رواية جورى قدرى بقلم بسمله بدوى

موقع أيام نيوز


خليها تيجي هنا عشان أردلها كرامتها قدامهم كلهم
باسل حاضر
صعد باسل السلم راكضا و وقف أمام غرفتها و طرق الباب لكنها لم تفتح له . ظل يتحدث اليها من خلف الباب قائلا 
باسل هاله ارجوكي أفتحي . أنا آسف . أرجوكي أديني فرصة أصلح اللي حصل .. هاله . أنا . أنا . بحبك يا هاله .. بحبك من أول لحظة شوفتك فيها .. و صدقيني أنا هدفعلك لي لي التمن غالي أوي عاللي عملته معاكي .. أمسك باسل مقبض الباب و أداره .. لكنه وجد الغرفة خالية .. و الفستان على السرير .. و حتى هاتفها تركته .. وكأنها تريد نسيان كل ما حدث لها .. .

دخلت هاله الى مبنى الكلية و هي تشعر بالسعادة التي فارقتها منذ ۏفاة والدتها و أتجهت الى مكتب العميد الذي رحب بها و تم توقيع أوراق إعتمادها كمعيدة شكرته هاله وتوجهت الى غرفة الأساتذة لتجد أستاذها الذي تكن له كل أحترام فحيته قائلة 
هاله السلام عليكم يا دكتور بكر
الأستاذ سعيدا اهلا أهلا يا دكتور هاله
هاله يسعدني أكون معيدة مع حضرتك
الأستاذ شدي حيلك وكملي الماجستير بسرعة عشان تبتدي تدرسي معانا
هاله ان شاء الله اكون عند حسن ظن حضرتك
خرجت هاله و اتجهت إلى الباب الرئيسي لتغادر فقابلت شخصا لم تكن تتوقع لقاءه أبدا..
بها قائلة 
السكرتيرة اهلا بيكي يا هاله أنا سماح اتفضلي مستر صلاح مستنيكي
هاله اهلا يا سماح
دخلت هاله بصحبة سماح الى مكتب الاستاذ صلاح 
السكرتيرة آنسة هاله يا مستر صلاح
هاله السلام عليكم
صلاح اهلا يا دكتور اتفضلي
هاله اهلا بحضرتك
جلست هاله بينما طلب صلاح لها عصيرا و جلس يتحدث اليها عن طبيعة العمل الذي ستقوم به وشعرت هاله بالسعاده فعملها سيكون في أعمال الترجمة و أيضا اصطحاب الأفواج السياحية في رحلاتهم داخل مصر كما فوجئت هاله بالراتب الذي كان مفاجأة و وقعت هاله العقد و هي تشعر بالسعادة
مضى شهران و هاله تعمل لدى الأستاذ صلاح و قد غادرت دار الرعاية و قامت بتأجير شقة صغيرة قريبة من المكتب و أشترت أثاثا بسيطا لكنها كانت تشعر بالسعادة لأنها أخيرا أصبح لها بيتا خاصا و قد كانت تعمل طوال اليوم و تعود في المساء لتستذكر للدراسات العليا و تنام و هي متعبة للغاية و كان العمل ممتعا بالنسبة لها فقد اكتسبت خبرة جيدة و كان الجميع يعاملونها بلطف شديد و بالرغم من محاولات شريف المستمرة للتقرب منها إلا أنها كانت تصده بأسلوب مهذب فقد كان قلبها مشغولا بحبيبها الذي كانت تتمنى لقائه من جديد .
دخل محمد مكتبه ليأخذ بعض الأوراق فلاحظ مي المحامية التي ألتحقت بالعمل معه مؤخرا تنظر اليه بإعجاب فبادلها النظرات و قال لها 
محمد مي 
مي نعم يا مستر محمد
محمد أنت مرتاحه في الشغل معانا
مي أوي أوي
محمد طيب خدي الاوراق ده أقريها واكتبيلي بيها تقرير
مي و وجهها مكسو بحمرة الخجل حاضر
محمد بصوت منخفض و هو يخرج من المكتب عسل و الله عسل
باسل يغلق هاتفه بعد أن أنهى مكالمة هامة ليجد محمد يقف أمامه و هو يبتسم بشكل غريب 
باسل اللي واخد عقلك
محمد هه
باسل لاااااااااااااا ده الموضوع كبير أوي أحكيلي بسرعة
محمد شكلي بحب يا باسل
باسل وهو يضحك لا مش ممكن انت
محمد ليه يعني 
باسل لا أبدا بس أنت بتحب كل يومين واحده
محمد لا المره ده غير كل مره
باسل باهتمام بجد 
محمد أيوة
باسل و مين سعيدة الحظ ده
محمد مي
باسل مي مين
محمد المحامية الجديدة
باسل بنت الأستاذ ابراهيم مدير الحسابات
محمد ايوة
باسل ده صغنونة اوي
محمد ما برائتها ده اللي شدتني ليها
باسل طيب ربنا يوفقك فاتحت مامتك
محمد لسه تفتكر هتوافق
باسل أيه يا ابني !! البنت كويسه جدا
محمد ما أنا عارف
باسل أنت قول لطنط أشرقت و سيب الباقي عليا
محمد أدعيلي يا باسل
باسل يا رب أدخلك قفص الزوجية بأيدي
محمد وهو يضحك ياااااااااا رب
كاريمان و هي تجلس مع أشرقت في حديقة النادي 
كاريمان بتفكر في ايه
أشرقت لا أبدا بس محمد مش عاجبني اليومين دول
كاريمان خير ماله
أشرقت سرحان كده و مش معايا
كاريمان يمكن تعبان و لا حاجه
أشرقت لا ده شكله بيحب
كاريمان طيب و فيها ايه
أشرقت خاېفة تكون واحده من اللي بيعرفهم و يتعلق بيهم
كاريمان لا مټخافيش محمد عاقل
أشرقت ربنا يستر
كان باسل يقود سيارته متجها الى منزله و كان يستمع الى موسيقى هادئة و عندما توقف في شارع مزدحم لاحظ سيارة أجرة بجواره تجلس بداخلها شابة تتحدث في الهاتف و تضع نظارة شمسية فشعر باسل بالارتباك الشديد .. هل يحلم .. أم أنه يراها أمامه 
حارس العقار أيوة يا بيه ساكنه هنا من يجي شهرين كده
باسل هي ساكنة مع والدتها
حارس العقار لا ده وحدانية مفيش حد بيزورها كانها مقطوعه من شجرة
باسل و هو يضع مبلغا من المال في يد الرجل طيب متشكر أوي يا حج
حارس العقار هو فيه حاجه يا بيه
باسل كل خير ان شاء الله
أوت كاريمان الى فراشها مبكرا كعادتها و لكنه أستيقظت على صوت باسل يوقظها قائلا 
باسل ماما ماما . أصحي
كاريمان خير يا باسل بتصحيني ليه
باسل مش هتصدقي لقيت مين
كاريمان و قد أحس قلبها هاله !!!!!!!!!!!!!!
باسل أيوة يا ماما لقيتها أخيرا
كاريمان ها و قالتلك ايه
باسل بصراحة أنا مكلمتهاش
كاريمان ليه بس كده
باسل متقلقيش أنا عرفت هي ساكن فين
كاريمان طيب كويس و هتعمل ايه
باسل مش أنا اللي هعمل
كاريمان أمال مين 
نظر لها باسل و هو يبتسم .. .
أستيقظت هاله من نومها و

أرتدت بنطالا لونه أسود و قميصا أزرق و تركت شعرها الأسود منسدلا على ظهرها و وضعت قليلا من أحمر الشفاه الفاتح اللون ثم تناولت كوبا من الشاي وغادرت لتلحق بعملها .. وصلت هاله الى مقر عملها و دخلت الى مكتبها الصغير و بدأت تترجم أحدى القصص التي كانت تدور حول قصة رومانسية حزينة .. تأثرت بها هاله للغاية و شعرت بالحزن من أجل البطلة .. .
وصلت أشرقت في موعدها الذي حددته كاريمان للقائهما في النادي و فور أن تقابلا بادرتها كاريمان قائلة 
كاريمان عايزاكي في مشوار مهم
أشرقت صباح الخير أولا فهميني بأه ايه اللي حصل بالضبط
كاريمان باسل عرف طريق هاله و عايزني أروح أقابلها و انا بصراحة محرجة أروح لوحدي خصوصا أنها مشيت من عندي زعلانة
أشرقت طيب يلا بينا نروحلها
كاريمان بصي أيه رأيك ناخدلها معانا هدية
أشرقت أيوه طبعا
انطلقت الأختان لتبتاعا هدية لهاله التي كانت على وشك الوصول إلى منزلها بعد أن أشترت طعام الغداء لتقوم بإعداد وجبة خفيفة ثم تبدأ في المذاكرة فهي تريد الإنتهاء من دراستها سريعا لتقوم بالتحضير لرسالة الدكتوراة الخاصة بها .. .
توقفت سيارة كاريمان أمام العقار الذي تقطن فيه هاله و نزلت كلا من كاريمان وأشرقت و دخلا الى المصعد الكهربائي و ضغطا زر الدور الثالث و وجدا شقة هاله فوقفتا تنظران أحدهما الى الأخرى ثم ضغطت أشرقت على جرس الباب الخارجي و سمعتا وقع أقدام تقترب ..
أنهت هاله طعامها ثم دخلت لتغتسل و تصلي و أعدت كوبا من الشاي و جلست لتحتسيه و
 

تم نسخ الرابط