رواية بقلم سلوى فاضل

موقع أيام نيوز

شعرها ابتسم وهو يمشط شعرها لتذكره أول مرة رأي به شعرها منسدلا على ظهرها عارفة يا حبيبة أول مرة شوفتك فاردة شعرك كان هاين عليا اطلع اداريه واخبيه عن عيون الناس كلها. أنا كنت عارف ان شعرك طويل بس ما تخيلتش طوله ولا شكله وهو مفرود كدة يومها كنت رايح اتاكد أنت حاسة بيا ولا لأ كنت اخدت قرار اكلم محمود بس كنت عايزة اتاكد عشان اخد خطوة وأنا مطمن كسوفك يومها ونظراتك جننوني كان هاين عليا اطلع أكلمه في ساعتها تنهد بعمق كفاية يا حبيبة ارجعي بقي. تألم الجميع عليها حتى العاملين بالمستشفى باتو يتحدثون عنها وعن عبد الرحمن يتبادلون اخبارها وما يفعله معها حالة وفاء وحب ندر وجودها. تحسست حافظة وقت تكون فيه حبيبة وحدها وتحدثت معها. واملت ان تشعر بها وتسمعها وتحدثت معها تحدثت خجلة لا تقوي على النظر إليها نفسي تكوني سامعاني يا حبيبة أنا عارفة اني عملت كتير وما صدقتكيش ما ارتاحتش غير لما بعدتك عن ابني حتى وقتها كنت متضايقة من حملك كنت فاكرة أنه الحاجة الوحيدة اللي لسه بينكم اللي حصل فهمني حاجات كتير فهمت وعرفت حاجات في الفترة اللي فاتت اكتر من اللي فهمتها طول عمري عرفت اني ضيعت عمري هدر فهمت متأخر قوى عشان كده عايزاكي تشوفي بعين اللي حواليك مش عنيكي لوحدك أوعي تغلطي غلطتي افتكري ان في ناس بيحبوكي والحزن عشانك خليكي رحيمة بيهم وبيا وقومي يا حبيبة والله عمري ما ايقك تاني يا بنتي أنا اضعف من اني اتحمل ذنبك أنا عارفة اني اذيتك كتير سامحيني . اخفضت رأسها بحزن و إشفاق عليها وعلي الجميع وتركت المكان ولم يعلم احد بما حدثتها. مر اسبوع اخر وحبيبة على حالها ولكن بدا الاطباء يستشعرون الخطړ فبدأت حالة الجنين تتأثر بالسوء فاجتمع الطبيب بعبد الرحمن ومحمود بمكتبه. تحدث عبد الرحمن بأمل تلاشي وتحول لإحباط مع كلمات الطبيب. عبد الرحمن خير يا دكتور في اخبار جديدة. الطبيب للأسف الاخبار اللي عندي مش مطمئنة ولازم تاخدوا قرار. محمود رتك قلقتنا يا دكتور يا ريت توضح. الطبيب مدام حبيبة بقالها ثلاثة اسابيع في غيبوبة بدون سبب ظاهر الأول حالة الجنين كانت مستقرة لكن دلوقتي بدا يتأثر وللأسف أنت م قدام خيارين اما اننا نجري ولادة قيصرية واما اننا ننتظر على امل انها تفوق وفي الحالة التانية ممكن نفقد الجنين. عبد الرحمن طيب لو حتولد حبيبة حتتأثر يعني في خطۏرة عليها الطبيب للأسف الاحتمال موجود وبنسبة مش قليلة لان ها ضعيف وبقالها كتير عايشة على المحاليل صدم عبد الرحمن و وضع يديه على وجهه يحاول استيعاب الموقف. محمود طيب في حالة اننا انتظرنا وضع حبيبة حيكون أيه الطبيب للأسف في الحالة التانية متوقع الجنين يتوفى ونضطر بردوا اننا نعمل قيصرية ونوصل لنفس النتيجة. مع أنت هاء كلمات الطبيب توتر محمود بشدة يستغفر الله بسره أما عبد الرحمن فكانت حالته سيئة للغاية ي بيده المكتب بعصبية وقلة حيلة اعاد محمود ظهره للخلف يحاول التماسك عبد الرحمن ولو حتولد المفروض يكون خلال قد أيه الطبيب في حالة دي يفضل أنه يتم خلال اسبوع ما تدخل الشهر الثامن. يأس وإحباط وحالة من الحزن والألم تملكتهما شعرا بالتيه عادا الي غرفتها وهم يشعرون وكأنهم يحملون جبلا على اكتافهم فهما امام خيارين كلامها مر وقد يفقدون حبيبة للأبد. ظلا ينظران اليها و بداخلهم الكثير ليخبروها به ظلا هكذا لبعض الوقت ثم خرج عبد الرحمن من الغرفة وجلس بالاستراحة مخفض الراس حزين وتبعه محمود. محمود شوفتوا عندكوا وصلنا لفين محدش فيكوا كان بيسمع غير نفسه. عبد الرحمن والله يا محمود لو اعرف اني ممكن أوصلها لهنا عمري ما كنت اتقدمت لها كنت حفضل بعيد بس هي تكون كويسة أنا عشت معاها اللي ما كنتش احلم بيه عرفت معني السعادة والله حبيتها يا محمود. محمود بس كسرتها لما طلقتها. عبد الرحمن والله خۏفت عليها وهي چرحتني بإصرارها على الطلاق ورفضها حتى انها تنتظر تهدي. محمود كانت بتضغط عليك عارفة انك حترفض أنت بتقول بقالها كتير متغيرة تعالي اتكلم معايا زي ما عملت كده ولا أنت كنت مستكبر. عبد الرحمن تاني حتظلمني يا محمود أنت نسيت كنت بتعاملني ازاي أنا فكرت كتير اكلمك وكنت بتراجع في كل مرة كان احساسك انك اصغر مني بيخليك دايما تحاول تركز على الحاجات اللي تصغرني في عينك وعين اللي حواليك حملتني ذنب تصرفات والدتي بالرغم من اني رافضها وبحاول اغيرها واستحملت حاجات كتير أنت ما تعرفهاش عشان ابعد أي اذي عن حبيبة. تنهد بارهاق أنا اسف بس أنا ما كنش قصدي اصغرك خۏفي على حبيبة كان مسيطر عليا كنت خاېف ټتأذي بس النتيجة أن كلنا وصلناها لهنا حتى هي للاسف مشتركة معنا في اللي حصل. عبد الرحمن واهي للأسف ممكن تضيع مننا. محمود إن شاء الله هترجع تاني تنور حياتنا حبيبة ما كنتش عايزاك تطلقها يومها هي كانت محتاجة وقتها الشدة كانت محتاجة تفوق محتاجة نفس الالم اللي بابا ه لي زمان لو بابا يومها اخدته العاطفة عن الحزم كان زماني دلوقتي ضايع . عبد الرحمن ياريتني سالتك يومها أو سبتك تتصرف يمكن ما كناش وصلنا لهنا يا ريت. محمود كله قدر ومكتوب لازم نكون أقوياء للنهاية اجمد يا عبد الرحمن حبيبة محتاجاك لازم تحس بصلابتك وانك قوي عشان تقويها وتعدي اللي هي فيه حبيبة راجعة ان شاء الله راجعة. مرت أيام قليلة على حبيبة واخذ عبد الرحمن قراره بان تلد وظل يدعوا الله ويصلي من اجلها وكذلك الجميع جلس عبد الرحمن بجانب حبيبة وكأنا بمفردهما. عبد الرحمن كفاية يا حبيبة ارجعي فاكرة لما كنت تعبان كنت دايما تقولي أوعي تسيبني خليك معايا أنا دلوقتي بقولك أوعي تسيبيني خليكي معايا ومعنا كلنا أنا ومحمود وجميلة محتاجينك. فاكرة لما قولت لك انك قوية واستغربتي أنت اقوي مما تتخيلي عشان أنت القلب لو وقف ال كله ې بعده بشوية وقت ماتحكميش على جميلة باليتم وعليا بالمۏت بالحياة عارفة زمان كان في حاجة بتقوليها ما فمهتش معناها غير دلوقتي فاكرة لما قولتي المۏت مش ينزل تحت التراب مۏت الشخص من جواه وهو عايش اصعب بكتير عندك حق اصعب بكتير يا حبيبة اصعب بكتير ثم مسك يدها وشد عليها بقوة قومي يا حبيبة مش حسيبك تمشي مش حسيبك تمشي فظهر على وجهها بعض التأثر للحظة ثم عادت كما كانت . في هذا الوقت كان وصل محمود وكاد ان يدخل ولما سمع عبد الرحمن يحدثها أنتظر حتى أنت هي عبد الرحمن ثم دخل وما اثر به بشدة هي تلك الدمعات التي راها من عبد الرحمن فهو لم يراه يبكي من حتى في عزاء والده بالرغم من شدت حزنه عليه وعلم كم كان مخطئ في حكمه عليه وان حبيبة كانت على صواب طوال الوقت وانها استطاعت ان تراه من داخله ورات طيبة قلبه التي طالما اخفاها عن الجميع. عبد الرحمن حسيبك معاها ولما تخلص أنا عايز اتكلم معاك بره شوية. ثم خرج عبد الرحمن. محمود هو صح يا حبيبة قوتك في قلبك عارفة أنا فعلا غلطان أنت اللي صح كنت دايما تقولي شوف عبد الرحمن بعيني وأنا افتكر انك مخدوعة فيه بس أنت قلبك كان صادق وشاف حقيقته بصدق يمكن الحاجة الوحيدة الكويسة في كل اللي بيحصل ده اني تأكدت انك أنت صح وشوفت بعيني وتأكدت انه بيحبك يمكن اكتر ما أنت بتحبيه بابا كان عنده حق قالي زمان مهما الواحد شاف انه على صواب وانه حاسبها صح يفضل نسبة مهما كانت صغيرة انه يكون غلطان وأنا بعترف اني كنت غلطان بس أوعدك اصحح الخطأ ده أنت كمان صححي خطئك وارجعي كلنا محتاجينك الولاد كمان بيسألوا عليك حبيبة أنت اخر اهلي ماليش غيرك خليكي معايا أنت امي التانية صدقيني كل مرة كنت كنت بتدفي بيكي زي ما كنت بدفيكي كنت ليكي أب وكنت ليا أم احنا مستنينك يا حبيبة ثم مسك يديها بقوه وحشتيني قوي. خرج محمود وجلس مع عبد الرحمن محمود خير يا عبد الرحمن في جديد عبد الرحمن الدكتور حدد العملية بكرة. قال حالة البيبي استقرت شوية بس لازم نأخذ قرار نهائي واخاڤ ننتظر اكتر من كده نفقدهم هما الاتنين أنا واثق ان رحمة ربنا كبيرة وانهم حيكونوا كويسين هما الاتنين جميلة وحبيبة ان شاء الله. محمود ان شاء الله. عبد الرحمن لازم نعرفها عشان لما تدخل العمليات ما تخافش. أنا قلقان قوي يا محمود حبيبة محملة نفسها ذنب كل حاجة حتى ذنب حسناء بالرغم انه من جوازنا بكتير. ثم صمت عبد الرحمن وشرد لثواني ثم اكمل عبد الرحمن أنا رايح مشوار وراجع تاني خليك معاها لحد ما ارجع. لم يفهم محمود سبب عجلة عبد الرحمن والي أين سيذهب ولم يترك له عبد الرحمن مجال للسؤال و رحل. عاد محمود الي حبيبة وتحدث محمود أنت عارفة عبد الرحمن طلع شخصية ظريفة فعلا بصي هوراح مشوار وجاي على طول اقول لك خبر حلو الدكتور قال هتولدي بكرة إن شاء الله أخيرا هنشوف ست جميلة تفتكري تكون شبه مين أنت ولا عبد الرحمن اقول لك تطلع شبهي أنا أوعي تقولي أني مش وسيم ازعل قوي مش ناوية تصحي بقي وتشوفيها معنا عارفة هتبقي احلي مفاجأة لو فوقتي بعد الولادة ويبقي ميلاد لكم أنت م الاتنين حتكوني اطيب ام تصدقي مش عارف لحد النهاردة أتخيلك أم لسه شايفك البنت الصغيرة اللي يوصلها المدرسة وأروح معاها الحفلات وتكريم المدرسة وحشتيني قوي يا حبيبتي. الفصل السابع عشر وصل عبد الرحمن الي بيت طليقته طرق الباب وأنتظر حتى فتح الباب وأول ما تبينت حسناء هويته وتلاقت الأعين صړخت حسناء صړخة رجت المكان وارتعشت ودخلت بنوبة بكاء هيستيري أسرعت إليها والدتها منتفضة فاختبأت حسناء خلفها كطفلة تحتمي بوالدتها هربا من العقاپ والدتها أنت تاني ! أيه اللي جابك هنا تاني يا ابني مش كنا خلصنا. عبد الرحمن والله يا طنط ما عملت لها حاجة هي أول ما شافتني صړخت. والدتها جي ليه عبد الرحمن والله في خير ممكن ادخل إجابته على مضض اتفضل دخلوا الصالون ومازالت حسناء بحالة
تم نسخ الرابط