حلم ولا علم رواية شرقيه كامله بقلم منى لطفى

موقع أيام نيوز

في عينيها هاتفا بلوعة 
هبة حبيبتي .. انا أمجد .. بصيلي كويس يا هبة .. ركزى .. ها .. أمجد ... أمجد يا هبة .... دكتوووور....
ومالبث ان قام من فوره ليأت بالطبيب الذي حضر مسرعا وأمر باخلاء الغرفة من الموجودين وانتظاره خارجا....
خرج الطبيب بعد ان قام باعطاء هبة حقنة مهدئة نظر اليه الجميع متسائلا فقال وهو يسعل قليلا ليجلي حنجرته 
احم ... للأسف.. الآنسه هبة بتعانى من فقدان في الذاكرة ..
شهق الجميع في حين استفسر يوسف قائلا 
ازاى يعني يا دكتور 
فقال الطبيب شارحا 
زي ما قلتلكم قبل كدا الوقعه كانت في منطقة حساسة في المخ وواضح ان ال أثر على مركز الذاكرة وللاسف فقدان الذاكرة مش بيبان غير لما المړيض يفوق من الغيبوبة ولو تفتكرو انى قلتلكم اننا هنستنى لغاية لما تفوق علشان نعرف النتيجه !.... دي كانت من ضمن الحاجات اللى متوقعنها والعلاج بيكون على حسب تحسن الحالة كل ما يكون المړيض مستقر نفسيا ومافيش اي اضطرابات كل ما يكون علاج فقدان الذاكرة اسهل واسرع .. هنعتمد على الادوية اللازمة واهم شئ الراحه النفسية وما نضغطشي على المړيضة علشان تسترجع ذاكرتها هى هتفتكر بس في الوقت المناسب ممكن أ. أمجد تيجي معايا علشان فيه بعض المعلومات اللي ممكن تساعدنى في علاج الحالة ...
ذهب أمجد مع الطبيب وبعد انتهائه من مقابلة الطبيب ذهب الى جناح هبة حيث دخل ووجد عائلته في غرفة الانتظار التابعه للجناح دخل غرفتها فوجد والدها يقرأ القرآن وهى نائمة كالملاك تقدم حتى فراشها ووقف ينظر اليها قليلا في حين سمع والدها وهو يختم قراءته ثم ما لبث ان نهض وتقدم اليه ووقف بجانبه وقال 
زعلان عليها دلوقتى يا ما قولتلك انا ماليش غيرها .. وللاسف صدقتك لما أكدتلى انك عاوزها وهتصونها وتحميها من اي حد ممكن يأذيها ما جاش في بالي ان الحد دا ممكن يكون انت !!...مش هسامحك ابدا يا أمجد لو حصل لبنتي حاجه أظن كفاية أوي لغاية كدا انا هاخدها وارجع بيتنا تانى وتكمل علاجها وهى معايا وانت لو فعلا بتعزها وعاوز مصلحتها اعتقها لوجه الله .. خليني احاول ارجع هبة بنتي من تانى ...
ثم تركه وانصرف في حين جلس أمجد بجانبها على الفراش وقال بذهول حزين ودمعته تخط على وجنته بينما يمسك بيدها 
معقولة اسيبك يا هبة معقولة حد يسيب روحه بإيده والدك بيقول لو بحبك اعمل اللي يساعدك انك تخفي وانا هثبتله انى بحبك .. وهثبت لك انتي كمان .. انا ماقولتهاش وانت واعية وسامعانى ومعرفش هقدر اقولهالك تانى ولا لأ بس صدقيني انا فعلا بحبك .. ولا عمرى حبيت ولا هحب تانى غيرك ابداااااا يا هبة اوعى تنسي دا ابداااااااااا.....
ثم مال عليها مقبلا اياها على جبينها ونظر اليها قليلا ثم وضع يدها بجانبها ووقف ينظر اليها قليلا قبل ان يستدير و..... ينصرف ....
ترى هل سينفذ أمجد طلب يوسف والد هبة وينفصل عنها ...وهل هذ هو الحل لاستعادة هبة ذاكرتها أم أن ل أمجد رأي آخر ...و.. هل سينتهى الحلم عند هذا الحد ...
الحلقة الثانية عشر
مر أسبوع قبل أن يسمح الطبيب ل هبة بالخروج من المى مع وصف الدواء اللازم لها وتحديد مواعيد الجلسات النفسية وعندما طلب منه والدها ان يرشح له اسم طبيب متخصص في حالتها في القاهرة تعجب الطبيب من السؤال ولكنه أعطاه اسم طبيب متخصص كما أراد ...
في هذا الاسبوع اختفى أمجد فلا احد يعلمه عنه شيئا بالمرة كما أغلق هاتفه المحمول وغاب عن شركته فلم يستطع أي أحد من عائلته الاهتداء اليه ...
بعد حديث والد هبة مع أمجد قرر أمجد ان يسافر ويبتعد فهو لا يثق في نفسه ان كان قريبا من هبة لن يستطيع منع نفسه من الذهاب اليها فالحل هو الابتعاد عنها الى ان تى مما هي فيه ثم تقرر بنفسها ماذا تريد وان كان متأكد انه سيقبل بأي قرار تتخذه الا الابتعاد عنها ...
ركب الطائرة المسافرة الى اليونان لعله يصفي ذهنه فيستطيع اتخاذ القرار الصحيح وما أن ربط حزام الأمان وسمع كابتن الطائرة يرحب بالركاب ويتمنى لهم رحلة سعيده حتى شرد بفكره مع أميرة خياله واحلامه هبة تذكر انه لو سارت الامور مثلما كان مخططا لها لكانا الآن يقضيان شهر العسل سويا نظر الى الكرسي الخالي بجواره وهو يتخيل وجهها أمامه وماذا كانت لتصنع لو كانت برفقته ترى هل كانت سترتعب من الطائرة ام تضحك ضحكة طفلة سعيدة بركوبها الطائرة وسفرها هو يعلم جيدا ردود فعلها الطفولية فهي ان فرحت تظهر السعاده واضحة عليها وان ڠضبت يظهر بوضوح على ملامحها اغمض عينيه وهو يأخذ نفسا عميقا ويهتف في نفسه 
آآآه يا هبة ... وحشتيني .. مش قادر اتصور انى مش هشوفك تانى ...
وفجأة اذ به يفتح عينيه بعد ثوان وقد لمع العزم والتصميم في عينيه وسمع المضيفة تطلب من الركاب الجلوس في مقاعدهم استعدادا للاقلاع .. فمد يده ضاغطا على زر استدعاء المضيفة ونظرة عميقة تلمع في عينيه ....
لو سمحت يا سيستر بنتى فين سأل والد هبة الممرضة المسؤولة عن هبة فهو لا يستطيع ان ينسى مدى ذعره لدى دخوله غرفة ابنته ليفاجأ بإختفائها!!
وكان قد حضر لإخراجها من المى بعد ان كتب لها الطبيب المعالج اذنا بالخروج حيث قد مكث الاسبوع السابق في فندق بجانب المى ليكون قريبا من ابنته ورفض عرض الجد بالمكوث معهم بالرغم من إصراره الشديد ...
انتظر يوسف سماع الاجابة عن سؤاله عن ابنته فقد خاف ان تكون حالتها قد ساءت وتم نقلها الى غرفة الرعاية المركزة مرة أخرى من دون علمه ولكن الممرضة صډمته وهى تقول بينما تنظر في بعض الاوراق الخاصة بالمرضى 
حضرتك قصدك هبة يوسف ال.... اشار برأسه بنعم فرفعت رأسها من فوق الاوراق التى تطالعها ونظرت اليه بابتسامه خفيفة وقالت 
الدكتور كتب لها على خروج وخرجت انهارده الصبح !!.. 
تساءل پذعر شديد 
ايه خرجت انهارده الصبح خرجت ازاى لوحدها دى مريضة وفاقده الذاكرة ازاى تسيبوها تخرج لوحدها انا هوريكو انا....
قاطعته قائلة تغراب 
هو ايه دا اللى ازاى مريضة حالتها اتحسنت والدكتور كتب لها على خروج يبقى فين المشكلة وبعدين مين اللى قال لحضرتك انها خرجت لوحدها هى ما خرجتش لوحدها !! خرجت مع جوزها ...
هتف بدهشة شديدة 
اييييه جوزها 
نظرت الى الورق الذي بحوزتها ثم قرأت منه وهى تجيب 
ايوة ..أ. أمجد علي الدين جه انهارده الصبح وخلص اجراءات خروجها وخدها و مشي من زمان ...
دهش يوسف من الخبر واتجه خارجا من المى وهو غير واعي لما حوله حتى انه قد شكر الممرضة بعبارات قصيرة غير مترابطة أوقف سيارة اجرة حيث دل السائق على عنوان مزرعة جد أمجد وهو ېهدد ويتوعد في سره بينما انطلقت السيارة الى وجهتها....
ما ان فتحت سميرة الباب حتى دخل يوسف كالعاصفة وهو ېصرخ قائلا 
هو فين الاستاذ.. البيه.. سليل الحسب والنسب خليه يجيلي هنا يوريني نفسه !!
حضر الجميع سريعا على صوت صراخه وهتف الجد بدهشة 
اهلا اهلا أ . يوسف اتفضل ارتاح فيه ايه ايه اللي حصل ضايقك بالشكل دا 
نظر اليه يوسف وهو يحاول ان يتمالك نفسه فأولا و أخيرا لا ذنب للجد بما فعله حفيده فهو كان في غاية الشهامة معه ومع ابنته حاول تمالك أعصابه وهو يقول بصوت هادئ نسبيا 
أمجد فيييين حفيدك يا علي بيه خطڤ بنتي !! 
وفجأة اذ بصوت قوي يدوي قائلا 
انا مخطفتش حد يا عمي يوسف !! 
فالټفت يوسف لينظر الى م الصوت حيث ابصره يهبط السلم وسار الى ان وقف امامه فهتف به بحدة شديدة 
روحت المستى علشان اطلع هبة مالئيتهاش وعرفت ان انت خدتها
وديت بنتي فين يا أمجد 
أجاب أمجد بكل هدوء ونبرة مرتفعة قليلا 
انا خدت مراتي شدد على لفظ مراتي .. مش خطفت بنتك .. و مراتي في بيتها ...اظن من الطبيعي ان الواحد يرجع بيته !
صعق يوسف ثم ما لبث ان تكلم بعصبية شديدة قائلا 
ايييييييه مراتك بيتها انت واعى للي بتقوله بنتى تك بيها انتهت لحد كدا !! واظن كفاية اللى جرالها منك .. بس ربنا يسهل واقدر اعالجها من اللي جرالها بسببك !!
سكت أمجد قليلا ثم تحدث بمنتهى الجد والصرامة بصوت هدوووءه يخفي الكثييير من الڠضب المشتعل به فقال وهو يدير نظراته بين الموجودين 
مع احترامى لحضرتك ولكلامك بس هبة مراتي ...!! ومكانها معايا ....أنا !! ومافيش اي قوة تقدر تمنع دا .. حضرتك حبيت تهدى ونتكلم بوضوح ونتفاهم علشان مصلحة هبة .. بنتك اللي هيا مرااااتي وشدد على لفظ مراتي كان بها .. مارضيتش يبقى اللي يريح حضرتك اعمله في الاول والآخر حضرتك والد هبة مراتي يعني حمايا واحترامك واجب ... 
اشټعل يوسف غيظا من كلمات أمجد واغمض عينيه قليلا ليأخذ نفسا عميقا واستعاذ في سره من الشيطان الرجيم ثم فتح عينيه ووجه حديثه أمجد قائلا 
والحل 
أجاب أمجد بابتسامة خفيفة 
الحل.. اننا نقعد مع بعض ونتفاهم علشان مصلحة هبة لاننا احنا الاتنين أكتر اتنين قريبين منها وياريت حضرتك تسمع كويس اللي هقوله ... 
قاطعه الجد بصرام قائلا 
مش لوحده اللى هيسمعك يا أمجد هبة تهمنا كلنا وتهمنى انا جدا كماان لازم احنا كمان نفهم اللي حصل دا حصل ليه وايه اللي بيحصل بالظبط 
هز أمجد برأسه موافقا على كلام جده ولكنه في ان يقتصر الكلام بينهم هم الثلاثة وعندما حاولت والدته التعليق قال أمجد بابتسامة طفيفة 
معلهش يا امي صدقيني دا لمصلحة هبة كل ما قل اللي عارف بالموضوع كان في مصلحتها انا عارف انك بتحبيها زى علا تمام بس الدكتور حذرنى من اى حاجه تحصل تخلي ذاكرة هبة ترجع لها بالقوة ..لازم تاخد وقتها ومن غير اي ضغوط ... 
أومأت امه برأسها متفهمة لكلامه بينما توجه ثلاثتهم لحجرة المكتب ....
جلس الثلاثة على الاريكة الجلدية السوداء في حجرة
المكتب وبدأ أمجد الحديث قائلا 
ارجوك يا عمي تسمعنى كويس وتحاول تفهمنى اولا ..انا ... انا فعلا كنت قررت انى ابعد عن هبة ولو بشكل مؤقت لغاية ما الذاكرة ترجع لها وهى اللى تقرر مصير ارتباطنا ولو ان جوايا كنت متأكد انى هعمل كل اللى هي عاوزاه ما عدا انها تبعد عنى.. علشان كدا قررت السفر لانى طول ما انا جنب هبة مش هقدر امنع نفسي انى
أشوفها و أتكلم معاها و أطمن عليها .. القرار دا خدته تانى يوم الكلام اللى حضرتك قولتهولي... ثم ضحك ضحكة خفيفة مريرة واكمل قائلا 
تتصوروا انى بعد ما ركبت الطيارة
تم نسخ الرابط