رواية بقلم سلوى فاضل

موقع أيام نيوز

عشان تغيري وترتاحي. لا يا محمود عايزة اروح صدقني كدة هرتاح اكتر. ليه مش هترتاحي عندي خلاص راحتك بقت بعيد عني! محمود اهدى شوية هي ما قالتش كدة وطبيعي أي وحدة بعد الجواز راحتها تبقي في بيتها طيب يا حبيبة أنت مرهقة ومحتاجة ترتاحي تعالي معنا وبكرة الصبح روحي جهزي اللي هتحتاجيه. ما تزعلش مني يا محمود مش قصدي والله حقك عليا بس عشان خاطري سيبني على راحتي شكرا يا بسمة مش عايزة اتعبك أنا اصلا هروح اغير وأنام للصبح وهقوم كويسة ان شاء الله. رد محمود بايجاز وهو متضرر اللي يريحك اعمليه مش هغصب عليك كدة كدة البيتين بيتك. باليوم التالي صباحا أوصلها محمود المشفى اطمئن على عبد الرحمن وغادر سريعا متجها لعمله وتحدث عبد الرحمن مبتسما أيه كل اللي معاكي ده يا حبيبة! أنت جبتي البيت. لا يا حبيبي بص الشنطة دي فيها أكل عملته عشانك أنت وطنط طبعا. ونظرت إليها مسترسلة يا رب يعجبك أكلي يا طنط! لم تعلق حافظة وتساءل عبد الرحمن والشنطة التانية فيها هدوم ليك عشان تغير بقالك كتير بنفس الهدوم وحاجات تانية حتشوفها بعد الأكل. اطعمت حبيبة عبد الرحمن بيدها ترى حافظة ما يحدث بسخط تكاد تجزم أن حبيبة تفتعل كل هذا فقط لتكيدها أما عبد الرحمن فيوقن من صدق مشاعرها وهو ايضا اشتاق لها ولاهتمامها به. وبعد انتهائهم من الطعام اخرجت حبيبة شنطة متوسطة. أيه الحاجات دي يا حبيبة. ده يا حبيبي شاش وقطن وسبراي وطبق غويط صغير وفوطة وونة. وليه كل ده لما ماما الله يرحمها دخلت المستشفى كنت ببات معاها وبعمل لها كل حاجة والتمريض وقتها علموني ازاي اهتم بها عشان الاستحمام. تحدثت حافظة باتهمام وتحفز وأنت جاية تفولي في وش ابني كده قدامي شوف مراتك! فزعت حبيبة وانسابت دموعها واخدت يده وتعتذر منه. لا والله يا طنط بعد الشړ عليك يا عبد الرحمن والله مش قصدي! حقك عليا والله ما قصدي! خلاص يا حبيبة بالراحة أنا متأكد انه مش قصدك. وضمھا اليه فتعلقت به بقوه واغمضت عينها لثوان ثم انتبهت لوجود حافظة وغيرتها منها فتركته ومسحت دموعها. أنا اسفة يا حبيبي مش قصدي ربنا يخليك ليا يا رب! مصمصت حافظة شفاهها ثم تركتهما وخرجت من الغرفة و بدأت حبيبة في تجهز ما تحتاجه من أجل عبد الرحمن. وقفت حافظة أمام إحدى النوافذ وعادت بذاكرتها ليوم دخول حماتها المستشفى واڼهيار عبد الرحيم لسوء حالتها حين اخبره الأطباء إنها بساعاتها الأخيرةيواسيه عبد الرحمن وشد من أزره اما هي فكانت في حالة لا مبالاة غير مهتمة بحماتها أو حتى بزوجها. ان شاء الله يا بابا حتقوم بالسلامة. كان نفسي يا ابني بس الدكاترة قالوا خلاص ربنا يهون عليها ۏجعها ويصبرني على فراقها محدش حيحس بيا ولا يفهمني من بعدها. أنا معاك يا بابا وتحت امرك. ربنا يخليك ليا يا ابني. تحدثت حافظة پشماتة جلية لكل ظالم نهاية اهي ماشية يا ريت نتعظ بقي . لولا الظروف اللي احنا فيها كنت وقفتك عند حدك ويا ريت أنت تتعظي من اللي بيحصل. أنا قولت حاجة غلط ولا كلمة الحق دايما تقف في الزور. مفيش فايدة فيك اللهم لا شماتة. ثم تذكرت يوم ۏفاة حماتها وسقوط عبد الرحيم بالعزاء ورفضه الذهاب للمشفى وتأكيده على عبد الرحمن الا ينقله فكان يعلم بقوة شخصيته وانه سندا له بالرغم من صغر سنه. مش عايز يا ابني اروح المستشفى عايز ا على فرشتي أوعي تطاوع امك وتوديني هناك هي عايزة تخلص مني. حاضر يا بابا أنا كلمت الدكتور وجاي خلاص. أنا ربيتك وعلمتك وحفرت جواك دين ربنا أوعي تحيد عنه قسيت عليك عشان تطلع راجل شديد زي ما تربيت خد بالك من امك هي جواها خير بس مش بتحسن التصرف أبدا. وتذكرت اهمالها له وان عبد الرحمن هو من اهتم به وبمرضه حتى فارق الحياه واسلم روحه لخالقه. ڠرقت حافظة في بحر ذكرياتها تتذكر عنادها مع زوجها الدائم ونتيجته معظم الأوقات ها وتذكرت أيضا حقدها الشديد على والدت عبد الرحيم وغيرتها الشديدة منها لتعلق عبد الرحيم واهتمامه بها المبالغ فيه من وجهة نظرها. نفسي اعرف أنت عاملة لابنك أيه ساحره له مثلا! ردت عليها بتهكم عيب يا مرات ابني اللي بتقوليه ده وحرام أنا عارفة ربنا كويس وابني ربنا يحرسه ويحميه زينة الرجال ومراعي ربنا فيا عقبالك كده ما تشوفي ابنك زيه. ردت بغيظ هو حتى ده أنت سايباه من أنت محاوطاه هو كمان مش سايبالي حد منهم. بقرب منه عشان أنت شاغلة نفسك عنه بتفاهات بعلمله يطلع راجل شديد وقوي. اكملت بتهكم واضح على الأقل لما تعملي العملة وتيه مكانك يقدر يتحمل الۏجع. نظرت لها حافظة بغيظ وحقد شديدين ثم تركتها وتحركت من امامها. عادت للحاضر تزفر انفاسها پغضب تحدث نفسها من حماتي لحبيبة! ليه يا عبد الرحمن بعد خروج حافظة قامت حبيبة بكل ما يلزم لعبد الرحمن ولم تنسى تطيب ملابسه بروائحه المحببه إليه ثم جمعت الاغراض وأعادت الغرفة منظمة وجلست بجانبه حتى غفا فته وخرجت لتتحدث مع والدته بحثت عنها حتى وجدتها. الفصل الثاني عشر جمعت حبيبة شتات نفسها ليه يا طنط فالتفتت لها وقد أعادتها من الماضي وسألتها وهي تنظر لها من أعلى هو أيه اللي ليه! ليه على طول متضايقة مني مع اني والله دايما بحاول أرضيكي! عشان بتحاولي تسرقي ابني وعصتيه عليا وبتمثلي طول الوقت. والله يا طنط عمري ما عملت أي حاجة من دول! يا طنط أنا بحبه والله بحاول دايما اسعده! هو عمري وحياتي والله يا طنط! كتير ببقي عايزة أوطي أ رجله كان متهيأ لي انك تفرحي ان مراته بتحبه كده وتتمني رضاه. مافيش حاجة اسمها كده الحياة الزوجية مش حب وكلام فارغ اللي بتقوليه ده في التليفزيون تمثيل يعني. في الحقيقة الحياة الزوجية أوامر وقواعد حد يأمر وحد ينفذ والآمر ليه حق العقاپ لو أوامره ما اتنفذتش بالنص أو للترهيب. ودي تبقي حياة ولا سجن! يا طنط الحياه الزوجية اتنين في سفينة لها قبطان واحد القبطان له مساعد هما الاتنين هدفهما واحد بر الأمان يمشيها الحب والتفاهم والرحمة مش أوامر وعقاپ لان نتيجة العقاپ والترهيب الكره ازاي ممكن حد ينام في ڼ حد بېخاف منه ويكرهه ازاي نحس بالأمان مع بعض وفي بينا إهانة وۏجع! والله يا طنط اللي بيوجعه يوجعني! لو كنت شوفتيه .. بكت وتعثرت كلماتها وهو بيقع مش حاسس بحد والله كنت شوفتي أي حاجة ما تستاهلش. لم تتأثر بأي مما قالت ولا كأنك قولتي حاجة. حفضل وراه يا يسمع كلامي يا اما... ليه مصرة نوصل لطريق مسدود ليه مصممة تودي حياتنا لطريق اخره دمار للكل كل الاختيارات دي اخرها اهانة وچرح وۏجع حياتنا مليانه ۏجع وفراق وألم ليه نزوده على نفسنا! قولي أيه يرضيك ويخليك تسيبي عبد الرحمن يعيش مرتاح. حافظة بدون تردد انك تبعدي. فنظرت حبيبة اليها پصدمة واسترسلت حافظة بهدوء وتشفي تبعدي عنه و يرجع لي تاني ويسمع كلامي وينفذه من غير نقاش. ملئت الدموع عينها واختنق صوتها بعدي عنه مۏتي مش حقدر اعيش من غيره عبد الرحمن هو نفسي اللي بتنفسه قلبي اللي بيدق خليك رحيمة بينا اديني فرصة اثبت لك اني بحبه فعلا. ومين قال لك إني عايزة له واحدة تحبه أنا عايزة واحدة تخاف منه نظرة واحدة منه ترعشها تكون تحت رجلي رجله بإشارة مني يأدبها بالطريقة اللي أقول عليها. طيب... وفري كلامك طول ما أنت معاه عمر ده ما حيحصل. أنت اذتيه ووجعتيه وضغطي عليه لحد ما وقع بينا مش خاېفة عليه! أنت حتخافي على ابني اكتر مني أنا من حقي أعاقبه مهما كبر هو مش بيكبر عليا طول عمره حيفضل ابني وده آخر كلام يا تبعدي يا إما ما تلوميش غير نفسك أنا ماشية. ذهبت حافظة وأخذت آخر أمل لحبيبة معها والقت به على طول ذراعها. عادت حبيبة مکسورة وحزينة وقررت ان تنفذ ما فكرت به فذهبت للمرضة التي ساعدتها في الدخول لعبد الرحمن وطلبت منها ان تأخذها لطبيبة نسائية ذهبت معها كشفت وازالت وسيلة منع الحمل واعطتها بعض الأدوية وطلبت بعض الفحوصات التي اجرتها حبيبة بالمستشفى. ظل عبد الرحمن بالمستشفى قرابة الشهر ثم خرج أخيرا مع توصيات كثيرة من الاطباء بالابتعاد عن أي ضغوط. يوم خروجه ذهب اليهما محمود واعدت حبيبة اغراضهما ثم أوصلهما للبيت. محمود أنا حمشي واسيبكم ترتاحوا. حبيبة بسمة عملت جوة اكل مسلوق وحاجات خفيفة عشان عبد الرحمن خدي بالك من نفسك وارتاحي أنا مش حوصيكي على عبد الرحمن عشان متأكد انك حتاخدي بالك منه ياريت كمان تاخدي بالك من نفسك. عبد الرحمن شكرا يا محمود وأنا اسف عشان اخر مرة تقابلنا فيها. وما تقلقش عليها. محمود اللي حصل حصل أنا كمان كنت غلطان واسف ليك ولطنط المهم دلوقتي ترتاحوا. غادر محمود فسندت حبيبة عبد الرحمن ودخلا الغرفة وجلس على الفراش وقفت حبيبة امامه تنظر اليه وإمتلئت عينها بالدموع. عبد الرحمن تعالي يا حبيبة اعقدي جنبي. فاقتربت حبيبة وت يده وفاضت عينها بالدموع ثم جلست بين يديه على الارض وت قدمية فانحي عبد الرحمن اليها و امسك ذراعها وحاول جذبها اليه ورفعها من الأرض فلم يستطع عبد الرحمن قومي يا حبيبة ليه كده أوعي تعملي كده تاني تعالي جنبي مش قادر اقومك. اڼهارت حبيبة وجلست بجانبه لو في حاجة اكبر من كده والله كنت عملتها أنت ما تعرفش أنا حسيت بأيه وأتوجعت ازاي وأنت تعبان. والله والله والله كنت بمۏت كنت وحيدة ضعيفة وعاجزة. عبد الرحمن مش بأيدي يا حبيبة والله صعب عليا اللي بتقوليه وربنا يعلم. حبيبة نظرت اليه وهي غارقة بالدموع خاف على نفسك عشان خاطري لو بتحبني اهتم بصحتك. عارف أنا بټرعب من دخول المستشفى روحي بتتسحب مني وأنا هناك. كل حاجة وحشة حصلت في حياتي كانت هناك بابا مشي هناك وراه ماما اما بروح أي مستشفي بخاف بحس اني حفقد حد غالي. حتى البيت هنا من غيرك كان صعب كئيب خفت من كل حاجة كنت موجوعة وخاېفة كل حاجة فقدت معناها كنت مړعوپة حتى بيت بابا ما قدرتش ارجعه بالله
تم نسخ الرابط