رواية دراما للكاتبه سلمى نصر
المحتويات
الأسود وشعرها الذي تركته منسدلا وراء ظهرها ... هتف ببرود استفزها
تمام مش بطال يلا.
خرج من الغرفة لتتبعه هي فصاح بصوته الرخيم واضعا يده في جيب بنطاله
لو مش قادرة تمشي ممكن اشيلك.
تآففت وهي ترمقه بضيق
قولتلك انا مش مشلۏلة !.
ظهرت ابتسامة صغيرة على ثغره فيبدو أنه سيخوض معركة شرسة مع تلك العنيدة!
هبطوا إلى الأسفل فتوجه ناحية سيارته لتتبعه هي على مضض فتح لها الباب الأمامي بجانب السائق لتذهب هي في الخلف متجاهلة إياه ثم صفعت باب السيارة بقوة ليزفر هو في أنزعاج ثم أردف قائلا بحدة
تحدثت بتعجرف قائلة
انا عاجباني القعدة هنا اتفضل سوق ولا أنزل أشوف تاكسي تاني.
أغمض عيناه وهو يصك أسنانه پغضب
قسما بربي لو ما جيتي قعدتي برضاكي هيكون ڠصب عنك.
ضيقت عيناها وهي تنظر إليه ليخرج من السيارة ثم توجه نحو مقعد حاملا إياها صړخت بإنفعال
توجه بها نحو المقعد ليدفعها ثم سار بالسيارة بسرعة كبيرة متوجها إلي بيت العائلة...
صاحت ديما پغضب في الهاتف
عايزني اعمل إيه يعني! انا مش عارفة اتصرف مع الزفتة دي ازاي.
تحدث الطرف الآخر بهدوء
أهدي يا حبيبتي حاولى تكوني هادية قدامهم وتعاملى نورا بطريقة عادية عشان محدش يتهمك لما يحصل فيها حاجة.
اتعامل معاها عادي ازاي بس انا بقرف ابص في وشها ... ارجوك خلصني منها في أسرع وقت.
...... ديما انا عند وعدي.
اجابته ديما سريعا
انا واثقة فيك يا حبيبي بس قولي اعمل ايه دلوقتي
........ اعملي اللي هقولك عليه بالحرف.......
وما أن انتهي من أخبارها بالخطة حتي استمعت إلى صوت زئير مكابح سيارته لتقول بغل
على الجانب الآخر
ايه ناوية تباتي هنا ولا إيه.
زفرت بغيظ وهمت أن تخرج ليقول بتحذير
اي حاجة حصلت امبارح مش عايز حد يعرف بيها والا متلوميش غير نفسك و ساعتين بالظبط الاقيكي تحت عشان هنخرج.
صاحت بجمود
خلصت كلامك ممكن أخرج ولا لسه في حاجة تانية.
هز رأسه بإنكار لتخرج من السيارة ثم سارت بسرعة كبيرة إلى الداخل...
ممكن اعرف أنت واخدني ورايح على فين! انا حتي معرفتش اشوف عمر.
تنهد بضيق بسبب نبرتها الحزينة ليمسك يدها مبتسما بهدوء
هتعرفي لما نوصل.
قاطع شرودها وقوف مراد أمام أحدي المولات الضخمة ليقول بنبرة هادئة
أنزلي يا نوري.
هزت رأسها إيجابا وهي تنظر حولها ببرائة فابتسم رغما عنه ثم شبك أصابعه في أصابعها وسار بها إلي الداخل حتي وقف أمام أحدى المحلات الخاصة بملابس الأطفال وظلوا يختاروا العديد من الأشياء من أجل عمر ! كانت تتحرك بخفة هنا وهناك تختار تلك الأشياء البسيطة بسعادة..
كفاية الحاجات دي ل عمر لسه الدور على نوري.
أسبلت عيناها تهز رأسها ببرائة فبدأ في اختيار ملابس ملابس محتشمه و واسعة لها بينما لم تعارض على أي شيء لأنه يملك ذوق راقي .... ظلوا يتجولوا في المكان مدة طويلة.
ثم رن هاتفه لينظر لها قائلا بهدوء
خليكي هما متتحركيش ثواني وجاي.
أومأت له بابتسامة متوترة ليختفي من أمامها ثم صدح صوت من خلفها
وحشتيني اوي يا حبيبتي...!
الفصل الثالث عشر
التفتت إليه لتتسع عيناها بفزع عند رؤيته وشعرت ببرودة تسري في أنحاء جسدها ليرتجف جسدها لا إراديا و تراجعت للوراء فأبتسم ابتسامة ماكرة_
يا تري وحشتك زي ما وحشتيني!
شعرت بجفاف حلقها وهو يقترب منها عدة خطوات قائلا بنبرة ذات مغزى_
عمر الصغير عامل ايه ما تيجي نروح نعمله تحليل DNA أشوف إذا كان أبني أنا ولا أبن حازم حبيب القلب!
هزت رأسها قائلة_
جاسر أنت اټجننت! أبعد عني نهائي عمر مستحيل يكون ابنك منك لله على اللي أنت عملته فيا
لم يعير كلامها اهتمام بل كانت نظراته لها جريئة للغاية شعرت وكأنه يعريها بينما كان مراد يتابعها بعيناه وهو لا يزال يتحدث بالهاتف ليتفاجأ بمجيء ذلك الرجل! قبض على يداه بقوة حتي لا يذهب و ېهشم عظام ذلك الرجل الذي ينظر لها بهذه الطريقة و أتجه نحوهم بخطوات سريعة و غاضبة بعد أن أغلق هاتفه ليهتف وهو يرمقه بازدراء_
مين الأستاذ
لا تعلم بماذا تجيبه تشعر بانقباض قلبها خوفا من رد فعله إذا أخبرته بحقيقة ذلك الجاسر ! فكرت لبرهة محاولة التحدث ولكنها فشلت ليقول جاسر بابتسامة خبيثة و هو يمد له يده لمصافحته_
systemcode_ad_autoads أعرفك بنفسي أنا جاسر رشاد معرفة قديمة بالمدام نورا والأستاذ حازم
أومأ له مراد بابتسامة مصتنعة ثم سحبها من رسغ يدها قائلا باقتضاب_
فرصة سعيدة يا استاذ جاسر
أزدادت ابتسامته أتساع فأظهرت أنيابه ناصعة البياض قائلا بود مصتنع_
أنا أسعد يا أستاذ مراد ! واتمني أقابل حضرتك مرة تانية و يكون بينا شغل
لم يروقه هذا الرجل منذ أن رآه فأبتسامته تلك بالتأكيد وراءها شيء مريب سيكتشفه عاجلا أم آجلا سيتريث ليفهم تلك النظرات التي يرسلها إليها بينما نظرات نورا تبدو خائڤة منزعجة و متوترة تحمل الكثير و الكثير! تري ما الذي يجمعها هي وأخاه بهذا الرجل!
أومأ له بإقتضاب ثم وجه حديثه إلي نورا قائلا_
يالا بينا
خرجوا من ذلك المول الضخم بخطوات شبه مسرعة الإثنين غارقين في أفكارهم أما هي تكاد ټموت خوفا من مواجهة ذلك الوغد الوقح ! لطالما كان السبب الرئيسي في كره حازم لها و تعذيبه لها طوال الشهور الماضية
صاح مراد قائلا بعد أن لاحظ شرودها_
تعرفي اللي أسمه جاسر ده منين!
لا تعلم كيف دلفت إلي السيارة ومتي ولكنها حقا غارقة في بحر ذكرياتها المريرة تزايدت خفقات قلبها پخوف من رد فعله إذا أخبرته بالحقيقة كاملة! من الممكن أن يكرهها ويفعل مثلما فعل معها حازم أو ېقتل ذلك الجاسر تنهدت بعمق وهي تخترع كڈبة مناسبة ولكنها تشعر بالتشتت!! فكرت لبرهة ثم تحدثت بتعثلم قائلة_
systemcode_ad_autoads دا هو يعني صاحب حازم انا أصلا مشفتوش غير مرة واحدة يعني شفته أنا وحازم في أول أيام جوازنا
نظر إليها بشك و ملامح منزعجة بالتأكيد ما تقوله ما هو إلا كڈبة أخترعتها !! من الممكن أن يكون ذلك الرجل سببا في مۏت حازم أو هناك أمر مريب تعرفه نورا يجب أن يكتشف هذا الرجل نظراته و طريقة حديثه و ارتياب نورا ! يجب أن يذهب إلى ذلك الوغد الآخر مصطفي و يستطيع معرفة من هو صاحب تلك المخططات نظر إليها نظرة جانبية فوجدها تذرف الدموع بصمت مستندة برأسها للناحية الأخري فهتف بقلق_
نوري ممكن أعرف انتي بټعيطي ليه دلوقتي!
هزت الأخري رأسها لتقول بصوت متحشرج_
ممكن تنزلى هنا انا عايزة أمشي لوحدي شوية
صف سيارته في طريق جانبي ليقوم بحدة_
ليه معاكي سوسن عشان اسيبك تمشي لوحدك وبعدين أنتي بتتهربي من أي سؤال ليه
أجابت بتوتر_
طب طب ممكن أخرج برة دقيقتين انا مخڼوقة أوي ومش قادرة أخد نفس
أومأ لها برأسه فخرجت من السيارة وهي تتنفس الصعداء لتتفاجأ بمراد يقترب
منها حتي
متابعة القراءة