رواية بقلم سلوى فاضل

موقع أيام نيوز

أول ما يفوق حينقلوه غرفة عادية دلوقتي احنا وجودنا هنا مالوش لازمة. قالوا حيفوق امتي قالوا قريب مش عارفين امتي. بس قريب. عايزة ادخل له يا محمود. صعب مش عارف ينفع ولا لأ بالله يا محمود قولهم أنا حعمل أي حاجة بس ادخل اشوفه. طيب حسأل. خدني معاك. سندها محمود وذهبا قابلا الدكتور الذي اعترض على دخول حبيبة لشدة اڼهيارها لكنه وافق بالنهاية تعاطفا ورأفة بها ولشدة إلحاحها ورجائها. دخلت حبيبة غرفة العناية المركزة وكان بها العديد من الأسرة على الجانبين يفصلهم ستائر خضراء اللون ورائحة الأدوية تملأ المكان كان منظرا مخيف لها يذكرها بذلك اليوم الذي دخلت فيه والدتها المشفى ۏفاتها. رفعت لها الممرضة الستار عن عبد الرحمن فراته وقد ركبوا به العديد من الاسلاك فوضعت يدها على فمها وحاولت التماسك ومنع نفسها من البكاء واقتربت منه ت راسه ويده ثم همست بأذنه حبيبي أنا هنا جنبك مش حسيبك أبدا ما تسبنيش أنت يا حبيبي أنا مش حمشي غير وأنت معايا ما تتاخرش عليا وحشتني قوي حستناك بره مش حينفع أفضل هنا أكتر وهحاول ادخل لك تاني. ت يده بل وقدميه ثم خرجت وانخرطت في بكاء حار حاول محمود التهوين عليها. ما تقلقيش كده ان شاء الله يبقى كويس تعالي نمشي ونيجي الصبح. نظرت له والدموع ټغرق وجهها امشي ! أسيب عبد الرحمن لوحده وامشي! لا يا محمود ما اقدرش بالله يا محمود سيبني! مش هاقدر امشي بص أنا قاعدة هنا لحد ما يخرج فت يده عشان خاطري سيبني ورحمة بابا وماما. ضمھا بحنان وربت على ظهرها خلاص يا حبيبة حسيبك تقعدي وحفضل معاكي ما تعمليش في نفسك كده. جلسا أمام غرفة العناية وضع رأسها على كتفة غفت قليلا فرأت بمنامها عبد الرحمن يناديها فانتفضت مستيقظة وفي أذنها صوته استمعت لآذان الفجر فتوضأت وصلت مر الوقت بطيئا عليها تدعي الله بكل ثانية أن يشفيه ويعود لها معافى. بعد فترة طويلة استيقظ محمود ووجدها تحوب ذهابا وايابا أمام العناية تت خروج أي فرد من التمريض لتساله عن عبد الرحمن فاقترب منها. احنا المفروض نكلم والدته تعرف. بلاش يا محمود أنا أصلا متوترة وخاېفة وأنت عارف طنط. عارف بس ده حقها لازم تعرف. أخذت شهيق عميق مرهق أنا مش حأقدر كلمها أنت. وبعد قليل خرج أحد التمريض فسألتها عن عبد الرحمن. ضغطه نزل كتير وعملنا له تحاليل لسه النتيجة ما ظهرتش ان شاء الله خير ما تقلقيش. رت حافظة سريعا ما أن علمت ووجدتها فرصة ذهبية لتوبيخ حبيبة فأسمعتها أسوأ الكلمات دي آخرة جوازكم أنت السبب ارتاحتي كدة لما جبتي صحة ابني الأرض أول مرة يدخل مستشفى بسببك أنت شؤم عليه نحس أعوذ بالله! جيتي وجبتي معاك المړض والمشاكل منك لله! بكت حبيبة باڼهيار وتانيب ضمير ورد عنها محمود لو سمحتي يا طنط اللي بتقوليه ده مش صح ومش وقته عبد الرحمن في العناية من امبارح المفرض تدعي له مش بتتخانقي وكفاية المستشفى اتفرجت علينا ولو حد السبب للي حصل فهو رتك. لك حق تقول أكتر من كده ما هو راضي باللي تعملوه فيه وساكت لما يفوق بس. اڼهارت حبيبة وازداد بكائها فهي تشعر انها سبب تعاسته ومرضه حقا. ضمھا محمود هامسا لها كلامها غلط يا حبيبة هو هنا بسبب اللي هي عملته مش بسببك اهدي. لم تكن تستمع لحديثه تتردد كلمات حافظة بأعماقها وعقلها فهي تشعر بذلك من البداية تؤنب نفسها ليلا ونهار تخشي الفراق أو أن يكرها حبيبها ويبتعد عنها لكنها لم تكن تتخيل أن يمرض وتتاثر صحته بتلك الطريقة أو أنها قد تفقده إلى الأبد كل ما سيطر على عقلها هو أن يبتعد عنها وهو بأحسن حال يحي حياة هادئة هو أبدى تفقده هي ولا يفقد هو حياته. وبعد قليل مر الطبيب وأخبرهما بتخسن حالته ما تقلقوش هو استجاب للعلاج وضغطه نزل شوية والسكر بدأ يقل برده. واضح انه كان تحت ضغط أو توتر شديد للأسف الاستهانة مع مرض الضغط ممكن يؤدي لكوارث المهم أنه استجاب للعلاج حيفضل في العناية لحد ما يفوق ونتأكد إن الحالة استقرت بعدها ننقله غرفة عادية. حيفوق أمتي هو في غيبوبة من إمبارح. ما اقدرش أحدد وقت معين ممكن يفوق في أي وقت. ثم تركهما الطبيب. أنا ماشية وجاية بكرة وجودي مالوش لازمة واهو بدل ما أضايقكم! تركتهما ورحلت فتحدث محمود مع حبيبة تعالي يا حبيبة نمشي أنت شكلك تعبان قوي ونيجي بكرة. حبيبة دون تفكير لا يا محمود أنا مش حمشي غير وهو معايا مش حسيبه لوحده روح أنت لمراتك وأولادك أنا حفضل هنا. اسيبك لوحدك! لا طبعا. لا يا محمود روح يا حبيبي شوية كده وروح ارتاح وابقي تعالي بكرة بعد ما تخلص شغلك. ظل يفكر محمود ماذا يفعل وقد اشفق على عبد الرحمن لعدم اهتمام والدته وبنفس الوقت يشفق على حبيبة وهو متأكد انها لن تتركه حتى وان بقت والدته ظل محمود معها حتى المساء ثم تحدث معها. حبيبة أنا حمشي دلوقتي ومش حقول لك تعالي معايا بس حاجي لك بكرة بعد الشغل ومعايا بسمة عشان تقعد معاكي صعب عليا اسيبك لوحدك النهاردة بس عشان الشغل واطمن على بسمة والأولاد ربنا يعديها على خير. ما تقلقش عليا ادعي لعبد الرحمن يا محمود وما تشيلش همي. تركها محمود وهو غير مرتاح و يشعر بالقلق وتأنيب الضمير. مر الوقت طويل عليها ظلت به تقرأ القرآن وتدعو الله ان يأخذ بيده تسال كل من تراه من العاملين عنه حتى اشفق التمريض عليها وبعد ما تأخر الوقت وهدأت الحركة جاءت إليها إحدى الممرضات احنا شايفينك من إمبارح قلقانة وخاېفة على قريبك هو يبقي اخوك. اجابتها وهي تشعر بالضيق من فضولها لا جوزي. الممرضة طيب تعالي معايا. على فين حدخلك تقعدي معاه بس ما تتكلميش خالص و من بدري ما حد يصحى تطلعي تاني عشان ما يحصلش ليا مشاكل. ابتسمت ومسحت دموعها شكرا والله مش عارفة اقول لك أيه. أنا فاكرة الأستاذ اللي كان معاك جوزك. حبيبة لا أخويا. نظرت إليه مشتاقة حزينة تتألم لمرضه ت يده وراسه وهمست بأذنه. حبيبي أنا هنا جنبك وحشتني قوي قوي قوم بقي وحشني صوتك وحشني انك تاخدني في نك. جلست حبيبة بجانبه امسكت يده واقتربت منه وهمست بأذنه حبيبي أنا مستنياك تنادي عليا وحشني اسمع اسمي منك. سقطت دمعاتها على وجهه ومسحتها بيدها وته ولم تترك يده تها بين الحين والأخر حتى غفت على نفس الوضع وراسها بجانب يده حلمت به مجددا ينادي عليها فاستيقظت تردد اسمه فسمعته يردد اسمها بخفوت نظرت إليه وكلها أمل ان يكون هذا حقيقي بدا لها على حالته فاقتربت منه وهمست في اذنه عبد الرحمن أنت سامعني حبيبي أنا هنا. لم يجب عبد الرحمن عليها وتبدد املها وسقطت دموعها على وجهه فردد اسمها أنت سامعني يا عبد الرحمن أنا هنا أنت سامعني يا حبيبي همس بتعب أنا فين حبيبة حبيبة. فت يده أيوة يا حبيبي أنا معاك حنادي الدكتور. اسرعت حبيبة الي الممرضة. حبيبة فاق فاق. الممرضة طيب اخرجي وأنا هقول للدكتور. خرجت حبيبة اتي الطبيب و كشف عليه وطلب اجراء بعض التحاليل والاشعة. طمأنت الممرضة حبيبة التي ظلت قلقة عليه و بمنتصف اليوم أوصي الاطباء نبقله من العناية فارتاحت حبيبة قليلا وطلبت منهم ادخاله غرفة خاصة ورافقته. وأخيرا شعرت بالأمل وستكون بقربه. بدأ عبد الرحمن يشعر بمن حوله لا يستطيع التحكم به عبد الرحمن پألم أنا فين حبيبة حبيبة. اقتربت منه حبيبي حمد الله على السلامة. هو أيه اللي حصل. حبيبة تمسح دموعها وعلي وجهها ابتسامة تعبت شوية ونقلناك هنا. بقالي كتير! يومين. ماما عرفت! عرفت يا حبيبي وكانت معايا لكن قولت لها تروح ترتاح عشان ما تتعبش هي كمان وأكيد هتيجي تاني. اغمض عينه بتعب مش قادر احرك ي يا حبيبة وتعبان. تساقط منها الدموع الدكتور قال شوية وتتحرك عادي بس أنت جيت على نفسك يا حبيبي كفاية كلام عشان ما تتعبش أنا جنبك هنا. جلست حبيبة بقربه تعتني به تفهمه من نظرة لا يسمع منها غير طيب الكلام بسمتها لم تغادر ها تداري عنه خۏفها وقلقها اخبرها الاطباء انه سيعود لطبيعته سريعا وانه امر طبيعي. وبالفعل بعد أيام قليلة بدأ يعود لطبيعته واصبحت حركته شبه طبيعية. كانت والدته تأتي لزيارته تجلس معه طوال فترة الزيارة لم تحدث مشاكل مع حبيبة فكانت تشعر بتخبط شديد من اجل عبد الرحمن و كأن بداخلها مشادة بين مجموعة من المشاعر الخۏف على ابنها واستنكار لعدم طاعته لها حقد على حبيبة لما تنعم به بحياتها واستياء من ابنها لأنه يعطي حبيبة الحياة التي افتقدتها هي. لم يعجب محمود بحال حبيبة واهمالها لنفسها فاصفر وجهها وهزل ها وبنفس الوقت حافظة غير مهتمة تاتي بوقت الزيارة كالغرباء لم تهتم حتى بإعداد الطعام لابنها وتركت تلك المهمة لبسمة زوجته فصبر عليها حتى تحسن عبد الرحمن وأصبح يستطيع الاعتماد على نفسه وكان قد مر قرابة العشرة أيام وقتها أنتهى صبره فحدثها اثناء زيارته لعبد الرحمن أمام الجميع وفي وجود حافظة. حمد الله على سلامتك يا عبد الرحمن الدكاترة قالوا حالتك تقدمت بسرعة الحمد لله. الحمد لله الفضل يرجع لحبيبة ربنا يخليها. بمناسبة حبيبة مش ناوية تروحي تريحي شويه أنت بهدومك دي بقالك اكتر من أسبوع! لا يا محمود أنا... فقاطعها محمود صارخا أنت أيه يا حبيبة! مش شايفة نفسك! بصي لنفسك في المراية! لازم ترتاحي شوية ك من يومها حتستني لما يحصل لك حاجة! دمعت وشعرت بإحراج شديد فتحدث عبد الرحمن معاتبا يا محمود بالراحة عليها وما تزعقش كده على الأقل ادامي ونظر لحبيبة وناداها حبيبة تعالي قربي مني. فاقتربت وجلست امامه وعينها ممتلئة بالدموع فاسترسل محمود عنده حق أنت تعبانة وشكلك باين أنا بقيت كويس وماما معايا لحد ما ترجعي روحي النهاردة نامي كويس وتعالي بكرة وهاتي أي حاجة ممكن تحتاجيها الدكتور قال لسه قدامي شوية ارتاحي يا حبيبة. حبيبة حاضر يا حبيبي وت يده خلي بالك من نفسك. غادرت حبيبة رفقة محمود وبسمة وتحدث محمود بقيين احنا هنطلع على البيت عندي على طول يا حبيبة وأوضتك جاهزة
تم نسخ الرابط