رواية دراما للكاتبه سلمى نصر

موقع أيام نيوز

كتير اوي دايما حسيني ده كان بيناديني بالخدامة و بنت الشوارع... اشتغلت من بيب لبيت وكان لازم أرجع البيت القذر ده ومعايا مبلغ محدود مينفعش يبقي أقل منه والا يضربني اللي أسمه حسيني ده لحد لما يغمي عليا فضلت على الحال ده لحد لما وصلت ل 17 سنة و قابلت جاسر رشاد..
Flashback
تهاوت بجسدها على الكرسي الكبير وهي تضع يدها على رأسها بسبب شعورها بالدوار و الألم الشديد الذي اجتاح جسدها فهي لم يغمض لها جفن منذ الأمس في هذه الفيلا الكبيرة الأشبه بقصر ! 
فهي المسؤولة عن تحضير هذا العيد ميلاد الخاص بجميلة رشاد تلك الفتاة الفاتنة و المدللة لدي

أباها و أمها...
أبتسمت بإقتضاب و هي تنهر نفسها لأنها وافقت وأتت إلى هنا بعد أن حدثتها جميلة بنفسها و طلبت منها أن تأتي و تساعد الخدم في التجهيز للعيد ميلاد الكبير فجميلة أستمعت إلى نصيحة صديقتها بأن تختار رحمة
وصدت عيناها سامحة لشعور النوم بأن يغلب عليها سرعان ما غاصت في ثبات عميق
بعد مرور ساعتين...
دلف جاسر إلي غرفته بخطوات متثاقلة فهو يريد النوم أكثر من أي شيء الان بعد عدة الساعات المتواصلة التي قضاها في الشركة الخاصة به بسبب كم الصفقات و الأعمال المتراكمة عليه !
خلع سترته و ألقاها أرضا بإهمال ثم فك ازار قميصه و ألقاه هو الآخر ... لفت انتباهه تلك الملاك النائمة بعمق يحتضنها ذلك الكرسي الكبير! لم يستطع مقاومة شعوره بإن يذهب إليها و يتلمس وجهها الطفولي اللامع
أقترب منها و تلقائيا بدأت أنامله برسم ملامحها الجميلة ابتلع ريقه وهو يمرر سبابته على تلك الكرزيتان الحمراء كالتوت !! أبتعد وهو يهز رأسه پغضب من نفسه ثم صاح مناديا إياها وهو يهز يدها
اصحي...انتي مين وبتعملي ايه هنا!.
فتحت رحمة عيناها ببطئ بينما تركزت أشعة الشمس الذهبية على تلك العسليتان لتصبح كقرع العسل ! 
أبتسمت بهيام فظهرت غمازاتها ظننا بأنها في حلم جميل سرعان ما اتسعت عيناها و أنتفضت قائلة باعتذار
معلشي انا آسفة والله نمت ڠصب عني.
لم يكترث بكلامها أو بمعني أصح لم يستوعب ما تقوله إنما أجبرته تلك العسليتان التي لم يراهم في حياته على أن يطيل النظر إليها !! خطوة تليها الأخري كان يقترب منها كأنه مسحورا بينما كانت ترجع إلى الوراء إلي أن ارتطم ظهرها بالحائط خلفها فأصبحت المسافة بينهم قليلة للغاية
تحدث كالمغيب بصوته الرجولي المميز
أنتي إزاي كدا!
عقدت رحمة حاجبيها قائلة بتوجس
يعني إيه مش فاهمة.
أغمض عيناه عندما أستمع إلى نعومة صوتها التي بدت كسمفونية بأذنه! استغلت رحمة هذا الموقف و فرت إلى الخارج سريعا تتنفس الصعداء محاولة تهدئة خفقات قلبها المضطربة...
قابلتها حنين زوجة جاسر قائلة وهي ترمقها بازدراء
ساعتين بدور عليكي يا ست زفتة اخلصي أنزلي هاتي الشنط و الفستان بتاع الحفلة من العربية...يالا اخلصي.
هزت رحمة رأسها بقلة حيلة ثم هبطت إلي الأسفل حتي تنفذ طلبات تلك المتعجرفة المغرورة ومن ثم بدأت في مواصلة عملها الشاق حتي حل المساء و بدأ المدعوين من ذوات الطبقة المخملية في التوافد.
كانت رحمة تنظر حولها بدهشة وابتسامة بلهاء حتي أتاها صوت حنين البغيض من ورائها
اتحركي كدا ولا كدا يا بتاعة أنتي! انا معرفش ايه اللي عجب جميلة فيكي.
استدارت إليها رحمة فوجدتها ملتصقة بذراع جاسر وهي ترتدي فستان أسود صارخ يكاد يلتصق بها و يصل إلي منتصف ركبتيها عاري الكتفين و ملتصق على جسدها كجلد ثان لها بينما يقف جاسر مرتديا بدلة سوداء صاړخة بالثراء واضعا يده في جيبه ينظر إليها بابتسامته الجذابة.
ابتلعت تلك الإهانة وهي تصتنع البرود ثم سارت نحو المدعوين بصنية مليئة بالكئوس و بدأت في توزيعها..
وجدت جاسر يشير إليها بيداه للقدوم ولكنه كان واقفا بجانب أحدي رجال الأعمال زفرت براحة عندما وجدت تلك المغرورة حنين جالسة بجانب أصدقائها و غارقة في الحديث... توجهت نحوه وهي تمنع نفسها من الابتسام بسبب ابتسامته الجانبية الجاذبة التي تتسع كلما أقتربت منه! وقفت أمامه فتحدث بهدوء وهو يأخذ منها كأس
حطي الصنية دي و استنيني في الزاوية اللي على اليمين.
أشار لها بعيناه في مكان خالي من الناس فابتلعت ريقها قائلة بإنفعال
أحترم نفسك يا قليل الأدب أنت مفكرني إيه!
رفع جاسر أحدي حاجباه قائلا
أنا قليل الأدب!! طب نفذي كلامي يا أم دماغ شمال احسنلك...يالا.
فرت من أمامه مرة ثانية ليبتسم قائلا
هبلة هبلة مفيش كلام ... بس يخربيت جمال أمك!
توجه نحو ذلك المكان ليجدها واقفة تفرك يدها بتوتر فابتسم قائلا
والله انا مش هخطفك يعني.
ثم مد يده من جيب سترته واعطاها ظرف مالي قائلا
اتفضلي حسابك و ارجعي بيتك انتي تعبتي انهارده ... وبعتذر منك على أسلوب حنين معاكي.
وضعت يدها على موضع قلبها وهي تتنفس براحة قائلة بطفولية
تصدق فكرتك غلط ... على العموم شكرا ليك.
رفع حاجباه قائلا باستنكار
فكرتي غلط ازاي! انا برضوا قولت أنك هبلة...آه صحيح مش قولتيلي أنتي أسمك إيه
أبتسمت إليه قائلة ببراءة وعيناها تلمع كالقطط
أسمي رحمة وشكرا مرة كمان يا أستاذ جاسر.
ذهبت إلى الخارج وهي تزيح تلك الخصلات السائرة أسفل حجابها .... بينما أبتسم ابتسامة تشق شفتيه وهو يمرر يده على شعره بمراهقة سرعان ما نفض أفكاره قائلا وهو ينظر إلي طيفها
إيه شغل المراهقة بتاعي ده! دي لو كانت فضلت دقيقة كمان كنت هروح اطلبها من أهلها ... إيه اللي انا بقوله ده كمان دي شكلها عيلة صغيرة وبعدين حنين دانا نسيتها خالص!.
End
تنهدت رحمة قائلة
بس كدا يا ستي ومن بعدها حصل اللي حصل.
ردت نورا بلهفة و اندماج
ايوة يعني ايه اللي حصل!
ابتسمت رحمة قائلة بمرح
واضح أنك اندمجتي أوي معي ماشي يا احلى نورا هكمل.
أومأت لها نورا تحثها على الاكمال فتحدثت رحمة بأسي
بعد شهر من الموقف ده جاسر كان عرف عنوان المكان اللي انا فيه فدخل وقابل حسيني وطبعا عرف بشغلة حسيني اللي تكسف وهي أنه بيبيع اللي زيي أو بيشغلنا خدامين فعرض على حسيني مبلغ بنص مليون جنيه! وأفضل معاه طول حياتي
انا اټصدمت لما سمعت كلامه ده وفكرت أهرب كالعادة مهو مش معقول هيدفع فيا نص مليون الا لما يبقي عايز ياخد شرفي ... دخل عليا حسيني بعد لما قبض من جاسر المبلغ ومشي ضړبني لحد لما بقيت مش عارفة ده وشي ولا وش حد تاني و فقدت الوعي ساعتها و في اليوم التاني جه جاسر عشان ياخدني شاف وشي متبهدل فضړب حسيني و كسر عضمه وبعدين اخدني ومشي ... لما روحت معاه الفيلا كنت مړعوپة من اللي هيحصل وفي نفس الوقت حسيت بأمان عشان اكيد أمه وأبوه و أخته موجودين .... اتفاجئت أنهم
كلهم ماتوا لما عرفت من كبيرة الخدم قالتلي أن بعد يومين من حفلة عيد ميلاد جميلة اتعرضت لاغتصاب و اڼتحرت و أبوها وأمها ماتوا هما كمان أما حنين فهربت لما عرف أنها بټخونه ... شخصيته العفوية بتاعت يوم الحفلة و السعادة اللي كانت في عيناه انطفت و ماټت فضل الحال على كدا طول السنين اللي فاتت دي
دايما كنت براقبه لما
تم نسخ الرابط