحمن الي حبيبة وكله تفاؤل وكأن همومه قد غسلت. بعد ان رحل الجميع جلس عبد الرحمن يحكي لحبيبة عن ابنتهم وعن حسنها واحساسه عندما رأها. عبد الرحمن أخيرا أنا وأنت لوحدنا ابتسم باشراق شوفتي بنتنا اسم على مسمي يا حبيبتي جميلة وهى جميلة ربنا يتم جمال شكلها بجمال الاخلاق يارب شبهك يا حبيبة كنت يستغرب الناس ازاى تحدد شبة الطفل وهو بالسن ده بس فعلا شبهك قوى عارفة قد كف الايد اكيد مش طالعة لى في ده مش عارف هتفضل كدة ولا لما تكبر هتطول وتبقي طالعة لي أنا عايزها تفصل شبهك في كل حاجة وفي طيبة قلبها ونقائها ما تقلقيش أول ما يسمحوا انها تخرج من الانة هجيبها لك وعد و هخليها في نك مش ناوية تصحي يا حبيبة. تنهد بإرهاقيا رب بعد اسبوع طمئنهم الطبيب المتابع للمولدة بتحسن حالتها وسمح لهم برؤيتها وإدخالها لهم لبعض الوقت كما طمئنهم الطبيب المتابع لحبيبة بأنت ظام مؤشراتها الحيوية وتعافيها من أثر العملية وما أسعدهم جميعا كبارقة امل تحريكها لاع أطرافها أحيانا. وبأول يوم سمح الطبيب لهم برؤية جميلة جميلتهم وبعد أن ارتها الممرضة لهم حملها الجميع لثواني قليلة ثم اخذها عبد الرحمن بعد أن عدل من وضع حبيبة قليلا ووضع الرضيعة على حبيبة جعل وجه الطفلة ملتصق بوجه حبيبة ورفع يد الرضيعة برفق ليعانق ها بكت جميلة وامسكت وجه والدتها بيديها الصغيرتين الناعمتين وكأنها تناشدها الرجوع نظر إليه الجميع باشفاق أما محمود اختلطت مشاعره بين سعادة لأن أخته احسنت اختيار زوجها واختارت من يشعر بها دون حديث واشفاق على عبد الرحمن مما تحمله ويتحمله من أجل حبيبة واحراج من نفسه لما سببه لهما من مشاكل والم ومرض ببعض الاحيان أما حبيبة فلأنت ملامحها وارتاحت. ولم يسمح لاحد بأخذ جميلة منها الا للمرضة لإعادتها الي الانة ظل هكذا ليومين وبالثالث تأخرت الممرضة عن موعدها كثيرا فتغيرت ملامح حبيبة وحزنت وكان عبد الرحمن بجانبها فلاحظ انها بدأت تحرك اطرافها ببطء ت عنها تأوهات مكتومة بالكاد تسمع عبد الرحمنحبيبة أنت كويسة أنت قلقانة على جميلة عشان اتاخرت شوية أنا مش عارف السبب بس ممكن ضغط شغل منهم أنا الدكتور طمني عليها وأنها بخير ونموها ماشي بمعدل كويس وقالي شوية وقت وتطلع وهتكون بخير إن شاء الله ما تقلقيش . مكث يمسد على رأسها وكتفها حتى أتت الممرضة واعطتهم جميلة فأخذها ووضعها بن حبيبة فارتفع تأوهها وبكت جميلة فحاولت حبيبة تحريك يدها لتضم الطفلة وتطمئنها راقبها عبد الرحمن بسعادة ودهشة غير مصدق ما يري عبد الرحمن حبيبة بنتنا محتجاكي ضميها لنك يا حبيبة افتحي عينك يا حبيبتي شوفيها طالعة جميلة زيك حبيبة مسك يدها وشد عليها بقوة وبيده الأخرى سند ابنتهم جميلة سامعاني يا حبيبة حبيبة. نادي عبد الرحمن التمريض ور الطبيب واخذوا الطفلة فتحت حبيبة عينها بالتدريج. بعد فترة غير قصيرة خرج إليه الطبيب وطمأنه وشرح له بعض التعليمات للتعامل معها و للطعام والحركة ثم غادر. دخل عبد الرحمن لحبيبة بخطوات سريعة يؤكد لنفسه أنه حقيقة وواقع وليس حلم ككل مرة يغفوا بها. حبيبة عبد الرحمن أنت هنا أنت خرجت من العناية حمد الله على سلامتك وحاولت ان تنهض وشعرت بدوار شديد وتألمت آاااه. اسرع إليها وسندها بالراحة يا حبيبتي على مهلك حمد الله على سلامتك يا حبيبة وامسك يدها واخذ يها كثيرا وي راسها وادمعت عينيه وحشتيني قوي صوتك وحشني. حبيبة وهي متعبة وخائڤة أيه اللي حصل يا عبد الرحمن ونظرت الي بطنها بطني بتوجعني قوي هو البيبي حصل له حاجة عبد الرحمن لا يا حبيبة ما تقلقيش جميلة كويسة منتظراكي مشتاقة لنك. حقك عليا يا حبيبة أنا عارف اني اذيتك كتير وۏجعتك وأنت كمان ادتينا كلنا درس العمر . حبيبة ويبدو عليها تعب شديد والم بها أنا مش فاهمة حاجة ولدت امتي وأنت خرجت من العناية امتي ولا أنا بحلم أنا تعبانة قوي. يدها سلامتك يا عمرى كله سيبك من اللي حصل خلينا في دلوقتي شوفتي نسيتيني حاجة مهمة نظرت تفهام من فرحتي بيكي وان سمعت صوتك نسيت اكلم محمود ده هيفرح قوي كان تعبان قوي وخاېف عليك. اتصل هو بمحمود بينما حبيبة راقبت طريقته في الحديث مع محمود بقدر سعادتها بتغير طريقة كلامه عنه ومعه بقدر دهشتها ولم تفهم ما حدث بينهم. انهي محمود الاتصال ثم اسرع الي حبيبه طفلته العائدة غير مصدق ما سمع من فرط سعادته. دخل محمود متلهف نظر اليها غير مصدق وابتسم لها بإشتياق اقترب منها رأسها ضمھا اليه بقوة واطال في ضمھا اليه. محمود حمد الله على السلامة يا حبيبة وحشتيني قوي كده تعملي فينا كده احنا تعبنا قوي من غيرك. نظرت له بتعب وعدم فهم لا تقوي على الحركة أنا مش فاهمة حاجة هو أنا بقالي كتير هنا عبد الرحمن مش راضي يقولي حاجة . محمود مش مهم اللي فات يا حبيبة المهم اللي جاي أنت عارفة عبد الرحمن ما سابكيش ولا لحظة و فضل جنبك. نظرت حبيبة اليهم وابتسمت وتعجبت تغيرتم كتير يا محمود. ثم حاولت النهوض ولم تستطع وتألمت آاااه. أنت فض كلاهما ومنعاها بلطف من الحركة عبد الرحمن قولي عايزة أيه وأنا اعمله. حبيبة أنا عايزة اقوم بس تعبانة قوي و مش قادرة اتحرك. عبد الرحمن الدكتور قال الأول لازم حد يساعدك وما تقوميش مرة واحدة حتحسي بدوخة شوية هاتي ايدك. فامسك عبد الرحمن يدها وساعدها لتقف ثم امسك محمود بيدها الأخرى ولف كل منهما نحاسب نفسنا كل اللي محتاجينه منك انك تقوي وترجعي زي الأول. محمود احنا معاكي يا حبيبة أنا وعبد الرحمن عمرنا ما حنسيبك أبدا. اتصل محمود ببسمة واخبارها بسعادة شديدة افتقدها منذ غياب حبيبة هنئته بفرحة شديدة وكذلك اتصل عبد الرحمن بوالدته حافظة التي استت الخبر بسعادة شديدة أدمعت من شدت فرحتها من اجل ابنها وأخيرا شعرت ببعض من راحة الضمير من أجلها . تداول العاملين خبر افاقتها يهنئون بعضهم البعض ويهنئون عبد الرحمن كلما دخلوا إليه وكلما خرج ليتحدث الي الأطباء اعتذرت حافظة عن الذهاب للمستشفي وأوضحت لابنها أنها تخشي على حبيبة فتفهم موقفها وسعد لاهتمامها به وبزوجته وتأكد من تغيرها. الفصل الثامن عشر حل المساء وهدأت الحركة بالمشفي بعد أنت انتهت أوقات الزيارات لا يوجد مع حبيبة سوي زوجها وحبيبها عبد الرحمن الذي جلس بجوارها ينظر لها بسعادة مسلط عينه عليها يخشي أن يكون داخل أحد أحلامه وإذا ابعد نظره استيقظ ويجدها كما كانت من أما هي فكانت سعيدة بقربه ولكن بداخلها تساؤلات عديدة تشعر وكأن هناك فترة سقطت منها فمتي ولدت ومتي تحسنت صحة عبد الرحمن وكيف ومتي تحسنت علاقته بمحمود وحافظة ارتعشت عند تذكرها لها أغمضت عينها پألم تشعر بإعياء شديد ضعف ووهن كانت نصف جالسة على الفراش تسند ظهرها على ظهر الفراش تشعر
تم نسخ الرابط