شيخ فى محراب قلبي بقلم رحمه نبيل
المحتويات
زكريا و
قاطع أفكاره صوت طرق على باب المنزل ليتجه صوبه سريعا وهو يعلم جيدا صاحب تلك الطرقات و قد صدق حدسه بالفعل وهو يجد رشدي يقف أمام الباب وجواره زكريا وهما يبتسمان له ويردد زكريا
عرفنا إنك هتبات ليلتك وحيد انهاردة فقولنا نيجي نونسك
ابتسم هادي وهو يبعد عن الباب ليفسح لهما المجال للدخول
ضحك رشدي وهو يغلق الباب خلفه غامزا له مشيرا للحاسوب الخاص به الذي يحمله
طب متصدقش اوي لاننا اساسا جايين عشان حاجة تانية خالص
ابتسم هادي بسخرية وهو يتحرك صوب المطبخ محضرا بعض من المشروبات التي ابتاعها اليوم لعقد قران بثينة
من غير ما تقول باين على وشكم ها اتحفوني أي مصېبة ألقت بكم
مصطفى
_
انا مش فاهمة ايه لازمته القمص ده
نظرت ماسة لفاطمة بملامح منكمشة غيظا مما حدث صباحا مع رشدي فهي لم تنسى ما فعله وكيف كسر قلبها حتى أنها لم تدعه يلمحها من وقتها فعندما عادت من عنده صباحا جمعت بعض الثياب لها وجائت لفاطمة هنا وجلست معها ثم جلست مع والدتها أثناء حضور فاطمة لعقد قران تلك العقربة بثينة وقد رفضت أن تدع رشدي يرى وجهها وتعلم جيدا أنه لم يعد للمنزل حتى الآن فهو عاد من العمل على عقد القران ولم يكتشف اختفائها حتى الآن
نظرت لها ماسة بغيظ شديد ثم همست
ايوة بس هو مسألش عليا من الصبح ولا حتى قال يعدي يشوف حصلي أيه
تفتكري يكون بيخوني
يخونك ماسة حبيبتي أنت بتخرفي هو هيخونك امتى وازاي هو ملاحق على مصايبك عشان يكون عنده رفاهية الخېانة
زفرت ماسة بحنق شديد ثم ألقت نفسها على الفراش تنظر للسقف وهي تردد بحنين
وحشني اوي يا فاطمة وحشني اوي تعرفي أنه بقاله كتير ما اخدنيش في حضنه وطبطب عليا وقالي ماستي زي ما كان دايما يعمل
حاسة إنه بدأ ينساني انا انا عايزة أباظة اللي حبيته يرجعلي تاني يا فاطمة أنت مشوفتيش الصبح كان عامل ازاي ده كأنه اتحول تماما كان بيزعق فيا جامد خۏفت منه ولأول مرة اخاڤ منه يا فاطمة
سقطت دموعها أكثر لتصبح تلك المرة الأولى التي تراها فاطمة باكية وهي تقول بۏجع شديد من بين شهقاتها
ضمتها فاطمة وهي تربت على ظهرها بحزن تدرك تلك اللحظة التي تمر بها ماسة ومن يعلم عنها افضل منها وهي اكثر من مرت بتلك الحالة لكن وقتها لم يكن هناك من يضمها ربتت فاطمة على شعر ماسة بحنان
اهدي بس يا ماسة وصلي على النبي كده أنت اكتر واحدة عارفة رشدي فمتزعليش دلوقتي يتصل بيك ويراضيك أنا متأكدة
__
عمل ايه زفت الطين ده كمان
هكذا تحدث هادي بحنق شديد بعدما استمع لاسم ذلك الملعۏن مصطفى ليكمل رشدي حديثه وهو يلقي أمامهم بهاتف لينظر الاثنان لبعضهما البعض بتعجب حتى بادر هادي بالتساءل
ايه هو هددك إنت كمان بصور
ابتسم رشدي بسخرية ثم أشار للهاتف قائلا
ده تليفون مصطفى اللي لقيت عليه كل البلاوي واللي ممكن توديه في داهية بدون حتى ما نظهر في الحوار بس
نظر له الاثنان بقلق شديد في انتظار باقي حديثه ليطول صمت رشدي حتى فقد زكريا صبره
بس ايه انطق يا رشدي
بس كل ده بقى بح
تحدث هادي بعدم فهم
بح ازاي لا مؤاخذة
زفر رشدي بتعب ثم عاد بظهره على الأريكة وهو يشرح لهما ما حدث
مصطفى مش اهبل ابدا ولا مجرد عيل بيتسلى لا ده ذكي جدا ودماغه عالية عشان كده اول ما عرف إن فونه اختفى ودور عليه ملقهوش بدأ ياخد احتياطاته
يعني ايه هو التليفون مش معاك يعني
نظر رشدي لزكريا وهو يهز رأسه بالايجاب ثم وضح اكثر ما يقصده
معايا بس للاسف مش فيه حاجة أبدا
لم يفهم أيا من الاثنان حديث رشدي الذي أكمل وهو يحمل الهاتف يفتحه
مصطفى اول ما عرف أن فونه ضاع وطبعا عليه بلاوي قام جاب فون جديد وسحب عليه كل البيانات اللي هنا وقفل حسابات الفون ده اللي هي عليها الصور
فتح هادي عينه پصدمة وهو يهمس
وده عادي
هز رشدي رأسه ثم فتح الحاسوب الخاص به واخذ ينقر على بعض الأزرار وهو يقول
ممكن لو كان رابط كل الحسابات بايميل خاص بيه او رقم يقدر يروح لشركة الاتصالات ويثبت ملكيته للرقم ده والشركة وقتها تقدر ترجع ليه الرقم في خط تاني ووقتها يرجع كل حساباته اللي مرتبطه بالرقم ده ويعمل خروج من اي جهاز تاني مفتوح فيه الحسابات دي وبكده سحب كل المعلومات عنده وسابنا احنا نزمر بالتليفون
أنهى رشدي حديثه وقد تعلقت عينه بالحاسوب أمامه ليسمع صوت زكريا الغاضب وهو ېصرخ به
يعني كده خلاص مش هتعرف نعمل ايه حاجة
نظر له رشدي ببسمة خبيثة ثم أدار الحاسوب صوبه هو وهادي وقال وهو يشير للشاشة
لا لسه اللعبة في البداية
نظر كلا من هادي وزكريا للشاشة أمامها بعدم فهم ليفتح رشدي فمه بنية شرح ما يقصده لولا صوت رنين هاتف زكريا الذي قاطع تلك الأجواء ولك يكن سوى اتصالا من فاطمةنظر زكريا لرفيقيه واعتذر منهما قليلا ثم نهض ليجيب على فاطمة
الو يا فاطمة خير ياقلبي فيه حاجة رشدي اه هو معايا فيه حاجة ولا ايه هي بخير طيب طيب فهمت خلاص يا فاطمة هشوفه كده سلام عليكم
أنهى زكريا الاتصال ثم عاد لرشدي وهادي ليبادر رشدي سريعا وهو ينهض حاملا حاسوبه
تعالوا معايا وانا هفهمكم كل اللي اق
توقف رشدي عن الحديث وهو ينظر لزكريا الذي أخذه من أمام هادي واتجه صوب باب منزل هادي ونزع الحاسوب من يده ثم دفعه للخارج واغلق الباب في وجهه متحدثا بحدة وحزم
مش هنعمل حاجة غير لما تشوف مراتك يا رشدي روح شوفها هي عند فاطمة عشان بتقول انها تعبانة
ورغم صدمة رشدي لما فعله زكريا إلا أن كل ذلك انمحى من رأسه
متابعة القراءة