رواية الدهاشنه بقلم ايه محمد رفعت
المحتويات
لباب الغرفة فإلتقطت نفسا مطولا قبل أن تهم باستكمال طريقها ولجت للداخل وعينيها أول من تبحث عنه حتى اهتدت اليه خاطفة نظرة منحت قلبها قليل من الصبر والإطمئنان استكملت طريقها للداخل حتى وقفت أمام رواية التي نهضت لټحتضنها وهي تخبرها بسعادة
_الف مليون مبروك يا حبيبتي..
وبهمس منخفض لم يسمعه أحدا سواها قالت
تغلب على وجهها خجل جعلها ترمش بجفنيها بارتباك فرسمت ابتسامة مشرقة على وجهها وقبل أن تتحرك من محلها دنت منها ريم ونواره ليتبادلن تهنئتها بالخطبة ومن ثم تقدمت كلا منهن بالهدايا القيمة وكادت بالجلوس لجوارهن لولا انها سمعت صوت والدها القائل
تطلعت للخلف باستغراب فلم يكن بمقدورها رؤية فهد حينما ولجت فأسرعت اليه لتبادله السلام وهي تردد بحرج
_مخدتش بالي من حضرتك والله..
ربت على كفة يدها برفق
_ولا يهمك يا بتي.
ثم تابع بمزح
_بس مؤكد انك خدتي بالك من العريس سلمي عليه أهو كلتها يومين ويبقى جوزك..
_الكبير جيه بنفسه اهنه عشان هنكتب كتب كتابكم مع بدر ابن عمه بمصر كمان يومين...
خفق قلبها سريعا وخاصة حينما تابعت رواية
_احنا ان شاء الله هننزل مصر من الصبح ومعانا طبعاتسنيم ووالدتها ومرات خالها عشان نجهز العفش والذي منه ده بعد اذنك يا عم فضل طبعا...
_بنتكم وبقت مسؤوليتكم من دلوقتي يا هانم..
ردت عليه بابتسامة صغيرة
_ربنا يديم الود والمحبة بينا يارب..
تطلعت ريم تجاه آسر الشارد بها ثم لكزته برفق وهو تشير له ساخرة
_مش هتلبسها الشبكة ولا أيه يا عريس شكلك اكده مانتش معانا..
أخرج آسر العلبة القطيفة الحمراء من الحقيبة الصغيرة الموضوعة لجواره ثم نهض ليقترب منها مشيرا لها بأن ترفع يديها سهمت نظراتها به قليلا وقوفه لجوارها جعلها تلتمس طوله وجسده الممتد من الأعلى بالعضلات دنت منهما رواية لتساعد ابنها بفتح العلبة ثم قدمت له الدبلة أولا فقربها منها منتظرا أن تمد يدها اليه ولكنها كانت شاردة للغاية ابتسم آسر لها ثم قال بصوت منخفض
ضيقيت عينيها بذهول
_ها!
ضحك بصوت وهو يشير بعينيه على يدها فتطلعت تلقائيا لما يشير اليه فوجدته يحمل الدبلة بين يديه وينتظرها أن ترفع يدها توترت معالمها لحماقتها فرفعت يدها تجاهه سريعا ليضع الدبلة بين يدها ومن ثم قدمت له رواية أربع من الغوايش الثقيلة ليضعهما بيدها ومن ثم وضعت رواية السلسال الكبير حول رقبتها لټحتضنها بفرحة ومازالت عينيها بذاك اللقاء العابر الذي طال فيما بينهما وكأن العالم معزول من حولهما افاقت من شرودها الذي لم تتذكر عدده على صوت فهد الذي وضع علبة سوداء بين يدها قبل ان يقول
اجابته بامتنان
_الله يبارك في حضرتك..
أصرت عليها رواية ان تفتح هدية فهد فتفاجئت بطقم من الألماس الصافي عبارة عن عقد ثمين للغاية وأسورة وخاتم في غاية الجمال تلقائيا رفعت عينيها تجاهه قائلة پصدمة
_بس ده كتير اوي يا عمي..
رد عليها بابتسامة هادئة
_مفيش حاجة كتيرة عليكي انتي بقيتي زي بنتي...
ثم أشار بيديه للنساء
_هنستأذن احنا بقا يا عم فضل وبكره ان شاء الله هنعدي ناخد تسنيم والجماعة وأنت ابقى الحقنا على هناك..
هم بالنهوض وهو يخبره باستياء
_ما لسه بدري يا كبير السهرة طويلة..
أجابه قائلا
_لا معلش أنته خابر زين باللي ورايا وان كان على السهرة هياخدها العريس مع عروسته..
نهضت والدتها لتلحقهما بالخروج وهي تردد
_على دماغنا والله.. آسر بقى كيف ولدي اللي مجبتوش..
ربتت رواية على كتفها بحنان
_تسلمي يا غالية..
غادر فهد بصحبتهن ففرغت الغرفة بهما ترك آسر مقعده ليجلس على المقعد المجاور لها ليتابعها بنظرة مهتمة لحقها قوله
_اللون ده جميل أوي عليكي..
احمرت وجنتها وباستحياء قالت
_وأنت كمان..
ابتسم وهو يلقي نظرة متفحصة على قميصه الأسود فرفع حاجبيه بمرح
_قولي بقا أن أنتي قلدتيني ولبستي نفس اللون..
أخفت بيدها ضحكتها ثم قالت
_وليه متقولش ان انت اللي قلدتني! أنا لبسة من أربع ساعات فاتوا على فكرة..
انعقد لسانها فقرصته بخجل حينما باحت بذاتها عن تلهفها للقاء به فأخفضت عينيها أرضا باستحياء تحرر صوته الرخيم بعد لحظة من الصمت
_أنا كنت بعد الدقايق عشان أشوفك يا تسنيم..
ثم تابع بقول
_في حاجات كتير نفسي أحكيلك عنها بس مع أول فرصة هنقعد ونتكلم براحتنا عشان تعرفيني أكتر..
أومأت برأسها له بخفة ثم قالت بارتباك ملحوظ
_وأنا كمان عايزة اتكلم معاك في حاجة مهمة..
اعتدل آسر بجلسته وهو يتساءل باهتمام
_حاجة أيه دي يا تسنيم اتكلمي.
اطبقت على أصابعها بقوة علها تتماسك قليلا فراقبها بحرص وآذنيه تنصت لما ستقول باهتمام يشعر بأنه على وشك التأكد من شكوكه التي روادته منذ استلام تلك الرسالة الوضيعة ولكنه ليس بالأحمق الذي يصدق شيئا سيء هكذا بحق الفتاة التي أغرم بها وبأخلاقها لذا شك على الفور بأن هناك من يحبها ويود الارتباط بها لذا حينما علم بأمر خطبتها ود أن يوقعه في فخ من صنعه وبات كشف أمر هذا المجهول يشغله بحدا كبير لذا ظن بأنها ستخبره به..
عبثت بحجابها كمحاولة منها للفرار من نظراته المهتمة بها فتوتر قولها
_مش دلوقتي في الوقت المناسب..
لم يريد أن يضغط عليها بالحديث وخاصة حينما حملت كوب العصير وقدمتها له بابتسامة أفتكت به
_اتفضل..
تناوله منها وبدأ بارتشافه وهو يبحث عن طريقة تحثها عن الحديث بذاك الامر دون أن تستاء من ذلك لذا قال بخبث
_أكيد حور قالتلك ان أنا وماسةكنا هنرتبط ومحصلش نصيب..
مجرد الحديث عن فتاة أخرى أمامها أحزنها ولكنها تماسكت وأجابته بصدق
_أيوه فعلا كانت قالتلي حاجة زي دي..
هز رأسه بهدوء وهو يردف
_كنت بحبها من وأنا صغير وهي كمان كانت متعلقة بيا ويمكن ده اللي خلاني أفهم الامور بشكل غلط وأفتكر انها بتبادلني نفس الشعور..
وضعت كوب العصير عن يدها ثم سألته بلهفة
_أكيد اتوجعت!
ابتسم لرغبتها الصريحة بمعرفة ما يحمله قلبه بتلك اللحظة فأجابها بذكاء استخدمه باجابته الصريحة
_لو قولتلك لا هبقى بكدب عليكي وده مش طبعي يا تسنيم...
والتقط نفسا مطولا قبل أن يستطرد
_ايوه اتوجعت وأخدت فترة عشان أقدر استوعب ان اللي حصل ده كان خير ليا..
وبدأ بشرح الامور من وجهة نظره الخاصة
_يعني اني عرفت الحقيقة في التوقيت ده أفضل الف مرة من لما أتجوزها واتفاجئ انها بتحب شخص تاني بعد الجواز..والشخص ده يبقى أخويا ومن أقرب اصدقائي..
سعدت لقوله الصريح فأيدته قائلة
_معاك حق ۏجع أهون من ۏجع تاني أكبر..
تنحنح آسر قبل أن يضيف سؤاله الماكر بغمزة عينيه البنية
_طب وأنت يا ريس مكنش ليك سكة في الحب ولا أيه
ابتسمت على طريقته بطرح السؤال ولكن سرعان ما اجابته بجدية تامة
_لا عمري ما أعجبت بحد عشان أوصل لمرحلة الحب..
ثم أضافت قائلة
_يمكن لأني ملقتش الانسان اللي كنت بحلم بيه لأن في الأخر المواصفات دي بتبقى في فارس الاحلام اللي عمر ما أي بنت هتلاقيه في الحقيقة لاننا بني آدمين والبني آدم مليان عيوب..
اقترب بوجهه منها وعينيه تستهدفها لا محالة
_لا هتلاقيه يا تسنيم وقدامك..
وتابع بهمسه الساهم لرغباتها دون جهدا منه
_يمكن فيا عيوب بس صدقيني عمري ما هسمح للعيوب دي أنها تطولك او
متابعة القراءة