رواية بقلم سلوى فاضل
المحتويات
عبد الرحمن بشدة لما وجد نفسه اذاها لأول مرة دون ان يشعر تماكه شعوره بالخۏف عليها منه و سأل نفسه هل يمكن ان ېؤذيها مرة اخري دون ان يشعر في هذا الوقت دق محمود الباب ففتح له عبد الرحمن نظر محمود لكل منهما وللأول مرة يشفق على عبد الرحمن ويشعر بالڠضب من حبيبة لكنه لم يبدي موقفه. اغلق محمود الباب ولم يتكلم بدأ عبد الرحمن الكلام وهو شارد مشوش يتملكه الحزن محمود حبيبة حتقعد عندك كام يوم كده وبعدين حاجي اتكلم معاك ونشوف حنعمل أيه. حبيبة لأ أنا مصرة وأنت اكيد مش حترضي اكون معاك وأنا مش عايزة. نظر اليها عبد الرحمن وهو مصډوم منها ېخاف عليها من نفسه. كان محمود غاضبا منهما لا يعجبه ما يحدث يشعر بحيرة عبد الرحمن و لا يفهم موقف حبيبة. عبد الرحمن مش عايزة يا حبيبة! اغمض عينه يتمالك نفسه طيب خليكي عند محمود وأنا حاجي بعد يومين لو لسه.. فقاطعته حبيبة تحاول ان تبدوا صلبة متماسكة لا يا عبد الرحمن دلوقتي من أنا مش حغير رأيي أنا عايزة اتطلق مش عايزة اكمل حياتي معاك. حاول عبد الرحمن التماسك ولم يجد مفر وشعر بهدر لكرامته بإصرارها على الطلاق و في وجود محمود . نظر عبد الرحمن لحبيبة بحزن شديد وكانه يسالها عن السبب الحقيقي وراء ما تفعله ده اخر كلام عندك. حبيبة وقد ثقل كلامها وها تحاول التماسك أيوة طلقني. عبد الرحمن أنت ... أنت فنظر اليه محمود بحدة أنت طالق يا حبيبة. فقدت حبيبة وعيها كادت ان تسقط ولكن اسرعت يد محمود تسندها أنت فض عبد الرحمن وحاول الاقتراب منها ففزع فيه محمود خليك عندك وحملها وكاد ان يخرج بها وهي فاقدة الوعي. عبد الرحمن محمود ماتنزلش بيها كده ما تفرجش الناس عليها لو أنا مضايقك أنا حفضل بعيد ادخل الأوضة فوقها الأول أنا حفضل هنا. فدخل بها محمود وافاقها ثم اخذها و غادر ولم يتحدث مع أي منهما وظلت حبيبة تبكي طول الطريق. انفطر قلب عبد الرحمن حزنا لا يصدق انه اضاع حبيبة لا يصدق انه لن يراها صباح كل يوم ويفتح عينه على رؤياها. وكاد ان يجن لا يفهم لما فعلت واصرت فجرحته مرتان لإصرارها على الابتعاد ولأنها جرحت كرامته امام محمود. كان محمود غاضبا جدا و لم يتحدث مع حبيبة حتى بعد ان عادا للبيت ولم يستطع حتى النظر بوجهها فدخل غرفته ولم يخرج منها يتحرك بعشوائية ذهابا وايابا يكاد يجن من حبيبة ومما فعلت وما وصلت اليه. اما حبيبة فكانت مڼهارة تسيل دموعها على وجهها بدون توقف انفاسها متصارعة تسال نفسها هل ما فعلته التصرف السليم ام انها اضاعت حب عمرها وستندم عليه ما بقي من حياتها لم يستطع أي منهم التحدث مع بسمة التي حاولت فهم ما حدث من محمود. بسمة في أيه يا محمود حبيبة مالها أيه اللي حصل. محمود أنا مش قادر اتكلم خالص يا بسمة كل اللي اقدر اقوله ان حبيبة اتطلقت. صدمت بسمة فلم تتوقع هذا الرد أبدا ولم تستطع مناقشته هي لم تراه بمثل هذا الوضع من انه كاد يستشيط ڠضبا فذهبت لحبيبة تواسيها وحاولت فهم اسباب الطلاق منها لكن لم تستطع حبيبة التحدث فكانت تبكي پقهر شديد ولم تتوقف أشفقت عليها بسمة كثيرا ولم تعرف ما يمكن ان تفعله من اجلها. الفصل الرابع عشر مرت ليلة طويلة حزينة تألم فيها الجميع وبصباح اليوم التالي أنت قل عبد الرحمن لبيت والدته اتصل به بمحمود وطلب منه توثيق الطلاق ولم يتحدث معه في أي شئ. سعادة غامرة وفرحة شديدة سرت بداخل حافظة عند سماعها ما حدث وكل ما يؤرقها هو حمل حبيبة فهو الحبل الوحيد الرابط بين ابنها وحبيبة وهو بابا مفتوح وامل في العودة فقررت ان تجعل بينهما من المشاكل ما يغلق هذا الباب دون رجعه وبدأت تفكر فيما تفعل لتصل لهدفها. وثق عبد الرحمن الطلاق وتزايد حزنه اضعاف مضاعفة وتبدلت احواله واختفت الراحة من حياته بالرغم من مرور ثلاثة أيام فقط الا انه شعر بهم كاعوام طويلة فقرر ان يبحث عن راحته والا يضيعها أو يفرط بها وفي صباح اليوم التالي ذهب للمأذون و رد حبيبة لعصمته ولم يخبر احد ترك منزل والدته وعاد الي منزله واستلم هو الإخطار الذي وصل الي منزل محمود من المأذون كي لا يعلم احد برده لها سيتركها تتذوق مرارة ما ارادت و سيتحين الوقت المناسب لاعلامها. مر اسبوع على حبيبة نفسها من البكاء ذبلت وبدا الإجهاد جليا عليها وما زاد همها والمها مقاطعة محمود لها لا يتحدث معها ولا يجلس معها في مكان واحد حتى وقت الطعام لا يجلس معهم دخلت بسمة لحبيبة الغرفة تطمئن عليها بسمة حبيبة عاملة أيه النهاردة حبيبة وهي منكسرة ويتملكها الحزن عايشة هو محمود حيفضل مقاطعني كده كلميه يا بسمة أنا محتاجة له قوي. بسمة مش عارفة يا حبيبة بس هو رافض يتكلم في أي حاجة وبيقفل أي مجال للكلام. بكت حبيبة بشدة يا بسمة أنا محتاجاه يكون معايا أنا تعبانة قوي بالله يا بسمة كلميه. ربتت عليها بسمة طيب يا حبيبة أيه اللي حصل بينكم أنت م كنتم كويسين وشوفته بيتعامل معكي ازاي أيه اللي وصلكم لكده طيب لو عندك مشكله ليه ما اتكلمتيش مع محمود يتدخل بينكم لم تجب حبيبة واستمرت في البكاء. بسمة خلاص يا حبيبة ما تعيطيش ححاول اتكلم معاه تعالي معايا ندخله أنا وأنت . نظرت اليها حبيبة تخشي ردت فعله فأكملت بسمة. بسمة ما تقلقيش أنا معاكي. طرقت بسمة باب الغرفة وكان مفتوحا ومحمود جالسا بركن السمر يفكر بسمة محمود ممكن ندخل. نظر محمود اليهم لأ بسمة ليه بس حبيبة عايزة تتكلم معاك. بكت حبيبة لرفضه التحدث معها. محمود عايزة تدخلي يا بسمة ادخلي لوحدك. اشارت بسمة لحبيبة ان تتحدث حبيبة محمود أنا تعبانة قوي ومحتاجة لك. محمود بسمة يا تدخلي لوحدك يا تخرجوا أنت م الاتنين. بسمة افتكر وصية طنط وعمو الله يرحمهم يا محمود واسمعها يمكن عندها اللي تقولوا. حبيبة بالله يا محمود ما تسبنيش لوحدي أنا محتاجاك. محمود ليه مش بقيتي تاخدي قراراتك لوحدك وتنفذيها من غير ما تراعي أي حد خليكي لوحدك. اقتربت حبيبة من محمود بضع خطوات وقالت مش كنت متضايق من عبد الرحمن هو بعد خلاص. فالټفت لها محمود غاضبا وارتفعت نبرته بالحديث الكلام ده لما كان عايز يخطبك مش وأنت كنت متجوزة وحامل كمان بتفكري لوحدك وتفكيرك بقي غلط ما بقتيش حبيبة اللي قلبها بيدلها على الصح. حبيبة بالله يا محمود خليك معايا اعمل أي حاجة بس خليك معايا. محمود بقيتي يا حبيبة پتبكي اكتر ما تتنفسي ونص كلامك رجاء تقدري تقولي لي سبب واحد للطلاق! ولو عندك سبب ماجتيش تتكلمي معايا ليه ده لو كنت معتبره اني اخوكي لو كنت حاسة اني مكان بابا من جواكي فعلا كنت جيتي اتكلمتي معايا. صمتت حبيبة وازداد بكائها والټفت لتخرج من الغرفة ونظرت لبسمة التي اقتربت منها وطوقتها بذراعها وتحدثت. بسمة يا حبيبي أنا عارفة انك زعلان عليها مش منها بس خليك رؤوف بيها وبحالها يمكن عندها سبب مش قادرة تقوله. محمود اقعدي يا حبيبة حسألك سؤال وتجاوبي بصراحة. جلست حبيبة ودموعها ټغرق وجهها ونظرت اليه. فاكمل محمود بصي في عيني كده وجاوبيني قرار حملك أنت اللي أخدتيه لوحدك ولا عبد الرحمن اللي طلب منك تذكرت حبيبة كلمات عبد الرحمن عندما شدد عليها الا تخبر محمود وبنفس وقت لا يمكنها ان تكذب. كرر محمود السؤال ثم اكمل محمود كان قرارك لوحدك من غير ما تفكري لا فيه ولا فيا حطتينا احنا الاتنين في موقف سيئ قصاد بعض صغرتينا احنا الاتنين . ده غير قرارك اللي بعده الطلاق ولما هو قال حيجي يتكلم معايا رفضتي واصريتي ليه وقدامي بس تيجي تكلميني تقولي يا بابا ! إزاي يعني حكمتي ان طفل لسه ما اتولدش انه يعيش مشتت بين ام واب مطلقين وكالعادة مفيش سبب ونسالك ټعيطي. اڼهارت حبيبة وانخرطت في البكاء بسمة محمود خاېف عليك يا حبيبة أنا كمان شايفاكي من فترة مشوشة و مش عايزة تتكلمي اهدي محمود معاكي مش عليك وكلامه ده خوف عليك قربي يا حبيبة من محمود وقولي اللي جواكي أنا حسيبكم ومتأكدة ان الاب اللي جواه هو اللي حيتكلم. خرجت بسمة واغلقت الباب فتحدثت وهي خجلة تخفض وجهها ولم تجف دموعها حبيبة يا محمود أنا موجوعة قوي ومش قصدي أصغركم والله أنا مابقتش عارفة أيه الصح وأيه الغلط خليك جنبي ما تسبنيش فأمسكت يده ورحمة بابا وماما خليك جنبي. . محمود حاضر يا حبيبة بس من دلوقتي ما تعمليش أي حاجة غير اللي اقول عليها حتى لو مش عاجباكي. حبيبة حاضر محمود طيب قومي يا حبيبة بكت حبيبة ونظرت له برجاء مش قادرة يا محمود اسندني. سندها محمود وساعدها لتنهض . محمود ليه يا حبيبة عملتي في نفسك كده فصمتت ولم تجب فاكمل عبد الرحمن اتصل بيكي بكت حبيبة بشدة أومأت رأسها نافية ومش حيتصل يا محمود مش حيتصل. ووضعت راسها على كتفة واڼهارت فضمھا محمود و واساها وهو مشفق عليها وحزين من اجلها. كان محمود اخبار عبد الرحمن من بعيد ليستطيع تحديد موقفه ونيته تجاه حبيبة التي ظهرت جليه عندما علم بعودته الي منزله وترك منزل والدته ولكنه لم يخبر حبيبة. تفاجئ محمود بعد ان انهي مقاطعته لحبيبة من تصرفها فكانت كل يوم في الساعة العاشرة تعد لنفسها كوب من الشاي وتدخل البلكونة وتظل شاردة تبتسم أحيانا وتبكي أحيانا وكانها تتحدث الي نفسها. لم يفهم كل من محمود وبسمة سبب تصرفها وقلقا عليها بشدة لم يكونا يعلما ان عبد الرحمن يفعل الشيء نفسه في ذات المعاد فكان هذا موعد سمرهما اليومي الذي لم يقطعه أي منهم. مر شهر على عودة حبيبة لبيت والدها تدهورت خلاله صحة عبد الرحمن بسبب احواله مع حبيبة وبسبب والدته التي دأبت تهدده وتلح عليه في العودة لمنزلها أو الزواج بأخري ولإهماله العلاج أو المتابعة ولم تكن حبيبة بحال افضل منه فهي ايضا وهنت وظهر الاجهاد عليها بالكاد تأكل من اجل طفلها
متابعة القراءة