شيخ فى محراب قلبي بقلم رحمه نبيل
المحتويات
بعض بقى
ضحكت فاطمة بسعادة ثم قالت كطفلة صغيرة تشرح لوالدها كيف أجابت على أحد الأسئلة الصعبة
_ عجبتك الجملة دي جات في بالي في مرة لما كنت معاك مرة واحدة كده لقيتها جات في بالي وحسيت وقتها إن من كتر قعدتي معاك ومن كتر ما بتسمعني كلام فصحى هبدأ القط كام كلمة كده واكررها
اڼفجر زكريا بالضحك وهو يستمع لحديثها فطريقتها في التحدث وهي تشير بيدها واصفة كل ما حدث معها جعلته يتخيلها وكأنها طفلته الصغيرة التي تسعد بتقليد والدها
ابتسمت فاطمة بفخر شديد وكأنها قد أحرزت تقدما ما لتنمحي فجأة بسمتها وكأنها لم تكن ثم قالت وهي ترفع عينها لزكريا
_ زكريا هي مين اللي حطت الرسالة دي في قميصك
نفخ زكريا بضيق وهي يغمض عينه بتفكير ثم قال
_ معرفش والله يا فاطمة معرفش اصل مين يعني اللي هيحط حاجة زي دي في قميصي وايه اللي يخلي بنت تقرب مني وانا اساسا مش بسبب حد يق
اغمض عينه پغضب شديد يتوعدها داخله فقد خيبت تلك الفتاة أمله كثيرا وهو من ظنها هادئة يا الله أنها حتى كانت تذكره بزوجته في هدوئها وبرائتها حسنا لربما يكون أخطأ وللحق هو يتمنى ذلك
_ هي ماما عملت الكيكة
_
حاولت كتم ضحكاتها على منظره الطفولي وهو يسير جوارها متمتما پغضب وتذمر
_ خلاص بقى يا هادي هتحط عقلك بعقل عيال
_ اه
صدمت شيماء من رده السريع وهي ټضربه في كتفه بخفة
توقف هادي عن السير وهو ينظر لشيماء بحنق ثم قال بعناد شديد
_ تصدقي اه طب والله لارجع واضربه الواد اللي مش متربي ده
أنهى هادي حديثه وهو يستدير راكضا حيث شباك التذاكر الذي ترك عنده ذلك الطفل الغبي بينما شيماء فتحت عينها بفزع تتعجب تصرفات هادي التي تقابلها لأول مرة لكن لم تتوقف كثيرا حيث تحركت بخطوات سريعة خلفة دون أن تركض في الطرقات
_ بقى انا ياض تضربني بمسډس خرز وياريت ضړبة واحدة لا ازاي لازم تطلع روح الجندي اللي جواك ونزلت ضړب فيا لما خلصت كيس خرز عليا
سيبني يا جدع انت انت هترمي بلاك عليا ولا ايه
فتح هادي عيونه پصدمة من حديثه ثم صاح پغضب
ارمي ايه يا ضنايا ايش حال ما انا لسه قافشك وانت بتنقب عن ضحيتك الجاية يا سفاح
أهدى بس وقولي إنت اي واحد فيهم
هدر هادي في وجهه پجنون
ماشاء الله ده انت ضحياك كتير ده انت مسجل خطړ بقى
قرب الفتى من وجهه وهو يتحدث بغيظ
انا اللي ضړبتني في دراعي يا قليل الرباية
نظر الطفل لذراع هادي الذي يظهر من قميصه ثم ردد ببرود شديد وحديث لا يليق بسنه
مش ذنبي ان دراعاتك اغرتني انت اللي نازل من بيتك وقاصد يحصل كده
نظر هادي لذراعه بفزع شديد ثم همس متجاهلا ضحكات شيماء في الخلف
ولا انت متحرش يعني قليل رباية وساڤل
اقتربت شيماء وهي تحاول جذب الطفل من يد هادي وزجرته پعنف شديد على حديثه الذي ردده أمام طفل صغير كهذا
هادي إنت اټجننت ايه اللي بتقوله ده قدام الطفل
اسكتي انا عارف الاشكال الژبالة دي كويس
أنهى هادي حديثه وهو يجذب الطفل أكثر من يد شيماء ثم ردد مشيرا لنفسه بشړ
اوعى ياض تكون مفكر اني محترم أو هادي وهقول عيل صغير لا فوق ده انا كنت اسود منك يالا ده انا كنت معلم على كل اهالي الحارة وانا صغير
طب يعني طلعنا مش متربيين زي بعض ليه بقى العصبية دي كلها سيبني بس ونتفاهم وهخليك ټضرب بالمسډس شوية
ضحكت شيماء بشدة على حديث الطفل وعلى ملامح هادي لتقول وهي لا تستطيع تمالك نفسها
طب والله لا يقين على بعض كأنه ابنك
نظر هادي للطفل وكأنه حشرة ثم ألقاه ارضا باشمئزاز مرددا وهو يشير إليه بينما الطفل ينفض ثيابه
ابني بقى ابني انا يبقى صايع بالشكل البشع ده انا ابني اساسا هبعته لزكريا يربيه مش ناقصة قرف
أنهى هادي حديثه وهو يلقي بنظرة شريرة للطفل يتوعده ثم رجل تاركا خلفه شيماء تنظر ببلاهة وهي تفكر في كلماته
_
نظرت ماسة لما تحمل ثم ابتسمت بسمة واسعة وهي تشير للحقائب التي وضعتها ارضا بمجرد دخولها تشرح الأمر لرشدي
دول شوية حاجات لزوم الفسحة ودول بلالين وورد لزوم المصالحة
ابتسم رشدي بسخرية وهو يشير للأشياء التي تتحدث عنها
فسحة إيه لا مؤاخذة ثم أنت جاية تصالحيني بورد وبلالين ليه جاية تصالحي صاحبتك في المدرسة
صمت رشدي وهو يرى نظرات ماسة قد انقلبت فجأة واختفى بريق عينها ليشعر بأنقباض في صدره ورغم ذلك لم يتوقف عن الحديث فيجب أن تعلم جيدا أن ما فعلته لا يغتفر بسهولة حتى لا تكرر الأمر
اتفضلي يا آنسة خدي الحاجة بتاعتك وارجعي البيت ولما ارجع لينا كلام سوا ده مكان شغل
ابتلعت ماسة ريقها وهي تنظر للحقائب أسفل قدمها فهي كانت تخطط لمصالحة رشدي كما تفعل كل مرة ثم تأخذه ويذهبا سويا في نزهة جميلة وقد حضرت الطعام لذلك وجهزت كل شيء ولم ينقصها سوى وجوده فقط لكن يبدو أن ذلك لن يحدث
وبطاعة غريبة لم يتوقعها رشدي هزت ماسة رأسها ثم انحنت قليلا لتحمل الحقائب وأثناء ذلك لمح رشدي محاولات ماسة في مسح دموعها ليشعر بۏجع كبير في قلبه لكن وقبل أن يتحدث بكلمة كانت ماسة تنهض وهي تحمل كل شيء مجددا ثم تحركت للخارج دون كلمة إضافية تاركة رشدي ينظر في أثرها پصدمة فماسة التي يعرفها جيدا لم تكن لتستسلم لأوامره أو تخضع لحكمه بل كانت ستعاند معه حتى يسامحها وينفذ ما تريده لكن ماذا حدث للتو هل رحلت بتلك البساطة
عند تلك الفكرة فتح رشدي عينه بإدراك لما سببه لها ثم ركض سريعا ليلحق بها حتى يعاتبها قليلا وبعدها يضمها إليه فقد اشتاق عناقها وبشدة لكن عندما خرج وجدها
متابعة القراءة