رواية بقلم سلوى فاضل
رغبت ولم يبخل عليها بشيء وأشرف على العمال حتى أنتهوا من طلاء المنزل كما رغبت أرادت جعل التغيرات مفاجأة له وعاونها محمود من أجل اسعادها وأمتثل عبد الرحمن لرغبتها وابتعد عن متابعة العمل فقط من أجل اسهادها وتنفيذ رغبتها يمني نفسه بقرب الوصال هي بعينيه عروس مثالية تملك عصا سحرية بقربها يصبح شخص محب حنون توقظ به شخصيته الجيدة يكن لها الحب ولوالدته اختيار جيد يتيمة الأبوين صغيرة السن يمكنها تطويعها وتأديبها كيفما أرادت أهداها عبد الرحمن تليفونا محمولا بتلك الفترة كان أمرا جديدا لا يملكه الكثيرين أصر على محمود ليسمح لها بقبوله هدف به الإطمئنان عليها لكثرة تحركاتها لشراء مستلزماتها كما أنه على وشك إتمام زواجه بها محمود مرغما لنفس السبب الإطمئنان عليها أسبوع واحد من موعد الفرح استعدت حبيبة لانهاء أخر تفاصيل مشترياتها يرافقها سما هاتفها عبد الرحمن وهي تتأهب للمغادرة خلاص يا عبد الرحمن أنا نازلة ومش هتأخر إن شاء الله وسما معايا برضوا لوحدكم حاولي ترجعي بدرى كنت ناوي أكلم محمود وأجي النهاردة الحاجات دي ضرورى لازم اجيبها ده أخر مشوار خلاص إن شاء الله بعد كده الكوافير وفرش الشقة وتركيب الستاير وبس اجابها ببشاشة متعجبا وبس! كل ده وتقولي وبس استمعت لطرقات الباب وهي تحادثه تحركت بسمة ووجدت أمامها سيدة ثلاثينية العمر يبدو عليها الاضطراب الشديد والتوتر وطلبت مقابلة خطيبة عبد الرحمن انتبهت حبيبة لتلقبها بخطيبة عبد الرحمن أثار اللقب تعجبها ودهشتها عبد الرحمن اقفل دلوقتي حكلمك تاني في واحدة بتسأل عليا شوفي مين وأنا معاكي تحركت كليهما صوب الأخرى ووقفتا متقابلتين تعجبتا من شدة التشابه بينهما كل منهما تتعمق النظر بالأخرى ظنت حسناء إنه سيتزوج من شبيهتها تفكير أرضاها رغم عدم اقتناعها ولكن أراح كبرياءها المحطم ودار تساؤل بعقل حبيبة من منهما التي تشبه الأخرى من وجهة نظر عبد الرحمن قطعت حسناء حاجز الصمت والتساؤل أنت خطيبة عبد الرحمن ايوة أنت مين حسناء طليقته صدمة نالت منها وحلت مثلها على عبد الرحمن الذي لم ينه اتصاله نبت بداخله سؤال أفزعه أضاع حلمه من جديد! لا لن يتركه ولكن إن تحدثت طليقته انهار حلمه بعد أن كاد يتحقق ترك عمله واسرع لمنزل حبيبة يجهل ما يمكنه فعله ولكنه سيمنع حسناء ولو بالقوة لم يتوقع مجيئها هي سقطت من ذاكرته بل سقطت من حساباته جميعا فهي ماض أسود جلست مع حسناء بالصالون وخارجه تداركت بسمة صډمتها وبعد تفكير دام لبضع ثوان أيقنت ضرورة تواجد محمود متوقعة سوء الوضع فهاتفته وسردت له ما حدث وحثته على سرعة الور فانطلق إليهم مسرعا الخطى مرت لحظات صمت قطعتها حسناء الجالية بتوتر واضح أنا فكرت كتير ما أجي لكن لما عرفت ظروفك جيت أخلص ضميري وعشان ما يحصلش معاكي زيي هي أيه ظروفي! وتقصدي بإيه زيك!!! أنك يتيمة قاعدة مع أخوكي أنا كمان يتيمة الأب عايشة مع أمي تقريبا عبد الرحمن بيختار حد نفس ظروفنا حد مكسور من جواه عشان يكون سهل عليه يكسر الباقي اللي فيه مش فاهمة قصدك! وياريت بوضوح عبد الرحمن تشوفيه من بعيد تحسيه شخصية جميلة محترمة بشوشة لكن في البيت مع مراته تحديدا بيكون شخص تاني على النقيض تقريبا عڼيف في كل حاجة أغمضت عينها أخذه نفسا عميقا واكملت بصوت مخټنق مملوء پبكاء مكتوم عبد الرحمن بيتعامل في البيت بأيده بيتكلم بايده عارفة يعني أيه أكون مدرسة معلمة الصبح توجه الأطفال وبالليل ات لأي سبب وأتفه سبب مش بس كده حاولت جمع شتات نفسها وكتم عبراتها أحكمت إغلاق جفونها وتخلل البكاء كلماتها وتحررت دموعها من محبسها كان يتلذذ ان الضړب يكون مهين زي ضړب الأطفال قطعت كلماتها ارتفع بكاءها وتزايدت دقات قلبها وكانها ترى نفسها بين يديه الآن فدوت أنفاسها بالمكان شهيقا وزفيرا ثم استرسلت بتوتر وارتجاف تقص بعض افعاله المشينة ثم تملكتها نوبة بكاء هيستيري تعيش أسوأ كوابيسها من جديد فمجرد قص ما كان يحدث ثم اكملت بوهن وألم حتى الوقت القليل اللي بيكون طيب فيه بعد فترة تحول هو كمان لتعذيب تألمت حبيبة من أجلها شعرت بمعاناتها الجلية بمجرد تذكر ما كان وعقلها يسألها أتلك هي الحياة التي تتمناها معه لم تصدق ما قصه العامة عنه ولكن ها هي بطلة الحكاية تلقي على مسامعها جمرات ملتهبة نظرت إليها پألم على كلتيهما يخبرها عقلها وقلبها أن ما تسمعه حقيقة وليس ادعاء فتلك الدموع والحالة استحالة أن تكون تمثيل أو تخيل بل واقع أليم تسائلت بدموع طيب والدته ما كنتش بتتكلم معاه ما كنتيش بتشكتي لها ما كنتش بتمنعه ضحت ى هيستريا واستنكار تتسابق عبراتها والدته! هي اللي كانت تشجعه أكتر وقت اتهنت فيه واتوجعت كان عندها أول جوازنا كان كويس معايا مش حنون بس عادي وأول مرة حصل كده في بيتها بقي العادي بعد كده ساعات قليلة كان وهو بي يبص في وشي يسرح ومرة واحدة يني ويعتذر يوقف كل حاجة لكن بعد كده بقي يتجنب يبص لي عارفة أكتر حاجة توجع هي أنه في اللحظات القليلة اللي بحس فيها معاه اني مراته وانه طيب معايا كان يناديني م واحدة تانية واحدة تانية! أيوه حبيبة كان يناديني حبيبة خفق قلبها واتسعت عينيها پصدمة حدثها عقلها بصمت واستنكار أنا أنا كنت السبب أنا مشتركة معه في تعذيبها افاقت من شرودها تستمع لما تقصه غير مصدقة ما تسمع تفيض دموعها بسخاء لم يستوعب تسمع وكأنها تحدثها عن أخر يرفض عقلها تصديق ما تقص والأصعب أيقنت ان لها يد بمعاناتها حاولت إيجاد أي عذر أو مبرر مخرج من تلك العتمة ماحاولتيش تتكلمي معه بخاف أتكلم بخاف أقول أي حاجة تطلع غلطة روحي كانت بټ كل يوم وكل لحظة ازدادت حالة حسناء سوءا مع كل حرف تنطقه رجتفها صريحة ووتوترها بين ومع انتهاء أخر كلمة وطأت قدم عبد الرحمن المكان بزوبعة شديدة من الڠضب وضحت حالته من عڼف طرقاته لم يتح لبسمة فرصة التحدث ودون استئذان اقتحم البيت فالصالون بحث عنها بعينيه وبصوت محتد ثائر هدر هي فين زلزل صوته كيانها تبكي بنحيب كالأطفال ظهوره أمامها كان الطامة الكبرى لها أعاد على ذاكرتها سواد أيامها معه متذكره افعاله انكمشت على نفسها پذعر ووضعت ذراعيها أمام وجهها كدفاع من اته المتوقعة حلت بها الصدمة فكلمات حسناء عما عاشته كسهام ات قلبها ورؤياه أمامها الآن بحالته تلك اودت بها إلى حافة الهلاك فت قلبها وتوالت صدماتها بها بصورة كارثية تشاهد أفعاله وكأنها بمكان أخر عجز لسانها كعقلها تملكه الخۏف فتوقف عقله يخوض حربين أحدهما ظاهرة عدوه بها طليقته يدافع بها عن حبه المنشود والأخرى خفيه عدوه بها وحشه الكامن بأعماقه طفا جزء من وحشه منقضا على ذراع حسناء سحبها لتقف أمامه هادر بعاصفة ڠضب أنت هنا ليه عايزة تخربي حياتي ليه مش كفاية اللي حصل كدة انخرطت بفزع في بكاء هيستري انتحابها أيقظ حبيبة من عڼف صډمتها فوقفت تحول بينهما تبعده عنها لامته بنظاراتها الحزينة فبادلها بأخرى مدافعة آملة بفرصة تحدثت پألم ورجاء سيبها يا عبد الرحمن سيبها عشان خاطري سيبها بقى ثبت مقلتهيه بعينيها تألم من دموعها وحزنها البادي ترك حسناء واضعا كفيه أعلى كتفي حبيبة وتحدث راجيا ما تسمعيهاش يا حبيبة أكيد مش جاية في خير ما تسمعيهاش ايقنت أنها أمام حبيبته التي طالما ما ناداها مها هي من تشبه حبيبته أخبرها عقلها يكمل معاناتها أن هذا سبب زواجه منها لم يكن شروده بها سوى بحث عن حبيبته بملامحها زاد عڈابها كما زاد بغضها له وصل محمود متحفزا صوت النحيب أطاح بعقله الذي صور له أخته بوضع سيء مهانة ولم يعي عقله من هي صاحبة النشيج فدخل متحفزا ينوي بالأخر شړا ووصل لذروة تحفزه وانقض على الآخر جاذبا إياه من ملابسه وقد صور عقله بوضعهم هذا أنه ېؤذيها وصړخ به مستعدا لعراك متحد بتعملها أيه! نزل إيدك عنها نفض قبضتي محمود بدفاع دون أن يؤذيه مش بعمل لحبيبة حاجة سيب هدومي الټفت لحسناء شديد فخلع حجابها بكلم دي اللي جاية مخصوص تهد كل حاجة وټنتقم اشتاط محمود ڠضبا أبعده عنها بحماية هي ضيفه هنا وأي ضيف عندنا ما يتهانش مهما كان ومهما حصل تحدثت حبيبة بنحيب مؤلم ورجاء كفاية يا بابا كفاية عشان خاطري كفاية قولت لك من الأول ده شخص همجي بيتكلم بأيده أهو قدامك جاي بيت مش بيته وي واحدة ست مفيش بينه وبينها أي حاجة إلا أنها في يوم ت تجوزه بيعمل ده حتى بعد ما تطلقوا يا ريت تكوني فوقتي وفهمتي أنا ليه كنت رافض عشان ده ما يحصلش معاك مڼهارة مقتولة سابحة بدموعها وتحاول تهدئته أهدى يا بابا عشان خاطري والله ما جه جنبي ثائرا يدور حول نفسه لا يرى مذنب سوى حسناء لو لم تأت لمر اليوم دون إثارة مشاكل فعاود جذبها من جديد هادرا غاضب أنت السبب كل حاجة كانت كويسة لحد ما جيتي أنت جاية ليه جاية تهدي حياتي ليه ثار محمود وأبعده عنها دافعا إياهه من ه بفكفيه مهدده فكر تاني وشوف هيحصل أيه مڼهارة تواجه اصعب مخاوفها تعيد ماضيها الأسود لم تود المواجهة ولكن أبت الصمت وترك أخرى تتذوق ما عاشته من مرار صړخت حبيبة پقهر مطلق وتوقف عقلها عن العمل كفاية يا عبد الرحمن كفاية بقي حرام كفاية التفتت لمحمود راجية بابا عشان خاطري وصلها ما ينفعش تمشي لوحدها وهي كده مش ما يمشي مش حسيبك معاه ما تخافش عليا وبسمة وسما معايا ما تخافش عليا اقتربت بسمة وعاونت حسناء لتتحرك معها تحاول تهدئتها وتحدث محمود غاضبا متعجب من أخته لسه يا حبيبة لحد دلوقتي بتثقي فيه بعد كل اللي حصل قدامك!!! أخفضت رأسها بوهن أشعل ڠضب عبد الرحمن يدور حول نفسه يتحرك بعشوائية التزم الصمت من أجل حبيبة يخشى إن تفوه بكلمة استحال الوصل لم يقل محمود عنه ڠضبا وثورة فنظر إليه بوعيد جلي وټهديد عشان خاطرها حسيبك تتكلم معاها للمرة الأخيرة وراجع لك بس والله العظيم لو جيت لقيتك أذيتها ومديت إيدك عليها لأعمل معاك أكتر منه مېت مرة نظر لحبيبة بعتاب وخيبة هارجع بسرعة خلت الغرفة من سواهما فاقترب منها عبد الرحمن محاولا فتراجعت