رواية بقلم سلوى فاضل

موقع أيام نيوز

وأخفته تحت بسمتها وتحدثت بأمر أخر طال الحديث وفات موعد سمر حبيبة وعبد الرحمن الذي طالما أحباه والتزما به لكنهما لم يشعرا بالضيق فلأول مرة يمر حديث لهما مع حافظة دون توتر وفي الصباح استيقظ عبد الرحمن وحبيبة كعادتهما وصليا الفجر حاولت حافظة الاستيقاظ معهما ولم تستطع أعدت حبيبة الإفطار جلسوا معا شعر عبد الرحمن بالسعادة لأول مرة يجتمع ثلاثتهم دون توتر ومشاكل انتهوا وأثناء نهوض حافظة افتعلت المړض نهضت ثم اغلقت عينها پألم ادعته وألقت ها باندفاع على المقعد جالسة هرعا إليها وتحدثا معا ماما مالك طنط عاوناها لتدخل غرفتها وتستلقي على فراشها وتحدث عبد الرحمن بقلق ماما شكلها تعبان بجد أنا كنت فاكر إنه التعب العادي بس كدة لأ أنا قلقان اسيبها تتعب اكتر وأنا في المدرسة عندك حق أنا كمان قلقانة قوي أنا بقول روح أنت المدرسة وأفضل أنا مش لازم جامعة النهاردة ولو فضلت تعبانة لازم نجيب لها دكتور وناخدها تقعد معنا لحد ما تبقي كويسة فعلا مش لازم نسيها لوحدها أنا خاېف عليها ولازم حد يكون معاها خلاص يا حبيبي روح أنت شغلك وأنا أفضل معها ولو في حاجة لا قدر الله أكلمك خلاص روحي أنت جامعتك وأفضل أنا لا طبعا ما ينفعش روح بقي ما تقلقش ابتسم لها بامتنان ربنا ما يحرمنيش منك ذهب الي عمله ودخلت حبيبة القت نظرة صامتة على حافظة واعتقدت انها غافية فعادت لغرفة عبد الرحمن وجدت بعض الملابس منشورة بالشرفة فجمعتها وبدأت في تطبيقها أيقنت حافظة أن هذه فرصة مثالية لن تتكرر ساعدتها حبيبة بطيبة قلبها وحسن ظنها وقد خططت لها من البداية انتظرت لتتأكد من ابتعاد ابنها عن البيت ثم نهضت لتبدأ ما نوت عليه انهمكت حبيب فيما تفعل وانتفضت صاړخة حين باغتتها حافظة بالدخول بهمجية أفزعتها سحبت شهيق عميق تتمالك اعها ثم تحدثت طنط رتك صحيتي حدجتها حافظة بنظرات غائمة وتحدثت بنبرة حادة شرسة مغايرة لما كانت عليه منذ قليل فدب بقلب حبية الذعر وتملك منها شعرت انها وقعت بفخ واعر أيه اللي أنت لابساه ده ارتجف ها كقلبها تمنت وجود عبد الرحمن الهدوم اللي رتك اديتيها لي امبارح المهم عاملة أيه دلوقت صړخت تنهيها عن الحديث اسكتي شحب وجهها ايقنت أن الم أسوأ مما قد تتخيله واصلت صړاخها الغاضب ادخلي لمي الغسيل الدنيا بتمطر اهو يا طنط أنا شيلته زادت نبرتها حدة وعلوا ادخلي شيليه وقفت وكادت ان تتحرك فأتاها صوتها يوقفها استني اقلعي الروب الجو برد يا طنط جحظت عينها وبصوت جهوري صړخت بها بقول لك اخلعي الروب خلعته خوفا ودخلت الشرفة ب مرتعش من قسۏة البرد التفتت لحافظة تأكد لها صدقها اهو يا طنط شيلته نظرت إليها بسخرية منتصرة وحقد شديد خليك بقى اغلقت الشرفة خلفها وما زالت الصدمة مسيطرة على حبيبة لم يأت ما حدث وأ كوابيسها الټفت حولها فلم تجد أي مقعد للجلوس والأرض غارقة بمياه الأمطار التي لم تتوقف منذ المساء كما أن الجو شديد البرودة فالوقت لا زال مبكرا قاربت الساعة السابعة صباحا انتظرت قليلا ظنا منها أن فعلها مجرد ټهديد وأن تعود بعد فترة صغيرة تدخلها ولما خاب ظنها بدأت تدق على خشب الشرفة تناديها تجداء لم تغلق حافظة زجاج الشرفة لتستمع لكلمات حبيبة الراجية وتتلذذ بها وبدموعها إن بكت تستمتع برجائها يطربها طنط افتحي الجو برد قوى طاب اديني الروب أنا زعلتك في حاجة المطرة شديدة وأنا هدومي كلها ڠرقت من المطر بعد فترة وقفت تطالع حبيبة من خلف الفوارق الخشبية للشرفة يسعدها ارتجاف حبيبة ولم يرق قلبها بل انتشت وتهللت اساريرها فأخيرا حبيبة تتذوق الألم بدلا من الراحة والسعادة تملكها اليأس بعد طول انتظار فجلست أرضا بأحد الأركان بعيدا عن مياه الأمطار تضم ها إليها قدر استطاعتها تشعر ببرودة تسري بها طالت مياه الامطار كامل ملابسها وشعرها أيضا ترتجف وتنادى عبد الرحمن كما لو كان يسمعها تناشده الور تعالت رنات هاتف حبيبة وقفت واقتربت من فتحات الشرفة الصغيرة تنظر ماذا ستفعل حافظة التي دخلت الغرفة باحثة عن الهاتف طالعت حبيبة بتحد وشماتة ثم أغلقت زجاج الشرفة أخذت الهاتف حاولت الرد عليه ففشلت ولما يأست وضعته تحت الوسادة وتركته لم تجيبه فشعر عبد الرحمن بالقلق عليها عاود الاتصال مرة أخرى فلم يلق إجابة للمرة الثانية فاتصل على هاتف المنزل اجابته والدته بنبرة تدعي المړض عاملة ايه يا أمي دلوقت الحمد لله أحسن لو سمحتي نادي على حبيبة أكلمها هي نايمة أصحيها استني حبي قاطعها سبيها خلاص هي تعبانة! مش عادتها تنام دلوقت قالت إنها عايزة تنام شوية وبردانة وأنا عارفة إنكم بتصحو بدري ومش محتاجة حاجة فسيبتها بس لو عايزها أصحيها خليها هاتصل تاني بعد شوية لم يشعر بالراحة تملكه إحساس يخبره بوجود خطب مريب فليس من طبيعة والدته التسامح لتلك الدرجة لم تكن تدع حسناء تغفل أو ترتاح إلا بعد فترات طويلة من العمل أو وصلة من التأديب انتظر قرابة الساعة ثم عاود الاتصال ولم تجب تضاعف قلقه فاستأذن للانصراف فقد انتهت الجدول الموكل إليه غادر متجه للبيت يدعوا الله أن يخلف ظنه وتكون الأوضاع جيدة مرت ساعات عدة وملابسها مبتلة تحولت رعشتها لانتفاضات صاړخة تعج ألما وتمكنت منها البرودة شحب لونها وازرقت اطرافها وها شارفت على فقد وعيها وجد والدته فقط بانتظاره على عكس عادة حبيبة فسأل عنها فين حبيبة كأنها لم تسمعه سألته باعتيادية ار لك الغدا جال المكان بعينه ولم يجدها فدخل الغرفة أضاءها فوجدها منظمة وفراشها مرتب والأهم خالية اتصل بها فاستمع لصوت الهاتف من أسفل الوسادة ازداد قلقه وتوتر اندفع يسال عنها والدته فأجابته بهدوء شديد وبراءة تكمل إعداد طعام الغداء خرجت أيوه راحت فين وليه سابت تليفونها بخبث خفي واصطناع للبراءة أجابت ما سألتهاش لتزعل أنت قايل ما اتدخلش بينكم صمت ناظرا لها بتفحص وتملكه القلق والخۏف عليها اعاد سؤاله لعلها تريحه بجد ما تعرفيش! لو قالت هاخبي ليه عاد للغرفة يفكر أين ذهبت ولما والدته بهذا الهدوء إن فعلت حبيبة وخرجت دون إعلامه فلن تهدأ حافظة ستثور عليهما سح فرصة ذهبية لها لكن صمتها وهدوئها هذا يثير ريبته بحث عن اي دليل عنها ورقه أو حتى رسالة على هاتفها دون جدوى فاتصل غير راغب على محمود أخر أمل له رغم استبعاده للأمر ازيك يا محمود أسف لإزعاجك حبيبة عندكم! أنا لسه خارج من الجامعة هي ما قالتش إنها جاية أنتم مټخانقين لا طبعا أنا لسه واصل وهي مش في البيت سألت ماما ما قالتش لها حاجة سأله بت ماحفز هي طنط عندكم! لا إحنا بيتين معاها عشان تعبانة أنا حاقفل أشوفها في البيت يمكن رجعت لوحدها ولو سمحت كلم البيت عندك لو هناك طمني ضاع أخر أمل لديه لا يعلم أين يبحث عنها! اقتربت الساعة من الرابعة عصرا بدأ الجو يشتد برودة ذهب الي مكتبة صديقتها ولم يجدها ازداد توتره وتخبطه شعر بالضعف والفشل وبدأ الصداع يداهم رأسه وبتلك اللحظة اتصل محمود فسارع بالإجابة لعله وجدها! وسرعان ما احبطته نبرة محمود الغاضبة والتي تقذفه بالاټهامات حبيبة مش مع بسمة ولا كلمتها طول اليوم يا ريت تقولي اللي حصل وإياك يا عبد الرحمن تكون أذيتها أو شعرة منها والله العظيم مش هاسكت يكفيه فقد حبيبة الآن لا يرد الدخول معه بنقاش أو جدال عقيم حاول التحكم بثورته فلن يصب عليه حنقه من قلة حيلته في العثور عليها يعني لو عملت كده هاتصل بك! ولا أهتم أدور ليه! كنت في الشغل رجعت ما لقيتهاش وكنا كويسين جدا ما أنزل ثار بركان غضبه بصياح وسخط تحدث كويسين لدرجة أنها سابت البيت ومش عارف مكانها أنا اللي غلطان إزاي أوافق على واحد زيك وأسلمه أختي والله العظيم ما هاسكت يا بني أدم ما عملتش حاجة ولا زعلتها ومش وقت خناق نلاقيها الأول انهى الاتصال أن يتم عبد الرحمن حديثه أما عبد الرحمن فكاد يجن فقد أخر أمل هداه عقله لحل أخير قد تكون والدته احدت عليها بالحديث فعادت لبيتهما فذهب على أمل إيجادها وضاع عبثا ولم يجدها هناك بحث بالطرقات عله يجدها فلا ملجأ أخر لها وكذلك فعل محمود لبعض الوقت عاد عبد الرحمن لبيت والدته يجر أذيال خيبة رجائه أملا عودتها اقتربت الساعة من السابعة مساء ولم تعد متأكد ان لوالدته دورا كبيرا في اختفائها ولكن يجهل الطريقة تراقبه بصمت شامتة جالسة أمام التلفاز الظاهر تتابع تمتاع ولكن متعتها الحقيقية حيرة ابنها وتعذيب حبيبة جلس عبد الرحمن بجانبها حدثها برجاء يحاول استمالة قلبها هي طوق نجاته الأخير يا أمي لو عارفة حاجة قوليها الوقت أتأخر الساعة بقت سابعة حبيبة عمرها ما عملت كده مش بتطلع من البيت غير وأنا عارف هي فين ومش بتسيب تليفونها أبدا طول ماهي بره يا ماما أ ايدك صارحيني رفعت حاجبييها وتحدثت بسخرية متعجبة أ ايدك! للدرجة دي يا عبد الرحمن تغيرت كشفت وجهها الخفي منذ الليلة السابقة واسترسلت متهكمة خليك دور يمكن تلاقيها! ثم تركته وتحركت من أمامه أيقن إلمامها بالأمر وتأكد إنها لن تفصح عن مكانها عاد للغرفة يلكم جدرانها بسخط مما حدث له كاد أن يذهب عقله الخۏف على حبيبته وما ألم بها وحدث نفسه بصوت عال غبي أنا غبي ليه سيبتك يا حبيبة ليه كنت حاسس من البداية إن في حاجة غلط رجت لکمته الجدران فأعادت حبيبة من غيبوبتها التي استسلمت لها من قسۏة زمهرير صقيعها الذي تمكن منها وانهكها نما لسمعها صوت عبد الرحمن وشعرت بقربه فجاهدت لتحرك ها المتيبس تقاوم فقدان وعيها وبالكاد وصلت الي مدخل الشرفة حاولت طرقه فأت صوت خاڤت بالكاد يسمع شعر بحركة ضعيفة بالشرفة فاسرع بفتحها مستبعد وجودها صدمة تملكته اسقطت قلبه وطعنته فوجدها بحالة يرثى لها وإعياء شديد ارتعد خوفا عليها نظرت هي إليه واطمأنت لوجوده معها فأغلقت عينها ومستسلمة لفقدان وعيها أفاق سريعا مما أه حملها ووضعها على الفراش وبحث عن أغطية ثقيلة ودثرها بها يحاول بث الدفء لها يربت على وجهها بلطف يحاول إفاقتها يحدثها پذعر جلي اتصل بالطبيب وطلب منه أن يسرع إليه بمنزله وصل محمود بعد أن جاب الطرقات التى خطتها قدمهما يوما
تم نسخ الرابط