رواية بقلم سلوى فاضل
المحتويات
يتوعد عبد الرحمن بالكثير وقف أمام باب المنزل كاد أن يطرق فاستوقفه صوت عبد الرحمن الثائر والغاضب بم يكد يتنفس حتى سمع ما جعله مشدوها متعجبا يكاد ېكذب ما سمع فثورة عبد الرحمن موجهة لوالدته ولأول مرة ينفعل ويحتد عليها يحدثها وهو يهتم بحبيبة لسوء حالتها يحكم من تدثيرها بالأغطية وحملها مغادرا المنزل ليه ليه أذيتك في أيه عايزة تأذيها ولا تيها! حرام عليك لو حصل لها حاجة هاتقفي بين ايدين ربنا تصلي ازاي! عمري ما اسامحك لو جري لها حاجة افتحي الباب وتأكدي إن عمرها ما هاتدخل هنا تاني وقفت أمامه بتكبر وتحدثت بثورة مماثلة هي عملت فيك أيه لو أعرف إن الجوازة دي هتعمل فيك كده ما كنتش وافقت أبدا عمرك ما قولت لي لأ ولا خالفتني دايما تسمع كلامي وتعمل اللي أطلبه لحد ما تجوزتها بقيت واحد تاني على العموم ما تخافش عليها قوي كده مش حيحصل لها حاجة شوية برد وخلاص على صوتك عليا أكتر عليه كمان و كمان فتحت الباب فوجدا محمود أمامهما فتحدث عبد الرحمن بجدية كويس إنك جيت تعالي معايا لأول مرة لا يستطيع تأنيبه لم يتوقع أن يحتد على والدته من أجل حبيبة كما كانت حالته غاية في السوء يبدو عليه الإجهاد والتوتر الشديدين انفصل عن العالم بأثره لا يري سواها قاد محمود السيارة وجلس عبد الرحمن بحبيبة بالخلف يحاول تدليك ها لتدفئتها يحدثها حبيبة حبيبة افتحي عينك سامعاني أنا معاكي خلاص حقك عليا حبيبة هتبقي كويسة ما تخافيش نروح المستشفى احسن أنا اتصلت بالدكتور وجاي على البيت وصلوا للبيت فأعطى كاد محمود ان يحمل حبيبة لكن أصر عبد الرحمن على حملها وعدم تركها وبالأعلى طلب العون من محمود الأوضة جوه فيها دفاية شغلها تدفي المكان واقفل الباب دخل بها المرحاض نزع عنها ملابسها المبللة غمرها بالماء الساخن ليزيل عنها البرد المتملك من ها لم يهتم بملابسه التي طالتها المياه ثم حملها للغرفة وقد دفأت قليلا جمع شعرها بمنشفة جافة والبسها ملابس ثقيلة ثم نادى على محمود الذي كان منتظر خارج الغرفة بقلق وتوتر محمود تعالى لو سمحت دخل محمود بهدوء وصمت ساعدني ندفيها ادعك لها ايدها على ما انشف شعرها وارفعه حاول تخلي ايدها تحت الغطا تضاربت مشاعر محمود فحينما ذهب إليه كان بقمة غضبه على استعداد حتى للاشتباك إن تطلب الأمر لكن ما سمعه ويراه الآن جعله بحالة تخبط قصوى جزء منه مشفق على عبد الرحمن فحالته سيئة والتعب ظاهرا جليا بملامحه وقسماته خوفه على حبيبة بين وبنفس الوقت حانقا على حال حبيبة وما آلت إليه يجهل تفاصيل ما حدث ولكنه موقن من تعرضها للتعذيب على يد حافظة وبالنهاية تلك مسئولية عبد الرحمن فهو عجز عن حمايتها مشاعره المتناقضة تلك جعلته هذا ينفذ ما يطلبه بصمت أخيرا خرج محمود من صمته غير هدومك يا عبد الرحمن كلها ميه بعدين بعدين على الأقل عشان هدوم حبيبة ما تغرقش ميه أجابه بتوتر وبدأ الصداع يطرق رأسه بقوة يدلكها لعله يهدأ قليلا عندك حق حاضر وظلا بجانب حبيبة حتى وصل الطبيب أنتهى ثم تحدث لهما شرح حالتها وكتب لها الادوية المناسبة ثم نظر الى عبد الرحمن والتعب البادي عليه شكلك ما اخدش العلاج النهاردة أنا معايا جهاز الضغط اتفضل أقيسه ضغطك عالي جدا افتكر اني حظرتك المرة اللي فاتت من استمرار إرتفاعه يا ريت تهتم أكتر لو استمريت كده لازم نغير العلاج أشوفك بعد أسبوع مع المدام نطمن عليكم أنتم الاتنين غادر الطبيب ولم يستطع محمود لوم عبد الرحمن فما سمعه منه ومن الطبيب أغلق أي مجال للحديث أنا رايح أجيب بسمة تعمل أكل مناسب لحبيبة استني بس لما ارجع وبعدين ادخل ارتاح معها جلس عبد الرحمن بجانب حبيبة يربت عليها من وقت لأخر يلوم نفسه ويؤنبها لتركها مع والدته لا يتخيل أنه كاد يفقدها ظل يعتذر منها كادت تغلبه دموعه وبالكاد منعها بعد فترة عاد محمود مصطحب بسمة واشترى كل ما قد تحتاجه لإعداد الطعام وترك طفليه مع والدتها اخذ عبد الرحمن نفسا عميقا ثم خرج إلى محمود مش عارف اقول لك أيه! بس عايزك تتأكد إن حبيبة أغلى حد عندي واللي حصل لها ده ڠصب عني مش وقته يا عبد الرحمن خلينا نطمن عليها الأول خرجت بسمة اليهم بعد فترة وقد انتهت من إعداد الطعام له ولحبيبة فسكرخا عبد الرحمن بامتنان وبكلمات اعتيادية ثم غادر محمود وبسمة وعاد عبد الرحمن لحبيبة وضع مقعد جانب الفراش ليجلس عليه ظل يمسد رأسها بحنان يدها من حين لأخر حتى غفا على حالته استيقظ فجرا توضأ وصلى ثم جلس جانبها بدأت تفتح عينيها بإجهاد ابتسم بفرح ومسد رأسها يحدثها حمد الله على السلامة أنا أسف حقك عليا كنت هاتجنن عليك حقك عليا تعذبت بسببي حاولت التحدث ولم تستطع فهمست له أنا كويسة ما تقلقش ومن شدة تعبها غفت مرة اخرى يعلم أنها لن تلومه أو تأنبه لن تغضب حتى من والدته لكن ماذا عنه هو! لن يستطيع أن يغفر لنفسه أو يعذر والدته يتألم كلما تصور هيئتها تحت المطر ترتجف لا يعلم كم مرة نادت عليه! فبالتأكيد تمنت كثيرا عودته يشعر بغبائه ليس فقط لتركها ولعدم شعوره بقربها فلم يتخيل فعل والدته خذلته لم يري بعينيها أي بادرة ندم لم شعر بترددها حتى ألهذه الدرجة تكره زوجته! ماذا فعلت! أذنبها انها تحيا معه بسعادة! أتعتقد عدم ها أو إهدار كرامتها ذنب تستحق عليه العقاپ! اهتم عبد الرحمن بها وتفرغ لها حتى تشفى سريعا يعطيها الدواء وتأكل بعد إلحاح منه بعد يومان بدأت تنتبه بالكاد يسمع صوتها ما روحتش المدرسة عبد الرحمن اخدت إجازة عشانك جهزت لك الفطار بس اشربي اليانسون الأول وهو سخن كده أشارت له بعدم رغبتها أو قدرتها فاسترسل لازم عشان العلاج يا حبيبة لما صدقت انك فوقتي بقالك يومين مش حاسة بحاجة تاخدي العلاج بالعافية والمضاد تقيل لازم الأكل مع جملة العلاج تذكرت علاجه بالتأكيد لم يهتم كعادته العلاج أخدت العلاج! لم ينتبه لما أرادت سمع فقط كلمة العلاج أهو يا حبيبتي كلي عشان تاخديه أومأت نافية وحاولت رفع نبرتها فشعرت پألم واضعه يدها على ها علاجك أنت الضغط اقترب منها وربت على ظهرها ويده الأخرى على يدها فوق ها ما تجهديش نفسك يا حبيبة مش لازم تتكلمي قصدك علاجي أومأت مؤيدة فأجابها ايوه باخده ما تخافيش ابتسم بحب حتى وأنت تعبانة تفكري فيا سامحيني يا حبيبة عارف إنك مسامحاني من البداية لكن الحقيقية أنا اللي مش مسامح نفسي وعمري ما أغفر لها ذنب اللي حصل لك ما كانش لازم أسيبك أبدا قربته منها وتحدثت جانب أذنه المفروض أشكر طنط بسببها شوفت كل الاهتمام والحب ده وفضلت جنبي اليومين دول ضمھا إليه بحب وشدد في ضمھا ثم ابعدها قليلا فوجدها تغمض عينها بقوة حاسه بايه مالك أشارت بيدها فتحدث دايخة أومأت مؤيدة بدأ إطعامها يبقي لازم تأكلي وتشربي اليانسون عشان تاخدي العلاج ضروري وننام ونرتاح حاولت التحدث فوضع الطعام بفمها بطلي كلام بدل ما تتعبي زيادة استجابت له انهت ما طلب واستلقت قليلا غفا بجانبها من شدة ارهاقه انتبه بعد فترة على ارتدادها على الفراش عندما حاولت النهوض فأسرع اليها ما صحتنيش ليه! عايزة أيه همست بأذنه اسندي عليا طيب حاوطها بيديه عاونها لتتحرك ثم أرادت الجلوس معه قليلا وقد اشتاق لجلوسهما معا فجلسا يركنهما أراح ظهرها على ه يمسد رأسها بحنان يحدثها حتى غفت فأعادها للفراش واستلقى جانبها ظلت على حالها لفترة تشعر بدوار شديد اذا جلست أو حاولت النهوض وهو ايضا ظل يهتم بها ويعطيها ادويتها تحسنت كثيرا خلال اربعة ايام استطاعت التحرك وحدها ذهب عنها الدوار اشرق وجهها قليلا رفض عبد الرحمن ان تجهد نفسها بأعمال المنزل واستمر هو في انهائها واعداد الطعام طوال تلك الفترة يذهب إليهما محمود وبسمة ليطمئنا عليها لم يتحدث محمود فيما حدث وقد قرر عدم الخوض فيه واكتفى بما يفعله عبد الرحمن واهتمامه بحبيبة لم تهتم حافظة ولم تحاول الاتصال مما أحزن عبد الرحمن وشعر بعدم أهميته لها وقد توقع ورها أو اتصالها على أقل تقدير أن يستشعر ندمها لاندفاعها فيما فعلت وألمه تجاهلها وباليوم التالي صباحا اتصل عبد الرحمن بمحمود طالبا ذهاب بسمة لمرفقة حبيبة لاضطراره للخروج لإتمام أمرا هاما فوافق متضررا يشعر بالسخط تجاهه متوقعا ضجره من الاهتمام بحبيبة واستشعر عبد الرحمن ما نما ب الآخر وفضل الصمت احتدم ڠضب محمود ولم يلتمس له أي عذر فلا يجد شيئا أكثر أهمية من اخته وما حدث لها الفصل الحادي عشر ذهبت بسمة لحبيبة ولحق بها محمود بعد أن أنهى عمله ولم يستطع منع نفسه من سؤال حبيبة عن زوجها. أيه المشوار المهم اللي ما قدرش يأجله وأنت تعبانة كدة بسبب مامته. نظرت اليه وبتوتر تحدثت وصوته بالكاد يسمع مش عارفة قال مشوار مهم وهيتاخر شوية. يعني ما قدرش يأجله كام يوم. ازداد تورترها ولم تجب وتحدثت بسمة عادي يا محمود ما احنا معاها اهو وهو ما تاخرش عنها الأيام اللي فاتت وأكيد حاجة مهمة اللي اخرته كده. أنا هتصل اجيب أكل أكيد طبعا مفيش اكل هنا. اجابته بسمة ولامته بنظراتها قال لحبيبة هيجيب اكل معاه عشان ما اقفش أنا أو هي ونعمل حاجة عايزها ترتاح. تبادل محمود وبسمة النظرات لثوان وكانت حبيبة في شدة توترها. لم يمضي الكثير من الوقت ووصل عبد الرحمن يحمل أوراق كثيرة وتحدث معتذرا معلش تأخرت عليكم استاذنك يا بسمة تحطي الأكل بس وأنا ثوان اغير هدومي واجي. كادت حبيبة ان تتحرك فوضع عبد الرحمن كفه على كتفها خليك مرتاحة . اجتمعوا يتناولون الطعام في صمت متوتر قطعه محمود بسؤاله. أخبار مذاكرتك أيه يا حبيبة هتعملي أيه في الأيام اللي ما روحتهاش دي نظرت إليه وتضاعف توترها فضيقه وغضبه ظاهران جليا لا تعلم أيشعر بهما عبد الرحمن أيضا انتبهت على كف عبد الرحمن يطمئنها ويجيب بدلا عنها. ما تقلقش يا محمود حبيبة كانت دايما بتذاكر ومنتظمة في الور الأيام اللي غابتها أنا تصرف فيها. أجابه بتهكم كنت بتر مكانها ولا عندك واسطة وسجلوها ور وهي هنا! تبادلت حبيبة وبسمة
متابعة القراءة