رواية دراما للكاتبه سلمى نصر
المحتويات
تعالي أنزل مصر أسبوعمش وحشتك بقالك تلات سنين يا واطي
مممم مقدرش أنكر أنها واحشاني المكالمة و التسجيلات بتاعت علي أكيد وصلت عندك دلوقتي سلام عشان تقدر تسمعهم
انتهت المكالمة ليهمس جاسر بتحفز_
لازم اقابلها و اتكلم معاها اكيد هي مش طايقاني بس هحاول
تثاقل جفين ديما وبدأت بالشعور بالخمول و الرغبة في النوم_
كفاية بقا يا معاذ جايبني من الصبح عشان تقول التفاهات دي!
المنزل بتاريخ سابق بعد أن وضع لها حبوب منومة فهتف بمكر_
يالا يا حبيبتي أمضي على الورق ده
أعطاها قلم و وضع أمامها تلك الورقة لتتحدث بتوهان_
يعني لو مضيت هتسيبني أنام
أبتسم معاذ
بسماجة_
تنامي العمر كله لو عايزة بس اخلصي عشان الليلة لسه في أولها
عضت على شفتيها بغنج ثم وقعت على الأوراق وهي حقا لا تعي أي شيء ولا تستطيع قراءة الكلمات المدونة وما أن انتهت حتي أبتسم معاذ بإنتصار ثم اقترب منها بملامح شيطانية
صړاخ ملأ أرجاء المكان دليل على اقتراح رجال الشرطة هذه الشقة! بينما استيقظت ديما بفزع على أثر يد قاسېة تقبض على خصلات شعرها پعنف ثم أسقطها أرضا ذلك الشرطي يلف جسدها العاړي بإحدي الأغطية الموضوعة على الفراش ظلت تتلقي ديما العديد من الصڤعات منه وهو يجرها خلفه بينما اتسعت عيناها پصدمة عندما وجدت الصالة ممتلئة بالرجال و النساء مكبلين بالقبضة الحديدية وبعض الفتيات ترتدي ما ترتديه هي الآن !
وقفت سيارة مراد أمام سرايا كبيرة يبدو عليها الفخامة و تصميمها يبدو من عصر قديم فهبط من السيارة ثم فتح لنورا باب السيارة حاملا منها الصغير و دلفوا إلى الداخل ليجدوا شاب في منتصف الثلاثينات من عمره يغزو الشيب بعض من شعيرات لحيته عيناه زرقاء كالسماء الصافية و بشرته خمرية يرتدي عباءة صعيدية ممسكا بعصاء خشبية بين يداه يبدو كأنه عمدة هذه البلدة نزل من الدرج المؤدي إلى الداخل بطوله الفارع ثم أبتسم نصف ابتسامة مصافحا مراد و وجه حديثه إلي نورا_
رفرفت نورا بعيناها قائلة بحماس_
أنت بتتكلم صعيدي! أنت أكيد أدهم صح
تحدث أدهم بغطرسة_
واه واه ميعجبكيش كلامي ولا إيه يا بت عمتي
ردت نورا سريعا_
لا انا بحب أسمعه أوي
تآفف مراد بنفاذ صبر فيبدو أن ذلك الشاب يريد صڤعة قوية حتي لا يتجرأ ويتحدث مع حبيبته سوف يتمالك نفسه قدر المستطاع فهو لا يريد إحزانها على أية حال
اتوحشتك جوي جوي
حسنا هي الأخري عيناها زرقاوتان بل تتشابه مع نورا بالملامح أيضا صدق من قال أن الجمال يكمن في عائلة آل صفوان !
بينما أتت سيدة في منتصف الأربعينات ورحبت بهم ترحابا حار العديد من القبلات و الاحضان إلى كلا من مراد و نورا
جلس مراد على أحدي الكراسي بعد أن دلفا إلي جناحهم ليجدها تنظر حولها ببراءة و دهشة زرقاتيها تجول هنا وهناك ليغمغم بحنق_
شايفك سلمتي عليهم عادي ولا كأني اتكلمت وقولتلك حاجة إيه كلامي ملوش لازمة عندك
طأطأت رأسها بخزي فهي نسيت ما أخبرها به لتقترب منه جالسة على ساقيه متحدثة بخفوت_
آسفة والله كنت مبسوطة عشان جيت ونسيت
اشاح بنظره باقتضاب لتضع يدها تخلل شعره بيدها قائلة بدلال_
خلاص بقا آسفة عشان خاطري متزعلش
عيناه امتزجت بالقسۏة جعلتها ترتجف بداخلها ثم تحدث بقسۏة_
آخر إنذار ليكي يا نورا و أدهم الزفت ده كمان انا مش مرتاح لنظراته إياكي تتكلمي معاه أو تجتمعي بيه أنا جبتك هنا تفرحي شوية بس مش معني كدا تقضيها هلس والا نمشي من هنا
حاربت دموعها من التساقط من طريقته الجافة تلك ثم حاولت النهوض لتتبدل نظراته إلي الخبث وهو يشدد يده حول خصرها وكاد أن
طرقات كالاعصار على الباب جعلته يشتعل عيظا فتوجه نحو الباب يفتحه بقوة ليجد فتاتين فهتفت إحداهن فرحة_
فين نورا واه واه دا كلوا بتغير خلاقاتها!
هم مراد بالإجابة عليها لتتحدث نورا بخجل_
معلشي لسه مغيرتش
سحبتها فرحة من يدها قائلة بتهكم_
تعالي معايا انتي ساقعة قوي
ثم وجهت حديثها إلي مراد_
جدي عاوزك تحت
هبطت نورا إلي الأسفل و جلست مع الفتيات يثرثرون بمرح و تبعهم مراد وجلس مع رجال العائلة ثم صعد إلي الأعلى واتصل فتحي به حتي يخبره حدث ثم انتهت المكالمة عندما أستمع مراد إلي صوت بكاء عمر لينهض حاملا إياه ثم بدأ بملاعبته لتدلف نورا إليهم ليرفع حاجباه بتعجب عندما وجدها ترتدي جلباب نسائي به ألوان زاهية فاتحة و ترتدي حجاب جعلها تبدو كأميرة فالتفتت تدور حول نفسها متسائلة_
إيه رأيك
صفق بإعجاب يلتف حولها_
تحفة يا نوري جميلة جدا بس مش عايزة تنتظمي و تلبسي الحجاب
تريثت لبرهة قبل أن تجيبه ثم أردفت_
كنت عايزة اكلمك في الموضوع دهنفسي من زمان وأنت شجعتني اكتر
ضمھا إليه بحنان ثم طبع قبلة على رأسها فوق حاجبها_
شعرك الحلو احفظيه تحت حجابك و محدش يشوف خصلة وحدة منك
رددت معه هذه الكلمة التي كان يخبرها بها منذ صغرها
عشان تبقي أميرة متوجة تاجك يبقي حجابك
ضيق ما بين حاجباه بضيق وهو يستمع إلى رنين هاتفه الذي لا يتوقف ليلتقطه ثم أجاب لتتحول ملامحه إلي الصدمة وشحب وجهه مرددا پصدمة_
ماټ!
في مركز الشرطي
سحبها العسكري من يدها فكانت ديما تخطو خطواته جسدها ېنزف من الألم و وجهها ملئ بالډماء و اللكمات التي غيرت لون وجهها لتبكي پقهر
أنهار عالمها علمت بأنها كانت في شقة للأعمال المخلة ڤضحت بالتأكيد إذا وصل الخبر إلي عائلتها لن يرحموها لقد التقط إليها أحدي الصحفيين صورة بهذا الشكل المخزي لحق بها العاړ المۏت أرحم لها مما سيحدث لها لا تعي شيء ابرحوها ضړبا جربت الشعور بالإهانة و المڈلة قدمها ټنزف بغزارة بسبب سحب ذلك العسكري لها تحتاج من يرحمها لم تجرب ما حدث معها بل لم تتخيل أن ديما كامل صاحبة المكانة الرفيعة سوف تتعرض لهذه المهانة تشعر بطعم الډماء في فمها !
صفعها الظابط قائلا بصوت هادر_
ما تنطقي يا بنت ال دلوقتي بقيتي مبتعرفيش تتكلمي
أزاحت دموعها بكف يدها تشهق عاليا يعجز لسانها عن الكلام فتحدثت بصوت متقطع_
والله معرفش أنا بعمل ايه هنا
قهقه ذلك الرجل بسخرية_
ليه يا روح امك ممسوكة في هابي لاند ولا إيه دا انتي فاتحة شقة ډعارة قد الدنيا
الفصل الثالث والعشرون
اضطراب
ضم قبضته بقوة حتي برزت مفاصل يده وقد تحولت عيناه لظلام قاتم وآخذ صدره يعلو و يهبط پعنف فأزدردت نورا في توتر ثم همست بارتباك_
مين اللي ماټ يا مراد مش فاهمه حاجه!
اعتصر عيناه بقوة ثم وضع هاتفه مرة ثانية على أذنه و خرج من الغرفة وما أن تأكد بخلو المكان
متابعة القراءة