رواية شيقه للكاتبه نيرمين قدرى

موقع أيام نيوز

تبحث عنه ولكنها لم تجده ...رأت زمزم قادمة إليها فابتسمت بحنين...تري والدتها بزمزم...زمزم هي الوحيدة بينهم التي أخذت شعر والدتها البرتقالي وعيونها الزرقاء ...
ابتعد عنها تمارا وجلست على المقعد...
_ ناصر بيه

________________________________________
عندك ف البيت ازاي بقي..وازاي رجع اصلا...
تنهدت زمزم ثم هتفت...
_ ناصر بيه عندي بقاله اسبوعين تقريبا...
تمارا باستغراب ...
_ اسبوعين...وازاي متقوليش انت لسه قايلالي امبارح بس..
ضحكت زمزم بسخرية قائلة...
_ أصله جه واټخانق معايا ومع وقاص ومع عمك...
_ ليه ده كله مش معقوله ندم يعني..
_ حب يعمل اب ويتقن الدور...اټخانق مع وقاص عشان اتجوز عليا واټخانق مع عمك عشان ممنعوش..واټخانق معايا عشان رضيت ومحاولتش أوصله...سيلين بتقولي أنه تعبان وعاوزاني أكلمه..شايفة أنه ابويا ومينفعش اقاطعه...عارفة با...عارفة ناصر بيه راجع ليه...راجع عشان هيطلع ع المعاش السنة الجاية..كان جاي هنا يقعد ف وسطنا...شاف أنه كفايا بقي حاجة وتلاتين سنة غربة..واحنا صغيرين مع ماما بترعانا...وبعدها احنا كبرنا وهو كان صارم معانا واتربينا من غيره...بس وحلف ع وقاص أنه يطلقني ووقاص مرضيش...وادينا قاعدين اهو...
انتهت زمزم من حديثها وانخرطا في نوبة ضحك هستيرية حتي ادمعت عيناهم ...تحولت ضحكات تمارا إلي بكاء ناعم...
_ امال لو عرف أن عابد اتجوز عليا انا كمان بعد تلت سنين بس جواز!!!..
_ ولو عرف اني بفضله وبفضل قراراته بقيت خاېنة...بخون اللي اتحسب عليا جوزي بواحد تاني...لو عرف أنه سابني بعد جوازنا بشهر وسافر برة بحجة الشغل ورجعلي متجوز ...لو عرف اني لسه بنت لحد دلوقتي...انا ادمرت ...ادمرت يا تمارا...بقيت حاسة أن ديه مش انا...بقيت حاسة اني ژبالة...ژبالة ومش هنضف....
وبكت هي الأخري علي حالها ...امتدت يد تمارا إلي يد اختها وربتت عليها برفق ...
_ يا حبيبتي اهدي ..انت ولا ژبالة ولا خاېنة ..ابوكي السبب ف اللي انت فيه ..بقولك ايه قومي نروح لزهرة يلا...
اومأت برأسها وسارت معها نحو سيارتها حتي يذهبا الي المشفي...
كعادته طوال الاسبوعين الماضيين يذهب إليها المشفي ويظل يراقبها من فتحة الباب كما يأمر الطبيب...كان يريدها أن تسأل عنه ...أو حتي تذكر اسمه ولو بالخطأ لكنها لم تفعل...نزعته من حياتها ولم تهتم به...فقط تتواصل مع شقيقتيها حتي انها لم تفكر في الاتصال بوالدها ...احتل الالم ملامحه عندما استمع الي حديثها مع الطبيب ...ازدادت ضربات قلبه حتي أوشكت أن ټحطم عظام صدره ...
دهش باران من إجابتها علي سؤاله فطلب منها الاعاده ...
_ أيوة لما اخرج من هنا هدور علي شغل ومكان اعيش فيه ..
_ مش قولتيلي انك متجوزة...وكمان عندك عيله واخوات وباباكي عايش...
ابتسمت زهرة عندما ذكر باران شقيقتيها ...
_ اممم...عندي فعلا....بس انا همشي من هنا وهروح اقعد مع اخواتي....هما كمان عاوزين يقعدوا لوحدهم ..
عاود باران سؤالها مرة أخري...كان يشك بها من البداية وباحتياجها لطبيب نفسي...
_ جوزك...جوزك فين يا زهرة...
تبدلت ملامح وجهها للانزعاج وهتفت بضيق...
_ أيوة بس انا مبحبوش...ومش عاوزاه...ويوم م اخرج من هنا مش هروح معاه...هو السبب في اللي انا فيه اصلا....
الي هنا ولم يستطع المتابعة فالټفت حتي يغادر مدمع العينين علي حالتها وما وصلت إليه..صحيح أن هذا السم يخرج من جسدها لكن حالتها النفسية تنحدر اكثر...رأي شقيقتيها يدخلا الي الطابق الموجوده به غرفتها ابتسم پألم وخرج من المشفي بأكملها ...
بالغرفة ...مدت زهرة يدها الي باران قائلة...
_ هو فين التليفون ...انا عاوزاه...
اعطاها الطبيب الهاتف وجلس ينظر إليها ثم نهض من مكانه حتي يخرج من الغرفة لكن استوقفه صوت بكاءها ...
_ مالك يا زهرة...
_ محدش بيرد عليا ...اخواتي مبيردوش...زهقوا مني ...
ربت علي كتفها يهدئها ..
_اهدي بس يمكن التليفونات مش معاهم ...اه..
لم يستطع المتابعة إذ أن أحدهم طرق علي الباب فسمح له باران بالدخول ظنا منه أنه زوجها لكنه تفاجأ بفتاتان ...
حولت زمزم بصرها نحو شقيقتها فرأتها تبكي...
_ مالك يا زهرة ..
لم تصدق زهرة أذنيها ولا عيناها ..لم تتخيل بأفضل أحلامها أن يأتوا إليها فتشبثت بخصر اختها وهي تبكي بقوة ..
_ طب اهدي طيب...خلاص..خلاص يا زهرة هعيط انا كمان والله...
تركهم باران وخرج من الغرفة تاركا إياها مع اختيها ...
_ انا مش مصدقة انكو جيتولي..انا كنت قربت اطق..
ربتت تمارا علي كتفها قائلة بابتسامة..
_ بعد الشړ عليكي...احنا هنجيلك علطول خلاص...التليفون ده
للطوارئ ...ربنا يكرمك وتخرجي من هنا...
ثم نظرت إليهم يأمل وحماية جديدة عليها...
_ لسه فيه حياة تانية مستنيانا يا بنات...مستنيانا احنا واللي نختارهم...
وامسكت بيدهم تضغط عليها برفق وبريق الحماسة والعزم يتلألأ في عيناها..
الفصل الرابع عشر....
بعد مرور شهر...
دلف الي المشفي ركضا حتي يلحق بها قبل أن تخرج من المشفي...فقد هاتفه طبيبها يطلب منه الحضور لاستلامها كما طلب عند تعافيها وللصدفة استمعت هي الي حديثه وأصرت علي الخروج وحدها ...
_ انا هخرج...انا مش فاقدة للاهلية عشان تمنعوني..وحضرتك يا دكتور واقف تتفرج!!..قولهم يسيبوني...
حاول باران تهدأتها قائلا...
_ يا زهرة اهدي ...دلوقتي جوزك ييجي ياخدك وتحلوا مشاكلكوا مع بعض...
صړخت هي بحدة وڠضب...

________________________________________
غرة والټفت برأسه قائلا...
_ دكتور باران انا همشي دلوقتي وبكرة أن شاء الله هاجي عشان الإجراءات...
وخرج دون أن يأخذ إجابته منشغلا في تلك المخلوقة التي تحاول الفرار منه بشتي الطرق الي أن وصلا للسيارة فدفعها واغلق الباب...
_مش عاوزاك يا ناير ابعد عني وسبني ف حالي بقي...
نظر إليها بحدة وڠضب قائلا بهدوء ظاهري...
_ مش عاوز اسمع صوتك لحد م نروح البيت ..تمام...
حولت بصرها نحو زجاج السيارة تتابع حركة السيارات حتي يصلا الي المنزل...
اغمضت عيناها بتوتر وهي تقف علي ذلك الجهاز لقياس الوزن..شهران من المجهود المضني حتي تفقد وزنها ..كان من المفترض أن تقيس وزنها كل شهر لكن خۏفها من الاحباط منعها لكن اليوم زارتها زمزم وجلبت لها هدية وأصرت أن تقيس وزنها...
ضحكت زمزم بقوة وقالت...
_ يا بنتي خلاص فتحي عينك..خسيتي..
فتحت عيناها بسرعة عندما استمعت الي الكلمة الأخيرة وهي تقول بلهفة...
_ بجد!!..وحياة امك خسيت...
اومأت برأسها بسعادة بضحك مشيرة إلي الشاشة الصغيرة...
_ اهو شوفي كنت كام وبقيت كام...
وامدت يدها واخرجت كيس صغير من حقيبتها..
_ خدي...اكوي ده والبسيه بقي..هيبقي حلو اوي عليكي..انا هقضي اليوم معاكي النهاردة وهتصل بالزفتة ديه أشوفها اتأخرت ليه ..
أخذته تمارا منها ودلفت الي الغرفة وقامت بكيه وإرتدته..ظلت تدور حول نفسها بانبهار وهي تتفقد الثوب فقدت الكثير من الوزن ..نظرت إلى شعرها بالمرأة وابتسمت وهي تمد يدها نحو ربطة شعرها وحررته ثم خرجت من الغرفة...
خرجت زمزم من المطبخ بيدها زجاجة ماء قاطبة جبينها باستغراب...
_ البت ديه مبترودش بتكنسل...
واصدرت صفيرا دلالة على اعجابها بشقيقتها..
_ ايه الجمال ده !!...أيوة بقي هي ديه تمارا ...مش فاهمة انا ايه القرف اللي كنت عملاه ف نفسك ده...
اقتربت تمارا من زمزم وعانقتها بقوة وبادلتها زمزم العناق...
_ يلا..يلا روحي اقعدي عقبال م
تم نسخ الرابط