رواية بقلم سلوى فاضل

موقع أيام نيوز

عبد الرحمن لازم تعرف أنه ما كانش سهل أبدا إني أوافق أديك الفرصة دي وأعرف أنها ولو ضاعت مش هيكون في فرصة تانية إستحالة أ إن حبيبة تتوجع أو تتهان أنا واثق أنك فاهم قصدي كويس ازدرد ريقه أملا سير الأمور بنها السليم وحدثه مطمئنا ما تقلقش عليها إن شاء الله مش هتندم لحظة صمت شعرا خلالها بالتوتر أمل محمود أن يكن إتخذ القرار السليم قطع الصمت دخول حبيبة خجلة رفقة بسمة تنظر تحياء فاستها محمود بابتسامة واجلسها بالمقعد المقابل لعبد الرحمن متحدثا مبروك يا عبد الرحمن هاسيكم مع بعض تتكلموا ولكم ثلاث مرات تقعدوا مع بعض وبعدها لو حبيبة أكدت موافقتها نحدد معاد تجي مع والدتك ونتمم الخطوبة نظر عبد الرحمن بوجه حبيبة عقب خروج محمود أمعن النظر بوجهها فازداد حمرة ما شاء الله تبارك الله خلق فابدع ممكن أطلب حاجة فأومأت بخجل مفرط فاسترسل خلي شعرك كله على جنب واحد فعلت تحدث ناظرا إليها بشوق وحب ايوووووه أنا تمنيت اللحظة دي كتير وحلمت بها بس أنت أحلى بكتير في الحقيقة أنت جميلة قوي يا حبيبة تضاعف خجلها وإحمرار وجهها فاسترسل نفس الخجل وحمرته اللي بانت عليك يومها فاكرة نظرت إليه بعدم تصديق وفرحة تسائل عقلها أيتذكر هو أيضا أم يقصد أمرا أخر وكأن نظراتها اخبرته فأجابها دون سؤال فاكر كأنه إمبارح من يومها اسمك محفور في عقلي حبيبة محمد ابتسمت برقة بس أنا اسمي مش حبيبة محمد رد بابتسامته البشوشة مش أنت ومحمود إخوات أكيد لكن اسمي مركب أزاي حبيبة اسم مركب! اسمي حبيبة الرحمن عارفة أنه غريب أي حد يعرف يستغرب من وقت المدرسة وكل سنة بعيد نفس الكلام عبد الرحمن بجد حبيبة الرحمن اسم جميل قوي إن شاء الله تبقي حبيبة الرحمن وعبده اللي هو أنا تبقي حبيبة الرحمن وحبيبت عبد الرحمن خجلت حبيبة واحمر وجهها بشدة نظر لها مبتسما بقلب خافق من السعادة مش حقولك بلاش كسوف بس أوعي تسكتي تاني أنا ما صدقت سمعت صوتك لمست كلماته قلبها بادلته الابتسام اسمي مختلف شوية بس له حكاية طاب قوليها يا رب تكون طويلة عشان اسمع صوتك كتير بعد محمود تأخر حمل ماما كتير بدون سبب رضوا بأمر ربنا وبعد 10 سنين ماما حملت وجيت أنا يومها ماما سألت بابا مش زعلان أنها بنت بعد السنين دي كلها قالها لا طبعا دي حبيبتي وإن شاء الله تكون حبيبت الرحمن وقالها ده أحلى اسم حبيبة الرحمن شردت حبيبة واختفت ابتسامتها وادمعت عينها دموعها وحدها تؤلمه ليه يا حبيبة بلاش دموع ربنا يرحمه رسمت بسمة على وجهها من جديد أنا كويسة ما تقلقش أنا كنت عايز اسمعك بس من غير دموع طال الحديث ولم يشعرا بالوقت أعجب بطريقة تفكيرها ولباقتها عارفة إنك مختلفة ازاي يعني! تفكيرك أكبر من سنك عقلاني عندك معلومات كتير فعلا بابا دايما بيقولي بالعقل والتفكير نقدر نحل أي مشكلة عودني على القراءة وأستخدم عقلي وأفكر كويس بس والدك توفى وعمرك خمس سنين ابتسمت مجيبة قصدي محمود أصل دي حكاية تانية شكل حكاياتك كتير طيب ممكن تحكيها أكيد لما دخلت المدرسة كنت كل يوم أرجع معيطة الأولاد في المدرسة يحكوا عن باباهم هزار لعب بابا جاب وأنا كنت بسمعهم وأرجع معيطة اقټحمت الدموع عينها مرة اخرى وسالت على وجهها تنما بداخلها حاجتها الشديدة لوجود والدها بعد كذا مرة جه محمود اتكلم معايا عن يوم ولادتي وأن بابا وصاه يكون أب تاني ليا كلمني عن بابا كتير وفي الآخر طلب اقوله بابا ومن يومها بقى بابا اقترب منها أكثر وجفف دموعها بحنان أنا اسف بس حسيت إني السبب في نزولها اسف لو ضايقتك ورجفة بقلبها زلزلت كيانها أقوى مما شعرت بها بأول لقاء نظرت إليه بأعين متسائلة ودت لو لديها الجرأة لتسأله أو ان يجيبها هو دون سؤال أمعن هو النظر بوجهها مبتسما لوجهها فعلت به الكثير كادت تذهب عقله ممكن تبتسمي مش عايز أخر حاجة أشوفها النهاردة تكون دموعك دخل إليهم محمود ناظرا بساعة يده أيه الأخبار متهيأ لي كفاية كده النهاردة الوقت أتأخر الساعة ١١ أيه يا عبد الرحمن مش عندك شغل الصبح! لم يشعرا بمرور الوقت ازداد شوقهما ولم يقل ولا زالا غارقين بكل ما دار لبلقاءهما أنتظر عبد الرحمن بفارغ الصبر المقابلة الثانية أنتبه أنه لم يحدد موعدا لها بالصباح هاتف محمود وبالكاد اقنعه بالاسراع باللقاء الثاني لهما مقترحا المساء وافق محمود على مضض يكفيه سعادة حبيبة واشراقها الظاهر بوضوح منذ الأمس حل المساء واستعدت حبيبة لم تضع الكثير من الزينة فضلت بل ما يوضح عينيها فقط ارتدت فستان بسيط واطلقت شعرها على ظهرها وضعت طوقا في مقدمته فظهر أكثر طولا وصل عبد الرحمن فاستته حبيبة كالمرة السابقة وأنتظر هو طلتها التي اشتاق إليها منذ ان تركها مباشرة ابتسم بسعادة لرؤيتها أحب بساطتها ورقتها واطرب أذنها بجملته التى أسرت قلبها من اللحظة الأولى ما شاء الله تبارك الله فيما خلق بخحل وحياء جلسا بغرفة الصالون انضم إليهما محمود لبعض الوقت ثم انسحب بهدوء بدأ عبد الرحمن الحوار ممكن النهاردة نتكلم من غير دموع أومأت له مة واسترسل أنت عارفة أنك زي القمر ليه دايما نشبه المرأة بالقمر عشان بيطلع بالليل مستخبي طيب ليه مش شمس مثلا! اتسعت بسمته وأجابها ببشاشة ماكنتش متوقع الرد ده خالص بس حقولك السبب من وجهة نظرى القمر بينور ظلام الليل من غيره الدنيا تبقي عتمة كمان تقدري تبصي للقمر وتستمتعي بجماله من غير ما ټتأذي والمهم أن الليل وقت الأحباب يعني القمر رمز للحب والراحة والسكن والزوجة كل دول أما الشمس برغم من حلاوتها لو بصيتي لها ټأذي عينك ولو فضلتي فيها كتير تحرقك ودايما النهار وقت السعي على الرزق يعني تعب صحيح فيها دفا ونور بس رمز للشقي بالرغم من كده بعض الشعراء شبهوا المرأة بها بس بنورها ودفاها وبس مش في كل حاجة زي القمر شوفتي بقي بادلته الابتسام أنا كمان ماكنتش متوقعة الرد إن شاء الله تكوني قمري سكن ونور وجمال وحب هكذا بدأ الحديث الذي طال دون أن يشعرا بالوقت حتى قطعه محمود للمرة الثانية لتأخر الوقت وفي اليوم التالي عاود عبد الرحمن مهاتفت محمود والذي رد بقطعية خليها أخر الأسبوع يا عبد الرحمن مش كل يوم كده خليها تقدر تفكر وتقول رأيها أنتظر اللقاء الثالث بشوق شديد والأخير قرار حبيبة النهائي كان موقن من موافقتها لكن للانتظار نيران حاړقة ثلاثة أيام كثلاث أعوام فهاتف محمود غير قادر على منحه وقت أطول السلام عليكم أزيك يا محمود انتظرت تتصل تقولي قراركم ولما تأخرت اتصلت أنا يا رب خير أجابه بعدم رضا تمر الأمور أسرع مما تخيل ولم يقل قلقه على أخته بل يتزايد فتحدث بضيق أخفاه كنت هتصل أخر الأسبوع على العموم تقدر تيجي مع والدتك ونكمل التفاصيل الباقية خليها بعد أسبوعين من النهاردة يعني تالت خميس أن شاء الله أحدهما يطيل الفترة والآخر يريد اختزالها ليه تالت خميس! خليها الخميس الجاى بعد يومين! أكيد لأ في ترتيبات لازم تتعمل ومفيش سبب للإستعجال ما هو كمان ما فيش سبب للتأجيل أقول لك خليها الخميس بعد الجاي كما عشر أيام كفاية لأي تجهيز تمام ماشي سلام لا يثق به فكيف يهديه أخته بتلك السهولة واليسر يشعر أنه تعجل بقراره فحبيبة أصغر من تحمل نتيجة قرارها منفردة وعلى النقيض عاد عبد الرحمن يكاد لا يشعر بخطواته من فرط السعادة التي بدأ تذوقها أخيرا والتي لم تخفى على والدته فهي ظاهرة للعيان مالك يا عبد الرحمن اليومين اللي فاتوا أنت مش زي عادتك مبسوط زيادة ومشاويرك كتير ودايما لوحدك كدة لا بتقعد معايا ولا بنتكلم زي عادتنا عندي خبر هيفرحك يا امي مش كنت عايزاني اتجوز تاني هحقق لك أمنيتك أيه رأيك مفاجئة حلوة صح ابتسمت بسعادة لإستعادة هيمنتها من جديد مين العروسة ولا أختار لك أنا اختارتها يا امي ومشاويري الفترة دى عشان أخد موافقة مبدئية اسمها حبيبة في أخر سنة كلية تربية عندها واحد وعشرين سنة هنزورهم الخميس بعد الجاي كمان عشر أيام صدمها كيف له فعل كل ذلك دون الرجوع إليها بالماضية الماضية كانت تدفعه لاتمام كل خطوة ولم بكن لدي الرغبة فتحدثت معاتبة لوحدك كده من غير ما تقولي الأول بطريقة والده تحدث ثقة شموخ حدة دي مواضيع وكلام رجالة حدته واختصار الكلمات ذكرتها بتعامل عبد الرحيم فصمتت واعاد عليها عقلها مجادلتها له في بداية زواجهم بأمر لا يخصها شردت بعقلها سلطت بصرها لغرفتهما فيومها وبعد جدال منها اتسم بالإصرار والعناد تركها بهدوء متجها للغرفة فشعرت بالانتصار وشحب وجهها حين عاد إليها يحمل حزامه ووقف خلفها خرجت كلماته بحزم شديد وصلابة مؤلمة كجلداته التي انهالت على ها ده كلام رجالة أمور شغل الستات ما يتكلموش فيه الستات تتكلم بأمور البيت والأكل والتنضيف لكن لا تتدخل في الشغل ولا تحشر نفسها ولو جادلت في اللي ما يخصهاش يبقي تتعاقب وتتربي شعرت بوقع الجلدات عليها وكأنها تستها الآن أفاقتها من بحر ذكرياتها الضحل فتحدثت مؤنبة ابنها كده يا عبد الرحمن ما أنت أخدت رأيي في الجوازة اللي ها! تحدث بقطعية وكلمات لم تستشعر هي المعنى الذي قصده الجوازة دي غير اللي ها يا امي يا ريت تخلي بالك من ده غير اللي ها العروسة حلوة أوعى تجيب شقة تاني لا تغير شقتك ولا عفشك مش مصاريف والسلام هيظبطوها شوية والعفش والشقة هيفضلوا زي ما هم و ما تسألي أحنا اتكلمنا على الشقة بس باقي التفاصيل لما نزورهم أمي الكلام هناك كلامي أنا بس دى اتفاقات رجالة تمام ربنا يتمم لك على خير سعدت وارتاحت لم يجول بخاطرها حياة ابنها قدر ما جال به هيمنها واستعادة سلطتها سلطة العقاپ أن يكن ابنها السوط الذي تستخدمه لإحراق الروح الفصل السادس ذهب عبد الرحمن ووالدته إليهم وتم الاتفاق على موعد الزفاف بعد شهر من زياتهم اكتفت حافظة بالصمت كما اخبرها عبد الرحمن بدت عليها السعادة حددت حبيبة ما أرادته من تجديدات وتغيرات وتابع محمود التجهيزات الشقة وشراء ما رغبت من مستلزمات وخلافة واشتري لها محمود كل ما
تم نسخ الرابط