رواية الدهاشنه بقلم ايه محمد رفعت
المحتويات
ستجده بالداخل ظنت بأنها ستجد فلة أو قصرا يميل لطراز البندر انتبهت تسنيم لذاتها الشاردة فاستكملت طريقها للأعلى حتى طرقت الجرس العالق على الحائط الجانبي وانتظرت قليلا حتى فتحت أحدى الخادمات حيث كانت كبيرة بالعمر ويبدو عليها الوقار فتساءلت باستغراب لرؤية تلك الفتاة للمرة الأولى فعلى الرغم من الصداقة القوية التي تجمعها بحور الا أنها لم تفكر بزيارتها يوما بمنزلها
أجلت صوتها قائلة بارتباك
_أنا من قسم المحاسبة الخاص بالمصانع وعندي معاد مع بشمهندس آسر..
أومأت الخادمة برأسها عدة مرات وهي تجيب بتذكر لما قاله
_آيوه ايوه يا الف مرحب بيكي يا حبيتي اتفضلي عما أدي البشمهندس خبر.
اتبعتها على استحياء فأشارت لها على غرفة بالأسفل ففطنت بأنها غرفة المكتب لم تتردد كثيرا وفتحت بابها ثم ولجت للداخل لتختار الجلوس على المقعد المقابل للباب الذي تركته مفتوحا على مصراعيه انتبهتتسنيم لامرأة فاتنة الجمال على ما يبدو بالعقد الرابع من عمرها تدلف من الباب الخارجي من المنزل وعلى ما يبدو عليها الإرهاق الشديد مما تحمله من أكياس ثقيلة فرفعت صوتها تنادي
لم تجيبها الخادمة فكانت بالأعلى تنادي آسر لم تتردد تسنيم في مساعدة أحدا عاجز يحتاج لها فأسرعت تجاهها لتحمل الأكياس التي كادت بالتساقط أرضا رفعت رواية رأسها لتشكر من عاونها فانكمشت معالمها بذهول من تلك الفتاة الجميلة ابتسمت تسنيم من تعجبها الشديد ثم قالت
ارتسمت بسمة رقيقة على وجهراوية فقالت بترحاب
_يا أهلا وسهلا بيك يا حبيبتي..
ثم وضعت الأكياس التي تحملها على الأريكة لتجذب الأغراض من يدها قائلة بحرج
_طب والله فيك الخير عنك دول تقال أنا خلاص شلت الأكياس من إيدي.
_لا مش تقيلة خالص قوليلي بس أحطهم فين وأنا مع حضرتك.
اتسعت ابتسامتها فأشارت بيدها على الرواق البعيد عنهما
_طيب مدام مصممة المطبخ من هنا وأنا وراكي أهو.
منحتها ابتسامة صغيرة ثم اتجهت بالاتجاه الذي أشارت لها عليه فحملت رواية باقي الأغراض ثم لحقت بها بالطرقة الطويلة حتى وصلوا سويا للمطبخ فوضعت الأغراض من يدها على الطاولة لتصيح بضيق شديد لمن تقفن أمامها
نهضت ريم عن الأرض لتجفف يدها من بقايا صلصة الأرز المحشي الذي تعده بذاتها ثم أسرعت لتحمل الاغراض من يدهما وهي تبرر لها بلهفة
_والله يا حبيبتي ما سمعتك معلشي.
استدارت نادين تجاهها بيدها المتسخة بالصابون لتخبرها بسخرية
تعالت الضحكات فيما بينهما حتى تسنيم ابتسمت هي الاخرى وهي تتايع حوارهما بمحبة سلطت انظار نادين تجاهها فتساءلت بدهشة
_مين المزة الجامدة دي
وضعت تسنيم الأكياس من يدها بحرج من تعريفها عن كناياتها لأكثر من مرتين فعرفتهم بها رواية بالنيابة عنها تبادلت نادين السلام الحارق معها أما ريم فقالت بابتسامة هادئة
_كان ودي أسلم عليكي يا حببتي بس زي مانتي شايفة اكده ملبوخة بالمحشي والوكل لازمن يبقى جاهز قبل المغرب..
بتذكر أضافت رواية
_يا خبر هو انتوا لسه مخلصتوش
أجابتهانواره وهي تدنو من المطبخ
_أنا أهو خلصت المعمر والفراخ شويتها برة بالفرن..
قالت ريم
_لا انا لسالي شوية بس في أمل الحلتين اللي على الڼار قربوا يستوا..
اضافت نواره
_طب اني هجهز العصاير قبل ما الضيوف يوصلوا..
اقتربت تسنيم من ريم ومن ثم انحنت لتجلس مقابلها ثم شرعت بمساعدتها فقالت الاخيرة باعتراض
_بتعملي ايه يا بتي ميصحش.
ردت عليها بابتسامة لطيفة
_حضرتك زي والدتي ولو اتحطت بالموقف ده اكيد هساعدها وبعدين انا بستنى البشمهندس لما بنزل هسيبك تكملي وهخرج.
ابتسمت ريم باعجاب شديد
_شكلك بنت أصول يا بنتي والله.
قالت رواية بثناء
_ومش هتبقى بنت اصول ليه وهي بنت عم فضل الراجل الطيب اللي العيبة مبطلعش منه.
ثم أضافت قائلة وهي تهم بالخروج
_ هطلع أغير هدومي وأجي أساعدكم.
وبالفعل اتجهت للأعلى فرددتنادين بتعب
_ربنا هيتوب علينا أمته بقا من الاكل اللي يكفي 100فرد ده كل يوم ناس داخلة وناس طالعة..
اجابتها نواره بعتاب
_ربنا يجعل بيت الكبير عامر بالخير دايما تعب الوقفة والطبيخ بيروح لما الناس تاكل وتنبسط.
تابعت تسنيم الحوار المتبادل فيما بينهما باعجاب شديد فشعرت بألفة عجيبة وهي تستمع لحديثهما شعرت بالدفء والحنان والحب الذي ينتقل فيما بينهما شعرت لوهلة وإنها تجلس بين أفراد عائلتها الابتسامة لم تفارق وجهها..
هبط آسر للأسفل فإتجه لغرفة مكتبه فانكمشت ملامح وجهه حينما لم يجد سوى حقيبتها فاستدار ليتساءل باستغراب
_هي فين يا نعمة
قالت وهي تتفحص الغرفة بدهشة
_كانت هنا يا بشمهندس والله.
خرج من الغرفة باحثا عنها فاستمع لصوت الضحكات المرتفع القادم من الرواق سلكه آسرحتى وصل للمطبخ فوجدها تجلس جوار ريم تعاونها باعداد الطعام والابتسامة ترتسم على وجهها برقة سلبت زمام تركيزه فتسلل لمسمعه صوت نادين المتساءل
_بتعمل أيه هنا يا آسورة.
انتبهوا جميعا اليه فانتصب بوقفته ثم قال بجدية يحاول الإتسام بها
_هنقضي الشغل في المطبخ ولا أيه لو كده تمام أنا معنديش مشكلة بس معتقدش الكرنب وورق العنب هينجز الأوراق اللي مستانية توقيع دي!
ضحكت ريم ثم قالت
_والله حبناها اوي ما شاء الله عسولة وبنت ناس.
منحتها تسنيم ابتسامة ممتنة ثم نهضت لتغسل يدها جيدا ومن ثم وقفت مقابل هذا الهائم الذي تناسي كونه يحجب الباب بجسده عبث أصابعها بفستانها الأسود الطويل بتوتر التمسه من نظرات عينيها فانتبه لوقفته ليتنحى جانبا مشيرا لها بالمرور أسرعت بتخطيه لتتجه للخارج فسلكت منعطف خاطئ من فرط ارتباكها التقطت اذنيها صوته الرخيم الذي أسيل أغورها وهو يناديها
_تسنيم.
وقفت محلها ثم استدارت لتقابله بوجهها الأحمر من فرط خجلها فأشار بيديه على الباب الذي تكاد على تخطيه عقدت حاجبيها بعدم فهم فقال بابتسامة صغيرة
_من هنا.
تطلعت لما يشير اليه فازداد ارتباكها وتوترها أضعافا اتبعته لغرفة مكتبه فما أن ولجوا سويا حتى أغلق الباب من خلفهما فتوقفت عن الخطى ثم قالت پخوف شعر به آسر بوضوح
_حضرتك قفلت الباب ليه سيبه مفتوح أفضل.
لثاني مرة يرى الخۏف يدمس عينيها لسبب ظنه عاديا بالنسبة لفتاة وشاب يجمعهما غرفة واحدة ومع ذلك فتح الباب على مصرعيه مجددا وهو يردد بهدوء
_أنا بس كنت حابب اننا نركز لأن هنا ناس داخلة وناس طالعه..
أومأت برأسها بتفهم فأشار لها بالجلوس جلست وهي تراقبه بدهشة حينما رفض الجلوس على المقعد الأساسي لمكتبه وفضل الجلوس أمامها حاولت أن تشغل ذاتها بفتح الحقيبة وهي تعدل حجابها بارتباك أخرجت الملفات جميعا فكادت بعضها بالسقوط أرضا فنهض سريعا لينتشلها منها مرددا بهمس
_حاسبي.
قربه منها جعل جسدها يرتجف بصورة غير طبيعية فجذبت الملفات التي يساندها بيديه ليشعر بتلك الرجفة الغريبة فوضعتهما فوق الطاولة الصغيرة التي تفصلها عنه عاد آسر للجلوس محله وهو يتطلع لها باستغراب قدمت له أول ملف فشغل ذاته بقراءته قبل أن يوقعه وأحيانا كان يراجع على الحسابات من أمامه..
طرقت نعمة على الباب ثم تقدمت منهما لتضع صينية العصير على سطح المكتب وقبل أن تغادر أغلقت الباب من خلفها كما اعتادت الدخول لأي غرفة من غرف المنزل انقبض قلب تسنيم بشكل مبالغ به فوزعت نظراتها
متابعة القراءة