رواية بقلم سلوى فاضل
المحتويات
يؤرقهما سوى غيرة عبد الرحمن المفرطة يتأجج ڠضبا إذا ألقى أحد المارة جوارهما أيا من كلمات المدح والغزل أو إن سمع صافرة إطراء مر الوقت سريعا لم يشعرا به وحل وقت عودتهما اختارا العودة بالقطار كما ذهبا وبهذه المرة كان مزدحما قليلا أعاق التكدس حركتهما قليلا تأخرت حبيبة عنه خطوتين فكادت أن تعلق بالقطار لولا يد عبد الرحمن التي جذبتها خارجه فټأذي ذراعها قليلاانتبه عبد الرحمن وتحدث معتذرا دراعك وجعك جامد كدة! كنت خاېف القطر يمشي ما تنزلي عارفة والله وشوية هبقى كويسة لا تعالي نتأكد المرة اللي فاتت قولتي كده والوقعة كانت شديدة سابت أثر لحد النهاردة اخبرهم الطبيب بانه أمرا بسيطا قام بما يجب وشرح لهما ما عليهما فعله ثم عادا للبيت علم محمود ما حدث حينما اتصل ليطمئن على عودتها وقلق لتأخرها بإجابة اتصاله ازيك يا بيبه عاملة أيه حمد الله على سلامتك اتصلت بيك كتير ما ردتيش ليه الحمد الله كويسة كنت عند الدكتور ومعرفتش أرد المهم بسمة والأولاد عاملين أيه كنت عند الدكتور ليه أنت تعبانة! التواء بسيط وعبد الرحمن أصر أكشف طيب أنا جاي لك أول ما أخلص شغل لازال القلق متملك منه لم يطمئن قلبه من جهة عبد الرحمن يراه ذئبا ماكرا يصنع شركا ليوقع ضحاياه فظن تعمده لإيذائها وأنها تخفى الأمر حبا فيه أو خوفا منه فأنهى عمله سريعا وذهب إليها وهناك استه عبد الرحمن مرحبا به أزيك يا محمود تفضل الحمد لله حمد الله على السلامة حبيبة فين جاية أصلها مرهقة من السفر وكمان ايدها تعباها شوية هو أيه اللي حصل قص له عبد الرحمن ما حدث فلم يقتنع محمود وتحدث مشككا بحديثه مش غريبة حكاية القطر دي يعني أنت نزلت من القطر وهي فضلت مستنية لحد ما يبدأ يتحرك عشان تنزل! أنا فاهم قصدك وعارف أنت شايفني إزاي واللي نفسي تصدقه إني استحالة أأذي حبيبة القطر كان زحمة ونزلت وأنا ماسك ايدها وفي ايدي التانية الشنطة ما تنزل القطر بدأ يتحرك والناس بتزاحم فشدتها لو أنا قاصد حطلع بها على الدكتور ليه! وأرجع أأكد عليك أنا استحالة أأذي حبيبة خرجت حبيبة إلهما مبتسمة مشتاقة لرؤية أخيها محمود حبيبي وحشتني قوي نهض من مجلسه طوقها بحنان وهي ت كتفه كما اعتادت لاحظت تجهم ملامحهما فطالعتهما بتدقيق وتعجب خيم التوتر على المكان فتحدثت متسائلة في أيه مالكم! محمود عايز يتكلم معكي شوية أدخلوا جوه عشان تاخدوا راحتكم وأنا حعمل شاي تحركت مع أخيها تشعر بالقلق وما ان دلفت بدأت تتساءل في أيه يا محمود هي بسمة تعبانة! حد من الولاد تعبان! حصل حاجة! نظر إليها بتفرس يحاول استكشاف الحقيقة أيوة حد من الولاد تعبان أنت يا حبيبة أنا! عشان ايدي الدكتور قال إلتواء بسيط حيروح خلال فترة صغيرة مش حاجة يعني حبيبة متأكدة إن إيدك بسبب القطر مش حاجة تانية بصي في عيني وردي تعجبت من سؤاله ثم تنامى إليها مقصده حاجة تانية أيه! من القطر والله قصدك عبد الرحمن! والله لأ يا محمود هو حنين معايا جدا بېخاف عليا زيك بالظبط وبيحبني والله ما تخافش عليا وأنا معاه ت يده ونظرت إليه وعلت وجهها ابتسامة صادقة بابا والله والله ورحمت بابا وماما عبد الرحمن بيحبني وبيخاف عليا وممدش أيده عليا بآذى أطمن هو مش وحش أبدا صمت قليلا متنهدا لما بسمعك بحس أنك بتتكلمي عن شخص تاني غير اللي اعرفه مش بكذبك لكن عقلي رافض يصدق على العموم حمد الله على السلامة يا حبيبة خرجا إلى عبد الرحمن وكان جالسا بالصالة منتظرهما فتحدث محمود معتذرا غير نادم يرى أن شكه حق واجب له ما تزعلش ويا ريت تكون مقدر قلقي عليها حمد الله على السلامة مرة تانية ولا يهمك خليك اشرب الشاي الأول لا أسيبكم ترتاحوا وأروح أكيد بسمة قلقانة حوا على خير غادر فنظرت حبيبة إلى عبد الرحمن الجالس بشرود مرتسم على وجهه علامات الضيق فچثت بين يديه أخذتهما بين كفيها بحب وتهما فجذبت انتباهه ناظرا إليها ورسم على وجهه بسمة باهتة محاولا إخفاء ضيقه فتحدثت ببسمة آسفة معتذرة ما تزعلش يا حبيبي أنا عارفة ومتأكدة إنك مقدر خوفه مفيش حد شايفك بعيني عارف لو عمل كده مش هيطمن عليا غير معك ماتزعلش يا عمري الجاي وأملي في الدنيا بحبك ثم عادت وت يده تحولت ابتسامته لأخرى صافية نابعة من القلب سندها برفق شديد لتقف قبالته ضمھا إليه بجذل وامتنان اللي عنده زوجة زيك عمره ما يزعل مش متضايق طبعا بعد كلامك الحلو ده أنا كمان بحبك ودلوقتي بحبك أكتر وأكتر تعالي نرتاح بقى اليوم النهاردة كان طويل جدا دخلا لفراشهما متكئيني ينظر كلاهما للأخر بحب يتسامران أنت عارفة إن بكرة أخر يوم في الإجازة اه للأسف أنا حاسة فرحنا كان إمبارح ابتسم ساخرا من شهرين بس كان جوازنا مستحيل ضحكت بشجن الفترة اللي فاتت كان كلها أحداث بس خلصت على بداية سعيدة والحمد لله وبيقولوا عليا أنا بعرف أتكلم حلو أمال أنت بقي أيه! هي بداية سعيدة أصح تعبير أقول لك على سر اممم عندك أسرار قولي طبعا بس يا تري بقي ده سر عليا لوحدي ولا على محمود كمان! ضحكت من تراقص غيرته ڼصب عينيها محمود ما يعرفش أصلا ما اقدرش أقوله الوحيدة اللي تعرف هي سما وياتري أيه السر القوي اللي مش هتقدري تقوليه لمحمود! أكيد سر ضخم جدا هو كبير فعلا أنت جزء منه شوقتيني سر وأنا جزء منه كدة لازم أعرف عارف أيه السبب اللي خلاني أسقط أخر سنة! أكيد لأ أعرف إزاي! أنت أنا!!! ليه! عملت أيه! احنا حتى وقتها لا حصل بينا كلام ولا شوفنا بعض من يوم ساعدتني وأنت ساكن تفكيري ما كنتش فاهمة ليه لما فهمت صوت جوايا قال لي أنك زيي عندك نفس إحساسي منيت نفسي إنك مستنيني دخلت كليه تربية زيك قولت لو حاسس بيا حيفهم لما عرفت انك خطبت وحتتجوز كنت بمۏت ومش قادرة أتكلم ما كنتش بقدر أعمل أي حاجة في نفس الوقت والد سما توفى كنت باعتبره زي بابا وخلص تلترم الأول وأنا شايلة مادتين وتقديراتي الباقية في الأرض والترم التاني خلافاتك مع طليقتك وكلام الناس اللي ما بيخلصش زعلت واتوجعت إن حياتك باظت وبرده ما كنتش بقدر أذاكر أو أركز أنت جميلة قوي يا حبيبة وتعبتي بسببي مش عارف أقول لك إيه! حقك عليا أقول لك أنا كمان على سر يا ريت هو أنت كمان عندك اسرار! همس لها بامسا كتير وعمري ما قولت لحد أي من أسراري أنت أول وآخر حد إبتسمت بسعادة قول أنا سامعاك ومش هقول لحد أنا فعلا كنت مستنيكي بس في لحظة يأست واستسلمت أخدت خطوة وما قدرتش أرجع فيها انتشت فرحة بجد! كنت مستنيني! أيوة يا حبيبتي وآسف عشان تعبتك طول الوقت ده ثم ضمھا إليه بقوة ورفق إيدك عاملة أيه بقي أحسن لم يرد التعمق بالحديث عن الماضي فطنت ذلك فنظرت له بمشاعر متعددة يغلبها الحب والفرح وأجابته بجملة مختصرة تحمل بطياتها كل ما ترغب وكللتها بنظراتها الة أنا كويسة طول ما أنت جانبي شدد من ضمھا ما جبهتها تهامسا بكلمات الحب حتى غلبهم النوم و بفجر اليوم التالي استيقظا وصليا الفجر وجلسا يتناولان الإفطار كعادتهما أيه مواعيدك الفترة الجاية بتتغير ولا ثابته بتتغير طبعا بس مش كتير لأني ملتزم بالمدرسة بس مفيش دروس في أوقات بتكون زحمة شغل زي التجهيز لبداية السنة الدراسية ودي عدت في الإجازة كمان فترات الامتحانات والتصحيح وإعلان النتائج وقدام شوية تبدأ المجموعات المدرسية ساعة بدري الصبح وساعة بعد المدرسة مش حيكون في التزامات تانية إن شاء الله يعني تقريبا حترجع بكرة على امتي الساعة ثلاثة أو ثلاثة ونص حتوحشني قوي أنت كمان يا حبيبتي كلها كام يوم وتنزلي الجامعة وتبدأي مذاكرة وتنشغلي عني عمري ما انشغل عنك أبدا أكلتي الحمد لله حعمل الشاي وقفت وكادت انت تتحرك فأمسك يدها متحدثا شاي أيه! دا أنا عايز أقولك كلمة جوه مهمة قوي احمر وجهها خجلا وتحدثت بحياء وخجل راغب نشرب الشاي الأول دا كلام مهم قوي وبكرة شغل يعني ما يتأجلش أقترب منها بهيام ثم حملها دالفا بها للغرفة انفصل عبد الرحمن عن عالمه القاسې وأصبحت حبيبة فقط هي عالمه طوال الإجازة ونسي والدته وعالمها الجاف اليابس الذي طالما زينته لترغبه فيه وبأول يوم عمل استيقظا بالفجر كعادتهما وبموعد مغادرته اقتربت منه مودع ضمته إليها بشوق بدأ مبكرا ترجع بالسلامة لا اله الا الله قربها إليه أكثر خليكي دايما كدة يا حبيبة أوعي تدعي عليا احتلت الدهشة ملامحها رفعت رأسها تطالعه بريبة وتحدثت نافية عمري ما أدعي عليك يا حبيبي ليه بتقول كده هتفضلي تدعي لي دايما بدعي لك بقلبي وعقلي لساني أطمأن قلبه وتوغلت السعادة بقلبه تبادلا النظرات بحبور وجذل ثم اتجه لعمله مر اليوم طويلا عليه لم تفارق عقله وتفكيره هاتفها مرتين وبعد أن أنهى عمله عاد إلى البيت بشوق شديد وجدها متلهفة بكامل حلتها متعطرة منتظرة عودته ألقت نفسها بين أانه وته بوجد ووله تناولا طعام الغداء ثم جلسا يحتسيان الشاي لاحظت شروده وأن هناك ما يشغل تفكيره مالك! أيه مضايقاك بقالي كتير ما روحتش لماما من يوم الفرح وأنا بكلمها بس خلاص يا حبيبي يبقى لازم نروح لها ها تيجي معايا أكيد طبعا تحدث بجدية وأخبرها بكلمات تحمل بطياتها الرجاء بصي يا حبيبتي أنا عارف إنك عاقلة ماما طبعها صعب شوية ولها فكر قديم شويتين عايزك تتحمليها وما تزعليش منها وأنا حافضل دايما جنبك ليه بتقول كده ماتخوفنيش أوعي تخافي وأنا جنبك يا حبيبة اكيد يا حبيبي ما تيجي نروح النهاردة نعمل لها مفاجأة بجد! اكيد هاقوم أجهز وذهبا لوالدته التي رحبت به كثيرا دونها كلما لو لم تراها فتحدث عبد الرحمن ملطفا ومنبها والدته ماما حبيبة اللي اقترحت نعمل لك مفاجأة ونيجي بدون ما نقولك رحبت بها على مضض غير راغبة وختمت كلماتها بتأنيب ازيك يا حبيبة حمد الله على السلامة على ما أفتكرتي حماتك هي فاكراكي دايما أنت أول حد نروح له تنور يا عبد الرحمن وحشتني قولي
متابعة القراءة