رواية شيقه للكاتبه نيرمين قدرى
المحتويات
بتركيز شديد...من الواضح أنه زوجها الذي اخبرها به ناصر منذ قليل..
ظل وقاص يقترب منها ببطء حتي لا ترتعب اكثر لكنه كان مخطئ ...كل خطوة يخطيها وقاص كانت هي تزحف إلي الوراء مثلها الي أن التصقت بالجدار وكان هو يتابع السير نحوها ..هنا صړخت زمزم بقوة قائلة...
_ طلعيه...طلعيه برة والنبي وانا هعملك اللي انت عاوزاه....طلعيه..
_ لو سمحت اطلع برة...مينفعش كده ...
استطاع ناصر وقدري إخراج وقاص من الغرفة بالقوة رغم ممانعته...
بعد خروجهم اغلقت يارا الباب والتفتت عائدة الي زمزم تحاول تهدأتها...
_ اهدي...خلاص هو خرج....
بعد قليل هدأت زمزم وتوقفت عن البكاء ...
_ الحمد لله هديتي...
زمزم بصوت باكي...
_ أيوة هديت...بس انا مش عاوزة اتكلم عليه...
_ مقولتش اتكلمي عليه ...اي حاجة ..قولي اي حاجة تانية اللي ييجي ف بالك تتكلمي عليه اتكلمي..حتي لو عاوزة تخرجي من هنا ..
لمعت عينا زمزم وهتفت بلهفة...
_ بجد...ممكن تخرجيني من هنا..
_ اممم...طبعا ممكن اخرجك...مش شرط نقعد هنا
نهضت زمزم من مكانها بسرعة وهتفت..
_ طيب ..انا ..انا هلبس وننزل ماشي..
لم يستطع ناير السيطرة عليها فقد خشي أن يأذيها هي وطفله فتركها علي راحتها ..وبالتأكيد لن يتركها ...
خرجت زهرة من الغرفة وبيدها حقيبتها ..وقف ناير أمامها يحاول تهدأتها وأثناءها عن رأسها ..
_ يا زهرة مش كده...بقولك اتجوزتها ڠصب عني..
اقعدي ونحل مشاكلنا مع بعض...
_مش هطلق..والله م هطلق يا زهرة...
_هخلعك يا ناير..مش هعيش معاك..
وخرجت من المنزل بأكمله تاركه إياه وراءها ېحطم كل شئ بالمنزل پغضب اعمي...
بڤيلا ناصر النوساني...
دلف الي غرفة المكتب بعد أن شاهد رحيل زمزم وتلك الطبيبة..تنهد براحة بعض الشئ فها هي زمزم تبدأ أولي مراحل العلاج النفسي ...قطع سيل افكاره دخول زهرة بالاعصار من الباب...
اغمض عينيه بتعب ...إنجاب البنات متعب حقا..قصفوا ظهره الي نصفين...عندما يتخلص من واحدة تظهر الأخري بمشكلة جديدة ...
_ ايه اللي حصل يا زهرة..عاوزة تطلقي ليه يا ماما..
زهرة
________________________________________
بحدة...
_ عشان خاېن ...كان متجوز عليا بس ربنا كشفه وحد بعتلي الزفت علي راسه صورة قسيمة الطلاق..
_ هيقول ايه يعني!!!..قال ايه اتجوزها ڠصب عنه..
امسك ناصر بهاتفه واشعله وهو يقول...
_ طيب ...انا هتصل بيه دلوقتي عشان يوضحلنا الموضوع كله...واللي انت عاوزاه انا هعملهولك...
بعد مرور ثلاثة أشهر...
تجلس زمزم علي طاولة الطعام أمام شقيقتها الوسطي ويترأس الطاولة والدها ...وبجانبهم يجلس عابد وزوجته وأطفاله الاثنان..
_ ناوية ترجعي البيت أمتي يا زهرة...
قالها عابد بقوة لزهرة فهو يعتبرها شقيقته الصغري هي وزمزم ولذلك يتحدث معهم بأريحية ...
_ لما يطلقني أن شاء الله هروح عشان اخد حاجتي من البيت..
أفلتت ضحكة عالية من تمارا جعلته ينظر إليها پغضب ...تذكرت ملازمته لها عندما يدعوهم والدها الي منزله ..يلازمها عند جلوسها مع زهرة تحديدا ...خائڤ من استماعها إليها بعقابه بشأن زواجه من أخري ..
_ آسفة ...
رمقها عابد بحدة والټفت الي زهرة مكملا حديثه..
_ حضرتك منعاه يشوفك...سيادتك منعاه يروح معاكي للدكتورة يطمن علي ابنه...ثم إنه اتجوزها ڠصب عنه أمه اشتغلتله ف الازرق وتعبانة وهغضب عليك ...يعمل ايه يعني...
_ يقولي اللي حصل يا عابد...وبعدين انا مش هرجعله وهطلق منه كمان...
ابتسم عابد بسخرية قائلا...
_ يا صلاة النبي وانت مفكرة بقي أنه هيزهق ويطلقك كده عادي صح..
امتدت يد زهرة الي كف والدها الذي يحاول قدر استطاعته كتمان ضحكته وهتفت..
_ بابا حبيبي هيطلقني منه...ولو مرديش هيخلعه..صح يا بابا..
أفلتت الضحكة العالية هذه المرة من زمزم وشاركهوها جميعا الضحك بما فيهم عابد والصغيران...
_ يا بت..يا بت بطلي كڈب ده انت بتتصلي بيه من خط جديد تسمعي صوته...احترمي نفسك بقي...وبعدين هو جه هنا حكي كل حاجة اتجوزها عشان زن امه وانت عارفة انها مبطقكيش اساسا وبعدين اللي كان بإيده عمله وانت فهماني كويس...
أمسكت زهرة بالشوكة توجهها ناحية زمزم هاتفة بغيظ..
_ انت سوسة اصلا انا مش عارفة ايه اللي بيخليني انام معاكي ف الاوضة...مبتناميش اصلا..
_ ربنا حب يوقعك ف شړ اعمالك وكشفك قدامي...كفاية كده ٣ شهور مش عارف يشوفك ...غيره كان طلبك في بيت الطاعة وخلص ..
تحدث ناصر اخيرا يحاول خلق حديث معها ...تحسنت حالتها النفسية كثيرا وأصبحت تتقبله بحياتها...سامحته علي شئ تقريبا لكن ذلك اليوم اللعېن لازال محفورة بذاكرتها يأبي النسيان...
_ زمزم بتتكلم صح يا زهرة..سامحي بقي...ده جوزك وابو اللي ف بطنك أن شاء الله...
لم تلتفت زمزم إليه وتابعت تناول طعامها بصمت تام وشردت بفكرها بعيدا إلي تلك الرسائل النصية التي يبعث بها وقاص إليها ..يعتذر عما اقترفه بحقها...يبعث لها بالورود كل صباح ..يأتي الي المنزل يوميا حتي يراها لكنها تختفي من أمامه كالزئبق...
لكن اليوم لم يأتي ..تساءلت في نفسها لم..هل مل من الاعتذار لها ..
تنهدت بحيرة يتخللها الحزن واستمعت الي والدها يقول...
_ بكرة خطوبة سيلين يا بنات ولازم هنروحلها ...
الفصل السابع والعشرين...
بمنزل ياسر..
يجلس علي الطاولة امام زوجته ميرنا...يحاول اقناعها بتقديم موعد زواجهم لكنها ترفض...
_ يا ميرنا انا بحبك والله بحبك...وعاوزك ف بيتي النهارده قبل بكرة..
ميرنا باصرار..
_ يا ياسر انت اصريت نكتب الكتاب رغم اني قولت لا...كنت عاوزة نبقي ع البر كده لغاية م نشوف هنتفق مع بعض ولا لا...
امسك بيدها يقلبها وهتف بابتسامة...
_ يا ميرنا انا مأخدتش خطوة كتب الكتاب ديه الا لما أتأكدت فعلا اني بحبك..
زفرت ميرنا بتعب وقررت مصارحته بما يخيفها...
_ يا ياسر انا خاېفة بصراحة
قطب جبينه قليلا وهتف بتساؤل...
_خايفة...خاېفة من ايه يا ميرنا ...مني..
_ مش منك انت لشخصك...بس خاېفة تكون بتنسي حد بيا ...وانا مليش الا طنط امال مش عاوزة علاقتنا ببعض تبوظ علاقتي بيها...
نظر إليها ياسر ببهوت قائلا بصوت متفاجئ...
_ انت تظني فيا كده يا ميرنا!!!...ده انا رفضت اي واحدة ماما حبا تجوزهاني بعد موضوع زمزم...
_ يا ياسر اسمعني انا ااا...
أشار لها بيده حتي تصمت قائلا...
_ بس بس مش عاوز اسمع حاجة تاني ...براحتك يا ميرنا وقت م تحبي تتجوزيني ف انا مستعد...قبل م امشي هقولك حاجة صغيرة ...من ساعة م قعدت الف علي زمزم عشان تسامحني وسامحتني فعلا وانا بقيت بعتبرها اخت ليا مش اكتر...وبحاول ابعد عنها علي أد م اقدر لاني عارف أن مهما مر وقت هيبقي فيه حساسية بينا..انا رايح شغلي...
وغادر المنزل تاركا إياها وراءه تعض علي أصابعها من الندم...
باليوم التالي ..
ذهبوا البنات جميعهم الي سيلين بالمنزل...رفضت احداهم تركها بما فيهم زمزم...منذ أزمتها تلك وهي لن تخط عتبة هذا المنزل ...لكنها لم تنسي وقفه سيلين معها منذ أن تزوجت بأخيها وحتي أزمتها الأخيرة وسؤالها الدائم عليها ...لذلك لم تستطع تركها بهذا اليوم...
دلفا جميعهم الي المنزل فقابلتهم السيدة نجاة صافحت تمارا وزهرة وعانقتهم وقبلتهم بحب...أما زمزم فقد تظاهرت بالانشغال بالهاتف والحديث به حتي لا تراها...جاءت الي هنا في مهمة محدده ولن تفعل اكثر من
متابعة القراءة