رواية الدهاشنه بقلم ايه محمد رفعت

موقع أيام نيوز


يأذي آسر فكر كمان في روجينا لازم نحميهم الاتنين منه يافهد.. 
رفع يدها اليه ليطبع قبلة رقيقة قبل أن يجيبها بابتسامة صافية 
_ولادي الاتنين وانتي في عنيا وجوه قلبي يارواية وأي كلب من دول هيقربلكم لازم يعدي على چثتي الاول.. 
وضعت يدها على فمه پغضب 
_أيه اللي بتقوله ده بعد الشړ عليك.. 

استغل الفرصة مرة أخرى فطبع قبلة أخرى ثم غمز لها وهو يردد بصوت منخفض 
_طيب مش يالا بقا لحسن كده هيبة الصعيدي هتروح سابع دولة لو لقوني بتكلم زيهم وأحسن منهم كده ولا أيه 
نجح في رسم الابتسامة على وجهها فعدلت من حقيبتها على كتفيها ثم مسحت وجهها جيدا لتتحرك تجاه باب الخروج 
_يالا... 
حرك يديه ليعدل من جلبابه ووشاحه الاسود الضخم المتدلي من خلفه ليلحق بها بالخارج فاستقبله السائق بفتح باب السيارة...... 

أعدت نادين الكثير من أصناف الطعام الشهي على الغداء بمساعدة حور وتالين فاليوم ستجتمع افراد العائلة بعد غياب انتهت نادين من سكب أكواب العصائر ثم استدارت تجاه ابنتها التي تعد السلطات بأنواعها قائلة 
_روحي يا حور أسالي اخوكي وقوليله قربوا يوصلوا ولا أيه
جففت يدها ثم ارتدت حجابها المنسدل حول رقبتها متجهة للشقة المقابلة لهم طرقت عدة مرات وبالرغم من أن الباب كان نصف مفتوح لم ترغب في الولوج قبل أن تطرق مرات متعددة وحينما لم تنتظر ردا ولجت للداخل وهي تنادي بتوتر 
_بدر.... بدر.. 
لم يأتيها رده فاتجهت لغرفته ثم حاولت فتح بابها ولكنه كان موصود من الداخل تعجبت للغاية من اغلاقه للباب بالمفتاح فاتجهت لغرفة أحمد بقلق من أن يكون أخيها بسوء وجدت باب غرفته مفتوح على مصرعيه لتراه أمامها يؤدي صلاته بخشوع تام وصوت في الترتيل سحرها لدرجة جعلتها تجلس على مقربة منه لتسمع صوته الخاشع في تلاوة القرآن الكريم وبعد أن انتهى من صلاته نهض يثني سجادته وهو يتطلع اليها بابتسامة مرحة 
_إنسيه لما بينام بيبقى شبه المقتول بالظبط.. لو عايزاه في حاجة مهمة وكده ممكن أجازف واعديله من البلكونة ورزقي ورزقك على الله.. 
شرودها بها لم يجعلها تستمع لما قاله فخرجت كلماتها تلقائيا دون حساب منها 
_صوتك جميل أوي يا أحمد ما شاء الله أول مرة اعرف انك صوتك حلو في قراية القرآن. 
ابتسم على مدحها الرقيق ثم قال 
_مش أوي كده احنا على قدنا.. 
ضحكت وهي تجيبه 
_متخفش انا مش حسادة بس برضه صوتك حلو.. 
ضحك هو الأخير ثم قال 
_ماشي يا ستي متشكرين.... المهم هنأكل ايه النهاردة لحسن انا واقع! 
قالت بحماس سبقها بالحديث فلم يضع لها حدا 
_عملتلك طاجن ورق عنب بالكوارع انما ايه عجب.. 
تطلع لها بفرحة 
_ايه ده بجد! 
هزت رأسها فوضع سجادة الصلاة على الاريكة القريبة منه ثم قال مازحا 
_أنا خسيت النص من بعد ما تعبتي محدش بيفتكرني بأي صابع كفتة تايه حتى... 
تعالت ضحكاتها على مزحته فانتفضت بوقفتها وهي تردد بتذكر 
_يا خبر دي ماما هتولع فيا كانت قايلالي اخلي بدر يشوفوهم بقوا فين وانا بحاول من ساعتها اصحيه مش عارفة. 
أخرج هاتفه من جيب بنطاله وهو يردف بابتسامة عذباء 
_اهدي بس كده ولا هتقتلك ولا هيحصل حاجة... هجبلك أرارهم وحالا.. 
ابتسمت وهي تردد بامتنان 
_تسلم يا أحمد.. 
منحها نظرة هادئة قبل أن يحرر زر الاتصال ليأتيه صوت آسر فقال الاخير 
_فينك يا ديزل! .. كل ده في الطريق! 
أتاه صوت الساكن بغيمة عشقه المجاور له 
_لا خلاص يا أحمد دقايق وداخلين عليكم ان شاء الله 
توصل بالسلامة أنت واللي معاك... أنا هستناك تحت.. 
_تمام يابو حميد... سلام
وأغلق الهاتف ثم أشار لها قائلا 
_على وصول يا حور.. 
همت بالخروج قائلة بابتسامة رقيقة 
_الحق اكمل السلطة قبل ما يوصلوا.. 
ابتسم وهو يجذب مفاتيحه ثم قال 
_وأنا هنزل استناهم تحت.. 
وأغلق باب الشقة ثم هبط للاسفل وعينيه تراقبها وهي تدنو من باب الشقة المجاورة حتى اختفت تماما من أمامه فاستكمل طريقه للاسفل بابتسامة مرسومة على وجهه رغما عنه.. 

بغرفة روجينا 
زفرت بتأفف حينما حاولت الاتصال به للمرة التي تعدت الخمسة عشر مرة ولم ياتيها رده بات القلق يستحوذ عليها بشكل كبير فأرسلت اليه رسالة مسجلة والحزن والقلق كفيل بجعل صوتها مرتعش كالرعد الذي يضرب القمر فيجعله يرتعد خوفا 
_أيان أنت فين من الصبح بكلمك مش بترد عليا أنت زعلان مني في حاجة.. يمكن أكون عملت حاجة تزعلك وأنا مخدتش بالي.. أرجوك رد عليا أنا قلقانه عليك.. آآ.. أنت وحشتني أوي مشفتكش امبارح ولا النهاردة.. أرجوك حاول تطمني عليك.. أنا حاسة اني هيجرالي حاجة من كتر تفكيري بيك. 

على الجانب الأخر.. 
فتح هاتفه ومن ثم فتح الريكورد المسجل وعينيه منصوبة على الطريق بنظرات خالية من الحياة مازال يتذكر مواجهته بألد عدو له كان يقف أمامه ويتحدث إليه وتركه دون أن ينتهي منه لكم مقود السيارة پغضب كفيل بجعل السيارة تنقلب في حاډث مزري تجاه عصبيته الدامية ولكن لولا مهاراته بالقيادة لانقلبت به بالفعل استمع أيان لصوتها الباكي فشعر بوهلة بتخبط بمشاعره ما بين الفرحة والغرور بأنه سيقتص منهما قريبا وما بين التوتر والارتباك من شعوره بشيء حاد يخترق قلبه لسماع صوتها الباكي ثمة شيئا غريبا يلامس قلبه حينما يستمع لصوتها والأغرب من ذلك مشاعره التي تتحرك حينما تكون معه وبين يديه ظنها بالبداية غريزته الذكورية هي من تحركه تجاهها ولكن بات الأمر الآن غير مفهوما بالنسبة اليه فأغلق الهاتف في تحد لذاته بأنه لم يتغير بل هو مثلما كان عليه حتى انه لن يهتم برسالتها مثلما كان يفعل سابقا فبات طريقه للصعيد بمثابة حرب غير منصفة له ما بين الاتصال بها والثبات باتزانه الرزين! 

وصلت سيارة آسر أولا ليجد أحمد وعمه سليم باستقبالهم حتى حور اسرعت للاسفل لتضم رفيقتها بشوق وترحاب تشاركت به نادين التي رحبت بزوجة خالها ووالدتها واستقبلتهما أفضل استقبال ومن بعدهما لحقت بهما سيارة فهد فهبط منها ليسرع احمد باحتضانه ربت على ظهره بحنان وهو يردد 
_اتوحشتني يا ولدي... كيف أحوالك! 
أجابه بابتسامة متسعة 
_بخير يا عمي.. 
ثم اشار له بالصعود 
_اتفضل.. 
صعدوا جميعا للأعلى فجلسوا بالردهة المطولة لتستقبلهماتالين بالمشروبات الباردة ومن ثم اسرعت تجاه عمتها لټحتضنها بشوق 
_وحشتيني أوووي يا عمتو كان نفسي اشوفك.. 
احتضنتها الاخيرة بقوة ثم قالت 
_حبيبة قلبي وانتي كمان والله وحشتيني انتي ورؤى..
وتساءلت باستغراب 
_هي فين 
قالت ويدها تشير على غرفتها 
_جوه هي وبابا.. 
انعقد حاجبها بذهول 
_هو خالد نزل من السفر! 
هزت برأسها بنعم فتساءلت بدهشة 
_أمته ده وازاي ميقوليش! 
تطلع لها فهد بإشارة فهمتها رغم عدم استيعابها ما يحدث التقطت اذنيها صوت صغيرتها المنطلق بفرحة 
_حمدلله على سلامتك يا بابا.. 
ابتسم فهد وهو يتطلع لها فترك العصا عن يديه ثم أشار لها بأن تسرع لاحضانه وبالفعل هرولت ليحتضنها باشتياق تتبعه قوله المعاتب 
_كده متساليش عن أبوكي طول الفترة اللي فاتت دي حتى الاجازات اللي بتاخديها مبقتيش تنزلي فيهم البلد شكل عيشتك هنا عجبتك يا روجين.. 
ابتعدت عن احضانه وهي تجيبه بدلال 
_حضرتك عارف اني بكره الجو في الصعيد هنا بكون مرتاحة أكتر.. 
ربت على رأسها بحنان 
_وأنا مبحملش غير اللي يريحك يا روح قلبي المهم تكوني مبسوطة.. 
ابتسمت بفرحة وهي تستند على صدره 
_حبيبي يا بابا ربنا ما يحرمني منك يارب.. 
ضمھا اليها ببسمة صغيرة تلاشت حينما وجد الدموع تلألأ بعين
 

تم نسخ الرابط