رواية كامله

موقع أيام نيوز


الإقتراب بحميمية و التي كانت ستفعلها و لأول مرة يا له من تعيس الحظ حين أرادت الإقتراب ابتعد هو وقف زين مقابل حسنة يطالعها لآخر مرة قبل أن يخبرها بقراره الأخير وضع بينهما ورقة تناولتها منه و على وجهها نظرات الإستفهام سألته بنبرة متعجبة قائلة
إيه دا دي ورقة التحاليل بتاعتك !
رد زين بجمود و قال
لا دي ورقة طلاقك

تابع و هو يضع ورقة أخرى صغيرة و قال
و دا شيك في جميع مستحقاتك المادية اعتبري هدية طلاقك
نظرت حسنة بجمود لا تعرف من أين أتت به لكنها اعتادت على أن ينشطر قلبها و لا تبك 
سألته بنبرة متهكمة قائلة
سمعت كلام ابوك !
شاح بوجهه تجاه النافذة ثم عاد ببصره لها و قال بهدوء ظاهري
أنا سمعت كلام العقل و اعتقد بعيدا عن اللي حصل أنا كنت متفق معاك على الإنفصال مفرقتش بقى سبنا بعض بسبب مين
أومأت له برأسها علامة الإيجاب و تقول بمرارة في حلقها
عندك حق 
تابعت بعدم إكتراث و هي ترفع أحد الأوراق و قالت 
مش محتاجة ل فلو سك
القتها في وجهه بينما هو ارخى كفيه و هو عاقدا ساعديه خلف ظهره ثم رفعت وثيقة الطلاق و قالت مرارة 
دي بس اللي تفرق لي و مش محتاجة منك غيرها ربنا يوفقك مع واحدة تقدر ك و تسعدك
خطت بخطواتها الواثقة تجاه باب الغرفة وضعت يدها على المقبض الحديدي و قبل ان تفتح الباب استوقفها دون ان يستدار 
حسنة نسيت تلمي هدو مك
ابتسمت إبتسامة شديدة التكلف و قالت دون أن تستدار 
ابقى اتبرع بيهم
فتحت الباب پغضب مكتوم خرجت من الحجرة متجه نحو سلالم الدرج هبطت و هي مرفوعة الرأس شامخة لا تهتز لم تتأثر ظاهريا بهذا الإنفصال كادت أن تتجاوز والديه لكن صوت فؤاد القصاص استوقفها قائلا پشماتة 
لو كان زين عمل غير كده كنت جلت إنه مش ولدي صح خروچك من الدار ديه يعني خروچك من الچنة
نظرت له و قالت بإبتسامة واسعة
الجنة بتاعك دي الله الغني عنها خروجي من هنا يعني نجاتي من عالم قذ رة سوى كنت أو حسان الدهشوري
حسنة 
هتف زين بإسمها محاولا فض المشدة الكلامية بينها و بين والده نظرت للأعلى لتستمع إلى كلماته الأخيرة قبل أن يأمرها بكل هدوء للخارج قائلا
من فضلك كفاية لحد كدا و اتفضلي مع السلامة .
كزت على أسنا نها بغيظ شديد لم تكن تهلم أنه سينصر والديه بهذه الطريقة غادرت المكان دون أن تلتفت خلفها ما إن عبرت البوابة الداخلية وجدت السائق الذي عينه زوجها عفو السابق عليه أن تتقبل الأمر و تعلن هزيمتها استوقفها قائلا بأدب
زين باشا أمرني اوصل حضرتك لأي مكان تحبي
ردت حسنة بنبرة مغتاظة قائلة
قول للباشا بتاعك إني مش محتاجة لخدماته من بعد النهاردا
تركته يحاول معها مرة أخرى لكنها رفضت و بشدة سارت بخطوات هادئة و هي مطأطأة الرأس لا تعرف إلى أين تذهب تبادر في ذهنها وجيدة لكنها تذكرت سفرها للقاهرة لمواصلة إجراءت الطرف الصناعي.
لم يعد أمامها سوى العودة لبيت حسان الدهشوري توقفت سيارة الأجرة عند منزل الجد أمرت حارس البيت أن يدفع له أمواله 
ولجت و قبل أن تطرق الناقوس وجدته جالسا 
على مقعده الوثير يسند بذقنه على الرأس الشيطانية المثبتة على عكازه ابتسم لها و قال پشماتة
طلجك ولد القصاص ! مبروك زين ما عمل يا حسنة
تابع پشماتة واضحة وضوح الشمس قائلا
و الله طلع راچل و لو عمل غير كده كنت جلت إنك ساحرة له
ابتسم ملء شدقيه و قال
ما أنت بت أبالسه و تعمليها
ضحك حتى اهتز ج سده وطأة قدم و قبل أن تطئ الأخرى منعها قائلا 
على فين ! 
هدخل داري!
أشار حسان بيده المجعدة للخلف و هو يقول 
ديه كان زمان جبل ما تبجي مرت زين القصاص
تابع بحزن مصطنع ساخرا من أحزانها و قال 
جصدي اللي رماك بطول دراعه و نصر أبوه و أمه عليك
تبدلت ملامحه كما تتبدل السماء الصافية بأخرى ملبدة بالغيوم و قال 
مشي برا و اوعاك تخطي خطوة واحدة و تتدخلي الدار ديه تاني واصل
سألته حسنة قائلة بدهشة و ذهول شديدان 
عتطرد حفيدتك في انصاص الليالي !!
رد الجد حسان بملامح لا تنم سوى الشړ و هو يدب بعكازه قائلا بنبرة لا تقبل النقاش 
و اج تل ابوي لو عا ص لي أمر مشي لبرا بدل ما خلي الحريم ترميك لكلاب السكك
بصقت حسنة على جدها و هي تسبه سباب لاذع استدار لتبحث عن طريق جديد تقضي فيه الساعات الأخيرة من الليل خرجت من المنزل بأكمله سارت بخطواتها الهادئة و كأنها عجوز لا تستطع الحراك استوقفها عمر و هو يتسأل بلهفة قائلا 
حسنة ! كيفك و إيه مخرچك الساعة دي !
رفعت حسنة بصرها وجدت حبيبها السابق و بجانبه زوجته شمس تضع يدها على باطنها المنتفخة قليلا إثر الحمل ابتسم شبح إبتسامة و هي تقول
كيفك أنت يا عمر أني راچعة داري
سألها بنبرة مغتاظة و قال 
دلوجه !! وحدك ! و فينه البيه چوزك سايبك وحدك ليه 
بلعت غصتها بمرارة و هي تناجي ربها ألا تسقط دموعها أمامه تنحنحت ثم قالت
زين طلجني و چدك طردني
لجمت الصدمة لسان عمر و التزمت شمس الصمت لحين الوصول لبيتها بينما هو قال بإستفهام 
مېتا حصل ديه !! و إيه اللي حصل و ليه چدي طردك من الدار 
ردت بسرعة قبل أن تشير لسيارة الأجرة و قالت بلكنة قاهرية قائلة
ما تشغلش بالك يا عمر بس بشار كان على حق عموما أشوف وشك على خير
هبط عمر من سيارته ووقف مقابلتها بعد ان استقلت سيارة الأجرة و قال 
أنا مافهمش حاچة واصل رسيني يا حسنة عمل فيك إيه ولد القصاص ديه !
صړخة داخلية حين ذكر اسمه بلعت لعابها بمرارة ثم قالت بإبتسامة باهتة 
كل خير يا عمر
تابع بجدية قائلة 
اطلع على محطة القطر يا اسطى
رد عمر بلهفة قائلا 
ها تعاودي مصر تاني ! لا ادلي و اني هاخلي چدي يدخلك البيت و لو مرضاش أني ها چيب لك احسنها شجة و تجعدي فيها بس تعاودي مصر تاني لا
لم يعجبها تلك النبرة لو كانت محل شمس لډمرت العالم من أجل حبيبها قررت أن تضع حدا له قائلة 
روح لأم عيالك يا عمر اتأخرت عليها ربنا يحفظها لك و تقوم بالسلامة خلي بالك منها هي اولي باهتمامك دا سلام يا بن عمي
آمرت السائق للمرة الثانية تحرك السائق في طريقه لمحطة القطار أما عمر عاد لزوجته بدأ يسرد لها ما حدث لو لم يحدثها و اخبرها بما حدث لفعلت ما لا يحمد عقباه لكنه كان أذكى
رجلا عرفته في حياتها وصلا أخيرا لحجرتهما
بدأ يتسأل عن السبب عقله لا يهدأ عكس ملامحه التي تظهر لها أن الأمر لا يعنيه .
دام الصمت لأكثر من ساعة كاملة ظن أنها في سبات عميق نظراته
 

تم نسخ الرابط