وبقي منها حطام انثي بقلم منال سالم

موقع أيام نيوز


سن الرشد 
عاد مدحت من سفرته القصيرة وسأل عن أحوال عائلته فسردت له زوجته إيمان ما حدث في غيابه وخاصة خطبة إيثار في البداية فرح لها ولكن بعد أن أضافت إيمان لمستها الخاصة من أكاذيب باطلة تبدلت ملامح وجهه للتجهم وأظلمت نظراته وتملكه الڠضب وقرر التصرف فورا وعدم السكوت عن الأمر
هتف مدحت بنبرة محتقنة للغاية 

الفصل الثالث عشر
 بداخل منزل إيثار أحتدت المناقشة والمشدات بين مدحت و رحيم حتى تدخل عمرو بالمناقشة ليزيد الطين بله كانت الخطبة برمتها لا تروق له عمرو ولذا وجد الفرصة قد سنحت له لإنهائها وضړب الفاتحة التي قرئت بعرض الحائط وما زاد من حماسته هو وجود البديل والفوري أي أنه لا حاجة به للإنتظار و 
رحيم وقد هدر بصوته الغاضب عيب يامدحت متقولش كده على بنتي حتى لو كانت غلطت فأنا مربيها أحسن تربية
مدحت وقد إنعقد حاجبيه بتذمر مقولناش مربيتهاش يارحيم بس الواد كل بعقلها حلاوة و 
قاطعه رحيم مشيرا بسبابته ومحذرا بصرامة متكملش يامدحت انا بنتي اشرف من الشرف ومفيش فضايح عايزين نداري عليها ولو كنا وافقنا على الخطوبة فا ده عشان الناس اللي قدرتنا ودخلوا بيتنا وجم طلبوا بنتنا انما انت جاي تقولي فضايح ونداري ومنداريش عيب والله
عمرو وقد أصابه الهياج قولتلك يابابا من الأول بلاش منها الشبكة السودا دي ومنجيبش لنفسنا الكلام والسمعة الزفت
رحيم وهو يلوح بيده في الهواء يعني كنا هنعمل ايه يابني ما كله كان على يدك والناس متمسكين بالموضوع
عمرو بلهجة جامدة ونبرة خشنة يعني ايه نعمل ايه! مفيش عندنا بنات للجواز وخلاص
مدحت وهو يضغط بكفه على كتف أخيه فضها الجوازة دي يارحيم ياخويا وبنتنا الف مين يتمناها
عمرو وهو يكز على أسنانه بغيظ هو ده اللي هيحصل أختي مش هتتجوز
العيل ابن ال ده
 بحجرة إيثار كانت تطل برأسها للخارج بين الحين والآخر لتسترق السمع لحديثهم الخطېر
كانت نبضاتها تتصارع بداخلها وكأنها طبول الحړب نطقت تحية
بضيق 
تحية لا حول ولا قوة الا بالله مش عارفه عمك ومراته وبنته عايزين إيه مننا أكيد الولية إيمان وبنتها العقربة هما السبب ده عمك لسه راجع من السفر وملحقش يستريح حتى
إيثار بنبرة مرتجفة وهي تفرك كفيها بتوتر وبعدين ياماما شكلهم مش هيعدوها على خير أرجوكي تتصرفي وتعملي حاجة
تحية وهي تطرق رأسها للأسفل عالله بس أبوكي ميركبش راسه
 وقفت إيثار أمام الباب مجددا ثم وضعت أذنها عليه لتستمع لآخر حديث بينهم فإنقبض قلبها وإرتجفت أطرافها حينما إستمعت لعبارة أخيها الأخيرة و 
رحيم يابني ميصحش بعد ما أدينا كلمة للناس نرجع فيها
عمرو وهو يرفع من صوته لتستمع إليه هي العيب هو اللي عمله أبنهم ولو الجوازة دي تمت أنا هسيب البيت ومش هتشوفوا وشي تاني
رحيم وهو يهدر به صائحا أنت بتهددني يا ولد!
عمرو وهو يخفض من صوته بحذر لا يابابا بس انت مش عايز تريحنا كلنا من الهم ده
مدحت وهو يهز رأسه مستنكرا قولتلك يارحيم الواد ده مينفعكوش ولو كان راجل صح كان جه من الأول طلب ايدها من غير لف ودوران وراها
 شعرت إيثار بأن الأمر يزداد سوءا بل ويتدهور أكثر بمرور الوقت فلم تستطع كبح رغبتها في الدفاع عن حبها ودلفت خارج الحجرة بخطوات متشنجة و 
إيثار وهي تهدر بنبرة شبه مخټنقة بابا أنت أديت كلمة للناس وقرينا الفاتحة خلاص مترجعش في كلامك
رحيم وهو يوجه نظراته الحادة إليها إنتي إزاي تتجرأي تتدخلي في الكلام يابت انتي
عمرو وهو
يزيد
من سوء الموقف لأ خلاص الست إيثار شافت نفسها علينا
مدحت بهدوء زائف إيثار يابنتي انتي تستاهلي واحد أحسن منه مېت مرة
إيثار وقد تجمعت الدموع في مقلتيها أنا مش عايزة اللي أحسن منه ده ياعمي كل اللي عايزاة بابا ميرجعش في كلامه مع الناس
رحيم وهو يضرب كفا بكف وبضيق جلي يابني أعقل وبلاش طيش الشباب ده وأنا هخلص الموضوع
مدحت مضيفا متلبسش ابنك مصېبة يارحيم وتخلي العيال يمسكوا في بعض
 عرجت تحية للخارج بعد أن اشتد الصدام مع ابنتها وعائلتها ثم هتفت بنبرة واهنة 
ياحج خلاص قرينا فاتحة وأنت بنفسك أمرت أنهم ميشوفوش بعض إلا هنا قدام عنينا وبنتي مبتعملش حاجة غلط
مدحت وهو ينظر للأسفل كلام الناس زي حد السيف يامرات أخويا
تحية مستنكرة وهي تنظر لحال إبنتها كلام ! ليه ان شاء الله ! بنتي مخطوبة وهتتجوز على أخر السنة واللي عنده كلمة هيحطها جوة بؤه !
عمرو بنبرة منفعلة مش هتتجوزه برضو وعريس إيثار عندي ومستني كلمة منكوا
شهقت إيثار پذعر ووضعت يدها على فمها لتكتم صړختها وهي تقول بهلع 
هااا ايييه!
رحيم مضيقا عينيه بعدم فهم تقصد إي ياعمرو !
عمرو بتباهي مزيف محسن صاحبي طالب إيدها والراجل شاري ومستعد يتجوزها من بكرة لو عايزين
رحيم وهو يحك صدغه بتفكير محسن! هو الراجل ميتعيبش بس 
إيثار مقاطعة بصړاخ وقد إنهمرت الدموع من عينيها لأ يابابا مش هتجوز محسن لأ متعملش فيا كده ده أنا بنتك
رحيم بصوت جهوري أجش إيثار!!
مدحت بذهول وقد أرتفع حاجبيه وهو هيعمل فيكي إي يابنتي!! أبوكي ويهمه مصلحتك
 دنا منها عمرو ثم أطبق على رسغها بقوة وهو يردف بلهجة عڼيفة
عمرو بنبرة عدائية جرالك إي يابت! القطة المغمضة فتحت وبتتكلم ولا إي
إيثار بتأوه اااه سيب إيدي وملكش دعوة بيا انت مش ولي أمري
تحية وهي تنهر إبنها على أسلوبه العڼيف عمرو سيب إيد أختك عيب كده
رحيم وهو ينهض عن مكانه بأنفعال ماشاءالله على عيالي يازين ما ربيت !! بتتخانقوا قدامي أمال لما أموت هتعملوا إي ! هتقطعوا في بعض
إيثار وقد تحشرج صوتها انت يابابا اللي طول عمرك مفضله عني ومديله الصلاحية يتصرف في حياتي والله حرام اللي عايزين تعملوه فيا ده
 لم يشعر إلا وكفه قد صفع وجنتيها لترتسم أصابعه على وجهها إصبعا إصبعا فأجفلت الأخيرة بصرها لأسفل ثم ألتفتت لتترك المكان برمته حيث لحقت بها والدتها في حين أنتهز عمرو هذه الفرصة و 
عمرو بكرة تتفرعن أكتر من كده ومحدش هيعرف يلمها
رحيم وقد عزم على شيئا ما وأنا مش هستنى بكره ده كلم محسن وقوله أني موافق يتقدم لبنتي
عمرو وقد أنفرجت أساريره حالا هكلمه
 على الجانب الأخر كان مالك متأهبا لمغادرة المكتب عقب إنتهائه من كل الأعمال المكلف بها انحنى بجسده ليستند بمرفقيه على ركبتيه ثم تلوى بجسده وتأوه بخفوت وهو ينطق ساخرا آآآآه ياعضمك يامالك ده انا أتفصصت خالص الأسبوعين اللي فاتوا آآه
 إعتلت البسمة ثغره ثم نطق بخفوت محدثا نفسه 
بس كله عشان حبيبتي يهون
وعلى وجنتيها الوغزتين تضحك لي گشمس في ضحاها وآه من عينيها البنيتين قلبي سفينة وهي مرساها 
 هام بمخيلته قليلا شاردا بالمستقبل الذي سيبنيه معها أسرة صغيرة تتكون منهما ومن نتاج حبهما فقط هذا ما يريده نهض عن مكانه ثم أمسك بحقيبته القماشية ووضع بها جهاز الحاسوب الصغير وأغلقها ثم أنطلق للخارج  
حاول الوصول إليها طوال الطريق والأتصال بها ولكن باءت محاولاته بالفشل فقد كان هاتفها مغلقا مما أثار قلقه فكر في زيارتها والإطمئنان عليها ولكنه تذكر معاملة أخيها له في المرة الأخيرة فقرر الإنتظار لساعة لا يتواجد بها عمرو في المنزل حتى لا يترك له الفرصة لإختلاق المشكلات والعراك معه بأي حج 
 كان الحصار يحاوط إيثار من جميع الجهات حيث سحب هاتفها المحمول كما أهتم عمرو
بنفسه بحل أمر النافذة الموجودة بحجرتها عن طريق إغلاقها نهائيا بإستخدام المسامير المعدنية  
كان يومان عصيبان مرت بهما لم تجف دموعها عن وجنتيها ولم تكف عن النحيب والبكاء عقب أن علمت بقرار والدها بإنهاء الخطبة وتزويجها من ذلك الغريب لمجرد أقتناع أخيها به 
كانت رسائل مالك وأبيات الشعر التي خصصها لأجلها هي خير جليس معها تؤنسها في وحدتها وعزلتها الإجبارية 
تفاجئت هي بزيارة محسن لمنزلهما فتضرعت لله أن يخلصها من هذا الکابوس المقيت 
في الخارج وقف رحيم معتدا بنفسه وابتسامة عريضة بادية على محياه 
رحيم وهو يصافح محسن نورت البيت يابني
محسن وهو يربت على صدره ممتننا منور بأهله ياعمي
رحيم وهو يشير بيده أتفضل أقعد
عمرو وهو يمدح بصديقه لنيل رضا والده محسن من الناس النضيفة والمحترمة اللي قابلتها في الهيئة والصراحة هو اللي مصبرني على قرف الشغل ومشاكله يا بابا 
رحيم وهو يبتسم بعذوبة ربنا يديم المحبة بينكوا ان شاء الله
عمرو ثواني وراجع
 ولج عمرو للمطبخ ليرى ما ستقدمه والدته لهذا الضيف ولكنه تفاجئ ب 
عمرو وقد إتسعت عينيه بذهول ايه ده ياماما! أنتي معملتيش حاجة للضيف ولا اي
تحية وهي تلقي بالمنشفة أرضا
لأ معملتش ومش هعمل عايز أنت تضايف الناس اللي تبعك ضايفهم أنا ماليش دعوة
عمرو وقد عبست ملامحه اي اللي بتقوليه ده ياماما ده عريس بنتك برضو
تحية وهي تلوح بكفها بعدم إهتمام بلا عريس بلا بتاع اللي بتعمله انت وأبوك ميرضيش ربنا ده النبي قال ولا يخطب أحدكم على خطبة أخيه وانت عايز تضيع فرحة أختك ! ليه كده يابني
عمرو وهو ينطق من بين أسنانه بغل أنا أدرى بمصلحتها ولا عاجبك سيرتنا اللي على كل لسان
تحية يوووه ېخرب بيت الناس وسنينها ربنا ينتقم منك ياإيمان أنتي وبنتك وربنا يوريكي يوم على فرحة بنتي اللي ضيعتيها وسع من سكتي
 دفعته والدته والحنق بادي عليها ثم خرجت من المطبخ لتهرع إلى حجرتها فأنزعج عمرو من موقفها الذي إتخذته ضده ثم تلوى بشفتيه وأخذ يبحث في المبرد عن إحدى المشروبات الباردة لتقديمها للضيف حتى وجد زجاجة من العصير الطازج فقام بسكب بعضها في كأس زجاجي أنيق ووضعه على الحامل البلاستيكي صينية وخرج بها من المطبخ
عمرو نورت يامحسن أتفضل
محسن وهو يلتقط الكأس تسلم أيدك ياعمرو
 نظر محسن حوله باحثا بعينيه عنها ولكن 
محسن بتساؤل أمال فين العروسة والحاجة
رحيم متنحنحا بحرج العروسة مكسوفة حبتين احم ما انت عارف البنات
عمرو مبتسما وهو يضيف الحاجة تعبانة شوية ف آآ فخدت العلاج ونامت
محسن وهو يهز رأسه بعدم اقتناه الف سلامة عليها !
حاول محسن أن يحافظ على بروده التام فقد جاء لغرض معين وسيتأكد من تنفيذه رغم أنف الجميع 
أخذ نفسا عميقا وتابع بجدية طب نكمل كلامنا زي ما قولتلك ياعمي أنا شقتي جاهزة من كل حاجة وان شاء الله ناوي أشتري أوضة نوم جديدة عشان عروستنا تفرح برضو
رحيم وهو يومئ رأسه وأنا مجهز بنتي وجايبلها كافة شئ مش ناقصها غير حاجة المطبخ
محسن وقد إنفرج ثغره على بركة الله نقرا الفاتحة
 إستمع جميع من بالغرفة لصوت قرعات خفيفة على باب المنزل فتوجس رحيم من أن يكون مالك هو القارع وتأكدت ظنونه عندما فتح عمرو الباب
 

تم نسخ الرابط