حلم ولا علم رواية شرقيه كامله بقلم منى لطفى
المحتويات
كلها مش في مصر بس !..
احمرت هبة خجلا وهمست له كي لا يسمعها الباقون
ولو ..!
فهمس قائلا
خلاص بقه قلبك ابيض !!
زفرت زفرة يأس قصيرة وأجابت
اعمل ايه ما هو قلبي دا اللي جايبني ورا!
تابع بهمس
مين قال انتي قلبك دا جايبك قودام على طول هو لولا قلبك كنت حبيتك واتجوزتك !
نظرت اليه بابتسامة واسعة ثم تابعا تناول الطعام ..
نمت حبيبي
اغلق الباب بينما قالت هى
لا حبيبي مانمتش لسه و ...
بترت عبارتها حينما وقع نظرها على حقيبة ورقية كبيرة في يده استغربت منها فقامت من الفراش متجهة اليه حيث تساءلت وهى تشير الى الحقيبة في يده
ناولها الحقيبة وهو يجيب مبتسما
خدي افتحيها شوفي فيها ايه!.
امسكت بالحقيبة وفتحتها وأدخلت يدها التي لمست شيئا ناعما فأخرجته وفردته أمامها لتشهق شهقت ناعمة من روعة ما رأته بيدها فقد كان فستان سهرة لم ترى في جماله ولا روعته من قبل هتفت بدهشة
ايه دا يا امجد علشاني
أجابها مازحا
اكيد مش علشاني!
انما ايه المناسبة يعني احنا معزومين عند حد او عاملين عزومة لحد قريب
أجابها وهو يقترب حتى وقف على بعد عدة خطوات منها
علشان عاوزك أشيك واحده في الحفلة !!
قطبت جبينها وقالت
حفلة حفلة ايه !
ثم ما لبثت وان اتسعت عيناها دهشة ونظرت اليه وهى تتابع غير مصدقة
امجد انت قصدك حفلة....
ايوة.. حفلة علاء بس مش معنى كدا انك هتروحي لوحدك او معاه لا لا انت هتروحي معايا أنا !! رجلي على رجلك!!
تركت ما بيدها وركضت اليه وطوقته بذراعيها وهى تهتف بسعادة
بجد يا امجد انا مش مصدقة ! انا لسه كنت بفكر حالا هقول ل علاء ازاي اني مش هقدر احضر الحفلة .. ربنا يخليك ليا يارب...
ويخليكي ليا يا قلب أمجد..
جاء يوم الحفل وارتدت هبة الفستان الذي اشتراه لها امجد مع كافة لوازمه وما ان رآها حتى اطلق صافرة طويلة وهو يدور حولها قائلا
ايه دا ! ايه الجمال دا ! بقولك ايه ماتيجي نطنش الحفلة واعزمك على العشا في اجمل مكان رومانسي
يا سلام وسي رومانسي دا ماينفعشي بعد الحفلة
قال وهو يدعوها لتتأبط ذراعه
تصدقي عندك حق !! نخلي سي رومانسي بعد الحفلة ...
نجح الحفل نجاحا منقطع النظير وكانت العائلة كلها مجتمعه لحضور الحفل الذي ما ان انتهى حتى دعا امجد الجميع للعشاء احتفالا بنجاح الحفل الرائع ولكنهم اعتذروا فالكبار لا يستطيعون السهر وعلاء سيحتفل مع زملائه بينما علا اعتذرت برغبتها بالمذاكرة قليلا لقرب الامتحانات وهي في الأصل خجلت من الذهاب بمفردها مع شقيقها وعروسه..
قرر الجد ان يرجعوا مع حسانين السائق حيث كان هو من أوصلهم لمكان الحفل وقد ودعوا هبة وامجد واثناء خروجهما اذ ب علاء يخبرهما ان ممدوح مخرج الحفل يريد ان يقدم شكره ل هبة لمساعدتهم في انجاح الحفل..
طوال الوقت الذي كان ممدوح يتحدث اليها وهي كانت واعية لڠضب امجد المتصاعد وتدعو الله ان يتمالك نفسه ولا يثير ضجة وما ان انصرف ممدوح حتى تنفست الصعداء وسمعت امجد وهو يقول حانقا
ممكن نخرج بأه ولا فيه معجبين تانيين
نظرت اليه بنصف عين وأجابت مغيظة اياه
معلهش يا امجد دي ضريبة الشهرة !! والفنان لازم يجامل المعجبين بتوعه طبعا اومال هيبقى ناجح ومشهور ازاي
اقترب منها وقبض پحده على ذراعها واتجه خارجا من الحفل وهو يعلق
بجد ضريبة الشهرة ماشي يا هبة .. ابقي قابليني لو وافقتك على جنانك دا تاني! انسي ان حد يسمعك تانى وانت بتعزفي عاوزة جمهور مافيش غير واحد بس أنا !! مش عجبك يبقي إعلني اعتزالك بأه !!
أجابته ضاحكة وقد وصلا الى السيارة حيث فتح لها الباب لتصعد
اعتزل قبل ما ابتدي !
اغلق الباب خلفها ودار حول السيارة حيث صعد مكان السائق وقال بلامبالاه
اه هو كدا ! عندك مانع
نظرت اليه هامسة بدلال
انا اقدر اقول حاجه .. موافقة طبعا...!!
ابتسم وتناول يدها مشبكا أصابعهما ورفعها مقبلا كل اصبع على حدة وظل قابضا على يدها طوال الطريق حيث توجها لتناول الطعام في مطعم رومانسي يطل على النيل ...
احضرت سميرة كوبا من عصير البرتقال الطازج ل هبة التى ارتشفت منه رشفة ثم لاحظت وقوف سميرة وكأن هناك كلام تريد قوله فسألتها
ايه يا سميرة انا حاسة انه فيه حاجه عاوزة تقوليها!
قالت سميرة
بصراحه آه ! حضرتك طيبة اوي ولما وقفت جنب عم حسانين وخليتي سي امجد
يدي فرصة تانية ل صابر ما تتصوريش انا دعيتلك أد ايه !!
قالت هبة
انا ماوقفتش جنب صابر علشان خاطره ..لأ !! انا وقفت جنبه علشان عم حسانين .. صعب اووي على الاب بعد ما ربى وتعب انه يشوف ابنه وهو بيضيع تعبه وتربيته ليه وبعدين انا حسيت ان صابر معدنه كويس فحاولت اننا نديه فرصة تانية مش المشكلة اننا نغلط ..لأ !! المشكلة اننا نتمادى في الغلط دا !!
أجابت سميرة على استحياء
انا عاوزة اطلب من حضرتك طلب صغير ممكن
فاشارت لها هبة بالموافقة فاستمرت سميرة بالكلام قائلة
عم حسانين و صابر طلبونى من ابويا امبارح وانا وافقت وكنت متعشمة ان حضرتك تحضري الشبكة هي مش شبكة.. شبكة.. لأ .. يعني حاجه بسيطة كدا على قدنا وهنكتب الكتاب كمان لغاية ما ربنا يسهلها ونلاقي حتة تتاوينا احنا الاتنين ساعتها نعمل الفرح ...
هتفت هبة بفرح وهى تنهض لتحتضن سميرة
مبرووك مبرووك يا سميرة وفستان االشبكة هدية مني انتو هتعملوها امتى ان شاء الله
أجابتها وهى خجلى
الخميس الجاي غير الجاي يعني بعد عشر ايام كدا ان شاء الله..
قالت هبة
على خير ان شاء الله اكيد طبعا هحضر وفستانك زي ما قولتلك عليا ودي مش عاوزه كلام انتي زي اختي الصغيرة يا سميرة
تركتها سميرة وهى تدعو لها ان يتم الله حملها وان يتمم شفائها قريبا ...
دق جرس المحمول الخاص ب هبة وكانت على وشك النزول الى الاسفل للجلوس مع العائلة وما ان أجابت على المتصل حتى سمعت صوتا أجشا غريبا يقول
ما تفرحيش اووي كدا يا....شاطرة ! لسه النهاية ماجاتش! والشاطر اللي يضحك في الآخر!..
تبعت تلك الكلمات ضحكة شريرة إنطلقت من محدثها بعثت الرجفة في اوصالها قبل ان يغلق الخط في وجهها!!
تعجبت من أمر هذه المكالمات والتي كثرت في الآونة الأخيرة فهذا ليس الإتصال الاول فنفس المحادثة الهاتفية تتكرر وان من ارقام مختلفة وهي لا تريد اخبار امجد حتى لا تتسبب في إقلاقه من دون داع! كما انها تنتظر موعد جلستها النفسية مع طبيبها المعالج بفارغ الصبر فهى تشعر بازدياد الصداع في الآونة الاخيرة بل انها قد بدأت فعلا في تذكر بعض الأشياء البسيطة ولكنها لم تخبر أي شخص حتى والدها فلا يعلم سوى طبيبها المعالج ولكن يظل سبب وقوعها والمتسبب في حادثتها هو الذي لا تستطيع تذكره وان كان الطبيب قد طمأنها بقرب انكشاف الحجاب عنه ولبى رغبتها بعدم كشف بداية شفائها من مرضها حتى يكتمل شفاءها تماما وتستعيد ذاكرتها بالكامل لتكون مفاجأة للجميع وبالأخص أمجد حبيبها!!...
كانت قد تذكرت بعض المواقف والاحداث التي مرت بها وبالحديث مع والدها بطريقة غير مباشرة كانت تتوضح لديها الصورة اكثر حتى انها تذكرت شكل والدتها المتوفاة قبل ان ترى صورتها لدى والدها ولكن... سبب الحاډث مجهولا بالنسبة لها!!....
ترى من الذي يقوم بهذه المكالمات الغريبة من الذي ېهدد هبة هل ستستعيد هبة ذاكرتها بالكامل ماذا سيكون رد فعل هبة عندئذ ترى هل سينتهي ...حلم هبة بكابوس رهيييب ...
الحلقة السابعة عشر
مرت الأيام وحان يوم عقد قرآن سميرة وصابر كانت هبة قد أهدتها فستان خاص بعقد القرآن لترتديه في حفلها أبهر الفستان سميرة واهلها من شدة روعته ودعوا ل هبة بأن يتم الله حملها على خير وأن يرزقها الذرية الصالحة وأن يتمم شفاؤها بخير عاجلا غير آجل ...
حضر امجد و باقي افراد العائلة الذين فرحوا كثيرا ل سميرة و صابر وخاصة سميرة والتي تربت وسطهم منذ أن كانت طفلة صغيرة بعائلتها جميعا تعمل في المزرعة وكثيرا ما كانت تذهب الى المنزل الكبير مع والدتها التي كانت تساعد في أعمال المنزل مع غيرها من الخدم وما إن شبت سميرة عن الطوق حتى أتت بها والدتها للسيدة سعاد كي تعمل لديهم ولم تكن تعامل كخادمة أبدا بل كان الجميع يعاملها كأحد أفراد المنزل بينما صابر لم يستطع النظر في وجه أي من عائلة أمجد وكان قد سارع هو و سميرة لتحيتهم والسلام عليهم ونظر الى هبة بعرفان بالجميل وقال لها فيما هو يصافحها
جميلك دا دين في رقبتي حضرتك ماتتصوريش انت رديتي فيا الروح ازاي الحمد لله اشتغلت وربنا نجاني من الطريق اللي كنت ماشي فيه وارتبطت بالانسانه اللي قلبي رادها حضرتك جمايلك مهما قلت عمري ما هقدر أوفي ولو جزء صغير منها وصدقيني لو احتجتيني في اي وقت هتلاقيني تحت امرك حضرتك عملت مني انسان تاني خاالص
قالت هبة مبتسمة
صابر انت لو ماكانشي معدنك كويس ماكنتش انتهزت الفرصة اللي ربنا بعتهالك سواء عن طريقي أو عن طريق الباشمهندس أمجد ما تنساش انه هو اللي وافق انه يديك فرصة تانية احنا كلنا مجرد اسباب ربنا حاطها في طريقك وانت أخدت بالاسباب.. علشان كدا ربنا وفقك وهداك للطريق الصح ...
ابتسم امجد قائلا ل صابر
انت اثبت لي انك فعلا قد المسؤولية وما تخيبش ظننا فيك انا متابع شغلك وكل زمايلك والريس بتاعك في الشغل مبسوطين منك انا صحيح اديتك الفرصة دي علشان خاطر هبة ونظر الى هبة وابتسم فيما امسك يدها بيده وتابع قائلا لو كانت سابتني عليك اكيد كان هيبئالي تصرف تانى خاالص معاك لكن عموما كويس انك عرفت طريقك علشان خاطر والدك على الاقل ....
بعد الانتهاء من الحفل الذي اقامه اهل سميرة في منزلهم المتواضع عادت عائلة امجد الى المنزل وبينما هبة تبدل ملابسها وكان امجد لا يزال بالاسفل لم يصعد بعد.. اذ بالمحمول الخاص بها يتعالى رنينه وما ان همت بالرد حتى وجدته رقم غريب غير مسجل لديها فاحتارت هل تتلقى الاتصال ام تتجاهله فهى تخشى ان تكون هي
متابعة القراءة