رواية رائعه للكاتبه نور

موقع أيام نيوز

ثقيلا شارد في عالم اخر حتى افاق على صوت يوسف يحثه على النزول ليذهب ورائه يسابق درجات السلم الواصل الى شقته بلهفة و سرعة شديدة رحب به و ادخله الى احد الغرف الخاصة بالضيوف يخبره ان ينتظر دقائق حتى يمهد لها و يشرح الوضع ... ليوافق على مضض مردفا بحنق. طيب

عدلت حور من وضع حجابها عندما سمعت طرقات باب الغرفة لتقول بصوت ناعم . ادخل

يوسف بمرح. حبيبة اخوها عامله ايه النهادرة

حور. يوسف وحشتني تعالى شوف جبت ايه ليزن

جلس يوسف بجانبها ينظر لتلك الملابس الخاصة بالاطفال حديثي الولادة تقلبهم بين يديها بفرح وحماس مع إبتسامة ساحرة تشق رأى تلك السعادة التى تغمرها بوجود طفلها ... لتأخذ احد القطع تضعها على بطنها المنتفخ مردفة بفرح 

حور. شفت شكله فرح بيهم اوي لانه حسيت بحركته في بطني

يوسف بابتسامة. اكيد طبعا بس انا عندي مفاجأة ليكي

حور بحماس . ايه هي

سحب شهيقا عميق يملئ رئتيه بالهواء قبل ان يلقي قنبلته في وجهها مردفا. جوزك معايا برهحور ببلاهة . بره فين

يوسف بمرح. في الصالة

حور بغباء. صالة ايه

يوسف. صالة بيتنا ده

حور بغباء اكبر. بيت مين

يوسف. جرى ايه يا حور ما تصحصحي معايا 

حور پصدمة. انت بتتكلم بجد 

يوسف. والله بجد هو قرا الجريدة و عرف انك موجودة عندي و جه زي المچنون يسألني عندك

حور پصدمة. لا مش ممكن

يوسف. و مش ممكن ليه دا باين عليه بيحبك جدا و كان هيرفقع من الغيرة لما عرف انك عايشة معانا

حور پضياع . انا مش عارفة اقول ايه انا متلخبطة

اوي 

يوسف بابتسامة. لا متقلقيش كل حاجة هتبقى كويسة انت خلاص على الاقل هترجعي لاهلك و تابع بنبرة حزينة ... و هتسبينا يا حور

أسرعت قائلة باندفاع. انا لا يمكن اسبكم ابدا انتو بقيتو عيلتي التانية انا عمري ما انسى فضلك عليا بعد ربنا يا يوسف انت و علياء و لولاك كان زمانى تايهة و مش عارفة اعمل ايه بس ربنا عوضني بيكم انا لا يمكن انساكم في حياتي ... لتدمع عينيها الزيتونية و تنهمر دموعها كالشلال

يوسف . انا مبسوط اوي اني عرفت واحدة زيك يا حور ليمسك يدها مربتا عليها بحنان اخوي متابعا.. انا هفضل اخوكي دايما و لو احتجتي اي حاجة لازم تقوليلي مفهوم

هزت رأسها مواقفة ليردف . يلا تعالي معايا

 

 

عشان شكلو خلل بره و مش بعيد يقتلنا لتضحك برقة و تذهب معه بمشاعر فوضوية غريبة تغزو عضلة قلبها الصغير الذي تتعالى دقاته بسخاء بالغ تتسأل هل ما تتمناه يحصل و ضحكت لها الحياة لتقابل والد طفلها المجهول ... لتسير بجانب يوسف كالمغيبة تكتشف هوية زوجها او لنقل معشوقها المچنون...عند جاسر مرت عليه دقائق الانتظار كأنها سنوات فلم يستطع المكوث اكثر فقرر النهوض ليرى ما يحدث و ما لبث حتى وقف جامدا لا يقوى على الحركة صمت ... صمت ... صمت... و هدوء ..انها أمامه تماما كما هي بجمالها الخلاب و وجهها الملائكي الذي يغزوه الحمرة التى طالما ما كانت السبب باغرائه و إصابته بأزمة قلبية تلك العضلة القابعة في الجزء الأيسر من صدره لا تتوقف عن النبض فرحا رغم حزنه الطفيف بأنها لا تذكره ... نفض غبار ذلك الحزن سريعا ليمرر فيروزتاه على كل انش منها بداية من رأسها الذي تغطي خصلاته بحجاب طويل .. ليزفر براحة شديدة عند رؤيتها بذلك الحجاب فهذا يعني ان ذلك اليوسف لم يرى خصلاتها التى دائما ما تسحره بلمعانها و سوادها المهلك الممشوق مازال كما هو الا ذلك الخصر النحيل الذي امتلئ بطفله المزروع في احشائها.. رسم إبتسامة واسعة لرؤيته بطنها المتكور الدال على وجود ثمرة عشقهم داخل رحمها .... اقترب منها حتى يضمها اليه ليرى انكماش قسمات وجهها خوفا منه .. هل اصبحت تخشاه يا الله هذا ابتلاءا اخر .. صك على اسنانه بقوه حتى احدثت صوتا ملفت عندما رأى يدها تلتف بذراع ذلك اليوسف الذي ود لو ېحطم وجهه بأحدى لكماته القاټلة .... اخيرا كسر الصمت بصوته الخشن المشتاقجاسر. ما تخفيش انا جاسر يا حور انا حبيبك جاسر

حور و ما زالت على حالها ترد بتلعثم . انا ممعرففكش

تنهد بقوة قائلا. انا هعرفك انا مين بس اديني فرصة تعالى بس ..مد يده لها حتى تمسك بها ... نظرت ليوسف تستمد منه القوة ليومأ لها بابتسامة دالة على موافقته لتمسك بيده مترددة شاعرة بكفه الكبير يقبض على يدها كأنه لا يصدق انها تلامسه ليجلسها على احد الارائك قابعا بجانبها ليستأذن يوسف حتى يترك لهم مساحة للتحدث

رفع رأسه يطالعها بنظرات ترجمتها الى شوق ... عشق ... حب ... اشتياق حارق... تسارعت انفاسها عندما وضع كفه على بطنها يتحسسها بحب بالغ تسبقه دموعه و هي تتساقط على وجنتيه لتشعر بأنها تريد ان تمسح على وجهه الوسيم تزيلها ... نعم صدقت انه زوجها و و الد طفلها فتلك الدموع و الشوق الذي تراه في عينيه اكدت لها بأنها كانت معه من قبل غير نبضات قلبها التى لا تأبى بالتوقف تخبرها بأنها .... تحبه في ماضيها ... و ما زالت ... ركلة ... نعم ركلة صغيرة من جنينها شعروا بها الاثنان ... و ها هو صغيرها يشعر بقرب و الده نظروا لبعضهم البعض تحت صمت رهيب و تركوا الأعين تتحدث طالت الفترة ليقطعها بصوته العاشق المغلف بالحنان

جاسر. حتى هو حاسس اني جنبه ومش هسيبه ابدا و تابع بشجن . انا كنت زي الضايع لما بعدتي عني كل الدنيا صدقت انك مۏتي ما عدا انا كنت متأكد انك عايشة و هترجعي لي في يوم لان حبي ليكي ما كنش عادي ده كان عشق مچنون كنتي انت اسيرته و ضحيته انا لما فوقت في المستشفى و ملقتكيش جنبي اټجننت دورت عليكي في كل حته لاني كان عندي ايمان بربنا و بحبي ليكي انك هترجعي و اتحديت الكل و كنت براهن على رجوعك وانت اهو قدامي و ربنا عوضني بيكم انت و ابني

نظرات حائرة و عاشقة في آن واحد تجمعت في مقلتيها لامست الصدق في كل حرف نطقه انها تصدقه لانها واثقة انه هو من كان يزور أحلامها لتردف بنعومة غير واعية. هو انا كنت بحبك صح

قال بهدوء فرح. انت شايفة ايهخجلت بشدة من كلماته لتردف. مش عارفة بس حاسة اني اعرفك واني كنت معاك و في حضنك .. وضعت كفها على فمها تخفض رأسها بحياء مما تفوهت بوجه احمر خجول ليضحك عليها قائلا بوقاحته المعتادة اكيد كنتي في حضنى و ابني الى بطنك اكبر دليل

شهقت بشدة على وقاحة هذا الزوج لتردف بخجل

انت

قاطعها قائلا بفخر و استمتاع . عارف قليل الادب و ساڤل ده الى متعود اسمعو منك ليتابع 

جاسر بحنان. انا بحبك اوي يا حور ليمسك يدها طابعا عليها جعلت القشعريرة تسير ب لتشعر بملمس على كفها الناعم كانها

تم نسخ الرابط