حلم ولا علم رواية شرقيه كامله بقلم منى لطفى

موقع أيام نيوز

وأعتقد بردو يبقى أكيد فيه راجل في النص! وخصوصا اننا مش زملا شغل ولا جيران ولا نعرف بعض من اصله ولا في بينا وبين بعض أي تعامل من أي نوع! الحاجه الوحيده اللي بتربط بيننا هى انت يا امجد ! ودا يرجعنى لنفس السؤال.. في ايه يا امجد ايه اللي انت مخبيه عليا ومش بتقوله صدقنى مهما كان اللي حصل وقولتهولي دلوقتى يمكن اتضايق وازعل بس هقدر انك كنت صريح معايا لكن لو ماقولتليش الحقيقة وعرفتها بعدين.. ساعتها بس هتخسرني فعلا !! وعلشان كدا ارجوك يا امجد تصارحني في ايه لأول مرة اكره احساسي بالعجز وإني فاقدة الذاكرة! صدقني الفترة اللي فاتت دي كلها ولا كان فارق معايا ابدا لانك معايا وانا عرفتك بمشاعري وقلبي فانت كفاية عليا لكن دلوقتى.. انا حاسة بالعجز وفي نفس الوقت بالړعب من اللي انا مش عارفاه! علشان كدا لازم اواجه خۏفي دا ارجوك يا امجد صارحني! 
كتم أمجد شتيمة كادت تفلت منه في هذه اللعېنة المسماة سارة لانها السبب في هذا التخبط الذي تعيشه حبيبته وبسببها يرى هذه اللآليء تكاد تنساب من مقلتيها اللتان يعشقهما!
أمسك امجد بكتفيها ونظر الى عينيها الغائمتين بالدموع شعر بنصل سکين حاد يغرز في احشاؤه لدى رؤيته لنظرة التشتت والضياع التي تملأ وجهها الملائكي الذي يعشقه .. نظرة.. من لا حول له ولا قوة ... قربها منه وأراح رأسها على صدره بيد بينما يده الأخرى تمسد شعرها وهمس
صدقيني يا هبة انت اغلى حاجه في حياتي عمري ما هسمح لأي شئ انه يزعلك او يضايقك الموضوع وما فيه انك كنت بتغيري فعلا منها علشان زي ما انت شايفه كدا طريقتها وكلامها فري أوي وحصل اننا اتخانئنا بسبب كدا دي كل الحكاية مش أكتر!..
أبعدت رأسها قليلا عن حضنه الدافيء ونظرت اليه ويديها مرتاحتان على صدره وقالت بتساؤل مقطبة جبينها 
اتخانئنا علشان كدا قصدك ان انا كنت من النوع الغيور المتملك ولا قصدك اني كان عندي حق إني ما أطيقهاش وانها فعلا كانت عينها منك وانت اللي عاندت ومارضيتش تسمع كلامي واعتبرتها اهانة لسيادتك إني اقولك تكلم مين وما اتكلمش مين 
ف
هتف بدهشة مازحا
ايه دام ين اللي قالك انا فعلا كنت ضد فكرة انك تتحكمى فيا وتقوليلي كلم وما تكلمش..
أجابت بابتسامة خفيفة 
امجد انا يمكن اكون فعلا فاقدة الذاكرة بس مش غبية! والفترة اللي فاتت دي أنا عرفتك فيها كويس اووي أو تقدر تقول انى افتكرتك كويس اوووي! واضح كمان انى كنت فاهماك جدا لدرجة لما بنيجي نتناقش دلوقتي وفيه حاجه عاوزة اقولها ومش عارفة رد فعلك عليها هيبقى ايه...ألاقي احساسي يقولى هيعمل كدا او هيقول كدا... والمدهش أن احساسي بيطلع صح! علشان كدا زي ما قلت لك.. يمكن انت الانسان الوحيد اللي فعلا حسيت انى ما نسيتوش حتى بابا! قعدت فترة مستغربة كلمة بابا! لكن انت لما عرفت اننا مرتبطين حسيت ان دا طبيعي وما استغربتكش ولا حاجه !! علشان كدا انا خمنت وتخميني طلع صح انت اللي مارضيتش تصدقنى واعتبرتها غيرة بنات صح 
هز برأسه موافقا وأجابها وهو يمسك يديها بين يديه 
للاسف صح !! صدقيني انا فعلا شخصية عنيدة وصعبة !! وكنت بهرب من احساسي بيكي واللي كان بيكبر يوم عن يوم وكنت عاوز اثبت لنفسي اني لسه زي ما انا محدش يملا عليا تصرفاتي واللي انا عاوزة اعمله مهما كان اللي قدامى مقتنع او لأ!! وانا من جوايا واثق انه عندك حق حتى لو كانت غيرتك مبالغ فيها او مالهاش اساس لكن المفروض اني انا احترم مشاعرك دي خصوصا وانا ما كنتش بستحمل ألمح اي حد يبص لك بس او يتكلم معاكي علشان كدا بعد الحاډثة الدكتور شدد ان كل ما نفسيتك تكون مرتاحه كل ما رجوع الذاكرة هيكون بطريقة اكتر امان لان اكتر حاجه الدكتور قلقان منها انك تكوني انت اللي مش عاوزة تفتكري !!
سكت قليلا ثم تابع وعينيه تلمعان قائلا برجاء حاار 
هبة انا بحبك !! و أووووي كمان.. انا .. انا كنت رافض انى احب حد كدا .. شوفت امي وهى بټموت في اليوم الف مرة بعد ما والدي الله يرحمه اتوفى وأعز اصحابي ماټ قودام عينيا لما حبيبته سابته واتجوزت غيره فقررت اني لا يمكن اسيب قلبي يتحكم فيا بالشكل دا! ولما عجبتيني واتقدمت لك لاقيت انك نوع تاني خاالص مش زي البنات التانية اللي كل همها اللبس وازاي تلفت نظر الناس ليها شدتيني ليكي ببساطتك وتلقائيتك وعفويتك .. صراحتك وعنادك .. شقاوتك وخفة دمك .. جمالك الهادي اللي يدخل القلب على طوول .. عينيكي يا هبة ! آه عينيكي ما تستغربيش .. عينيكي دي قصة تانية خاالص .. ولما لاقيتك بديتي تتهربي مني وترفضي ارتباطنا ساعتها رفضت انك تكونى لحد تاني غيري انت بتاعتي انا وبس وما استنيتش افكر ليه .. غروري صور لي ان امجد علي الدين رجل الاعمال المشهور اللي تتهز له رجاله اكبر منه واغنى لكن لانه معروف بشراسته وقوته محدش بيرضى يعاديه ولا يعانده مش أمجد دا اللي يترفض! لكن انت.. لأ!! انتي رفضتيني وعاندتيني .. وصممت وقلت لا.. انا قررت انى اتجوزها يبقى لازم اتجوزها .. واتضح ان طول الوقت اللي فات دا كان حلاوة روح مش اكترر! قبل ما اعلن استسلامي ليكي .. وبالتحديد بعد الحاډثة لما لاقيت انك ممكن تروحى مني في ثانية فوقت وقلت اومال انا كنت بهرب من ايه اصلا ليه مافرحتش نفسي بحبك ليه هربت منك وخدت عهد على نفسي انه ما في شئ هيزعلك طول ما أنا موجود وان اي حاجه كانت بتزعلك او انا بعملها وبتضايقك لازم أوقفها .. علشان كدا كنت حريص اووي
ان سارة ماتعرفش توصلك .. لاني مش عاوز اي حاجه تضايقك حتى لو انت مش فاكراها .. واللي خاېف منه حصل .. انت فعلا من ساعه ماشوفتيها وانت مش مرتاحه صح 
هزت برأسها ايجابا في حين اعتصرها بقوة بين ذراعيه متابعا 
انا مقدرش اشوف دموعك يا هبة انت متعرفيش بتعمل فيا ايه ولا النظرة اللي لمحتها دلوقتي في عينيكي دي .. بحس انى زي المشلۏل مش عارف اتصرف ونظرة العجز دي اللي بصيتي لي بيها بتدبحني ارجوكى يا هبة صدقيني واوعي تفكرى انك تسيبيني ابداااااا ..
طوقته هبة بذراعيها في حين انسابت دموعها تغسل وجهها وقالت 
انا كمان بحبك يا امجد وأووي أووي كمان ....
بعد هذه الاحداث بيومين تذكرت هبة انها قد كانت وعدت علاء بالتحدث مع امجد بشأن اشتراكها معه في الحفل الجامعي وابتسمت وهي تتذكر امجد .. فمنذ حديثهما بعد موضوع صابر وهو اكثر رقة ويعاملها كأنها من زجاج قابل للكسر..بل انها ومن شدة حرصه عليها أصبحت قاب قوسين أو أدنى من الانفجار فيه ڠضبا! تبا هي ليست بمريضة انها فقط ..حامل! وكونها فاقدة للذاكرة لا يعني ان صحتها البدنية مھددة !! وزفرت بضيق وهي تتذكر انها لابد و أن تفاتحه في موضوع علاء وهي تعلم جيدا انه لن يوافق بل أنها لا تستبعد أن ينتهي الأمر بأمجد برفضه مشاركة علاء نفسه في هذا الحفل..
بعد تناول طعام العشاء استأذن امجد لمراجعة بعض الاوراق مع والد هبة في غرفة المكتب بعد فترة من الوقت قررت هبة الذهاب اليه والتحدث معه بشأن حفل علاء طرقت الباب ودخلت فوجدت والدها و امجد و قد نظر اليها والدها قائلا بضحك 
اييه خدته منك مش كدا اتفضلي يا ستي احنا خلاص تقريبا خلصنا .. 
ثم نهض يتبعه امجد الذي سار متجها الى هبة قائلا لها
حبيبي معلهش اتأخرت عليك شوية الكلام خدنا 
أجابته بابتسامة خفيفة 
لا يا حبيبي ولا يهمك.. 
خرج والدها بعد ان القى عليهما تحية المساء قائلا بضحك 
أنا هقولكم تصبحوا على خير و هروح انام انتو شباب اسهروا براحتكم 
أومئا برأسيهما اليه وما ان خرج واغلق الباب وراءه حتى الټفت امجد الى هبة جاذبا اياها بين ذراعيه بقوة وهو يقول 
يااااه وحشتيني يا قلب امجد ..انا عارف اني انشغلت عنك شوية يا قلبي معلهش.
ابتعدت قليلا عنه وقالت بحنو تطالعه بحب 
لا يا قلبي مافيش حاجه بس انا بصراحه فيه موضوع عاوزة اكلمك فيه ومش لاقية وقت مناسب وخلاص مش فاضل الا 3 ايام بس!! 
قطب حاجبيه وهو ينظر اليها 
3 ايام على ايه بالظبط وايه هو الموضوع 
ابتعدت بضعة خطوات الى الخلف وقالت وهى ترفع يدها امامها 
بس تسيبني اكمل للآخر ممكن 
زادت عقدة جبينه وقال 
مش عارف ليه عندي احساس انه الموضوع دا مش مريح عموما اتفضلي .. 
أخبرته هبة بأمر الحفل وكيف انها ستحل محل عازف الفرقة لانقاذ موقف ليس اكثر وان علاء قد أخبرها كيف ان المخرج قد أعجبه بأدائها عندما قامت بالعزف بالبروفة معهم قبل الحاډث وانه من المقرر ان الحفل سيكون في نهاية الاسبوع ولدى ذكرها الشق المتعلق بتدريبها على الحفل مع علاء في الأستوديو الصغير الخاص ب علاء بالفيلا... ارتبكت لأنه لم يكن يعلم بهذا الأمر مسبقا ولكنها لم تجد مفرا من اخباره ما ان انتهت من سرد كلامها حتى رفعت نظرها اليه منتظرة تعليقه فوجدته يقف عاقدا ساعديه وهو ينظر اليها بمنتهى الهدوء ثم قال 
يعني انت كنت بتتمرني مع علاء اليومين اللي فاتو دوول وانا معرفش .
أجابته برجاء 
ما هو يا حبيبي الموضوع لما علاء فتحه معايا انا كنت عاوزة اقولك وبعدين حصل موضوع صابر وكدا .. والحفلة خلاص بعد 3 يام وبعدين ما هو انا بقولك أهو!! ...
نظر اليها ببرود قائلا 
آه .. لازم تقوليلي !! تحصيل حاصل يعني!!
هزت راسها بنفي هاتفة 
لالالا خااالص بس كل الحكاية ان الحاجات اللي حصلت الكم يوم اللي فاتوا خلوني نسيت دا غير اني أنا سبق وقلت ل علاء انك لازم توافق ... 
نظر اليها بغموض قليلا ثم تحدث بجمود بعد ان أولاها ظهره
ياللا علشان ننام يا هبة انا تعبان وانت مريحتيش بئالك فترة طويلة لازم تفردي ضهرك شوية ...
قطبت هبة حاجبيها وقالت
نوم ايه دلوقتي بس يا امجد انت مارديتش عليا!
فتح باب غرفة المكتب ونظر اليها من فوق كتفه وقال متجاهلا سؤالها
انا هسبقك ما تتأخريش عليا عاوز انام ...
ثم تركها وذهب في حين ضړبت الارض بقدميها كالأطفال متأففة من اسلوبه في إنهاء الحديث....
صعدت هبة الى طابقهما و دخلت الى غرفة النوم فوجدت امجد راقدا فوق الفراش وهو يمسك بكتاب يقرؤه
تم نسخ الرابط