رواية شيقه للكاتبه نيرمين قدرى
المحتويات
...شئ متكرر اعتادت عليه فمضت نحو الباب حتي تمنعهم من استكمال تلك الوصلة ...لكن حملة والدته خرقت أذنها ...
_ مش هتتجوزها...مش هتتجوز واحدة خرج بيت وكانت بتخونك جوزها معاك...البت ديه تمشي من شقتي ...مش عاوزة اشوف وشها نهاااااائي ...
_ يا ماما...يا ماما حرام عليكي مش هبقي انا واهلها عليها كفاية كده...انا بحبها...
صړخ ياسر بوالدته بنفاذ صبر يسرد علي مسامعها تفاصيل الحكاية كلها غافلا عن تلك التي فقدت القدرة علي الحركة أو التحدث حتي...بعد أن استمعت لكلامه وتيقنت من خداعه لها عادت مرة أخري الي شقتها تجمع حاجياتها...كتب عليها الشتات في الارض...والغدر من اقرب الناس اليها...من سلمته قلبها وتحملت ماتحملته بسببه كان متأمرا مع عمها عليها ...جمعت كل شئ لها بهذا المنزل وغادرت المكان بأكمله...أوقفت سيارة اجرة وهتفت قائلة للسائق..
دلفت تمارا إلي المنزل برفقة ابيها وهو يحمل سجدة ويمسك بيد عدي رافضا تركهما مطلقا...
_ طب هات سجدة يا بابا عشان متتعبكش...
قبل ناصر الصغيرة بوجنتها الناعمة قائلا بحب..
_ لا...هي مش تعباني...انا بحبها وعاوزها تفضل معايا...خلاص طول م انت قاعدة هنا عمري م هسيبهالك...
ابتسمت تمارا بحنين الي تلك الأيام التي كانت فيها مع والدتها تحملها وتهدهدها وتتركها تتدلل عليها ...
_ لا يا حببتي اطلعي انت ...تصبحي ع خير..
_ وانت من أهله يا بابا...
صعدت تمارا الي غرفتها فقد اشتاقت إليها ..كما اشتاقت لتمار...تري اين هي الان..اين ذهبت وماذا حدث لها...
أنهما بحزن شديد علي حال شقيقتها والتي لا تعلم عنها شيئا...أعلن هاتفها عن وصول رسالة ما...
التقطت الهاتف وفتحت الرسالة كانت مرسلة منه...احمد نصران شخصيا...
_ احمد أنا لما كلمتك كلمتك عشان أسألك انت مين لأنك كنت بدأت تعملي مشاكل فعلا مع جوزي..وكمان انا بحب جوزي ومش كل واحدة عندها شوية مشاكل مع جوزها تبقي تعيسة أو مبتحبوش...بالعكس أنا بحب جوزي جدا...عمري م جه ف دماغي اني اسيبه بالطريقة المهينة ديه أو اني اخونه من الاساس...واللي خلاني استمريت اني اكلمك بعد م عرفت انت مين ...اني معتبراك صديق...صديق مش اكتر وانت فهمت معزتك عندي ديه غلط...
انا اسف...انا فعلا فهمت غلط..انسي اي حاجة انا قولتهالك ...واعتبريني احمد نصران صديق الكلية القديم...زي م كنت صديق لسلمي صاحبتك...اتمنالك السعادة من كل قلبي يا تمارا ...
وبذلك اغلقت صفحة احمد نصران وتمارا للأبد...الان عصر عابد سلمي وتمارا النوساني...
جلس عابد أمام ناصر يطلب منه رؤية تمارا...مضي شهر وهي تتجنب الحديث معه...أبلغت رسالتها إلي والدها حتي يبلغها إليه بالحرف.. قوله مش هيشوفني نهاااااائي لحد م انا أقرر...قوله اني بعاقبه علي جوازه عليا...مهما عملت مكانش ينفع يتجوز عليا...
ورغم اعتراض ناصر لم يستطع التفوه بحرف سوي النصيحة فقط...
كان كمن يتقلب علي صفيح ساخن يريد رؤيتها بأي طريقة يريد اخبارها بشئ من المؤكد أنها ستقبله عليه...
_ يا عمي...يا عمي حرام كده والله...بقالي شهر مش عارف أشوفها..هي مراتي والله مراتي...
_ اعمل ايه يا ابني طيب...انا ببلغك اللي هي بتقوله...اهي عندك فوق ف اوضتها طلعوني انا منها مليش دعوة انا...
نهض من مكانه وسار باتجاه الدرج قائلا...
_ أيوة ...حضرتك ملكش دعوة...ده انا قربت احب علي نفسي...
بالغرفة كانت تمارا تتحدث بالهاتف فشهقت پعنف عندما فتح الباب ودخل منه عابد فأغلقت
________________________________________
الهاتف بسرعة...
_ فيه ايه ..حد يدخل علي حد كده... ايه الطريقة الزفت ديه ...
كانت ترتدي عباءة بيتية دون اكمام لونها اسود يتناقض مع بياض بشرتها وبها نقاط حمراء وتسدل شعرها علي ظهرها برقة...
بقصر النوساني...
دلف وقاص الي الغرفة حتي يري اذا كانت تجهزت كما طلب منها أن لا...لكنه وجدها تجلس على الفراش وامامها حقيبة ملابسها ...اقتربت منه بسرعة وهي تبكي وتترجاه...
_ الله يخليك يا وقاص مطلقنيش...صدقني عملت كده من غيرتي عليك...
دفعها بعيدا عنه قائلا پغضب مكتوم..
_ غيرتك عليا تخليكي تكلميها وتحذريها اننا عرفنا مكانها!!!...مفكرتيش ف ابوها اللي ھيموت عليها ولا اخواتها ..سبق وقولتلك قبل كده متنسيش نفسك لاني اتجوزتك اعجاب...اعجااااب مش اكتر...حذرتك تحاسبي علي تصرفاتك يبقي تستاهلي يا شيما... والله..لو لاقيتك ف طريقي لامۏتك هيبقي علي ايدي ...انت طالق...برة...
خرجت شيما من الغرفة تجر أذيال الخيبة وراءها وتبكي...منذ اسبوع تقريبا استمعت الي سيلين وهي تتحدث الي زمزم...اخذت هاتف سيلين دون علمها واخبرت زمزم أن سيلين خانتها واخبرتهم بمكانها ويجب عليها إلا تتصل بها مجددا لأنها خائڼة...ولكن سيلين سمعتها وصاحت بجميع من بالمنزل حتي يعلموا حقيقة تلك الحية الموجوده بينهم...فما كان من وقاص سوي ضربها وبعدها طلب منها جمع حاجيتها والقي اليمين عليها لا يريدها بحياته ابدا....يريد زمزم...زمزم فقط..والتي اضاعتها تلك الغبية من بين أيديهم ...
الفصل الثالث والعشرون..
كانت تتوسط صدره العاړي وتحتضنه بحب لا تصدق ما عاشته خلال الدقائق الماضية...لم تشعر بحلاوة ذلك الوقت بينهما سوي اليوم فقط...كانت تتابع خلجاته بلهفة وشوق...كان يهمس لها بحبه وولعه بها..ولم تبخل هي عليه لم تتشنج أو تبكي كالسابق فقط الابتسامة المحبه وتأوهات استمتاعها بدلا من نفورها كالسابق...
كان يعبث بخصلاتها بحنان بالغ ثم قبل رأسها قائلا...
_ بحبك يا تمارا...بحبك وعمري م حبيت زيك ولا قبلك ...انت قعدتي علي قلبي من زمان وربعتي ..احتلتيني خلاص...بقيتي النفس اللي بتنفسه لو بعدت عنك بس امووووت ..
نقرت بأصابعها علي صدره قائلة برقة..
_ بعد الشړ عليك متقولش كده...انا كمان بحبك ...بحبك من ساعة ما قدرت خۏفي يوم جوازنا...بس انت بقي اللي بهدلت الدنيا باللي انت عملته ...
_ خلاص بقي...مش عاوز نحكي عن اي حاجة حصلت زمان...زمان ده كان غلطي وغلطك...وقبلنا غلط ابوكي...بس دلوقتي خلاص...
تملصت منه وتسطحت علي بطنها ووجها أمامه قائلة پغضب مصطنع...
_ وانت مفكر اني هروح معاك ولا ايه ..انا مش ناسية يا استاذ انك اتجوزت عليا..لا وكمان كنت بتروحلها وبتجبهالي البيت ...اللي حصل دلوقتي ده حصل عشان انت كنت واحشني بس انا مش هروح معاك ...
قرص وجنتها بقوة آلمتها قائلا بجدية وصرامة...
_ هتروحي معايا...مفيش قعاد هنا تاني خلاص...انسي..
تمارا بعناد...
_ لا مش هروح معاك..وبابا تحت هقوله مش عاوزة اروح وهو هيقعدني معاه...
امسك بيدها يقلبها علي ظهرها وهو فوقها يقول بصوت مغر...
_ تفتكري بابا لما يعرف احنا عملنا ايه ف البيت الطاهر ده هيسيبك تقعدي هنا ثانية واحدة..ابدا ده حتي يصعب عليه مجهودي...
ضړبته تمارا بخفة بصدره قائلة بشهقة..
_ يا قليل الادب..
هبط برأسه علي رقبتها المسكينة ذو العلامات باحثا عن مكان آخر حتي يترك علامته هناك ..
_ طب تعالي بس اما اقولك حاجة الاول وبعدين نشوف موضوع تروحي ومتروحيش ده..
تمارا بخجل ..
_ بس بقي كفاية قلة ادب احنا ف بيت ابويا...
نظر إليها بنصف عين قائلا بتهكم...
_ والچاكتة اللي قلعتيهاني..كنا فين ساعتها ف القرية الذكية!!..اتعدلي يا بت...
أفلتت ضحكة عالية من تمارا جعلته يغير مساره من رقبتها الي فمها حتي يسكتها بطريقته...
زهرررررررة....
فزعها صوته فسقط منها ما كانت تحمله وتحاول إخفاءه عنه..
اقترب منها ناير ونظر الي الارض باحثا
متابعة القراءة