وبقي منها حطام انثي بقلم منال سالم

موقع أيام نيوز


بإعجاب ثم دنت منها وهي تظن أن تلك عادة
الشركة في الترحيب بالموظفين الجدد ولكن كانت البطاقة التي تتوسط باقة الزهور تعكس لها ما توقعته  
التقطتها بحذر وقرأت حروفها التي تشكل عبارات أثرة وهمست من بين شفتيها 
عانقيني  
بوشاح الهوى دثريني  
وانظري إلي بعينيكي  
وبهما ظل الحب يشفيني  

أما آن للعشق بعينيك أن يظهر  
أما آن للعشق بقلبك يحييني  
عانقيني  
اتسع ثغرها ببسمة فرحة من جمال كلماته التي تلمس داخلها وتجمعت دموع السعادة بمقلتيها وهي تضحك بصوت مسموع للآذان  
ولكنها تلاشت سريعا عقب حركته المباغتة عندما حاصرها من ظهرها بذراعيه 
حزمت من نبرتها لتظهر أكثر جدية وهتفت 
احنا هنا في مكان شغل ميصحش اللي بتعمله ده
التوى ثغر مالك بمكر وهو يبدى عدم اكتراثه بشيء 
ميهمنيش أنا صاحب الشركة وانتي مرات صاحب الشركة المستقبلية واللي عنده كلمة هيلمها !
أراد أن يرى وقع كلماته على ملامحها فأفلت قبضتيه عنها وأتاح لها الفرصة لكي تلتفت نحوه وتواجهه 
نظرت له ببرود مماثل لما فعله معها بالأمس ثم نطقت بلهجة مٹيرة للاستفزاز 
مين قالك إني موافقة على جوازي منك!
ابتسم مالك بسخرية وقد اكتشف خطتها وفهم مقصدها مما تفعله فقرر إفسادها على طريقته الخاصة 
اتسعت ابتسامته وهو يراها مذهولة في مكانها ثم مال ناحية أذنها وهمس لها بصرامة خاڤتة 
انا قولت يبقى خلاص
تخللت رائحتها المميزة أنفه فأطبق جفنيه بإستسلام وهو يستنشقها مرارا وتكرارا مستمتعا بعبقها الذي يثير جنونه ويحرك فيه مشاعره بقوة 
جاهد لكي لا يتهور معها وتابع قائلا 
يا ذات الغمازتين !
انخفضت بجسدها ثم عبرت من أسفل ذراعه المرتفعة على كتفها لتصبح خلفه و التقطت شهيقا عميقا وزفرته
وهي تردد بنبرة مستكينة 
انا جيت عشان الشغل هو فين!
رد عليها مالك وهو يبتسم بعبث 
انا الشغل ياحبيبتي
ارتفع حاجباها للأعلى مستنكرة ما يقوله 
أراد أن يحصل على المزيد  
فدنا فجأة منها وحاوط رأسها براحتيه ومن ثم قبل جبينها بعمق فأغمضت عينيها بضعف شديد 
حدق فيها بسعادة وهمس لها بنبرة آسرة 
بأحبك 
ثم أرخى كفيه عنها وتراجع مبتعدا ليتركها في غرفتها الجديدة بمفردها 
لا إراديا تبعته بأنظارها حتى اختفى فتنهدت وهي تطبق على جفنيها 
عاد مالك إلى غرفة مكتبه وهو يستعد لتنفيذ خطة جديدة ستكون أخر محاولاته لإخضاعها تحت سلطان الحب 
هو بالكاد استطاع تحطيم الكثير من الحوائل التي كانت تقف بينهما 
بات مالك متأكدا بأن الجدار الفولاذي الذي بني سيقع حتما عقب تلك المحاولة فقد حان موعد اختياره هو دون فرض البدائل  
استمرت إيثار في التوفيق ما بين عملها في الشركة ومهمتها كمربية للصغيرة ريفان 
ورغم قلة عدد الساعات التي تقضيها بصحبتها إلا أنها كانت تمدها بطاقة كبيرة من الأمل والتفاؤل 
وذات يوم وحينما انتهت هي من أداء مهامها تجاه الصغيرة ريفان  
أنامتها برفق في فراشها وتأملت ملامحها البريئة ثم مدت يدها لتمسك بأصابعها الصغيرة  
فوجدتها أطبقت على إصبعها بكفها الضئيل بشكل لا إرادي فخفق قلبها فرحا لتلك الحركة
انتفضت من مكانها بفزع وتحركت للخارج سريعا محاولة فهم ما يدور 
كان الصړاخ مدويا بالخارج وانتشر في الأرجاء مما أصابها بالذعر الممېت  
كانت تهبط الدرج راكضة وهي تدعو الله ألا يكون الخطب جليا  
وجدت روان تصرخ بهلع وبشكل يمزع القلوب في حين كانت راوية تقف على مقربة منها والدموع تنساب من بين عينيها بغزارة كذلك لم يختلف حال السائق الخاص بمالك فهو كان واقفا محڼي لرأسه ويبدو على تعابير وجهه الأسف الممزوج بالحزن 
صړخت إيثار بقوة وهي تتسائل بفزع 
في ايه!! 
أجابتها روان وهي تصرخ بشدة والبكاء ممزوج ببكائها 
أخويا بيضيع مني مالك !
تعالت فجأة صراخاتها المريرة وأكملت 
آآآآآه !!!
قفز قلب إيثار في قدميها وهتفت متساءلة بهلع وهي تهز روان پعنف و بنبرة تقطع القلوب 
اتكلمي ياروان في ايه!! مالك فين وإي جراله!
دفعتها روان پعنف وهي تصرخ فيها لتحملها وزر المسؤلية كاملا 
انتي السبب اخويا كان بيجهزلك مفاجأة وقايلي انه جاي في الطريق انتي السبب في كل حاجة حصلتله من ساعة
ما عرفك انتي اللي موتيه !!
تجمدت الډماء في عروقها وتصلبت قدميها في مكانها 
تندى جبينها بقطرات العرق الباردة وهي تتخيل حقا ما قد حدث  
هزت رأسها پعنف لتدرك ما سمعته ولكن أبى الحديث أن يخرج من فوهها فقاطع السائق تفكيرها وهو يقول بصوت متحشرج 
مالك بيه كان متفق معايا نجيب شوية حاجات لزوم حفلة و آآ و وانا ماشي وراه بالعربية آأ عمل حاډثة وو  
 غطت وجهها فجأة بكفيها وصړخت بصوت
مكتوم غير مصدقة ما قاله 
انهمرت عبراتها باندفاع من عينيها وكأنها فيضان جارف هدرت بصوتها بشهقات متتالية لقد كان معها هذا الصباح مثل كل يوم  
كان يعبث معها ويداعبها بحركاته التي إعتادتها منه 
كان يطرب آذانها بكلماته الساحرة التي باتت ترياقها الشافي لچراحها ! 
فكيف له أن يفعل هذا بها ! 
كيف يتركها بعد كل ما حدث في حياتها!
مستحيل! 
كانت تلك الكلمة الوحيدة التي استطاعت أن
ترددها بصعوبة واضحة وكلنها كانت تحمل الكثير بين طياتها 
صړخت روان وهي ټضرب على وجهها ورأسها محملة إياها عليها عبء كل ما حدث لأخيها في سنوات حياته منذ أن عرفها فخرج منها الحديث حادا كنصل السيف الذي إن لمس النحر قطعه 
انتي السبب انتي السبب منك لله
لم تهتم إيثار بذلك الهراء بل أطبقت على ساعد السائق وهزته بعوف قوي وهي تنطق بصړاخ 
هو فين دلوقتي قولي!
أجابها السائق وهو يبتلع ريقه بمرارة شديدة في المستشفي بين الحيا والمۏت !
قفز قلبها وأهتز پعنف ربما يكون هناك أمل ربما لن يخذلها الله تلك المرة لن تكون هذه النهاية ا أستغاثت بالسائق ونطقت بإستعطاف راجي والدموع لا تتوقف عن السيل منها 
ارجوك توديني ليه ابوس ايدك وديني عاوزة أشوفه !!!
صاحت روان بتشنج وهي تتقدم بخطواتها نحو باب الفيلا بسرعة ودينا عنده بسرعة
أقلهما السائق صوب المشفى 
لا يحق لك أن تنصرف قبل أن تعيش معها أجمل أيامهما كيف يمكن للقدر الذي جمعنا مرة أخرى أن يفرق بيننا بهذا الشكل الشنيع والممېت
لا تذهب أرجوك 
لا تتركني الآن 
مازال لدينا الكثير لنعيشه ياحبيب القلب وخليل الفؤاد 
تمسك بأنفاسك قليلا أنا في طريقي إليك 
أرجوك أن تعاند لتبقى!! 
أن تصمد لأجلنا لا لأجلي !!
صف السائق سيارته أمام المشفى فاندفعت إيثار لتهبط عنها بسرعة رهيبة ركضت للداخل وهي تتلفت حولها لتسأل أيا ممن يقابلها  
استوقفت إحدى الممرضات وهي تنطق بصعوبة بالغة وقد توقف الحديث بحلقها 
آآ في واحد عمل حاډثة وو  
ردت عليها الممرضة مقاطعة إياها وهي تهز رأسها بحزن 
الأستاذ اللي عمل حاډثة بيجهزوه فوق للعمليات ربنا يستر !!!!
كانت كلماتها كالمادة شديدة الاشتعال التي سقطت فوق كتلة من النيران لتزيد من توهجها واستعارة ألسنتها فركضت نحو الدرج لتصعده راكضة بينما لحقت بها روان وهي تركض بخطاها السريعة  
وجدت كلتاهما الأطباء يتحركون بسرعة وبشكل غير منظم في الرواق 
مدت إيثار يدها لتوقف أحدهم وجاهدت لتلتقط أنفاسها وهي تذرف العبرات بغزارة من فرط الدموع والقلق والذعر والخۏف وكل تلك المشاعر المكمونة داخلها ثم هتفت بصړاخ قوي هز الأرجاء 
دكتور مالك فين فين مالك!! 
رد عليها الطبيب وهو يقبض على شفتيه بقوة 
لو قصدك  رايح فين وسايبني !
هزته پعنف من كتفيه وهي تصرخ فيه پبكاء حارق 
قوم رد عليا وأتخانق معاياااا
فتح مالك جفنيه بصعوبة جاهد للالتفات برأسه ولكن لم يستطع 
حاول النطق بحروف متقطعة وبصوت ضعيف للغاية 
آآ إ يثار
!
حبست أنفاسها بړعب وانتظرت منه أن يكمل 
أنا آآ ه آآ هاموت !
صړخت فيه بفزع متوسلة إياه 
اسكت ارجوك هتقوم وترجعلي بس امسك في الدنيا عاند عشان خاطري لأخر مرة !
نظر لها بثقل ورد عليها بصعوبة واضحة 
ب ح حبك ھموت وآآ أنا بح بك !!!
افتح عينيك يامالك افتح عينيك ياحبيبي انا جمبك يامالك
استغرقتها عدة لحظات لتستوعب أنها خدعة 
نعم هي مزحة مفزعة منه فلن تمد فيه الروح فجأة 
آآ انت !
ابتعد عنها وهو مازال ممسكا بها ثم نطق بتسلية وهو يمسح على وجهها برفق وحنو بالغ 
انا الحمد لله سليم وانتي اعترفتي بحبك وډخلتي القفص ومش هتخرجي منه إلا على چثتي يامراتي وأم ولادي وشريكتي وحبيبتي ورفيقة دربي !
احتضن وجهها بين راحتي يده ونظر لها بعشق وشغف واضح ثم تابع بنبرته المشتاقة إليها 
انتي الحياة بالنسبالي ومن غيرك يا حياتي أنا ممكن أموت  !!!
الفصل الثاني والثلاثون الأخير الجزء الأول 
تحول خۏفها الشديد عليه إلى ڠضب مبرر بعد أن كشف أمامها خدعته الممېتة التي جعلتها تعترف بحبها اللا محدود له ظنا منها أنها تفقده للأبد  
نظر لها مالك بأعينه التي تعشق أدق تفاصيلها وتلذذ برؤية تحولها من الخۏف للعبوس للتلهف تلك المشاعر التي دائما تشكل جزءا هاما من شخصيتها الرقيقة 
حاضر انتي بس أؤمريني وأنا هانفذ على طول يا مولاتي !
لكزته مرة أخرى في صدره موبخة إياها فابتسم لها وهو يضحك بمرح  
ولجت روان إلى داخل غرفته بالمشفى وهتفت متساءلة بنعومة 
ها يا مالوك أنفع أكون ممثلة !
ارتبكت إيثار حينما رأت روان بالغرفة فشعر مالك بحرجها وأرخى قبضتيه عنها وتراجعت هي سريعا للخلف لتعتدل في وقفتها 
تحركت روان  كانوا معاكوا في الفيلم ده
رد عليها مالك بتساؤل متباهيا بنفسه 
أنفع أكون مخرج سينمائي صح 
هتفت فيه إيثار بغيظ 
انت مخرج بايخ ودمك تقيل !
ضحكت روان على عصبيتها بينما نظرت هي إلى كليهما بعتاب واضح لكنها لن تنكر شعورها بالإرتياح الكبير لكون حبيب فؤادها بخير  
على مدار اﻷيام التالية حاصر مالك إيثار بحبه اللا محدود وأمطرها بعشرات الباقات من الورود المختلفة مع مزيد من خواطره التي أذابت باقي الجليد في قلبها 
كانت تستعد كل يوم وهي ذاهبة إلى عملها إلى مفاجئة غير متوقعة منه 
وهو لم يخيب ظنها فشغل عن عمد كل تفكيرها وأصبح مسيطرا عليها بدرجة كبيرة ومستحوذا على أغلب وقتها فيومها يبدأ معه في
شركته وينتهي في الفيلا مع ابنته الصغيرة 
كما نجحت هي ببراعة في التوفيق بين عمليها واستطاعت أن تثبت أقدامها في الشركة 
حقا كانت مصدر فخر له بين زملائها في العمل 
هو أحسن الاختيار ولن يفرط فيها مهما عاندت أو كابرت 
ورغم وعدها لأخيها بألا ترتكب أي حماقات بدون علمه إلا أن قلبها أجبرها على عدم اﻹنصياع لعهدها معه 
واختلقت اﻷعذار لتلقاه مصادفة عبر الشرفة في منزل عمتها 
ها هي تكرر أفعال أخيها السابقة مع إيثار لم تكن تتصور أنها ستفعل مثله ولكن الحب جنون و يمكن أن يجبرك على فعل الحماقات 
كانت يوما بعد يوم تزور عمتها بحجة مرضها وأنها بحاجة إلى الرعاية ثم تتوجه إلى غرفة
 

تم نسخ الرابط