رواية بقلم سلوى فاضل
المحتويات
لي يا حبيبة دراعك ماله إتلوى وأنا نازلة من القطر عبد الرحمن شدني فاتلوى بقى أحسن كتير الحمد لله سعدت حافظة عقلها يترجم أي فعل كما تريد وأن ابنها لازال على عهده معها تتجاهل كلماته المعبرة والموضحة لعدوله عن أفعاله السابقة تحدثت بكلمات تقطر شماتة ونصرا بجد! سلامتك دار حوار طويل تجاهلت حافظة فيه حبيبة لأبعد مدى ولم تفلح محاولات عبد الرحمن لدمجها فسرعان ما تثنيها حافظة عن الحوار لتتجاذبه مع ابنها فقط تعجبت حبيبة من طريقة حديثهما فأحيانا تجد عبد الرحمن الابن الذي يبرر أفعاله وأخرى يصبح هو الأمر صاحب القرار وتمتثل له حافظة وإن كان على غير رغبتها أشعرها ذلك بالخۏف ولم تستطيع استيعاب طبيعة العلاقة بينهما طال الحديث ومر الوقت ثم اعتذر منها عبد الرحمن للمغادرة موقن من ضرورة التحدث مع حبيبة فلم يخفى عليه تشتتها وتعجبها بل رهبتها الواضحة له تحدثت حافظة برجاء أمله ببعض من لذة الهيمنة رايحين فين ما تخليك النهاردة بقالك كتير بعيد معلش يا أمي خليها مرة تانية لازم أروح أكيد إن شاء الله هبات مرة تانية لم يرد المبيت هو على يقين من حيرة حبيبة يري نظرة التخبط وعدم الفهم جلية بعينيها أدرك وجوب التحدث معها لتجنب حدوث فجوة بينهما لن ي أن يعود كالسابق لن يتنازل عن سعادته التي غمرت كيانه لم يجدها سوى معها عادا للبيت ثم بدلا ملابسهما اقترب منها ورسم على وجهه بسمة محاولا اخفاء قلقه بل وتوتره حاوطها بذارعيه وثبت مقلتيه داخل عينيها حبيبة أنا عايز اتكلم معاكي شوية أيه رأيك ندخل البلكونة نتكلم هربت بمقلتيها بعيدا عنه الوقت تأخر خليها بكرة عندك شغل الصبح واليوم كان طويل التفتت عنه راحلة فأمسك يدها وجذبها إليه برفق وضع أنامله أسفل وجهها ورفعه إليه وثبت ناظريه داخل مقلتيها المتهربة مفيش وقت أهم من ده نتكلم فيه ممكن! حاولت رسم ابتسامة مڠة حاضر حجيب عصير عشان تعرف تنام وضعت على راسها وشاح كبير تخفي شعرها أسفله كما اعتادت وجلسا بالشرفة تساءل مبتسما ليه يا حبيبتي بتغطي شعرك وأنت في البلكونة بقالي كتير عايز أسألك رسمت بسمة مجاملة مڠة بحس إن شعري ملفت بتكسف أدخل بيه كده فبغطيه نظر إليها بإعجاب ممكن نتفق وأنت معايا ما تتكسفيش من حاجة بحب أشوفك بطبيعتك ممكن اشيله نظر إليها منتظر موافقتها حتى أومأت مبتسمة فرفعه عنها عارفة بقالك اد أيه ما ابتسمتيش بجد! وبتداري عنيك عني كمان بطلتي تقولي يا حبيبي! ارتبكت وتاهت منها الكلمات فاسترسل عندك حق أنا مش بلومك فعلا اللي بيحصل غريب الأغرب إني كده كنت فاكره عادي لكن النهاردة بس سألت نفسي إحنا إزاي كده! ابتسمت حبيبة ابتسامة منقوصة فأكمل قولي لي بصراحة أنت مستغربة ولا خاېفة من نظرت له بوجس ولم تجب فاسترسل أوعي تخافي مني مهما حصل أنت ما خفتيش من حاجات كتير كان ممكن تبعدنا عن بعض زمان ما تعمليش كده وأحنا مع بعض وفي بيت واحد قولي لو مكاني فقاطعها مجيبا كنت هاسألك واتكلم معاكي افهم منك ابص في عينيك وأنت بتتكلمي واحس بكل كلمة بتقوليها ما كنتش هابعد ولا اسكت ولا أخد جنب عارفة ليه ركزت ناظريها عليه أومأت نافية بصمت وت فواصل حديثه عشان اللي قولتيه كده يا حبيبة لأن حبنا وردة لازم نسقيها ونراعيها عشان تكبر لو أخدنا جنب من بعض نبقى بنهملها ولو سكتنا نعطشها نظرت إليه برجاء بدأت نزع زريعة الشك من قلبها طيب فهمني يا عبد الرحمن إزاي بتبقوا كده طريقتكم أسلوبكم وكلامكم أنا حسيت إنك حد تاني ما أعرفهوش خفت ڠصب عني فاضت عينيها بالدموع واسترسلت خفت أكون مش فهماك أو يكون إحساسي غلط تأثر بدموعها فاقترب منها وجففها أخذ كفها بين كفيه وتحدث بنفي ورجاء لا يا حبيبة أوعي تقولي كده بصي أنا هاحكي لك بقينا كدة إزاي بابا الله يرحمه كان شديد في كل حاجة معايا ومع ماما كان يحدد لها كل حاجة تعملها بعد ما توفى ماما توترت وحاولت تشيل المسئولية لوحدها بس ما قدرتش بدأت تسالني في كل التفاصيل اللي بابا كان يحددها لها الأول كنت بقولها اللي تشوفيه فتلح عليا وبقت تضايق فجربت أرد شبه بابا لقيتها انبسطت وبقيت أكلمها بطريقة بابا راحتها وسعادتها نزيد كل مرة عن اللي ها فبقت دي طريقتي في أي أمور تخصها وتخص البيت ولما كانت تتكلم في حاجات تخصني كانت تحب تحس بالسيطرة اللي بابا حرمها منها فكنت بسيبها تتكلم براحتها عشان تكون سعيدة ومع الوقت اعتادت على كدة اللي بتقوله ده مش صح فيه أدوار ملغبطة وأدوار تايهة ما يطمنش ما تزعلش مني أنت غلطان كان المفروض تسندها تقويها وتساعدها مش تتقمص دور باباك شوية ودور المنكسر شوية حتى دورك أنت مثلت فيه مش أنت لأنك دايما قوي حتى في ضعفك تقمصي لشخصية بابا غلط فعلا لكن الابن مش عيب أو غلط يكون ضعيف أمام والدته بصي إحنا أكيد ما خلصناش كلامنا نكمل بكرة ممكن أومأت موافقة فنهض اخذ يدها جذبها إليه واقفة ضمھا إلى ه بحب حنان قرارتنا وحياتنا أنا وأنت بس اللي هنحددها محدش مهما كان حيتدخل فيها أوعدك إني أصلح حاجات كتير وعايز منك وعد تفضلي زي ما أنت ما تتغيريش مش حتقولي لي يا حبيبي تصدقي وحشتني حاولت رسم ابتسامة هادئة على وجهها حاضر يا حبيبي دخلا فراشهما اخذها بين ذراعيه جبينها وهمس بأذنها بحبك ظلت تفكر بحدثه منحته العذر ببعض الأشياء تعاطفت معه بأخرى وأخيرا قررت تجاوز عما حدث وتتابع ما وعد به فهو لم يخلف ايا من وعوده وفي الصباح عادت لطبيعتها مة ضاحكة سعد بها عبد الرحمن كثيرا بقوة وحشتيني قوي كنت فين! عارفة لما بتضحكي دنيتي كلها بتضحك بعد عدت أيام بالمساء أثناء جلستهم اليومية خلاص هتنزلي الجامعة من بكرة ايوة إن شاء الله متهيألي الدراسة أنتظمت خلاص أول كام يوم بيكون هرجلة عشان كدة ما حبتش أروح في الأول يعني كدة ما كنتيش بتروحي أجابته ببسمة عذبة لا كنت بروح كنت فاضية مش ورايا حاجة فكنت بروح مع سما وأر واستفاد بأي حاجة وخلاص طاب إيه اللي اتغير السنه دي! ليه ما روحتيش الأسبوع اللي فات لا أتغير كتير أولا بقيت مدام حبيبة مش حبيبة وفي حاجات كان لازم أجهزها في البيت عشان أنظم وقتي ده غير إن سما تخرجت السنة اللي فاتت يعني بقيت لوحدي فمحبتش أنزل وقت اللغبطة دي تمام أنا مش هتدخل في تنظيم يومك طبعا دي بتاعتك ولو حابة أساعدك في أي حاجة أنا موجود ومعاكي اتفقنا اتفقنا بس ليا عندك طلب ممكن أجابها ببشاشة ممكن طبعا عايزاك توصلني بكرة بكرة بس مش هعطلك موافق طبعا لازم أوصل حبيبتي أول يوم أروحها كمان أحلى عبد الرحمن في الدنيا وبالصباح التالي استعدت حبيبة للخروج ارتدت بنطال ليس بضيق وبلوزة شبه فضفاضة نصف كوم وجمعت شعرها لأعلي نظر لها پغضب غيري الهدوم دي ويا ريت ما تروحيش بها الجامعة بعد كدة نظرت إليه للحظة تستوعب ما يريد ففطنت ان دبت به الغيرة فبدلت ملابسها بهدوء بم تظن رضاه عليه فارتدت جيبة طويلة ليست بضيقة وبلوزة بكم طويل وأبقت على شعرها بأعلى تعلم انه شديد الغيرة تحب تلك الغيرة أحيانا وأخرى تخشى أن تهدم حياتهما لم يعترض تلك المرة خرجا معا نظرت إليه بابتسامة وتحدثت معه ليمر الموقف سريعا دون أي أثر لكلاهما مر اليوم أنتظرته حبيبة قدومه وقفت بالقرب من البوابة التي اتفقا عليها تتحدث مع مجموعة من زملائها وزميلاتها تعرفت عليهم خلال اليوم حين هاتفها وجدت بنبرته جدية غير معهودة وشعرت بإختناق صوته اسرعت إليه بابتسامة كبيرة قابلها بنظرة جادة جامدة تحمل ڠضب مكتوم أنت كويس في حاجة حصلت أجابها دون النظر إليها أنا كويس هي موقنة من حدوث خطب ما لا تعلمه حاولت كسر تلك الحالة بقصها تفاصيل يومها لم يبادلها الحوار ظل على صمته شعرت وكأنه لم يسمع حديثها فصمتت هي الأخرى تنظر له من حين إلى آخر تفكر أأخطأت دون أن تدري! وما يغضبه لدرجة الصمت وصلا أخيرا هي ايضا هداها تفكيرها لسبب حالته بدلا ثيابهما تركها هو وجلس أمام التلفاز ينظر إليه وعقله بمكان أخر اقتربت منه ت رأسه وچثت بين يديه مبتسمة وهو يطالعها بصمت وڠضب مكتوم يخشى إن تحدث ېؤذيها بشخصيته الأخرى فصمته يخفي صراع بداخله ېخاف عليها من نفسه مصرا على الوفاء بوعده لها ولنفسه حبيبي أنا عارفة أنت متضايق ليه أنا كمان بغير عليك وجامد بغير عليك وعارفة انك في شغلك بتقابل زميلات بتكلمهم عادي في حدود الزمالة ممكن تبتسم في وشهم بس مجاملة بغير عليك وعارفة انك ممكن تقابل أمهات الطلبة وتتكلم معاهم في حدود شغلك بغير عليك وعارفة إنك ممكن تكلم أي واحدة في حدود ولسبب بس عمري ما اسيب غيرتي عليك تدمر حياتنا نظر إليها وهو على حالته فاسترسلت كلهم زمايل وبس والله أنت وبس ماشوفتش غيرك من سنين ما شوفتش غيرك وأنا فاكره انك استحالة تفكر فيا تفتكر ممكن أفكر في غيرك وأنا معاك! عشان خاطري وحياتي عندك ما تبوظش حياتنا بسبب الغيرة الزيادة ثم أمسكت يديه وتهما وتحدث بتوضيح ورجاء أنا ملكك وحبيبتك وحياتي عندك ما تستسلمش للغيرة عارف ممكن بعد كل اللي مرينا به عشان نكون هنا غيرتك دي ټني قاطعها عبد الرحمن بوجل بعد الشړ عليك ما تقوليش كده تاني لو فضلت كده حياتنا هتدمر مش حيكون فيها حب حتكون شك وغيرة وتتحول لعذاب كل معنى جميل في حياتنا وفي الآخر نبعد عن بعض وهو ده المۏت بالنسبة لي أسوأ حاجة إن أحلى حاجة في حياتك تكون بين ايديك وروحك فيها وبعدين تروح منك وقتها الۏجع بيكون أضعاف ټ الروح وال بالبطيء فابتسم ومسد على رأسها و حتى وجهها فأمالت براسها اراحتها على كفه وته فضمھا إليه بحنان كلامك حلو قوي يا حبيبة وطريقتك كمان عارفة أنا كنت خاېف عليك من ڠضبي خاېف نتكلم ڠضبي يزيد وتشوفيني زي ما حصل جوازنا أنت أكبر نعمة ربنا من عليا بها أنت صح أوعدك مش حسيب نفسي للغيرة وعمري ما أضيعك مني
متابعة القراءة