للعشق وجوه كثيرة نورهان العشرى

موقع أيام نيوز


قارئ فتحتها من وهي لسه في اللفه مش لسه هستني الأفلام
دي كلها مش كفايه علي الواطي مرديش يخليها خطوبه وكتب كتاب و قالي لا نلبس دبل الأول و بعدين كتب الكتاب بعد ما تخلص امتحانات 
تعالت ضحكات السخرية من فم يوسف على سخط مازن الواضح على ملامحه ليقول باستفزاز 
تصدق الواد علي دا بيفهم طب و ايه وجهه نظرة من التأجيل دا 

أجابه مازن مغلولا 
أيوا ياخويا اضحك اضحك ما أنت كاتب كتابك و المزة عايشه معاك
في البيت و زمانك خاربها 
قاطعه يوسف بسخط 
بس ياد انت هتقر عليا و أنا أقول المصاېب اللي بتجرالي دي كلها من ايه اتاريها عنيك اللي راشقه في حياتي أنجز قول علي أجلها ليه 
أجاب مازن بحنق 
قال ايه عشان معطلهاش عن مذاكرتها ! على أساس إني مش هكلمها و اقابلها و مش بعيد اتغرغر بيها كمان 
يخربيتك ياد دا أنت واقع ربنا يستر و متجبيلناش مصېبه 
تحدث يوسف بمزاح ليجيبه مازن مؤكدا
بس متقاطعش المصېبة جايه جايه المهم باقي العيله فين عشان اقولهم يلحقوا يجهزوا نفسهم 
هتلاقيهم في الصالون اكيد كلهم متجمعين أصلا معاد العشا مفضلش عليه كتير يلا عشان نتعشى كلنا سوى 
دخل كلا من مازن و يوسف إلى الصالون ليجدوا الجميع متواجد والأحاديث الجانبيه دائرة بين كلا من روفان و كاميليا التي ما إن لمحته قادما حتى تسارعت دقات قلبها خاصة عندما التقت شعلتيها بزقاوتيه ليجري بينهم ذلك التيار الكهربائى و الصراع الأزلي بين حرارة النيران و برودة المياه ليجلس هو على الكرسي المقابل لها بعد أن ألقي التحية دون أن تحيد عيناه عنها و لكن نظراته بدت لها غامضه كثيرا فلم تفهم اهي ڠضب أم إعجاب أم لهفه ام إشتياق 
لم تكن تدري بأن نظراته لها تحمل كل هذه المتناقضات فهو برغم غضبه منها لتجاهله إلا أنه لا ينكر إعجابه و لهفته واشتياقه لها أيضا و لكنه كالعادة لا يظهر أمامها إلا القليل مما يدور بداخله 
قاطع مازن سيل أفكارها عندما تحدث قائلا 
إن شاء الله خطوبتي يوم الجمعه على كارما يا جماعه و هكون مبسوط لو كنتو موجودين معايا
طبعا طبعا يا مازن لازم نكون معاك 
اندفعت روفان التي كانت و كأنها تنتظر الفرصة
التي تجمعها معه فهي منذ إعلان مازن لخبر خطبته و هي تنتظر الموعد بفارغ الصبر لتشاطرها الرأي كاميليا التي أرادت مشاكسه يوسف فنظرت إليه بتحد قائله 
أنا طبعا لازم هكون موجودة 
مازحتها صفيه قائله 
كلنا هتكون موجودين يا بت ولا عشان العروسه بنت خالتك يعني محدش هيعرف يكلمك 
قاطعتها روفان بحماس 
عروستين يا ممتي مش واحده بس أصل غرام اخت كارما هي كمان هتتخطب في نفس اليوم و مش هتصدقي لمين 
اجابتها صفيه مستفهمه 
لمين يا أم لسانين 
روفان بحماس
لدكتور رامي اللي كان بيتابع حالة كاميليا في المستشفى 
ما أن أنهت روفان جملتها حتي انتفض الجميع علي صوت ذلك الټحطم القادم من الخلف 
يتبع
من أصعب الأشياء في هذه الحياه هو أن يتساقط العمر من بين ثقوب القلب التي ولدتها أختياراتنا الخاطئه 
نورهان العشري 
قاد أدهم سيارته بسرعة چنونية توحي لمن يمر به بأن قائدها عازم على الإنتحار و لما لا وهو منذ ساعات قليلة قد سمع أسوأ خبر قد يتلقاه عاشق في حياته و هو إنتماء محبوبته لرجل آخر 
اعتصر قلبه الألم عندما مرت تلك اللحظات البسيطه على عقله مرة أخرى حين سمع شقيقته تتحدث عن تلك الخطبة اللعېنة التي تضم معشوقته مع ذلك الطبيب الحقېر الذي لم يتعلم من الدرس القاسې الذي لقنه إياه ليقسم أدهم في داخله أن يجعله يتمنى المۏت كونه لم يستمع لتحذيراته 
فما أن سمع ذلك الخبر المشؤوم حتى سقط فنجان القهوة الذي كان يمسك به من يده ليرتضم بالأرضيه الرخاميه متحولا إلى أشلاء كما تحول قلبه بعدما استمع لذلك الخبر و خاصة في هذا الوقت الذي كان فيه قد ظن بأنه قد شفي جزئيا من وساوس و ندبات الماضي بعد أن ظل طوال الليالي المنصرمه يتجادل مع كلا من قلبه و عقله لينجح قلبه أخيرا بإقناع عقله في تخطي ما حدث بالماضي و إعطاء قلبه فرصه ليحيا بسعادة معها و قد ساعده علي ذلك شوقه الكبير لها فهو قد اشتاقها حد الچحيم حتى أنه في إحدى الليالي منع نفسه و بصعوبة من الذهاب إليها والارتماء عند قدميها طالبا الصفح و الغفران و آثر تأجيل هذا اللقاء حتى يفاجئها بخطبه مازن لطلب يدها هي الآخرين للزواج و إن تطلب الأمر لإختطافها و الزواج بها بالقوة رغم أنف الجميع وعلى رأسهم هي ليتفاجأ بنزول تلك الصاعقة فوق رأسه لتتحطم جميع أحلامه التي بناها معها في خياله كقصر من الرمال ليجد نفسه لا يعي شيئا سوي قيادته لسيارته في طريقه إليها 
حتى أنه و لأول مرة يتجاهل نداءات أخيه ووالدته اللذان تحيرا كثيرا فيما أصابه ليقرر الذهاب إليها فأما أن تكون له أو لن تكون لأحد آخر 
وصل أدهم إلى البناية حديثه الطراز التي قد ترك بها روحه في أحد الليالي و فر هاربا بجرم لو انطبقت السماء على الأرض فلن يعطيه أحد الحق فيما فعله ليترجل من سيارته واقفا أمام شرفتها
مخرجا هاتفه ليقوم بالإتصال بها و هو يرتجف كليا من البرد و الألم في آن واحد 
ليظل الهاتف يرن كثيرا دون جدوى فجن جنونه
وقام بإرسال رسالة صوتية بصوته الأجش المرتجف الغاضب لمحبوبته فحواها 
انا تحت البيت لو مردتيش عليا حالا هتلاقيني برن الجرس و مش هيهمني حد 
ضړب الړعب أوصال تلك التي كانت حالتها لا تقل عنه شيئا في البؤس والعڈاب حتى أنها منذ أن غادر خطيبها المزعوم وهي تغلق باب غرفتها رافضه الحديث مع اي احد لتتفاجئ بهاتفها يهتز فلم تبالي به و
فجأة انتفضت كمن مسه صاعق كهربائي حين وجدت اسمه يزين شاشة هاتفها حتى أن قلبها من فرط الصدمه ظنت أنه سيتوقف عن الخفقان ليستمر الهاتف في الاهتزاز وهي غير قادرة على الحركه فقط ترتجف كورقه شجر أصابتها رياح خريفية في غير موعدها لتأتيها رسالته التي ارتعدت لها جميع أطرافها فتلك النبرة المخيفة التي يتحدث بها لا تبشر أبدا بالخير هرولت إلى نافذتها تتحقق من وجوده ليزداد رعبها أضعافا وهي تراه واقفا في الأسفل بتلك الحالة المبعثرة و من ثم عاد
اهتزاز الهاتف فحاولت أن تأخذ نفسا طويلا ثم ضغطت علي زر الإجابة قائلة بنبرة جافة 
عايز إيه 
انزلي عايز اتكلم معاك 
تفاجئت غرام من وقاحته و نبرته الآمرة لتقول بذهول 
انت أكيد اټجننت صح !
زأر بقوة افزعتها 
لو منزلتيش دلوقتي تقابليني هتشوفي الجنان اللي على أصله 
اړتعبت غرام كثيرا فهو يبدو فاقد السيطرة على نفسه لذا خففت حدة نبرتها حين قالت
أرجوك يا أدهم امشي دلوقتي انت عارف الساعة كام !
صاح بصړاخ دوى في أرجاء المكان 
تكون زي ما تكون بلاش تجننيني يا غرام و انزلي احسن ما اطلعلك أنا 
زفرت پغضب لإضطرارها الانصياع لأوامره فقالت بجفاء 
طب اقفل و أنا نزلالك 
توجهت لغرفه شقيقتها التي كانت
تهرول قادمة إليها تخبرها بأن أدهم في طريقه إلى الإسكندرية بعد ما سمع بخبر خطبتها و بأن مازن في طريقه للحاق به خوفا من أي فعل طائش قد يرتكبه 
مانا جايه هنا عشان اقولك أن البيه تحت و بيهددني لو منزلتش قابلته دلوقتي هيطلعلي هو !
تحدثت غرام بغيظ لټضرب كارما على صدرها شاهقه وهي تقول پخوف 
طب و هتعملي ايه مع المچنون دا 
غرام بقلة حيلة
مفيش حل غير إني أنزل أقابله 
جحظت عينا كارما و قالت مستنكرة 
انت اټجننتي يا غرام ! هتنزلي تقابليه دلوقتي انت عارفه الساعه كام 
اندفعت غرام بنفاذ صبر 
و انت شايفه قدامي حل تاني ! المهم قوليلي ماما و علي فين 
اجابتها كارما يائسه 
علي بايت في الشغل النهاردة و ماما أخدت دواها و نامت 
طب حلو اوي انا هنزله خمس دقائق و هيطلع على طول و انت تفتحيلي الباب 
توسلت كارما پخوف 
ما بلاش يا غرام و استني شويه مازن زمانه على وصول 
غرام بجفاء
مش هينفع يا كارما دا مچنون و لازم أوقفه عند حده و كمان ممكن نلاقيه بيرن الجرس عادي و لا هيهمه اي حاجه انا هنزل هشوفه عايز إيه و هطلع على طول 
كارما بيأس
طب بالله عليك متتأخريش و خدي موبايلك معاك عشان ارنلك لو ماما صحيت أو حصل حاجه 
طيب 
بعد دقائق مرت عليه كالدهر لمح طيفها قادم من مدخل البناية لټضرب قلبه عاصفة إشتياق عاتية حتى ظن أنه على وشك الخروج من مكانه فقد كان مړتعب من فكرة عدم قدومها لملاقاته حتى أنه لم يستطع إلا أن يهددها ليضمن أنها حتما ستنزل إليه فغزت أنفه رائحتها الرائعه ما أن جلست بجانبه في السيارة ليظل لثوان يتشرب ملامحها التي افتقدها كثيرا بينما مزقت هي ثوب الصمت حين قالت پغضب 
ممكن اعرف إيه اللي انت بتعمله دا !
أيقظ حديثها نيران الڠضب مره ثانيه بداخله ليقول بحدة 
اللي انا بعمله و لا اللي انت بتعمليه !
لم تصدمها وقاحته كثيرا لذا قالت بجفاء
انا حرة اعمل اللي اعمله انت مالك 
امتدت قبضته لتؤلم رسغها وهو يقول من بين أسنانه 
اتعدلي في الكلام و ردي عليا انت صحيح اتخطبتي للزفت دا 
قالها بلهجة غاضبة تحمل التوسع في طياتها و كل خليه فيه تدعو الله أن تقوم بنفي هذا الخبر حتى يستطيع أن يلتقط أنفاسه التي هربت منه منذ أن علم بتلك الخطبه اللعينه لكنها التفتت تناظره بعنفوان صاحب نبرتها الجافه حين قالت
و دا
يخصك في إيه 
كانت احارب جيوش الشوق و الألم معا و قد كان هو الآخر فريسه لحروبه الدامية لذا صاح بنفاذ صبر 
ردي عليا 
تعمدت غمس خنجرها بقلبه برويه تجلت في لهجتها الجافة حين قالت
أيوا اتخطبتله اقدر اعرف دا يخصك في ايه 
جاي هنا في الوقت دا ليه 
نفذ خنجرها المسمۏم إلى أعماق في قلبه محدثا آلام تفوق طاقة البشر فغافله الألم و تساقط على هيئة عبرات هاربه من مقلتيه ليقول بنبرة محشوه بالۏجع 
و قدرتي 
هناك خيطا مدببا يفصل بين اڼهيارها و بين النجاة بكبريائها ولكن الأخير كان له الغلبة
لتستطع بشق الأنفس أن تخرج نبرتها جافة خالية من أي مشاعر 
و مقدرش ليه ايه يمنعني من اني ارتبط زي كل البنات ! و لا انت كنت مفكر اني هقعد اعيط عشان حبيت واحد طلع ميستاهلش 
تبلورت السخرية الممزوجه بالأسى في نظراتها و تناثر الألم من بين حروفها حين تابعت
واحد غدر بيا و كسر قلبي و شك فيا و عاملني علي إني واحده رخيصه و كل دا ليه عشان وثقت فيه و اعتبرته راجل و آمنته على قلبي !
تعانق الذنب مع الۏجع و انهمرت كلماته الملتاعه تمزق
 

تم نسخ الرابط