شيخ فى محراب قلبي بقلم رحمه نبيل
المحتويات
عينها في وجهه وهي تتأمله للمرة الأولى ثم قالت وهي تهز كتفها ببرود شديد
يمكن عشان معرفش حاجة في البيت مثلا
نظر لها فرانسو بحرج فهو بسبب غضبه منها لعدم اعتراضها على تقبيل امرأة له نسي أن يرشدها للغرفة لذا تنحنح بحرج وهو يشير للغرفة التي خرج منها للتو
بعتذر دي الاوضة تقدري تدخلي تاخدي دش وتغيري لبسك اكون حضرتك الاك
هز فرانسو بنعم على سؤالها ليستمع بعدها للجملة التي توقعها
وهو إنت مفكرنا متجوزين بجد عشان ننام في نفس الاوضة
ابتسم فرانسو و هو يقترب منها ثم انحنى على ركبتيه ليجلس أمامها في حركة مفاجئة لم تتوقعها ثم أمسك يدها وهو يتحسسها بأصبعه ناظرا لها ببسمة غريبة
صمتت بثنية لا تفهم سؤاله ذلك فهو اوضح لها جيدا سبب زواجه منها ولذا لم تتحدث أو تجيبه ليكمل هو حديثه
انا مش متجوزك اقضي بيك غرض وبعدين كل واحد يروح لحال سبيله بثينة أنت مراتي بكل ما للكلمة من معنى وانا مش مخطط ان ده يتغير قريب ابدا
نهض تاركا إياها متجها صوب المطبخ متحدثا ببرود
أنهى حديثه تاركا إياها ترمق أثره بعدم فهم وهي كل يوم تكتشف به سر اخر وكأنها سقطت في بئر لا قاع له تنهدت وهي تمسح وجهها لا تعلم كيف ستكون أيامها القادمة لكنها تتوقع معركة حامية معه ومع تلك النساء التي تحوم حوله والأهم مع نفسها التي بدأت تجهل تصرفاتها
كان يستمع لكل كلمة وهو يشعر بنيران تنشب في صدره ورغم ذلك لم يظهر على وجهه أي شيء بل استمر في الاستماع بكل برود حتى أنهى زكريا قص كل ما حدث مع الاحتفاظ ببعض التفاصيل له دون أن يخبرها لاحد فهو قص عليهم كيف تم الأمر ولم يتطرق لشيء آخر فقط الخيوط العريضة من القصة يقنع نفسه أنه حان الوقت لكشف بعض الخطوط لينفذ وعده لفاطمة
نهض هادي دون شعور متجها صوب زكريا ثم عانقه بشدة وهو يبكي على رفيقه وما تعرض له ويبكي فاطمة تلك الفتاة المسكينة التي تجرعت من الاوجاع ما يكفي ولأن فقط استوعب اڼهيار زكريا ذلك اليوم
ليه يا زكريا ليه استحملت كل ده لوحدك
سقطت دموع زكريا بۏجع وهو يمسك ذراع هادي الذي يحيطه متحدثا بكسره وقهر
عايزني اقول ايه يا هادي اقول إن شوية عيال لا يمتوا للبشر بصلة اعتدوا ع
لم يستطع زكريا اكمال كلمته بسبب بكاءه الذي اڼفجر فيه وهو يشعر وكأنه قلبه يستغيث للتحرر من هذا الۏجع
نهض رشدي سريعا متجها لزكريا ثم جذبه في أحضانه هو وهادي هامسا بحنان يقاوم دموعه
حقها هيرجع يا زكريا والله ليرجع حتى لو كان آخر حاجة هعملها وبعدها استقيل هيرجع بأي طريقة بس انت متعيطش عشان خاطري
بكى زكريا اكثر في حضن رفيقه وكأنه يشكيه أحزانه
كان جمال يتابع كل شيء بملامح لا توحي بما في داخله ليهمس بعد صمت طويل منه
انا عارف فين الشخص التاني
خلاص خلصنا يا ماسة احمدي ربنا أنها مشيت وما اصرتش تعملك محضر والله العظيم المرة دي كان رشدي جاب اجلك فيها
انهت شيماء حديثها بغيظ شديد بعدما استطاعت بصعوبة أبعاد ماسة عن طريق الفتاة والخرج بها من المحل وها هم يجلسون في أحد المطاعم في ذلك المول الكبير
ارتشفت فاطمة بعضا من العصير أمامها ثم قالت بحنق
ربنا يعين رشدي على ما بلاه
نظرت ماسة لفاطمة بشړ وما كادت تتحدث حتى لمحت بعينها أحد الأشخاص في محل يقع مقابل المطعم وهي تهمس بتعجب
فرج
رفعت شيماء رأسها بعدما كانت مندمجه في طعامها تقول بعدم فهم
فرج ايه اللي هيجيب فرج هنا
هزت ماسة رأسها بعدم معرفة وهي تشير للواجهه الزجاجية لأحد محلات الملابس
اهو هناك اهو
استدارت كلا من فاطمة وشيماء صوب ما تشير إليه ماسة ليجدن أن فرج يقف في أحد المحلات وهو يتحدث مع عاملة هناك
تحدثت فاطمة بعدم فهم
هو ايه اللي جاب فرج هنا
نهضت ماسة سريعا وهي تتحرك صوبه ضاحكة
معرفش تعالوا نشوف
نهضت شيماء تتبعها بفضول شديد وكذلك فاطمة تاركين الحقائب عند طاولتهم متجهين صوب المحل الذي يقف به فرج وبمجرد دخولهم سمعوا صوت فرج الحانق
لا حول ولا قوة إلا بالله يابنتي افهمي شوية بقولك عايز نفس الفستان بس مقاس اكبر شوية
زفرت عاملة المحل بضيق شديد وهي تجيبه بنفس الكلام للمرة الألف
يا فندم مينفعش اجيب كبير شوية كده بدون ما اعرف المقاس يعني حضرتك حدد المقاس بالضبط وانا اجيبه يعني large ولا Medium ولا small
بطاية
صدمت العاملة من حديث فرج ذلك العجوز الغريب
هو ايه اللي بطاية يا فندم عيب كده
تعجب فرج من حديثها
هو ايه اللي عيب أنت بتسألي عن مقاسها وانا بقولك هي بطاية كده
انطلقت ضحكات صاخبة من الخلف استدار على اثرها كلا من فرج والعاملة ليجدوا ثلاث فتيات تضحكن
ابتسم فرج بفرحة شديدة وهو يتجه صوبهن متحدثا بسعادة كبيرة
انتم هنا طب الحمدلله تعالوا ساعدوني لاحسن البنت دي مش بتفهم في حاجة أبدا
فتحت العاملة فمها پصدمة شديدة من حديثه
ابتسمت ماسة وهي تغمز له
هي مين دي اللي بطاية يا فرج وجاي تشتري ليها لبس ماركة كمان
ضحكت شيماء وهي تضيف بمزاح
يا رتني كنت خطبتك إنت يا فرج بدل هادي اللي اغلى حاجة جابها ليا كانت الخلاط بتاعهم وخده وهو مروح كمان
انطلقت ضحكات فاطمة بشدة وهي لا تستطيع تحمل ما يحدث لتسمع صوت فرج الذي بادر سريعا بالشرح
اصل انهاردة عيد ميلاد ام اشرف وجيت عشان اجبلها هدية بس البنت اللي هنا دي مش بتفهم
لو سمحت يا استاذ انا مسمحلكش
كان هذا صوت العاملة الحانقة من ذلك العجوز الوقح
تجاهلها فرج وهو يشرح لماسة كل ما يريد
بصي عايز اجبلها فستان حلو كده على ذوقك وأنت عارفة بقى ام اشرف
متابعة القراءة