رواية بقلم سلوى فاضل

موقع أيام نيوز

كي لا تهوى أرضا ثم حملها وضمھا إليه بحنان بالغ حبيبة بابا وحشتيني جدا وأنا في المدرسة تعالي نلعب شوية ما أدخل أذاكر أوعي تكوني عملت شقاوة وتعبتي ماما وأنا بره قابلت جميع كلماته بضحكاتها وابتسامتها التي تشعره بسعادة غامرة ووالدته تراقب تصرفاتهما بسعادة وراحة وكذلك والدهما سعيدا بتصرفات ابنه ومراعاته لأخته لم يغضب من اعتقادها بأن لها أبوين ولم يشعر بالضيق أبدا بل كان ذلك مرضي له بشدة مرت الأيام والشهور أصبح محمود بالثالثة عشر عاما من شيماته العقل والرزانة يمحو أي مشكلة بين أصدقاءه يسمع دوما ممن حوله ما شاء الله زي باباه بالضبط ويشعر بالفخر بذلك أنتشرت في تلك الفترة عادات سيئة كثيرة بين الشباب بسنه منها شرب وبعض الاشياء الأخرى بذلك الوقت انضم إلى محمود وأصدقاءه رفيق جديد دأب على الجلوس معهم حتى اعتادوا وجوده بالبداية استمع لهم يؤيدهم في كل شيء ومع الوقت بدأ يحرضهم ويدفعهم للقيام ببعض الأفعال السيئة ورغم تعقل محمود إلا إنه وقع بالفخ الذى أحكم له فبعد فترة استعمل فيها ذلك الشاب كل طرق الإقناع تارة والالحاح تارة فاستمعوا إليه بإحدى المرات واستمالهم لتجربة الټدخين وكان سيئ النية وكأنه يحمل لهم ضغينة فأعطاهم سجائر ممزوجة بمواد مخدرة حشېش ملفوفة كما أطلق عليها فأذهبت عقولهم يومها تأخر محمود بطريقة مبالغ بها قلق عليه والداه واتصلا بجميع أصدقائه ولم يكن أي منهم قد عادوا أيضا وبالبحث علموا بأمر صديقهم الجديد وسلوكه غير السوي وضع محمد وتخيل سيناريوهات عدة لما قد يحدث وجلس منتظرا عودته عاد محمود بحال سيئ زائغ العين مترنحا تحدث ولا يعي ما يقول فتطاول على والده فوجد محمد الحل الأمثل تركه حتى ينتهي حينها نظر إليه پحده ثم صفعه بقوة وادخله غرفته واغلق بابها وحسبه داخلها لما تعرف بتقول أيه وتفوق لغلطك وقتها ممكن نتكلم باليوم التالي استيقظ محمود ويشعر پألم شديد برأسه يحاول تذكر ما حدث وكان مشوشا استقام وحاول أن يفتح باب غرفته فوجده مغلق طرق الباب ونادي والداه بلا مجيب فعاد لفراشه وسقط في النوم مرة اخري وبخارج الغرفة يجلس والداه بحالة سيئة فاطمة تبكي ومحمد شارد وحزين اما حبيبة ذات الثلاثة أعوام فلا تعي ما يحدث يعلو وجهها بسمة بريئة وتسأل عن أخيها وتردد اسمه بأحرف متكسرة طفولية ترك محمد الطعام لمحمود ذهابه للعمل واستمر بحپسه بغرفته وحين عاد وأيقن محمود من عودته ظل يدق على باب غرفته يردد كلمات الاعتذار خجلا مما فعل بابا أنا اسف حقيقي مش فاكر عملت كده إزاي! ولا قولت لرتك الكلام ده إزاي! لو سمحت يا بابا اسمعني أنا مش هاجادل لأني متأكد من غلطي ومش قادر على زعلك مني والله مش هكلم الولد ده تاني هو السبب في الي حصل ارجوك يا بابا افتح لي نتكلم أنا قابل أي عقاپ من رتك بس بلاش تتجنبني كده لم يلقى أي إجابة فجلس بقنوط أمام الباب شاعرا بالخزي لما فعل ولما وصل إليه بلحظة ضعف واستمع فيها لشيطانه سمع أصوات الأواني وهى توضع على منضدة الطعام يعلم أن هذا وقت الغداء وسمع صوت حبيبة وهي تسال عنه وتنادي عليه فانتظر حتى أنتهوا ثم عاد يدق الباب من جديد بابا أنا أسف سامحني ارجوك طيب عشان خاطر ماما وحبيبة اسمعني وأنا قابل بعدها العقاپ أنا عارف إني غلطان غلط كبير والله هبعد عن الولد نهائي ومش هتعامل معاه مهما حصل كاد ان يتملكه الياس لولا سماع صوت المفتاح بباب الغرفة فدب به الأمل من جديد وقف منتظرا دخول والده الذي حدجه بنظرة لم يراها منه يوما نظرة مليئة بالڠضب والإتهام تحمل معان عدة لم يتحملها فاخفض رأسه خجلا جلس محمد معه وحدثه بعقل وهدوء أنا طبعا مش محتاج أقولك إنك غلطت لأن ده أكيد لكن هقولك أنك شوفت بنفسك إن ما فيش غلط صغير وغلط كبير لأن بالنهاية كله غلطت الغلط الصغير بيجي بعده الكبير غلطتك انك سمحت لحد يلعب بأفكارك يوم ما مانعتك عن السجاير فهمتك اخطارها واضرارها الصحية فهمتك أنها محرمة ضمنيا لأنها تضيع الصحة والمال والرسول عليه أفضل الصلاة والسلام قال لا ضرر ولا ضرار غلطك بدأ بسجارة أعطاها لك شخص نيته أذيتك حط لك فيها حشېش فالغلط كبر والحشش لغي العقل وبدأت تتصرف بطيش وعدم وعي فكترت الأخطاء لحد ما وصلت لتطاولك عليا تخيل لو حبيبة كانت صاحية وشافتك بالحالة دي تساقطة دموع الندم من أعين محمود أنا أسف يا بابا أوعدك مش هعمل كده تاني وعمرى ما استهون بأي خطأ والله أنا كتير كنت بقول لأ لحد ما ضعفت يومها قولت مرة مش هتعمل حاجة والله أنا ندمان مش عايز رتك ولا ماما تزعلوا مني للأسف أنت هزيت ثقتي فيك لدرجة أنت مش متخيلها أنا قابل أي عقاپ بس بلاش تزعل مني أوعدك مش هاستهون بأي غلط مرة تانية بس بلاش تقول كده للأسف ده اللي حصل لازم تتحمل نتيجة خطأك أنت محتاج تفكر إزاي ترجع ثقتي فيك من تاني وتنبي جدار الثقة اللي أنت هديته بتصرف ما حسبتش عواقبه وده مش عقاپ دي نتيجة فعلك فقط أما العقاپ هيكون أنك هتفضل في البيت تلت أيام مفيش تليفون ما فيش نزول ما فيش بلكونة يعني من الأوضة للصالة بس وخليك عارف إني هكون مراقب كل تصرفاتك لحد ما أتأكد أنك تغيرت د وأرجع أثق فيك مرة تانية محمود يد والده أوعدك أكون عند حسن ظنك وإني احوز على ثقتك مرة تانية عمري ما استهون باي فعل صغير أو كبير اتمنى من كل قلبي أنك تعمل كده يلا أطلع صالح والدتك وراضيها ما بطلتش عياط من إمبارح بسببك اعتذر محمود مرة أخرى وذهب لوالدته اعتذر لها واسترضاها أما بمنزل عبد الرحيم فاعتاد عبد الرحمن أن يكن بعيدا عن الأخطاء وبالرغم من هذا لم يسلم من العقاپ وكونه محبوبا ممن حوله لا ينفي وجود المدعين للصداقة والمنافقين فدبر له أحد زملائه فخا وأجاد نصبه فسقط عبد الرحمن بشركه صريعا يومها وبعد أنتهاء اليوم الدراسي لجأ إليه زميله مدعي الخۏف عبد الرحمن إزيك أجابه ببشاشة الحمد لله مش باين يعني ومش بتقف معنا أبدا لا في المدرسة ولا برة ما اعرفش حد من المجموعة اللي معك وبحرج أنا ليا عندك خدمه ممكن أجابه بترحاب شديد أكيد طبعا لو في ايدي استحالة أتأخر أنا متخانق مع شوية شباب كده وهما عارفين خط سيري ومستحلفين يوني وأنا مش هقدر عليهم لوحدي وأصحابي سابوني فكنت عايزك معايا عشان لو حاولوا يؤذوني ما أكونش لوحدي لو مش عايز عادي من غير زعل أصحابك مش جدعان وما يستهلوش تقول عليهم أصحاب الصديق يظهر وقت الضيق ما تقلقش أنا معاك بجد! يعني هنروح مع بعض النهاردة أكيد يلا تحرك عبد الرحمن معه ولم يراوده الشك بحديثه ومع الوقت وجده يتحرك مقتربا من مدرسة البنات ولم يحب عبد الرحمن المرور جوارها هو مفيش غير الطريق ده أنا عارف انه زحمة بسبب المدرسة دي بس ده طريق البيت لازم أعدي من هنا لم يتوقع الغدر فصدقه غافل عن نية الآخر وعندما اقترب من إحدى الفتيات قام الشاب بها أسفل ظهرها ودفع عبد الرحمن باتجاهها فاعتقدت إنه الفاعل فصړخت بفزع وأسرع حارس المدرسة وبعض المدرسين إليها فأشارت على عبد الرحمن وقصت ما حدث وسط شهقاتها فأمسكوه ولم يصدقوا روايته احتجزوه واتصلوا بوالده عبد الرحيم أقسم لهم عبد الرحمن مرارا أنه ليس الفاعل ويمكنه إار الفاعل الحقيقي دون جدوى حتى والده لم يصدقه وتعهد أمام المدرسين بتأديبه وتعهد لهم ألا يعاود ابنه فعله أيقن عبد الرحمن سوء ما ينتظره عند العودة ظل يقسم لوالده طوال الطريق أنه لم ولن يفعل لم يتحدث والده فقط انتظر وصولهما وعندها جذب ناصيته وادخله الغرفة وحدثه أمرا بحدة اقلع هدومك كلها وأجهز لنتيجة فعلك أنا هوريك يعني أيه تمد إيدك على واحدة ما تحلش لك وتعاكس بالسڤالة دي أمتثل عبد الرحمن ووقف منتظر عقابه على ما لم يفعل والله يا بابا مش أنا اللي عملت كده ده زميلي في المدرسة أخذ عبد الرحيم حزاما عريضا ووقف أمام ابنه شاحب الوجه الذي يحاول جاهدا إخفاء خوفه ويجاهد لحبس دموعه لم يرأف بحاله والده وتحدث وهو يهوى بجلداته على ابنه ولما هو صاحبك سابوه ومسكوك ليه عاد وهوي بحزامه عدة مرات واسترسل وايه اللي وداك عند مدرسة البنات من الأساس أجاب والده بصوت مخټنق ومتقطع وقد بدأت شرارات اضرام النيران بظهره أثر جلدات الحزام طريق بيته كان عايزني أروح معاه عشان في زمايل له عايزين يوه لازال يهوي بحزامه وهو يحادثه بلطجي مثلا ولا كنت رايح تشاركه كل واحد يقل أدبه على بنت بس حظك كان وحش واتمسكت أنت وهو هرب مع نهاية جملته سدد له عدة ات حاړقة سريعة بكل ما أوتي من قوة فانتفض عبد الرحمن مخفضا رأسه ومغلقا عينيه كمحاولة لتحمل الألم تحدث مدافعا عن نفسه بصوت مخټنق متقطع والله العظيم أبدا هو قالي أنه أنه خاېف وأصحابه سابوه وخافوا كنت بساعده لم يستمع له ظل يسدد اته واحدة تلو الأخرى رج دوي الات أرجاء المنزل تفزع حافظة وتنتفض مع كل ه انسابت دموعها شفقة على ابنها لم تستطيع معنها عنه ظل والده على فعله حتى احترق ظهر عبد الرحمن كاملا فبدأ عبد الرحمن بالتوسل لوالده محاولا كظم ألمه بابا كفاية كفاية أرجوك والله مش أنا مش بكذب أرجوك كفاية توقف والده أخيرا وقد تلون ظهر عبد الرحمن بين الزرق والأحمر القاتم وحدث ابنه متوعدا ومنذرا ياريت وجعك ده يفكرك واحدة ما تجوزش لك ألقى عبد الرحيم بحزامه ثم خرج من الغرفة ترك ابنه محاصرا بألمه ولم تجرؤ حافظة أن تدخل له ظل عبد الرحمن يتنفس بسرعة يحاول كظم ألمه وجمع شتات نفسه حتى تمكن بعد فترة وارتدى ملابسه استجمع عبد الرحمن قواه واحتوى ألمه ثم ذهب لبيت الشاب الذي ورطه سحقه ضړبا ثم ذهب إلى والده قص عليه ما حدث وأخبره بنهاية حديثه بما أراد أنا يا عمو مش جاي لرتك عشان تاخد حقي لأني أخدته لكن جاي ومتأكد أن رتك هتاخد
تم نسخ الرابط