عودة من الماضى بقلم محمود الامين

عودة_من_الموت
كنت نايم زي كل يوم ومراتي كانت نايمة جمبي.. تليفوني رن اتعدلت عشان اشوف مين السخيف اللي بيتصل دلوقتى 
لكن بمجرد ما بصيت علي الشاشة جسمي تلج حسيت ان روحي هتتسحب مني.. عشان اللي بيتصل ده المفروض مېت دلوقتي 
ومش كده وبس ده انا اللي مخلص عليه بأيدي.. فتحت الخط ولسه هتكلم سمعت... 

الجزءالاول
أسمي رمزي عابد.. عمري 32 سنة عمري اللي هينتهي قريب جدا.. صحيح الاعمار بيدي الله ومحدش عارف ھنموت أمتي 
لكن انا عارف.. اه زي ما سمعتوا كده وانا استاهل ده واستاهل كل اللي بيحصل وهيحصل فيا انا مش هدافع عن نفسي.. يمكن بعد ما تسمعوا حكايتي ټشتموني وحقكوا مش هكون زعلان وممكن كمان تدعوا عليا 
خليتي اقولكم أني من القاهرة عايش مع والدتي ومليش حد غيرها.. والدي كان موظف بسيط وطلع علي المعاش وتوفاه الله من سنة.. والعيشة صعبة جدا زي ما أنتوا عارفين 
وعشان كده روحت لصديق ليا أسمه سعد.. سعد صديق ليا من أيام الكلية احنا خريجين هندسة .. بس الفارق في الماديات فرق السما والارض.. هو ابن واحد من أغني أغنياء البلد وطول عمره ابن عز اللبس والعربيات والايفون والعيشة المرتاحة 
أما أنا ابن الموظف الغلبان اللي مش لاقي ياكل ولبسي اللي معايا بيتغير من السنة للسنة مرة وبركب مواصلات ومعايا تليفوني اللي بيقضي الغرض وخلاص 
ورغم اني عارف دلوقتي أنكم بتقولوا اي النفسنة دي لكن انا بقولكم اصبروا لسه في كتير من ده 
طول عمري كنت بكره سعد.. معرفش ليه هو معمليش اي حاجه بس انا مكنتش بطيقه نهائي 
لكن دلوقتي الوضع أختلف تماما والمصلحة هنا هي اللي هتحكم 
روحتله علي عنوان الشركة اللي ملك لوالده.. وصلت هناك ودخلت وسألت عليه.. السكرتيرة حسستني اني داخل لوزير 
اي سبب الزيارة وفي معاد سابق وكلام كتير ورغي ملهوش اي تلاتين لازمة.. المهم اني في الاخر دخلت مكتب سعد.. قام من علي مكتبه وهو بيقول 
_ اهلا بزميل الدراسة الغالي.. أزيك يا رمزي عامل ايه 
_ الحمدلله يا سعد انا كويس.. أنت أخبارك إيه 
_الحمدلله على كل حال 
_ مالك... شايل الهم كده ليه ما تروق يا عم كده 
_ والله يا سعد الحالة صعبة علي الاخر الواحد مش قادر يعيش وعشان كده انا جايلك 
_ اؤمر يا صحبي محتاج كام 
السؤال ده ضايقني جدا ولكني تمالكت اعصابي ورديت عليه وقولتله 
_ لا يا صحبي تسلم.. انا كنت محتاج شغل اصرف منه علي نفسي وأمي.
_ بس كده.. يا عم بسيطة جدا.. تقدر تاجي من بكرة تستلم شغلك مع الاستاذ سليم في الحسابات أنا عارف انك شاطر فيها 
_ بجد مش عارف أشكرك أزاي يا سعد 
_تشكرني اي يا جدع.. أحنا اخوات عيب الكلام ده بس عاوز اقولك احنا صحاب وأخوات بره الشغل لكن في الشغل انا المدير وانت الموظف معلش يا صحبي عشان هيبتي بس قدام الموظفين 
_ اكيد يا سعد انا فاهم.. تسلم ربنا يكرمك 
خرجت من الشركة وانا مدايق رغم اني اتعينت خلاص.. جملته المستفزة لسه بترن في وداني وهو بيقولي 
أؤمر يا صحبي محتاج كام 
كل حاجه عندهم بالفلوس.. انا بعترف انا بكره سعد وهفضل اكرهوا 
رجعت البيت وبشرت أمي بالشغل الجديد وفرحت جدا ودعتلي ربنا يوفقني 
جهزت نفسي تاني يوم وروحت علي الشركة روحت علي الحسابات واستلمت شغلي مع الاستاذ سليم 
شغلانة الحسابات صعبة بس انت قدامك فلوس بالعبيط ولما قعدت وعملت جرد لقيت الفلوس اللي في الشركة بس تعيش شباب البلد كلها ملوك.. فلوس لا تعد ولا تحصي 
فكرت اني اخد منهم.. بس الاول بصيت للاستاذ سليم الراجل الكبير اللي سنه معدي الاربعين واللي باين عليه ممشي شغله بالمسطرة يعني لو حاولت اعمل حاجه هيبلغ سعد علي طول وهيقطع عيشي 
فكرت ازاي اطير الراجل ده من سكتي عشان اعرف اخد من العز ده كله.. بس لقيت الموضوع مش سهل فقولت خليها شويه قدام علي الأقل اثبت جدارة وامانة عشان ميتشكش فيا 
.. 
خلصت شغل علي المغرب.. وأنا خارج لقيت سعد بيرن عليا.. فتحت 
_ اي خلصت الشغل يا بطل 
_ اه الحمدلله.. ومروح اهو 
_ لا تروح فين... بقا ده أسمه كلام انت هتاجي تاكل لقمة معايا النهارده انا كلمت البيت وعملت حسابك 
_ ملهوش لزوم التعب ده