رواية ۏجع الفراق بقلم حنان اسماعيل
المحتويات
اخرين حتى استطاع القبض على طارق ورجاله .
زم شفتيه فى ضيق قبل ان يربت على ظهر على برفق قائلا لها بلهجة ودودة
سارى شوف شغلك ياعلى وبعد كده متعملش حاجة الا لما تبلغنى فاهم
اومأ على برآسه بابتسامه هادئه
...............
قاد سارى سيارته للشركة .طوال الطريق كلما تذكر قسوته وضربه لها بالامس يزداد جنونه وغضبه حتى انه اخذ يضرب مقود السيارة عدة مرات بقوة .وصل للشركة بعد وقت .كان قد اتصل بفهد كى يقابله بمكتبه .جاءه فهد بعد وقت .ظل سارى شاردا لا ينطق .قاطع صمته فهد بإستغراب قائلا بحيرة طب انت جايبنى عشان اقعد اتفرج عليك وانت سرحان
سارى اول مرة اكون حيوان كده يافهد .اول مرة ابقى غبى ..طول عمرى بحسبها بعقلى ولاغى قلبى واحساسى عشان مغلطش بس امبارح غلطت غلطة عمرى وانا بكدب احساسى تجاهها وبصدق اللى انا كنت عاوز اصدقه .انا امبارح بس وانا بآذيها وبجرحها كنت زى ما اكون ماصدقت .كأنى كنت عاوز اعاقبها عشان اللى عرفته عنها من غير ما اتأكد حتى هو الكلام اللى اتقال عنها ده كان صح ولا غلط .انا امبارح دبحتها ودبحت آدميتها وكرامتها واى مشاعر كان ممكن تكون بينا فى يوم من الايام
اشعل سيجارته فى ضيق وهو يحكى له بإختصار ماحدث ليله امس .استمع اليه فهد بضيق قبل ان يقول له بحكمة
فهد انا مش هلومك ولا هعاتبك لانى شايف حالتك عاملة ازاى وشايف الندم فى عينيك كل اللى اقدر اقوله لك اعتذر من مراتك واطلب منها تسامحك وفك آسرها هى مش سجينه عندك ولا عبدة .ورجع لها جواز سفرها وتليفونها وسيب لها حرية الرجوع لمصر لو انها تفضل معاك بعد اللى عملته معاها ده ..ولو انى اشك انها ترضى تسامحك
فهد وهو ينهض مغادرا انت حر بس نصيحه بص لنفسك فى المراية وقولى تفرق عن مروان ايه سلام
..............
وصل للقصر قبيل الظهر بوقت قصير .صعد لغرفتها فلم يجدها نظر لملاءة السرير الملطخة بقطرات دمائها المبعثرة من ليله امس فتصاعدت الډماء الى وجهه .مد يده اليها ليلقيها بعيدا قبل ان ينزل مناديا على الخادمه كى يسألها عنها .التف حول القصر الى الشاطئ بحثا عنها فلم يجدها طاف بالقصر كله والحديقه امامه الا انها لم يجد لها اثرا .دخل بعد يأس الى غرفه المكتبه .جلس فى يأس على الاريكه وصدره يعلو ويهبط من اثر انفعاله .وجد ورقه مطوية على المنضده امامه .التقطها وفتحها كى يقرأ مافيها
عندما تقرأ خطابى هذا اكون فى طريقى لوطنى او ربما هذا ما اتمناه لو نجحت فى الفرار من سجنك هذا ...سجنك الذى خلته لساعات قليله وانا برفقتك قبل يوم من الان فى لحظة غباء متناهية من قبلى بأنه جنة السعادة التى فقدتها يوما ما ..أقصد ليله ما ..ليله زفافى او ليله العمر كما يسمونها البعض .يوم تبدلت فيه احوالى الى ما أنا عليه الان .لأصبح تلك الفتاة الموسومة بالخطيئة والعاړ .اعينهم ترافقنى نظرات احتقارهم تسبق خطواتى
وأنا اغنى له واتراقص يمينا ويسارا .تكاد الدنيا لاتسع فرحتى الحمقاء .لن أطيل ولكنى رغما عنى أتذكر وأنا اكتب لك الأن تلك التفاصيل التافهة الصغيرة ....المهم .بعد انتهاء الحفل ذهبنا لعشنا الهادئ الذى آسسته وحدى فى شهور قليله بعدما ترك لى طارق الحرية فى اختيار أدق التفاصيل .نزلت العائله بعدما اطمأنا علينا .بمجرد أن اغلق الباب علينا بدأت معاناتى او مصيبتى التى لم اكن لاتوقعها ابدا خاصة بعدما خرجت من غرفه نومى كريمان ابنه عمى او اختى التى لم تلدها امى وصديقة عمرى ونصفى الاخر كانت كريمان تصغرنى بعامين فقط .مكثت بيتنا كى تدرس بالجامعه بعد اغترابها عن البلدة موطن ابى وابيها .عمى كبير عائلتنا وعضو مجلس الشعب المحترم واب الرجال كما كان يدعوه الجميع .صدمنا لرؤيتها الا اننى ابتسمت لظنى انها تمزح معنا او ترتب مفاجأة من مفاجأتها الجميله .رغم ان هيئتها وقتها ووجهها الشاحب وعيناها الغائرتان لم تكونا توحيان بكل تخميناتى
انجبت كريمان بعد شهور قليله طفلا جميلا .تركته بعد ولادته بساعات وجرت لطارق تترجاه ان يعطيه اسمه ولكنها لم تعد .جاءنا خبر انتحارها رميا من الكورنيش بعد ذهابها بيومين بعدما عثرا على جثتها .لتترك لنا طفلا جميلا بريئا لم يتخطى عمره الايام فى كفالتنا .وقتها تبناه ابى وامى واعطياه اسمهما وكتيتهما .اعطيته جزءا من اسم امه .ونسبته الناس ابنا لى
متابعة القراءة