رواية بقلم سارة
المحتويات
شاء الله هتكون كويس
مد يده يبحث عنها فى كل مكان وهو يقول
انت بجد هنا بجد جيتى زى ما طلبت ....
مدت يدها له فامسكها كالغريق الذى وجد طوق النجاه تحفزت كل عطله فى ذلك الواقف عند الباب وكذلك هؤلاء الماتبعين فى صمت ما يحدث من خارج الغرفه
ظل يقبل يدها قى توسل وهو يقول
انا اسف سامحينى ... انا كذبت وسړقت وزنيت وشربت خمره ولعبت قمار ..... عملت كل حاجه تغضب ربنا بس والله تبت..... تبت فاضل ذنب واحد بس الى عملته فيك والى كنت ناوى اعمله .... ابوس ايدك سامحنينى ولو كنت اقدر اقوم كنت ركعت تحت رجليكى وبستها علشان تسامحينى ... انا اسف ارجوكى ارجوكى سامحينى
اهدى يا حازم والله مسمحاك .... اهدى بلاش تعمل كده وان شاء الله هتخف وهتكون كويس
بكى بصوت عالى كالاطفال وقال
لو عشت هعذب كل الى حوليا رجليا الاتنين اتقطعوا وبقيت اعمى .... ربنا عقابه شديد اوووى لكن انا كمان ذنبى كان كبير كبير اوووى بس خلاص طلما انت مسمحانى كل حاجه تهون ... وياريت تقولى لدكتور حذيفه كمان يسامحنى
مسامحك يا حازم ... وان شاء الله تقوم بالسلامه
مفيش داعى يا حازم احنى بجد مسامحينك وربنا يسامحنا جميعا
بكا وبكا كالأطفال وهو يقول
يارب ... يارب
كانت كل الاجهزه المحيطه به بحاله جسده الهزيله تقطع القلوب التى تشاهده خرجت جودى وحذيفه من الغرفه و كلماته يرتد صداها فى صودرهم
وفجاءه صدر صوت عالى من ذلك الجهاز بجانبه حضر الطبيب سريعا ولكن الله اراد ان يريح ذلك الذى عاد الى صوابه والى الله صحيح اخطاء ولكن الله اره قدرته وليرحمه الله
صړخت جودى صرخه صغيره كتمها صدر حذيفه الذى ضمھا وهو يدعوا الله ان يرحمه كانت زهره تبكى بصمت وابتعدت عن الجميع وأخرجت هاتفها وطلبت رقمه وحين اجابها قالت سريعا
وظلت تبكى وتبكى
وكان هو كالاسد الحبيس لا يعرف ماذا عليه ان يفعل الان
كانت خديجه تعمل بالمطبخ بعصبيه شديده .... اليوم الذى يقضيه لدى مريم تشعر وكأن بها ڼار حيه تأكلها .... تستمع الى صوت ضحكته العاليه الخارجه من قلبه بسعاده حقيقيه تتألم لما لم يحبها كحبه لمريم لما لا يراها كما يرى مريم ... ولكنها لا تستطيع الابتعاد عنه مهما حاولت كان يراقب حركاتها وهو يقف عند باب المطبخ يعلم ما
اليوم هو بقائه مع مريم ولكنه اتصل بها واخبرها عن حاله خديجه فوافقت على بقائه معها بقلب ونفس راضيه
وصل خلف خديجه مباشره و بسرعه حملها كطفله صغيره بين يديه رغم عمره الذى تجاوز الخمسين ولكنه مازال يحافظ على لياقته صړخت خديجه خوفا وهى تقول
ابتسم وهو يقول
ده انا اشيلك طول عمرى يا ديجه
وتحرك بها الى الغرفه ومددها على السرير وجلس عند قدميها يدلكها لها سحبت قدميها وهى تقول
ميصحش يا عادل
اعاد قدمها وظل يدلكها لها وهو يقول
انت مراتى حبيبتى ... وبعدين احنى واحد .... وراحتك واجب عليا.
كانت الدموع تسيل من عينيها فى صمت حين لاحظها اقترب منها ليضمها قائلا
اقسملك بالله العظيم لو كان قلبى بايدى كنت حبيتك انت من اول يوم وده مش معناه انى مش بحبك ... بالعكس انا بحبك جدا بحب قلبك الطيب وروحك الهاديه بحب اهتمامك وحبك ليا .... يا ديجه انت مراتى حبيبتى ليكى مكانه فى قلبى كبيره جدا ومحدش ابدا هيوصلها
نظرت له و دموعها تغطى وجهها
بجد يا عادل .... بتحبنى .
ابتسم وهو يمسح تلك الدموع وقال
بحبك .... انا بحبك .... اقسم بالله بحبك .
اخفضت نظراتها وقالت
ولما انا كل ده مريم بقا عندك ايه
تنهد بصوت عالى وهو يقول
مريم بنت عمى وحلم طفولتى وحب المراهقة وتحدى فى عنفوان الشباب .. وحرمان السنين
صمت قليلا ثم قال
ممكن اطلب منك طلب
انا بشكرك من كل قلبى علشان ساعتينى اشيل وزر كبير كنت هتحاسب عليه يوم القيامه .... بس كمان انا مش عايزك تكونى زعلانه .... ممكن اليوم الى هكون فى تحت تفكرى ان انا مثلا عندى شغل مسافر اى حاجه بس ارجوكى بلاش تزعلى وتنقهرى كده .... بلاش احس كل ما اشوفك انى كفرت عن ذنب علشان اشيل ذنب جديد .
ظلت تنظر اليه بصمت ثم ابتسمت ابتسامه صغيره وهى تهز راسها بنعم .
.... الفصل الرابع والثلاثون
كان يستمع لصوت بكائها واصوات اخرى من حولها لعڼ الحاډث ولعڼ نفسه ولعڼ عينيه التى تقيده صړخ بها بصوت عالى قائلا
تعالى فورا يا زهره تعاليلى فورا
هزت رأسها وكأنه يراها واغلقت .
عادت تقف بجانب جودى التى تشاهد كل ما يحدث حولها بشرود وصدمه تقدم منهم سفيان وقال
يلا يا بنات خلينى اروحكوا علشان ارجع اشوف ايه الى هيحصل ...
ثم نظر الى حذيفه قائلا
خليك هنا ولو فى اى حاجه كلمنى
هز حذيفه رأسه وهو يربت على كتف سفيان
وتحرك ليقف امام جودى قائلا
جودى تماسكى .... وادعيلوا هو محتاج الدعاء مش العياط .... خليكى قويه زى ما انا متعود منك .
كانت تنظر اليه بتركيز وهزت رأسها بنعم وتحركت مع سفيان فى صمت تستند على زهره التى تحتاج ايضا لدعم كاهذا الدعم الذى يقدمه حذيفه لجودى
حين اوصلها سفيان وقفت امام البيت تنظر اليه پضياع لا تعلم ان كانت ستجد ما تحتاجه لديه الان
صعدت وهى غير متوقعه اى دعم بال هى تعرف جيدا ماذا يريد و كل ما سيخبرها به وليكن ما يكن هى مجهده مستنزفه لن تتمسك باحدا لا يريدها حين فتحت الحاجه راضيه الباب ألمها قلبها على مظهر زهره الذابل الحزين ... اشارت لها بالدخول حين قالت
اتفضلى يا حبيبتى ....
هزت زهره رأسها فهى حقا لا يوجد لديها طاقه للحديث وقبل ان تتحدث زوجه عمها مره اخرى سمعت صوته من خلفها يناديها بلهفه
التفتت اليه لتجده يقف عند باب الغرفه فاتح ذراعيه اليها لتركض اليه سريعا وترتمى بين ذراعيه باكيه
ظل يربت على ظهرها فى محاوله لتهدئتها وجلس ارضا بها كانت تهزى
اتعذب كتير يا صهيب ... رجله الاتنين اتقطعوا واتعمى ... باس ايد جودى علشان تسامحه.... كان ييقول يارب بحرقه والم وندم
ظل يربت على ظهرها وقال
ربنا يرحمه ويغفرله ... اهدى يا حبيبتى اهدى
رفعت راسها وظلت تنظر اليه ثم هدرت به يصوت عالى وهى تضربه على صدره
حبيبتك ولما انا حبيبتك بتعذبنى ليه .... بتكسر فرحتى بقربك ليه .... ديما محسسنى ان انا الى بحبك بس .. ليه ديما
محسسنى انك سراب كل ما اقرب منك تبعد ... ليه مش عايز تقتنع ان انا بحبك بعشقك بعشق التراب الى بتمشى عليه لو اطول اتكحل بيه هتكحل .... قلبى وعقلى وروحى ملكك من وانا لسه فى اللفه ... ليه بتوجع قلبى ..... ليه
كانت مع كل كلمه تبكى بحرقه وټضرب صدره موضع قلبه كان مستسلم تماما لضرباتها كان يتعذب لعڈابها ... يعشقها كما تعشقه ويتمنى قربها ... ولكن هل ما حدث اليوم سيتكرر ام ستسجن نفسها معه داخل جدران البيت .... ماذا سيحدث ان دايقها احد بالشارع ماذا سيفعل و قتها .... ام الاهم من كل ذلك هو قربها
هدأت ضرباتها وبكائها ولم يتبقى سوى شهقات متباعده
امسك كتفيها وهو يقول
عارف انى تعبك معايا بس اقسملك انا كمان تعبان ... تعبان جدا ....
صمت قليلا ثم قال
بس لاخر مره هقولهالك يا زهره ... وبعد كده لا انا ولا انت لينا الحق نرجع فيها .
ظلت صامته لثوانى ثم قال
انت متأكده انك عايزه تعيشى معايا عمرك كله ودى الاجابه الاخيره .
ظلت تنظر له بغل ووقفت على قدميها ونظرت اليه من علو وقالت
ايوه يا صهيب اخر قرار ..عايزه اعيش معاك عمرى كله
ثم انحنت لتهمس له قائله
بس وحياه حبى ليك قصاد كل العڈاب الى شفته منك لهوريك ايام سوده .
وتحركت سريعا من امامه دون ان تلمح تلك الابتسامه السعيده التى ارتسمت على وجهه .
حين وصل الى البيت هو وجودى اتصل على صديقه ليعرف ماذا يحدث فى المستشفى وما قرره اهل حازم
اجابه حذيفه قائلا
خلاص يا سفيان والده خلص كل الإجراءات ... واحنى دلوقتى فى الطريق واقربنا نوصل
فقال سفيان سريعا وهو يدير السياره
قولى العنوان
اجابه حذيفه قائلا
مش هتلحق احنى خلاص تقريبا وصلنا .... خليك انت مع جودى
تنهد سفيان وقال
ابقى كلمنى بعد ما تخلص .
واغلق الهاتف وترجل من السياره وصعد الى شقه والدته سالها عن جودى اجابته قائله
فى اوضتها ... ايه الى حصل يا ابنى ومالها اختك
جلس امامها وقص عليها كل ما حدث من البدايه .. من اول ما حدث بالجامعه حتى لحظه وفاه حازم
كانت دموع السيده نوال تسيل على خدها فى صمت وظلت تدعوا له بالرحمه والمغفره ربت سفيان على ركبتها
ووقف حتى يدخل لاخته ولكن السيده نوال امسكت يده قائله
سيبها يا سفيان خليها تقعد مع نفسها سيبها تبكى وتزعل من غير ما حد يشوفها علشان متحسش بالحرج
هز رأسه بنعم وقال
انا هطلع شقتى ... صحيح مهيره رجعت ولا متعرفيش
ابتسمت بهدوء وهى تقول
لا الاستاذ عادل وصلها من اكتر من ساعه
هز رأسه وتحرك ليصعد الى شقته
كانت مهيره واقفه فى مطبخ بيتها تحضر طعام سريع لها ولسفيان وهى تتذكر ما حدث صباحا فى ييت امها
كانت جالسه بحضن والدتها تنعم بحضنها الدافئ ربتت مريم على ظهرها وقالتة
طمنينى عليكى يا مهيره .... عايزه اعرف كل حاجه عنك ... عايزه اشاركك احزانك وفرحك .... عايزه اعوض عمرى الى فات معاكى ....
ابتسمت مهيره وهى تعتدل لتنظر الى امها وقالت
عمرك ما سبتينى كنت على طول معايا ... كنت ديما بكلمك واحكيلك .. عمرى ما صدقت كلام بابا .. كنت ديما متأكده ان فى سر ... و بعد كلامك مبقاش فى اى شك
صمتت قليلا ثم قالت
بس انا مش فاهمه ازاى قبلتى تتجوزى عمو عادل وهو متجوز .
ابتسمت مريم بحزن وقالت
وقت ما طردنى ابوكى رجعت بيت بابا وقتها عادل كان اتجوز خديجه .... فضلت عايشه مع ابويا سنه كامله لحد ما ماټ .... فضلت عايشه لوحدة شهرين بعديه .. لحد ما فى يوم لقيت عادل جايلى وقالى انه عايز يتجوزنى رفضت لكن هو فضل مصمم لحد فى يوم قالى لو انت رافضه علشان خديجه فهى عارفه وموافقه متخيلتش انها تكون موافقه فعلا ووقتها كانت لسه مخلفتش وفكرت ان هو
متابعة القراءة