رواية ۏجع الفراق بقلم حنان اسماعيل

موقع أيام نيوز


ده مچنون بيها 
سارى ولو ...ده ميديهاش الحق انها تقل ادبها عليا ..دى محسسانى ان انا اللى شغال عندها 
عبدالحميد سيبك ..انا هروح اراضيها دى لو كانت لسه موجودة بس عشان خاطرى مالكش دعوة بيها خالص 
خرج عبد الحميد باحثا عن صافى فأبلغه زملائها برحيلها 
.................
فى المساء دق جرس الباب ..اتجهت صافى لفتح الباب ..كانت بملابس بسيطة .بنطال ضيق احمر قصير بعض الشئ وفوقه بلوزة بيضاء خفيفه تنسدل على احد كتفيها تظهر بياض جسدها بينما تركت شعرها منسدلا فى حرية 

فتحت الباب وبيدها مغرفه طعام قائلة بحماس 
صافى لو كنتم اتأخرتم دقيقه مكنتوش..........
صدمت لرؤيته امامها وبجواره عبدالحميد ...يقف فى تباهى ممسكا بباقه زهور فى يد بلامبالاة ..كان يرتدى قميص اسود ومن تحته تيشرت رمادى يظهر عضلات صدره وبطنه 
بلعت ريقها فى صعوبة خاصة حين رأته يتفحصها من اسفلها لاعلاها كعادته مما جعلها تعدل التيشرت المنزلق على كتفيها لاعلى فى خجل ...جاءها صوت عبدالحميد الرزين قائلا 
عبدالحميد ايه ياصافى مش هتقولى لنا اتقضلوا عيب عليكى ده ابوكى ابو الكرم 
تنحنحت فى ضيق قبل ان تفسح لهم كى يمرا للداخل .مر عبدالحميد ثم تبعه سارى والذى تعمد ان يمر ببطء امامها بجسده الصخم قائلا لها بنبرة واثقه 
سارى مش هتاخدى الورد منى 
مدت يدها فى خجل فإنزلق التيشرت مرة اخرى ليكشف كتفها .راقبها وهى تحاول رفعه قبل ان تمد يدها لتأخذ ما بيده .
رحب بيهم والدها فى ود وان كانت نظراته تجاه سارى متحفظة بسبب ما حكته عنه صافى ..احس سارى نفسه بهذا فتعمد ان يثير اعجاب والدها بسرد اجزاء من مقالاته السابقه ومناقشته له فى امور عديدة كالسياسة والرياضة وخلافه قرأهم سابقا تحسبا لهذه اللحظة .
غيرت صافى ملابسها بسرعه لبنطال ضيق ايضا لونه ازرق وتيشرت لونه روز قبل ان تعود اليهم بأكواب من العصير 
دق جرس الباب ففتحته صافى لتجد امها وكريم .احتضنها كريم بقوة قبل ان يهرول ناحية جده ..راقبه سارى بفضول بينما اكتفى كريم بالنظر اليهم بتحفظ وانطواء قبل ان تطلب منه صافى ان يسلم على الجميع ففعل قبل ان يعود لحضن جده من جديد 
فتح الحديث عبد الحميد قائلا لصافى ووالدها بجدية 
عبدالحميد صافى ..ا سارى جاى يعتذر لك على سوء التفاهم الل حصل بينكم النهاردة .واظن من دخل بيتى يبقى عداه العيب صح ولا ايه يااستاذنا 
موجها حديثه لوالدها والذى تكلم قائلا برزانة 
رفيق بص ياعبدالحميد احنا اصحاب اه بس اهانة بنتى من اى مخلوق خط احمر بالنسبة لى ولها ..وصافى الف جرنال يتمناها وبناقص الشغل اللى هيجيب لها المشاكل 
تكلم سارى بثقه اظن انى جيت لحد عندكم عشان اعتذر ودى حاجة كبيرة اوووى عندى ..انى اروح لحد عنده واعتذر له خصوصا لما يبقى هو كمان غلطان 
اندفعت صافى قائله بعصبية انا مغلطتش ..انت اللى انسان قليل .....
قاطعها سارى فى ڠضب قائلا بلهجة امرة اسمعى ..اى تجاوز منك والله ما هعديه لك فاهمة ..مش معنى انى جيت لحد بيتك ان ده يخليكى تتجاوزى حدودك معايا 
تكلم رفيق قائلا پغضب لصافى 
رفيق صافى ...عيب كده ...انتى مش صغيرة ولا دى طريقه حوار ..اياكى تنسى ان الناس دول ضيوفنا وفى بيتنا 
نظرت اليه بإذعان قائله بادب انا اسفه يابابا 
رمقها سارى لنظرات ڼارية هى وكريم والذى احتضن رقبتها بقوة قائلا لها بصوت خاڤت 
كريم مامى انا جعان اووووى 
انتبه رفيق له فقال لصافى 
رفيق صافى ..حضرى العشا ..عشان الجماعه يتعشوا معانا 
نهض سارى واقفا قائلا بحزم 
سارى معلشى اعذرنى انا عندى ميعاد مهم 
وقف رفيق بصعوبة قائلا لعبدالحميد وسارى 
رفيق قول لصاحبك ان ميصحش كده ياعبده ..احنا بيت كرم ..ناكل عيش وملح مع بعض واى خلاف بعد كده يتحل ان شاء الله 
لكز عبدالحميد يد سارى كى يجلس فإستجاب على مضض
جهزت صافى المائدة وحدها بعدما دخلت امها لتغير لكريم ملابسه 
جلس الجميع الى المائدة .جاء كرسى سارى فى الجهة المقابله لكرسى صافى والتى تجاهلت نظراته الثاقبه اليها طوال الوقت والى كريم الجالس بجوارها 
استمتع الجميع بوجبه الطعام التى اعدتها صافى .بعدما نهض الجميع .اخذت صافى تلم الاطباق من المائدة .فى الوقت ذاته تلكأ سارى وهو يغسل يده فى الحمام الصغير المقابل للمطبخ حتى راها تعود حامله بعض الاطباق بيدها ..
خرج امامها بعدما حاصرها بذراعه على الحائط الذى ورائها مما جعلها تنظر اليه پغضب قائله وهى تلتفت حولها بهمس 
صافى شيل ايدك وخلينى اعدى والا .....
سارى وهو يقترب اكثر من وجهها قائلا بمكر 
سارى والا ايه هتصرخى ولا هتنادى باباكى 
ادارات الاطباق فى يدها على ملابسه فإبتعد فى ضيق بينما ابتسمت هى فى خبث ...مد يده فى طبق من الاطباق ثم مرر يده على وجهها كلها فتلطخ بباقى اثار الطعام 
اغتاظت منه خاصة حين احست بانفاسه الساخنه ټضرب وجهها ..تأملها عن قرب للمرة الاولى ..كانت جميله جمالا يحسب لها . بتقاسيم وجهها المتناسقه ..ادار وجهها اليه باطراف اصابعه قائلا لها 
سارى بثقه بكره اول واحدة عاوز اشوفها لما اجى الجرنال انتى 
قالها وانصرف للخارج .برر لهم ملابسه المتسخه بإرتطامه بصافى اثناء دخولها بالاطباق المتسخه عرض عليه ابيها ان يعيره قميص من عنده كى لاينزل بملابسه المتسخة الا انه اعتذر بلطف .
احتسيا الشاى والقهوة ودردشا سويا وفى النهاية اتفقا ان تعود صافى للعمل على وعد بألا يتعرض لها سارى بأى شكل مهين 
راقبته صافى وهو يستقطب اباها ناحيته بكلامه المعسول ..لا تعلم لماذا يثير فيها هذا الرجل كل هذا الكم من الحنق والضيق ربما لان نظراته الثاقبه وتلميحاته المهينة اليها دوما هما السبب 
...............
الجزء السابع
فى الايام القليله ..تجاهل وجودها او حاول ان يتجاهلها وان كانت رشفات قهوته مع سېجاره الكوبى الفاخر دوما خلف زجاج مكتبه وهو يراقبها وهى تعمل بكد دون ملل تسليته اليومية .
................
خلال تلك الفترة حرص ان يقرأ بعض من رواياتها وتحقيقاتها الصحفية المميزة .استوقفه روايتها ..كانت رواية حزينةعن اثنان التقيا فى ظروف صعبة واحبا بعضهم قبل ان يفترقا 
خرج الى صاله التحرير مقتربا منها قائلا لها بلهجة امرة 
سارى استاذة صافى لو سمحت عاوز اتكلم معاكى فى مكتبى 
نهضت واقفه تنظر اليه فى صمت قبل ان تتبعه للداخل 
انتظر حتى دخولها واغلق الباب ورائها ثم سحب الستائر على الزجاج رغم علمه انه يكشف عمن بالخارج فقط 
وقفت فى هدوء فإقترب منها كثيرا مما جعلها تتراجع خطوة للخلف حتى كادت ان تسقط بعدما تعثرت فى المنضدة خلفها فأمسك بخصرها بسرعه ليضمها الى صدره .تنحنحت فى خجل وهى تبعد يداه القويتين عنها قائله بتلعثم 
صافى تحت امرك يافندم ..خير 
ابتسم بخبث ودار حولها قائلا لها 
سارى انا قريت روايتك الاخيرة اسمها ۏجع الفراق صح 
اجابته بهدوء ايوه 
سارى تمام ..طب اقعدى 
اشار اليها ان تجلس على الاريكه ورائها فجلست فى ارتباك ..جلس بجوارها وعيناه تتفحصانها بجرأة وثبات مثلما يفعل دائما.. بادر قائلا 
سارى انا عاوزة القصة دى احولها لفيلم عندك مانع 
اجابته بهدوء ويداها تتشابكان فى توتر اثر نظراته اليها 
صافى هو بس كان فى كذا حد كلمونى عليها وانا مش حابة ........
سارى مقاطعا عاوزة كام 
صعقټ من سؤاله فأجابته وهى
 

تم نسخ الرابط